#العمل_و الكسل
العمل من الناحية اللغوية يمكن القول بأنه الوظيفة و المهنة ، أما اصطلاحاً فهو الجهد العضلي الذي،يقوم به أي إنسان لأجل تحقيق هدف محدد له نفع على الفرد و المجتمع
و للعمل أهمية كبيرة يمكن أن نذكر منها: زيادة النمو الإقتصادي للدولة عن طريقة زيادة الناتج المحلي الذي يؤدي إلى الاكتفاء الذاتي و بعدها الفائض عن الحاجة ، و هو أحد أهم العناصر التنموية في المجتمعات ، بالعمل تُبنى شخصية الفرد وتكتسب هيبة. و بالعمل لا يعتمد الفرد على غيره بل يحث ويعزز قدرته و بالعمل طبعا يمكن زيادة الربح الذي يعتبر أهم هدف للعمل و الذي بفضله يمكن الإستمرار في ذات العمل و محاولة تطويره و منها إلى جلب الإستثمارات التي تدعم الربح والتي بدورها تؤدي إلى حفظ الحصة السوقية بمعنى زيادة الطلب عليه و هذا بدوره يؤدي إلى دراسات أعمق لأجل البحث في كيفية تحسين نوعية الخدمة المقدمة أو توفير منتوج معين بطريقة ذات جودة .
و العمل هو مفتاح النجاح و كما نعرف هو فريضة على كل مسلم و مسلمة بل كل إنسان عاقل قادر فبالعمل تم بناء الحضارات القديمة و استمرت لسنوات طوال و لازالت ملامحها حتي الآن و بالعمل نعيش حاضراً و نبني مستقبلاً و يفخر أبناؤنا بتاريخ حافل و نكون قدوة لأجيال قادمة ، و العمل قبل أن يكون أحد أهم ضروريات الحياة اليومية فقد كان أمراً ربانياً محضاً لأنّ اللّه عزّ و جلّ عيّن الإنسان خليفة له في الأرض لإعمارها و هذه الأخيرة لن تتحقق إلا بالعمل الدؤوب ، و رغم أهمية العمل إلا أن ّهناك من يتهرب من المسؤولية محاولاً بذلك تقليص ساعات عمله المقررة و نحن نرى الكثير و الكثير من الناس ينبذون العمل،ويبدون عدم قابليتهم له ، وربما يعود هذا إلى فطرة في الإنسان حيث أنّ الله تعالى أعطى لبني البشر حبّ الراحة و الابتعاد عما يؤلم و عما يُتعبهم ، و يمكن اعتبارها شيئاً مكتسباً بحيث الإنسان بطبعه يميل إلى فعل ما يهواه و ما يبعده عن المنغصات و الألم ، فهناك بعض الأعمال التي تتطلب مجهودات كبيرة لفترات طويلة هذا يؤدي إلى حبّ الراحة و الخمول و الكسل في كثير من الأحيان .
و الكسل الذي يمكن القول أنّه حالة من التراخي و عدم إبداء الرّغبة في حب العمل بحيث يقوم الفرد بالتقاعس عن القيام بأي عمل إذا كانت علامات العمل هي النشاط المستمر فأمارات الكسل هي كثرة النوم و قلة الحركة حتى الأكل يكون بقلة ، و أهم ما شجع الكسل التكنولوجيا العصرية التي وفرت كل شيء عن قرب دون بذل أي جهد يذكر فهذا التطور الكبير الذي وصلت إليه البشرية جعلته يبذل جهداً يسيراً مقارنة مع أجيال سابقة
صحيح إن الفرد منا يحتاج من وقت لآخر بعض الراحة كوقت مستقطع لإعادة استنشاق النفس و شحن الهمة أما اعتياد الراحة و الهروب من العمل أو تناسيه لفترات أطول فيوقع صاحبه بنشوة الخمول حتى أبسط احتياجاتنا صرنا نقضيها عن طريق أجهزة التحكم عن بعد أو تقديم طلبها بكبسة زر
و مؤخراً ظهرت الكثير من الأمراض التي يعاني منها فئة الشباب و التي لم تكن تهد جسد من ماثلهم سناً في فترات سابقة منها السمنة ، بعض الآلام في عضلات مختلفة من الجسم ، أمراض مزمنة كالسكري و القلب الروماتيزم و الكوليسترول و غيرها و أشارت بعض الدراسات في عدة جامعات أن أهم أسبابها هي قلة الحركة اليومية و عدم حرق السعرات الحرارية بما يكفي كون الجسد في خمول طبعا لن يبذل جهد أضف إلى ذلك بعض النتائج السلبية على نفسية الفردكالإحساس الدائم بالإحباط و إرهاق قد يتوصل الأمرُ لحالات الاكتئاب الحادة فتصبح الشخصية هشة كهشاشة وريقات الخريف التي،تذروها الرياح أينما ولت و يترتب عنها أيضاً الفراغ الروحي
أما من الناحية المادية فالكسل لن يقصر في جعل الفرد يشقى في الفاقة و ضيق ذات اليد ، أما على المجتمع سيكونون كعالة ثقيلة كثقل صخور الجبال المترامية ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق