بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 7 سبتمبر 2017

الجــــــــــــــــــــــــــــــــراد /بقلم الشاعر/ د.المفرجي الحسيني

الجــــــــــــــــــــــــــــــــراد
-------------------
أصاب بلادنا قحط  و بلاداً أخر
  زحف إلينا 
يلعق ما تلاقيه كلاب جائعة 
 تهدم قلبي احترق ألماً 
مثل جدران منازل متروكة
 لم يبقَ أحد في مدينتي
   غادروها الجند بأعلامهم ممزقة شاحبة مكسورة
 بقيت وحيداً  صامتاً
 مثل فزاعة حقل قمح ذاوٍ
  أتجول  شاهداً على مدينة مهجورة
 كشواهد مقبرة جند غرباء
 ظللت أدور  كعصفور عند مساء
 هطل مطر شتاءٍ كبسمةٍ
  فوق جذوع قلوب يابسة جرداء
نتحدث نعلِكُ اسرارا
 سياسات كاذبة حمقاء
 رسمنا كتبنا قلنا كل شيء
  مدن بلادي صامتة خرساء
 أسفارها عبر الأزمان
  شوقنا حبنا لسباحة الأنهار
 همسنا أطرقنا الرؤوس 
تحدثت جوارحنا
صمتٌ قادم قاتل لكل الأحزان
وقفنا بهمة عالية وقوف الرجال
 قلنا  وداعاً  عذابات الفقراء
  بلادي تطفو على ثروات تغدق على الغرباء 
 هبوا  ريحاً ترابية صفراء
 جراد أصفر دخل كل الشوارع  كل القلوب
 إعصار  يمتص النسغ الصاعد
 يسرق بخفية من تراب الأرض فرحها المخزون 
 أي جرح مقتول ممزق الأشلاء 
على ناصية الشوارع والدروب
 أي عرس يفرِّخ فيـه الغراب
 الوطواط  متدلياً بسياج القلب 
  يعود الظلام الليل القحط 
وطن تعاسة الم لِمَ يشدني الحنين إليك
 حنينك يؤلمني يؤرِّقني 
  أحمق غبي أركض عبر جموع الظلام
 أصافح كذبٍ ملطخ بالأوحال
  حالماً طائشاً في محطات الأوجاع 
مثل بحار خرف أنهكه ترحال في مساحات البحار
 جاع من الم  ضاع في موانئ الدنيا 
 ما أنا إلاّ هوّة عميقة من تعاسة احلام كاذبة
  طعنني في عمري تظن أن في العمر ما يسمح بالمزيد
 تحطم فؤادي في المدائن 
ذرَّته الرياح راحت تدوسه أحذية المتسللين
  ليلتي الأخيرة من سجني المؤبد أكتب عن الأرض العاقرة 
 أنتحب أسلب الدمع الغزير من الآهات
  ألعن كل وجه عاثرٍ  الآمـال البليدة 
 الليلـة  يا وطن الألم 
جفّت فيه الآمال النامية 
 يموت العشب تذوي كل الأغصان الخضراء
 تنوح تذرف الدمع كل الزنابق السوداء 
جاثمة على المزابل الأشلاء
 لم يعد قلبي عقلي الموبوء تعاسة ربيع وخريف وشتاء
*****
د.المفرجي الحسيني
الجراد
العراق /بغداد
6/9/2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق