بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 20 يونيو 2017

ذكراك /بقلم الشاعر/ سليمان أحمد العوجي

ذكراك
           ...........
حينَ مزقتَ قصائدكَ
ألم يؤرقكَ صريرُ أوجاعي
أيها الراكضُ في أزقةِ
كوابيسي..!!؟
 تطوقني بيديِّ ذكراكَ
كعشرِ خناجر...
تنكسُ الرايات في 
تابوتِ صدري..
ويخرجُ جرحي 
كلَ يومٍ من مخبئهِ
ليرقصَ وسطَ
جوقةِ خناجركَ الثملة
تطوفُ بي كخفاشٍ 
اسطوري يشهرُ في
وجهي مديةَ ميلادهِ
اختلجُ كفراشةٍ أعيتها
الدروبُ إلى النور...
وأنا الغجريةُ التي
نذرت لعينيكَ أن
ترقصَ بشالِ القمرِ
على أسوارِ قرطبة
فرقصت..ورقصت
حتى آخرِ قطرةِ دفٍ
وكثيرٍ من الرماد..
وحينَ أطفأت مرافئ
الذاكرةِ مناراتها عدتُ
بوهنِ فكرةٍ قاحلةٍ
لأذوبَ في معارجِ نسيانك
حمى السؤال ترتادني
من الضفةِ إلى الضفةِ
من سلبَ نهارنا
أغرودةَ الشمسِ
آهٍ لو تعلم كم تآمرت
عليَّ المواسمُ
وخانتني مواعيدُ السحاب
أخرجُ من قاعِ لهفتي
كشهقةٍ مثخنةٍ بصداها
كسمكةٍ خلعت بحرها
وانتعلت عريها المستحيل
ثم اقتفي جهنمَ أثركَ
وعلى سريرِ حيرتي
عبثاً أحاولُ جمعَ
زئبق أشلائي..
في ليلة عجفاء 
مرقطةٍ بالكوابيس
ويشرئبُ جرحي ثانيةً
كمهرةٍ كسيحةَ الصهيل
أعيتها أبجديةُ الشكوى
أيها الراكضُ في أزقةِ
كوابيسي....
لازالت أنفاسكَ تذرو
أيامي على سطورِ
العمرِ...
أشعلُ شمعَ نزواتي
محالاً أحاولُ اعتقالَ
الضوء...!!!"
 كمن يمارسُ حلماً
خرجَ من محارةِ النوم
آخرُ جزري أنت..
يعصفُ بها بحرٌ
متلاطم الأسئلةِ...
كلُ أحبتي أخذوا
أكفانَ أسئلتي ومضوا..
غرباءَ لاأعرفهم ضمدوا
قلبي بترهاتِ النهار
ومضوا.....
يالذكراكَ القاتلة!!!!!!!
 تدخلُ التاريخ كطروادةَ
والبسوس غيرَ خجلةٍ
من دماءِ ضحاياها.
      بقلمي: سليمان أحمد العوجي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق