مأساة لطيم
-1 - لَطِيمٌ ....أنَا ،
يا دُنْيا النَّاسِ ، قِفِي .
اخْرَسِي ،واْسْمَعِي ،وَتَفَهَّمِي .
مَاتَتْ أُمِّي فِي صِبايَ ،
وَمَاتَ أبِي ...
وَتِلْكِ بِدَايَةُ حَسْرَتِي ، وَتَأَزٌّمِي .
ضاعَتْ أَحْلامِي وَتَلاشَتْ
بَيْنَ الصُّفُوفِ ،حُظُوظُ تَعَلُّمِي .
أَعيشُ في ٱلْعَراءِ ...لَيْلَ نَهارٍ ،ولا
منْ رَقَّ لِحالِي ،ولا
مَنْ حَنَّ لِمَأْتَمِي .
أََجُوعّ ، وأعْرَى...
وعَلى اْلْكَرَى ، تَبِيتُ طَوِيَّتِي ،
وَمِنْ خَشاشِ الْأَرْضِ ،
قُوتِي وَمَطْعَمِي .
والنَّاسُ....يا وَيْحَ النَّاسِ،
تَحاشَتْنِي ، كَأنَّنِي مُصابّ بِالُجٌدامِ ،
أَوْ كَأنَّنِي حُثَالَةُ مُجْرِمِ.
وَإِذا مَرِضْتُ ، فَتِلْكِ نهايَتي...
لاَ حَقَّ لي فِي التَّطْبيبِ، وَالتَّمرِيضِ،
فمَنْ ذا يَرِقُّ لِحالِ الْمُعْدَمِ ! ؟
لا أَهْلَ لِي ،حينَ أشْتاقُ، أَزُورُهُمْ
ولا صَحْبٌ كِرامً...
يُرضِيهِم ،بَيْنَ الأقَارِبِ، مَقْدَمِي .
أرى صِغاراً ،بِالْحنانِ ، يَلُفُّهُمْ ،
ذَووهُمْ..فأَرْثى لِحالي ،
وَيَزِيدُ تَأَلُّمِي .
كَأفراخِ الْحمامِ...
تَطوفُ بِهِمْ في ريَّاضٍ،
كَالْجِنانِ الْمُنَعَّمِ .
وإِذا دَنَوُْتُ،فَتِلْكِ هي مصيبتي ،
يُقالُ عَنِّي صُعْلُوكً...
بَيْنَ الْأكَابِرِ، يَرْتَمي .
_ 2 _كَفَاكِ قَهراً ، يا دُنْيا النَّاسِ،
إنِّي رَفَعْتُ إلى اللهِ...
َ فيك َتَظَلُّمِي .
عسَى رَبِّي ،
مِنْ شِقْوَتي يْخلِّصُني
فٱرْحَمِيني ، إِنْ شِئتِ...
أوْ لا تَرْحَمي .
رَبَّاه ! ضاقَ الْوُجودٌ حَولِي ،
وَضِقّتُ مِنْ أنَّاتي ، وَمِنْ وَيْلاتِي
وَزادَ تَبَرُّمي .
خُذْني إلَيْكَ،لَعَلَّني ،
ألْقى هُناكَ حَنَانَ أُمِّي وَعَطْفَ أبِي .
أَوْ عَلَّني بِحِصْنِكََ أَْحْتَمِي
فإنِّي عِشْتُ لا أرْجو سِواكَ ،
خَلاصاً لِغُرْبَتي ...
حَسْبي علاك يناجيهِ فَمِي .. !
للشاعر المغربي
رسام الشرود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق