(تلك التي تهز العالم بشمالها)
امرأة برهف القوارير فهل لمسوا
وراء الزجاج جراح قلبها القائد
يقاوم الرصاص مشرع الدروع
يتلقى رجم الفاجر بلعنة العابد
ما شاهدوا أما لأنثى تنحر ليلا
يتبتل الأنين بأوجاعها كالحامد
الرب يبارك قداسة مر أحلامها
يسمع جدالها منكرا تنكر المارد
تغوص سم الخناجر بين أضلعها
كبد يعقها بنخاس عليها مزايد
ترقص قربان قدر و ذبح عابث
يبدع في لحمها عصورا كالشارد
تحارب و الصدر وارف الظلال
تضم تائه الخطو بشغف المواعد
يروي نبعها حكايا بتدفق المداد
ملحمة الأزمان و التاريخ شاهد
يصرخ الكون حيا بحر أنفاسها
يرسو في موانئها راض بحاسد
أي ضلع أعوج بنقصان العقل
و ظلها يزهر القفر بروح المجاهد
تصول مقاتلة و الأحلام سيوفها
تكمل رسائل الرب فاتنة تكابد
كم خد أغرقه الصفع مثل خديها
يرافقها حظ لسعد مبتهل مناشد
كم تراب تشقق من رجات قلبها
كم فجرت عيناها بالكبد الجاحد
تشمخ جرحا مبعثر النزف
غواصة حشد خلى من مساند
تهدي أكبادها مسوخ و أطهار
ترتعب ممزقة و هم لها مطارد
يؤرخ لها يوم بسطوة الوفاء
هل خلق إنسان بدونها كالراشد
لو أباحت خلد جناتها معابرها
يسطر عطرها الناموس الخالد
تلك التي تحني هامتها الشدائد
فتنحني لها السماء بالمعابد
_جليلة مفتوح_
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق