بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 2 مارس 2018

يا سيـــــــــــــــــــــدتي /بقلم الشاعر/ علي شريم

يا سيـــــــــــــــــــــدتي

أنا أسْتطرد كُلَّ الحُبِّ
إليـــــــــــــــــــــــــكِ
حُبـّي مشـــدودٌ
كالنّجمِ الثاقبِ
للأحياءِ
والأموات
وإلى دون ذلك
كالمُتمرد
والمُتعطشِ للحريةِ
بصوتِ صداكِ
حُبّي مقتولٌ
يا سيدتي...
يعيشُ طليقاً
وقت النكبة
ووقت السلّمِ 
يُقتلُ أَلْفَ مرة
فتُحجبُ الرؤية
فنلهو...
وبعد قدومِ البرقِ
تبتهجُ الدنيا
كأصيلِ الصيفِ
يَسْمو حُبّي فوق الكلمة
يا سيدتي...
من مَرّاكش يغدو بأجنحةٍ
وتلهوهُ النّسوةُ في الطرقاتِ
فأين يَحَطُّ...
في قاهرةِ الأعداءِ
أمْ أَسْتَطِيبُ مع رُعَاةِ الغابِ
كلأّ أسْقَمهُ الأحباب
أمْ أبكي أطلالاً
وأنا في الرحم مع الأرحام
فكان ميلادي...
بعد النكبة...
يا سيدتي...
تَعقُبه الأزقَةُ
في الحواري والجواري
كطيفِ اللونِ الواحدِ
لا أعشقُ إلا الدفءَ
فدعينا نخلو إلى خلوتنا
ونُقَدُّسُ أحلامَ طفولتنا
لنستنشقَ من عَبَقِ التاريخ
أُغنيةً...
كالمِيجنا...
يا سيدتي
حُبّي إليكِ محدودً
كحدودِ القدسِ إذا بَقيت
فأين أنتِ؟!...
في رحى الشام
أمْ بين ضحى القوقاز
أمْ في جبال الحجاز
لا أسمعُ إلا الهُتاف
أتدرينَ يا سيدتي؟!
أحقرُ المخلوقاتِ تُعبّأُ إلينا
لِتؤكل...
كلاجئٍ بدّدَه الليلُ
بضوء القمر لِيُقْبَر
والرؤى حوله
تَسْتَرسِلُ الخِزْيَ لِيرحل
فكادَ الموتُ أرحم
والشوقُ غِلّهُ في الصدورِ
يُقْهَر...
أنعامٌ تُرادفنا
وقيدُ الحبلِ مُسَمْسَرْ
ورَغَدُ العيشِ مُبَعثَرْ
والجوعُ في البطونِ يُنْقَرْ
أحكاماً كالْحَملِ تَحْمِلُ
مولوداً!
في هذا العامِ مُذَكر
يصبو!...
فيدنو!...
في سنين المِعْسَر
يا سيدتي
أنتِ التي نرلك في التلفاز
وفي العدسة المُقَعَر
ترتدينَ الحِليّ
كالحُبّ المُكَسَر
أو كالحليب المُبَسْتَر
أمْ أنتِ التي تُقارعين الأُمم؟!
في البيت المُظَفَر
الكيل بمكيالين
أو أكثر
أو اكثر
-------------------
بقلم \ علي شريم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق