بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 28 فبراير 2018

مأساة امراه(٣٧)بقلم الشاعره/امال مصطفى الشامى


انتهت الحلقه السابقه بصدمت البطله وهى ترى حبيبها يدافع عن اهلها ويشجعهم على ابتعاده عنها فكانت البطله تقولى : كانت تمر الايام اصعب واصعب بعد ان اكتشفت هذه الحقيقه المره التى كنت احترق بسببها ليل نهار فلم يكن بيدى سوى ان ابكى . كنت اراسله كل ليله رسائل العتاب التى يملؤه العذاب والالم كنت اراسله بدموعى واقول ( احرق ما شئت من جسدى فدموعى تطفيه ..ولكن اياك ان تحرق قلبى فانت فيه ) وبعد يومين جئت بالرساله الثانيه وقلت ( انا وقلبى : لو كنت حبيت زينا كان فات عليك اليوم سنه كنت حسيت بنار البعاد وعزرتنا ) مرت الايام وفى ذات ليله الساعه 2 صباحا تفاجئنا بأتصال من خالتى قائله : فى خناقه كبيره فى الشارع اللى ورانا والشرطه قافله الشارع وبياخدو اى حد يعدى . ساعتها اول حاجه فكرت فيها (شرف) لكن اللى كان مطمنى انه فى الوقت ده كان هو نايم وكان وردية شغله الصبح مش بليل وبرغم اطمئنانى بأن شرف فى منزله ولكن لم يكف قلقى عليه فظليت اقول لنفسى  شرف قالى انه عدى من نفس الشارع ده قبل كده وهو رايح الشغل . يعنى ممكن يعدى من الشارع ده بكره وهو رايح شغله الصبح  ووارد ان الشرطه تمسكه . جريت على الموبيل وجبت رقمه عشان اتصل واقوله ماتمشيش من الشارع ده ولكن توقفت يدى فى اللحظه الاخيره خوفا من انى اصحيه من النوم واقلقه . فكتبتله رساله حذرته انه ميعديش من الشارع ده .  كنت خايفه عليه فى عز ما هو مع اهلى ضدى كانت بتمر الايام فى بطئ شديد حتى جاءت الجمعه كانت مثل كل جمعه وكانت ساعتها مثل ساعات الجمع الماضيه تجرى عقاربها وتنتهى اوقاتها الجميله مسرعا حيث دقت ساعة الرحيل وكالعاده ذهب ولكنه قبل ان يذهب هذه المره اخبرنى  انه بكره اجازه ولكنه لم يخبرنى انه سيأتى او لا..فى صباح اليوم التالى الساعه الثالثه عصرا كنت فى حجرتى وكان المشهد كالاتى. ماسكه فى يدى الموبيل واتمشى(راحه جايه) بخطوات بطيئه حائره .كنت اشعر اننى مشتاقه اليه وكنت ارغب انه يأتى وكنت اعلم ايضا أننى اذا طلبت من ابى ان يدعو شرف الى بيتنا اليوم سوف يلبيه فورا كما وعدنى ولكننى كنت اخشى ان تكون تلبيه هذا الطلب إجبارى على شرف  . فانا لا اريد ان اجبره ان يأتينى ولكنى مشتاقه لرؤيته بقوه . ظليت اخطو خطواتى الحائره داخل غرفتى وحدى واخذ قلبى يراودنى بدقاته السريعه ان اراسل شرف. وبالفعل فلقد قررت ان اراسله واخبره باننى مشتاقه اليه ثم اترك له حرية الاختيار افضل من ان اجعل ابى يدعوه بالاخبار . وكانت رسالتى لشرف تقول ( عايزه اقولك تعالى بس خايفه . مع انك كنت لسه امبارح معايا لكن غصب عنى مشتقالك) ارسلت له الرساله ووضعت يدى على قلبى وانا انتظر الرد خائفه من ان يكون الرد هو اعتذار عن المجئ . وبعد دقائق تفاجئت بنغمته ترن على هاتفى مما جعلت نبضات قلبى تذداد وتتضاعف . كنت انظر الى اسمه على شاشة الموبيل واقول ياترى هترد تقولى ايه ؟. ضغطت على زرار الرد ويدى ترتعش ثم وضعت الموبيل على اذنى وقلت فى صوت متخفض : الو .. قال : ايه يا بنتى انتى بتعملى ايه . رديت وانا ارتجف وقلت : مافيش حاجه قاعده عادى . قالى : اومال ليه مردتيش بسرعه؟ قلتله : بصراحه خايفه. قالى : خايفه من ايه ؟ رديت بصوت مضطرب وقلتله :خايفه تقولى مش جاى اصلك بصراحه وحشتنى برغم انك كنت معايا امبارح بس لقيت نفسى ببعتلك الرساله غصب عنى وفى نفس  الوقت مش عايزه اجبرك انك تيجى غصب عنك بس انت وحشتنى . ضحك شرف ضحكه كبيره وقال : طيب هلبس واجيلك . اغمضت عينى وتنهدت من شدة التوتر .هرب الخوف فى لحظات ووجدت الابتسامه تملأ وجهى وقلت بجد؟ قالى : بجد. قلتله يعنى مش جاى غصب عنك . ضحك وقالى : وبعدين ارجع فى كلامى ولا ايه ؟ قلتله : لالالالا . قالى : طيب سبينى بقا اروح البس . ضحكت وانا قمة السعاده وقلتله : متتاخرش. تركت البطله هاتفها وجريت كالطفله متلهفه للقاء حبيبها اخذت تستعد مقابلته وكأنه لم يكون معها بالامس فكانت لهفتها للقائه وكانها غاب عنها شهور . فقالت البطله : لبست واستعديت واخذت انتظر خبطت يده على الباب . وبعد لحظات سمعت خبطته فتحت له الباب وانا مبتسمه لاستقباله . كنت اسلم عليه بحراره وكأننا لم يمر على فراقنا سوى ٢٤ ساعه فقط . اما بالنسبه له فكان سلامه باردا  وكان فرق الشعور بيننا واضح ودرجة الاشتياق واضحه ايضا كنت اراه امامى يتكلم ويضحك ولكنى لا استطيع سماعه ولا اتمكن من الانتباه الى حديثه فلم  اكن استطيع ان افعل شيئ امامه سوى ان انظر اليه واحاول اشباع عينى من تفاصيل ملامح وجهه التى اشتاق اليها كثيرا وبرغم محارباتى لحضوره الا انه كان يذهب فى غمضت عين وتفاجئ  بكرسيه فارغ  ويظل فارغ طوال السبع ايام حينما يأتى الاسبوع القادم .مرت الايام . وفى ذات يوم سمعت ان عيد الحب بعد اربع ايام قررت يومها ان اجمع جميع العديات التى اخذتها فى جميع الاعياد السابقه وقررت انزل اشترى لشرف هدية عيد الحب وكان هذا اول عيد حب اقرر فيه شراء هديه بل اول عيد اشعر فيه بالحب .نزلت وكانت معى والدتى ونداء وامانى اقاربى البنات ومعهم والدت نداء . فعلا نزلنا ومشينا كتير اوى خليتهم يلفو معايا على جميع المحلات عشان ادور لشرف على اجمل واغلى هديه كانو (نداء ومانى ) مستغربين وبيقولولى  انتى كده هتضيعى فلوسك كلها على الفاضى ثم ردت والدت نداء وقالت : ادى دقنى لو افتكرك بورده حتى. كنت برد عليهم  واقولهم : انا واثقه انه هيجيبلى .مستحيل اول عيد حب بينا وميجبليش هديه بس ياترى هيجيبلى ايه عشان اجيبلو حاجه احلى من اللى هو هيجيبهالى . كنت اقف امام الفترينه بالربع ساعه وفى الاخر اشاور على اجمل حاجه واقولهم بكام دى ؟ كانو كلهم يستغربو ويقولولى: والله خساره فيه . لكن انا من شدة رغبتى انى اجيبله اجمل حاجه كنت بسيب المحل واروح محل تانى عشان ادور على حاجه احلى. خليتهم يمشو معايا كتير فى اليوم ده لدرجه ان والدتى رجلها وجعتها ونداء وولدتها وامانى اتاخرو  وعايزين يروحو. وفجأه لفت نظرى دبدوب كبير قطيفه لونه احمر ماسك فى ايده قلب صغير .دخلت المحل وطلبت من صاحب المحل يورينى الدبدوب وفعلا جبهولى .مكست الدبدوب وجيت اضغط على القلب لقيت عينه يتنور ويقول ī love you . نداء وامانى اول ماشافوه كانو معجبين بيه جدا . فى اللحظه دى لقيت اخويا قابلنا هو واصحابه ومعاهم وهدايا الفلانتين وكل واحد فيهم طلع هديته عشان يوريهالنا وكانت هداياهم عباره عن دباديب بمبى صغيره ومعاهم علبه شفافه جواها قلب احمر وورده . بعد ماورونى هدايهم طلبو منى يشوفو هديتى واول ما طلعت الدبودب القطيفه الاحمر انبهرو بجماله وقالولى انتى زوقك جميل اوى احنا كده شكلنا هنرجع  الهدايا اللى معانا ونجيب زيك .لكن انا طبعا مكتفتش بالدبدوب وطلبت منهم يشترولى علبه شفافه جواها قلب وورده زى اللى معاهم  واديتهم الفلوس . طبعا نداء وامانى كانو هيتجننو من اللى بعمله وبيقولولى : يابنتى مش كفايا الدبدوب دول اصحاب اخوكى كانو هيتجننو عليه .قلتلهم : انا عايزه اجيب لشرف الدنيا كلها . عملت اللى فى دماغى وجبت العلبه الشفافه مع الدبدوب وحطيهم جوه علبه هدايا كبيره وخليت صاحب المحل يرش عليهم برفان.. وبردو مكتفتش بريحة برفان المحل  بعد ماروحت البيت قررت ابعت اخويا الصبح يشتريلى ازازة ريحه مخصوص احط منها لما شرف يجى وارش منها على الهديه عشان لما شرف يفتح الهديه يشم ريحتى فيها . وفعلا تانى يوم اخويا اشترالى الريحه وكنت فى انتظار يوم الفلانتين الموافق يوم الثلاثاء . فى هذا الاسبوع كانت وردية شغل شرف مسائيه (من ٤ العصر الى ٤ الفجر)  فاتصلت بشرف وقلتله عيزاك تيجى يوم التلات عايزاك فى موضوع مهم  قالى انا وردية شغلى مسائيه . قلتله عرفه وطلبت منه يجيلى قبل شغله بساعه . وكانت المفاجئه الغريبه انى لقيته بيقولى انه هيجيلى يوم الاثنين ( مش الثلاثاء)  يعنى قبل عيد الحب بيوم . تعجبت بل تعجبنا جميعا وليس انا وحدى وكانت تدور بيننا بعض الاسئله منها : ياترى جاى يوم الاتنين ليه ؟ هو ميعرفش ان عيد الحب يوم التلات ولا ايه ؟ هكذا كانت تدور بينهم  الاسئله اما انا فلقد غلبنى الصمت بعد ان تاهت تساؤلاتى بلا جواب . قررت السكوت والانتظار لحين يأتى هذا اليوم ولكن كان سكوتى يحمل علامه استفام كبيره . مرت الايام وجاء اليوم وكنا جميعا فى انتظاره وقبل موعده بدقائق قال لى ابى :ده يبقى غبى اوى لو مجبلكيش هديه عيد الحب النهارده .وفجاه دقت الساعه الثانيه ظهرا . انه الموعد المتفق عليه. دق الباب .دخلت حجرتى مسرعه ومعى امى وكنا نترقبه من خلف باب الحجره . فتح ابى لشرف ودخل وكانت يديه فارغه . لقيت ماما بتقولى مش قلنالك مش هيجيبلك حاجه وانتى مسمعتيش الكلام وعماله تلففينا وراكى على المحلات لما رجلينا وجعتنا وتختاريلو احلى حاجه لما ضيعتى فلوسك على الفاضى وفى الاخر مفتكركيش حتى بورده .. اخزلنى . ولكنى لم انتظر منه شيئا سوى ورده يتذكرنى بها فى عيد حبنا الاول  ولكنه اخزل قلبى واخزل رهانى مع اهلى ايضا . رسمت الابتسامه وخرجت لاستقباله .مديت يدى وسلمت عليه ثم جلست بجانبه بدأ يتحدث معى قليلا عن اخبارى وكالعاده اخذنى الى البلاكونه .كنت اتوقع منه ان يقول لى (كل سنه وانتى طيبه) ولكن العكس كان يسالنى عن سبب مجيئه . ابتسمت وقلت: ثوانى وجايه. دخلت من البلاكونه وقلبى يحترق انه لم يتزكر عيد حبنا الاول . وفجاه لقيت بابا قدامى بيقولى : هو مقلكيش كل سنه وانتى طيبه ؟ قلتله: ولا جابلى سيره عن عيد لحب اصلا .سكت شويه وقالى: عرفه تعملى ايه . ادخلى اديله الهديه بتاعتك عشان تحرجيه قلتله: دلوقتى؟ قالى ايوه دلوقتى. بالفعل دخلت حجرتى وبدأت ارش على نفسى من الريحه اللى انا جبتها وانا عينى مدمعه من شعورى بالخزلان ثم بدات ارش من نفس الريحه على الهديه عشان لما يفتحها يشم ريحتى فيها ثم مسحت دموعى وذهب لاقدمها له ولكننى وانا ذاهبه لم يكن فى نيتى احراجه بتاتا كما قال لى ابى .بل كانت نيتى هى ان افاجئه باول هديه منى له . دخلت البلاكونه وفى يدى شنطة الهدايه. كان هو واقفا ينظر الى الشارع ولم يشعر بوجودى خلفه .خبطت على كتفه  بحنيه وانا مبتسمه وعندما التفت اليا  مديت له يدى بالهديه وقلت : كل سنه وانت طيب . كنت ارى فى عينيه الدهشه وهو مرتبكا  ويقول: ايوه بس النهارده مش عيد ميلادى . ضحكت وقلتله : دى مش هدية عيد ميلادك . أخذ الهديه فى تردد وقال: اومال ايه .قلتله : بكره عيد الحب .وفجاه ارتسمت على شفاه الابتسامه ورأيت فى عيناه السعاده وقال:كل سنه وانتى طيبه .قلتله : وانت طيب . كنت سعيده بسعادته واردكت فى هذه اللحظه  اننى لا اريد منه مقابل سوى ان ارى هذه الابتسامه على وجهه فقط. بعد لحظات لقيته بيطلب منى ادخل الهديه جوه على الكرسى قلتله: مش هتشوفها ؟ قالى : مانا هبقى اشوفها . كنت مستغربه ليه مش عايز يشوفها . خدت الهديه من ايده ودخلتها على الكرسى بعدها طلب منى انه يمشى عشان معاد شغله وعشان يلحق اتوبيس الشركه . دخلت اوصله  وخدت معايا الهديه عشان اديهاله وهو نازل لكن لقيته بيقولى : مينفعش اخدها معايا الشغل خليها عندك لحد مجيلك يوم الجمعه .مشى شرف وجريت الساعات بيا . غربت الشمس وعم الليل فى اركان الكون والساعات تمضى وانا اجلس امام الهديه  انظر لها واقول انه لم يراكى ولم يشم تلك العطر الذى عطرتك به وعطرت به نفسى لم يتلهف لرؤيتك كما تلهفت انا لشرائك ..كانت تمضى الساعات حيث دقت الساعه ما بين العاشره  والعاشره ونصف .فى هذه اللحظات كتبت اليه رساله وقلت ( باقى ساعات ويطل علينا عيد حبنا عيد عشقنا وهوانا فكل عام وانت حبى الاول والاخير كل عام وانت عشقى وهوايا كل عام وانت حبيبى) ارسلت اليه رسالتى ولم يأتينى ردا منه ولكننى لم احزن بل كنت اتغاضى عن احزانى وكنت فقط اتزكره عندما قال (خلى الهديه عندك لحد مجيلك يوم الجمعه)  فكل ما يشغل بالى هو ماذا يحدث فى يوم الجمعه ؟ ماذا يفعل لى حبيبى فى يوم الجمعه ؟ وبما يفاجئنى؟ فلم اكن افكر فى شيئا سوى يوم الجمعه  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق