نالت علىٰ يدها ...
ليزيد بن معاوية ...
مهداة إليها ...
…نالت على يدها مالم تنله يدي
�نقشاً على معصمٍ أوهت بهِ جَلَـدي
كأنـهُ طـرق نمـلٍ فـي أناملهـا …
�أو روضةٌ رصعتها السحبُ بالبـرد
وقوسُ حاجبها مـن كـلّ ناحيـةٍ …
�ونبلُ مقلتهـا ترمـي بـهِ كبـدي
مدت مواشطها في كفهـا شركـا …
�تصيدُ قلبي به من داخل ِ الجسـدِ
أنسيةٌ لو رأتها الشمسُ ما طلعـت …
�من بعدِ رؤيتها يومـاً علـى أحـدِ
سألتها الوصلَ قالت : انتَ تعرفنـا …
�من رامَ منّا وصالا ً ماتَ بالكمـدِ
فكم قتيلٌ لنا بالحبِّ مـاتَ جـوىً …
�من الغرامِ ولـم يبـدئ ولـم يعـد
فقلتُ : استغفر الرحمنَ مـن زلـلٍ …
�إن المحبَ قليـلُ الصبـرِ والجلـدِ
فخلفتنـي صريعـاً وهـي قائلـة ً …
�تأملوا كيفَ فعلُ الظبـيُ بالأسـدِ
قالت لطيفٍ خيالٍ زارني ومضـي : …
�بالله صفـهُ ولا تنقـص ولا تـزدِ
فقال : خلّفتهُ لو ماتَ مـن ظمـأ ٍ …
�وقلتُ : قف عن ورودَ الماءِ لم يردِ!
قالت : صدقتَ الوفا في الحبِّ شيمتهُ …
�يا بردُ ذاكَ الذي قالت على كبدي
واسترجعت سألت عنّي فقيـلَ لهـا …
�ما فيهِ من رمقٍ دقـت يـداً بيـدِي
وأمطرت لؤلؤاً من نرجس ٍ وسقت …
�ورداً وعضّت على العنابِ بالبـردِ
وأنشدت بلسـان الحـال قائلـة …
�من غير كره ٍ ولا مطـلٍ ولا مـددِ
والله ما حزنت أخـتً لفقـد أخ ٍ…
�حزني عليه ولا أم ٍ علـى ولـد ِ
فأسرعت وأتت تجري على عجـل ٍ…
�فعندَ رؤيتها لـم استطـع جلـدي
و أغمرتني بفضل ٍ مـن تعطفهـا …
�فعادت الروحُ بعد الموتِ للجسـدِ
هم يحسدوني على موتي فـوا أسفـا …
�حتى على الموت ِ لا أخلو من الحسدِ
مختارات أبي علي الحلفي ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق