بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 21 يونيو 2017

نالت علىٰ يدها /بقلم الشاعر/ أبو علي الحليفي

نالت علىٰ يدها ...

ليزيد بن معاوية ...

مهداة إليها ...

 …نالت على يدها مالم تنله يدي
�نقشاً على معصمٍ أوهت بهِ جَلَـدي

كأنـهُ طـرق نمـلٍ فـي أناملهـا …
�أو روضةٌ رصعتها السحبُ بالبـرد

وقوسُ حاجبها مـن كـلّ ناحيـةٍ …
�ونبلُ مقلتهـا ترمـي بـهِ كبـدي 

مدت مواشطها في كفهـا شركـا …
�تصيدُ قلبي به من داخل ِ الجسـدِ

أنسيةٌ لو رأتها الشمسُ ما طلعـت …
�من بعدِ رؤيتها يومـاً علـى أحـدِ

سألتها الوصلَ قالت : انتَ تعرفنـا …
�من رامَ منّا وصالا ً ماتَ بالكمـدِ 

فكم قتيلٌ لنا بالحبِّ مـاتَ جـوىً …
�من الغرامِ ولـم يبـدئ ولـم يعـد

فقلتُ : استغفر الرحمنَ مـن زلـلٍ …
�إن المحبَ قليـلُ الصبـرِ والجلـدِ

فخلفتنـي صريعـاً وهـي قائلـة ً …
�تأملوا كيفَ فعلُ الظبـيُ بالأسـدِ

قالت لطيفٍ خيالٍ زارني ومضـي : …
�بالله صفـهُ ولا تنقـص ولا تـزدِ

فقال : خلّفتهُ لو ماتَ مـن ظمـأ ٍ …
�وقلتُ : قف عن ورودَ الماءِ لم يردِ!

قالت : صدقتَ الوفا في الحبِّ شيمتهُ …
�يا بردُ ذاكَ الذي قالت على كبدي

واسترجعت سألت عنّي فقيـلَ لهـا …
�ما فيهِ من رمقٍ دقـت يـداً بيـدِي

وأمطرت لؤلؤاً من نرجس ٍ وسقت …
�ورداً وعضّت على العنابِ بالبـردِ 

وأنشدت بلسـان الحـال قائلـة …
�من غير كره ٍ ولا مطـلٍ ولا مـددِ 

والله ما حزنت أخـتً لفقـد أخ ٍ…
�حزني عليه ولا أم ٍ علـى ولـد ِ 

فأسرعت وأتت تجري على عجـل ٍ…
�فعندَ رؤيتها لـم استطـع جلـدي 

و أغمرتني بفضل ٍ مـن تعطفهـا …
�فعادت الروحُ بعد الموتِ للجسـدِ 

هم يحسدوني على موتي فـوا أسفـا …
�حتى على الموت ِ لا أخلو من الحسدِ

مختارات أبي علي الحلفي ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق