أنا.....وأبناء و طني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نسبوا العزة والفخر لأجدادهم.........
وادعوا لي نسب حقير ذليل موضوع
وارتدوا أبهي الثياب في المحافل........
وألبسوني ثوب مهلهل مبرقش مقطوع مرقوع
ونحروا الغنائم وأسرفوا في بذخ......
وكلوا وما شبعوا أبداً من جوع
وكلامهم صدق لا يعقب بعده........
وصوتي وصراخي أنا غير مسموع
وقالوا أنني قد أسأت ألي النيل العظيم بجهالتي...........
فأنحسر وصار جدولاً صغيراً وينبوع
أذا كسفت الشمس حاكموني لكسوفها.....
واتهموني أنني أشرت لها بعدم الطلوع
وأذا غربت أتهموني بأنني قد حسدت غروبها.....
فغربت خفية تتواري في قهر و ذل وخضوع
وأذا شربت قالوا أنني لوثت النيل بأنفاسي.....
وبقربي صار النيل متألم مقهور موجوع
قد أغدقتهم و رويتهم بحبي ومودتي........
فروني من حنظل بالسم مذاب منقوع
ووصلتهم وأسرفت في وصالهم..........
وكان وصالهم لي مقطوع
الظلام قد تخندق في كهوف الليالي......
فصار ليلنا طويلاً طويلاً كأسبوع
وداهم الخريف أشجار وطني في الربيع فجأة..........
فاحترقت ألثمار وتساقطت أوراق وفروع
حتماً سأمضي في طريقي دونهم.......
ولا عودة ولا خوف ولا يأس ولا رجوع
ولن أتذوق طعامي من فضلات طعامهم...........
ولن أرتضي لعزتي القهر والجوع
وسأرتقي كالأسود في البرية شامخاً.......
ولن أرتدي تيجان وأنا ذليل جربوع
فكيف بالله ترضون لعزتي..........
أن تنحني للأقزام في ذل وخضوع
ماضياً في طريقي ومن خلفي يبكيني وطني في حرقة......
وأبكيه بهمهمات وصوت متحشرج غير مسموع
وفي حقيبتي قطعة من قماش هي لوطني علم........
أستجدي فيها الحنين وأمسح بها الدموع
وبقايا من خبز قديم في متاع لي كل ما ملكته من وطني............
أأكل منها حينما يداهمني الجوع
*********/********/***************
عبدالسيد عبدالفتاح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق