انتهى عيد الميلاد بأمنيتى الوحيده وهى( ربنا ميحرمنيش منه ) وكنت على يقين بان امنتى لابد من افسادها بعد ان وجدت ان حرمانى من شرف لايزال مستمرا . انتهى اليوم وذهب شرف وترك لى بصمه اتزكره بها دائما فى غيابه وهى ( امل وشرف ) اجمل واغلى هديه . كانت تمر الايام والانتظار كما هو مرير .كنت احتاج دائما الى من يواسينى فى ايام الفراق والى من يشاركنى تلك اللحظات المؤلمه بانتظارى له خلال الاسبوع الطويل ولكنى لم اجد .. لم اجد غير ( امل وشرف) الذين اقف امامهم كل يوم شاكيه فراق حبيبى امسك باسلاك القفص واهمس قائله ( وحشنى ) كنت بدخل البلاكونه كل يوم واقف امامهم بالربع ساعه والنصف ساعه وابوح لهم بنظراتى الحزينه على مدى تعذيبى وحرمانى . كنت اشعر انهم يحسون ويفهمون نظراتى بل كنت اشعر احيانا انهم يسمعون ما يدور فى سرى .كانو ينظرون لى فى تعجب وكأنهم يريدون ان يقولو لى انتى ازاى مستحمله كل العذاب والحرمان ده .فى ظل هذه الايام كان شرف يخبرنى بانه اجازه فى وسط الاسبوع قائلا : انا هخرج مع اصحابى وخليكى انتى ليوم الجمعه . قلتله طيب ليه متجيش تقعد معايا ساعه نفسى اشوفك قالى : مينفعش عشان منضايقش ممتك انتى ناسيه انها فى مره قالتلى ( هو كل يوم خروج) من بعد الكلمه دى يا امل انا مقدرش اجيلك غير يوم الجمعه وانا مش عايز احرج نفسى تانى.. كنت اشعر ان صبرى على الايام يتلاشى واشتياقى اليه يتضاعف حيث جاء اليوم الذى فقدت فيه قوتى تماما ووجدت نفسى اذهب الى امى واقول لها : ليه شرف مبيجيش الا كل جمعه ؟ ردت ماما قالتلى : واحنا نعمله ايه ؟ قلتلها : مانتو اللى خلتوه مبقاش يجى غير مره وحده فى الاسبوع .قالتلى :عشان ده الصح .قلتلها : عشان خالتى قالتلك ان امانى خاطبها بيجيها يوم واحد يبقى تحكمو عليا اشوف خطيبى يوم واحد قالتلى : دى الاصول . قلتلها : انهى اصول دى اللى تحرم قلوب من بعضها .انهى اصول اللى تحكم على وحده تتعذب اسبوع بحاله بانتظار حبيبها لمجرد ان خالتى بتعمل كده مع خطاب احفادها . رغم ان كان شرف بيجيلى فى بدايه خطوبتنا كل يومين . ايه غير الوضع نفسى افهم ؟ فى اللحظه دى وجدت ابى يفتح باب الغرفه ويقول : اهدى يا حبيبتى ثم طلب من ماما تسيبنا لوحدنا على انفراد و بعد ما ذهبت امى لقيت بابا بيقولى : المواضيع متجيش بالطريقه دى يا امل . قلتله : انا تعبت من انتظاره .ليه يجيلى يوم فى الاسبوع لمجرد ان خالتى قالت ان خطيب حفيدتها بيجيلها يوم واحد ؟ ثم اكملت البطله حديثها بحرقه قائله : شرف بياخد اجازه وسط الاسبوع ومش بيرضى يجى بسببهم لدرجه انه بقى فى صفهم ضدى و بيقولى ليهم حق وهى دى الاصول . شرف كان الاول بيخرج معايا باستمرار وبيجيلى كل يومين لكن من يوم ما ماما قالت لشرف( هو كل يوم خروج ) وهو من ساعتها مبقاش يجى غير يوم واحد فى الاسبوع ومبقناش نخرج زى الاول هما اللى غيروه عليا وبعدوه عنى ثم انهارت البطله فى البكاء فى احضان والدها وهنا تقول البطله : كنت ابكى فى احضان ابى شاكيه اشتياقى لحبيبى وانا اعلم بان حبيبى لم يشعر بتلك الحرقه مطلاقا . لقيت بابا بيقولى : لا يا امل شرف متغيرش عليكى شرف بيبعد عشان ميعملكيش مشاكل لكن ميغيرش ولا حاجه . قلتله : طيب وليه يحصل مشاكل اصلا .خطيبى وبيجيلى ايه المشكله فى كدا ؟ قالى : معلش لما ياخد اجازه تانى انا هخليه يجى. كان كلام والدى يدور فى ذهنى وهو يقول شرف بيبعد عشان ميعملكيش مشاكل لكن انا عايزاه يقرب عشان ميحسسهمش انهم بيمشو كلامهم عليا ويتحكمو فى حياتى .. انا فى وادى وهو فى وادى . مرت الايام وجاءت الجمعه. حضر شرف فى موعده الساعه الخامسه. جلسنا نتحدث قليلا ثم دخلنا البلاكونه كالعاده وفجاه لقيت ماما دخله علينا وبتقول لشرف : بص يابنى انا هسالك سؤال قدام البنت دى ورد عليا بصراحه . رد شرف وقال : خير يا امى .فوجدت امى تقول : انا قلتلك متجيش؟ .اتفاجئ شرف ثم نظر لى ولها وقال : محصلش مين قال كده ؟ ردت ماما وقالت : قولها بقا . راح شرف باصصلى وقالى : عملتى ايه يخربعقلك . ردت ماما وقالتله : فضلت تزعق وتقول انتو السبب .انتو اللى خليتو شرف ميجيش الا كل جمعه. اتفاجئت بشرف بيقولها : لا يا ماما محدش قالى متجيش انا اللى مبجيش عشان شغلى فمبقدرش اجى غير يوم الجمعه عشان ده اليوم الوحيد اللى بكون فاضى فيه . قلتله : ياسلام . مش قلتلى كنت واخد اجازه وسط الاسبوع لما خرجت من اصحابك . قالى : صحابى طلبو منى يخرجو معايا اقولهم لا ؟وبعدين هى الجمعه حلوه اوى عليكى بلاش طمع.. ثم نظر لوالدتى وقلها: سيبك منها يا ماما متسمعيش كلامها. بجد اتصدمت بعد ماكتشفت ان كلام بابا ليا لما قالى (شرف بيبعد عشان ميعملكيش مشاكل لكن متغيرش ولا حاجه ) كان مجرد كلام بيصبرنى بيه.لكن الحقيقه هى ان شرف اتغير
شعر ( يمكن اكون)
يمكن اكون حبيتك زياده عن اللزوم
يمكن غلطتى انى نفسى تيجى
واشوفك كل يوم
يمكن غلطتى انى بحبك
ومن كتر حبى ليك الناس عليا بتلوم
لو قلت ابعد عنك واتقل عليك شويه
مانا بردو قلبى هيشتقلك
وهتبقى هيا هيا
هعذب نفسى على الفاضى
وهتعب روحى بفراقك
وهيبقى فى الاخر بعدى
بالنسبه ليك حاجه عاديه
لو قلت اقصر فى كلامى
عشان ميبنش ليك حبى
هيبان الحب فى عيونى
مهما ادارى ومهما اخبى
واكيد هتبالك اشواقى
هيبان عذابى والامى
وتبان النار اللى فى قلبى
يعنى عيونى هتفضحنى
مهما سكت وخبيت
يعنى مافيش فايده فى حبى
هيبان .هيبان مهما داريت
لا انا هقدر اتقل ولا هقدر ابعد
ولا هقدر اسمع كلام الناس
هفضل احبك لاخر يوم فى عمرى
وهيفضل حبى ليك زى مابتديت
فعلا مكنتش قدره اتقل ولا ابعد ولكن كل ما استطيع فعله هو ان اظل انتظره دون ان اتردد فى تعذيب نفسى بحبى القاتل . الحب الذى لم يعترف به شرف ولم يقابله بأى رد فعل او اى مشاعر تجعلنى اتمسك بحبه . والغريب هو اننى اتمسك بالفعل وبلا مقابل وكأننى امسك بحبل حامى الملمس يقاومنى شرف بجذبه من الجهه الاخرى وخلفه اهلى الذين يقف هو فى اول صفهم ليكون هو السبب الاول فى حرمانى من رؤيته والسبب ايضا فى جرح يدى الممسكه بذلك الحبل القوى الجارح الذى يمزقنى كلما تمسكت به .فانا لا اتردد فى تعذيب نفسى لان نفسى هى التى تعشقه وهى التى تستحق الجزاء فربما لا استطيع ان اغفر لها وهى السبب فى تعذيبى ايضا وانا انتظر موعده بمنتهى الصبر واترقب عقارب الساعة بكل هوان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق