بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 22 أغسطس 2016

سلام..ياوطن المشهد الأول / بقلم / مصطفى الشحود

سلام..ياوطن
المشهد الأول
بقلم / مصطفى الشحود
-----------------
(من عمق المسرح شاشة خيال ظل..خلفها يبدواثنان كالأشباح ..يدبران شئيا ما..يظهر كل من طرف ..علامات الشر واضحة عليهما.)
شبح1: انتبه..كن حذرا..سنجعلُ سماءهم دخانا أسودا.
شبح2:(يضحك بخبث) سنحرق ربيعهم الأخضر.
شبح1: سنعجن أزهارهم البيضاء،بتلك السحب السوداء.
شبح2:اسمع..
شبح1:(يلتفت حوله)لاأسمع ..
شبح2:ألا تسمع؟ 
شبح1:لا...لاأسمع..(يفرك بأذنيه) كأنّ أذناي أصابهم الصمم.
شبح2:ألا تسمع تلك الصرخات القادمة من أعماق الوادي؟.
شبح1:(ببلادة) آه...إي...نعم..نعم..إنه عويل..بكاء نساءٍ وأطفال.
شبح2:نعم...إنه عويل.
شبح1:ولكن لماذا لانسمع بكاء الرجال.
شبح2:هذا مايغيظني..لماذا لايبكي الرجال.؟
شبح1:دعنا من الرجال..هيا لنتابع مهمتنا.
شبح2:هيا...فمهمتنا صعبة.
(يخرجان)..اطفاء.
المشهد الثاني
(المسرح مظلم..صوت ناي حزين..ضوء خافت يُظهر معالم ركام...بقايا منازل ...بجانبه شجرة خضراء..
خيال ظلّ ..تُظهر حالة هروب وتلاشي ...مع أصوات انفجارات.
هدوء ...اضاءة عامة.... دخول البعض على خشبة المسرح..)
رجل1:      في زمنٍ ضاع الحقّ..وتعدى علينا باطلٌ أحمق.
رجل2: زمنٌ تلاشتْ فيه صرخاتُ الأمهات.
طفل1:في سماءٍ ماعادت تغرّد فيها العصافير.
طفلة: سماءٌ كالحةٌ حزينة...التحفت سواد القهر والألم.
امرأة1:ضاعت أحلامنا في مهبِّ الريح.
امرأة2:أشجارٌ فقدت ظلاًّ وأوراق.
رجل1:تلوّنت أوراقها بلون الّدم الصاعد من أعماق التربة.
(تدخل طفلة تحمل حقيبة مدرسية...تنظر إليهم بحزن..باتجاه الصالة تتقدم.) 
سلام: توقّف أيها العالم المجنون..توقّف أيها المأفون..توقّف عن دفن العقول.
طفل1:طفولتنا تستحقُّ العيش بأمان.
سلام: ياوجه التاريخ..سجل مأساةً طالت في بقر البطون..
ياوجه الفجر لما تأخرت بالظهور.
امرأة2: فهذا زمن الزيف والأقنعة الكاذبة.
سلام: اخلعوا عنكم أقنعتكم الكاذبة...فأنا سلام....أحبُّ العيشَ بسلام...حقّي أن أعيشَ بأمان.
أتمنى أن أذهب لمدرستي...وأنا أتأمل السماء فرحة بالغيوم وهي ترافقني...ولاأنظر إليها خائفة مرتعبة.
رجل1: ارجعي لبيتك ياسلام..لافائدة ترجى من العلم.
رجل2: فات الأوان...وعلمنا أصبح صخرة جوفاء.
رجل1:لا فائدة من علم معجون بالخوف والموت.
امرأة1:فضمير العالم تحول إلى رزيلة قذرة.
سلام: بيتي؟..بيتي سماء سوداء وأرض مهاجرة.....بيتي اقتلعته النيران...فأصبح رماداً.....
ورماد بيتي هاجر بعكس اتجاه الرياح.
امرأة2: يكفي حضن أمك ..فهو أفضل مأوى لبرد الشتاء.
(يتقدم إليها طفل2 كان جالسا بمفرده..)
طفل2: أنا فقدت الأب والأم...لم يبق إلا أنا وتلك الشجرة..يكفي بأن لك أب يمسح دموعك حين تبكين .
طفل1:وأمٌّ تغسل عنك الخوف..
سلام:(تبكي) أمي....أمي اختلطت برماد الجدران....أمي هاجرت نحو الأعماق...
أبي...أبي هدّه الحزن فاستلقى بلا حراك...ليس لي إلا حقيبتي أضمُّها بعد عناء.
(تقترب طفلة إليها)
طفلة:إذا تابعي...فمدرستك هي الخلاص.
طفل1:مدرستك هي الأمل.. واستمرار الحياة.
(تمشي ...)
رجل1:توقفي...لم يعد هناك أمل بالبقاء..
رجل2: من فقد الأم..فلاحياة له..ولا رجاء.

امرأة1: تابعي...المدرسة هي الأم الحنون..هي نور وضياء.
امرأة2: نور لعقلك..وانتصارٌ لذوي الأقنعة الصفراء.
طفلة: تابعي..فهي سبيل النجاة.
(أصوات متداخلة تأتي من خلف الكواليس)
صوت1:لا أمل لكم في البقاء.
صوت2:ارحلوا...هكذا أفضل.
صوت3:لاعيش لكم...ولا استقرار.
سلام:اصمتوا...اصمتوا أيها الغربان...كفى نعيقاً وصياح.... كفى دماء وزهقاً للأرواح...كفّوا أيديكم عنا...دعونا نعش بأمان...
دعونا نعش بسلام.
صوت1:اصرخي...فصراخك لن تسمعه الآذان...
صوت2:كيف تسمعه الآذان..وقد سُدّت بإحكام..
(تقترب امرأة 2 منها)
امرأة2: لقد أصابهم الصمم.
امرأة1:وماتت ضمائرهم الوسخة.
سلام:مدرستي بيتي..نور لعقلي..
هي الوسيلة للخلاص...هي الحضن الدافئ والمأوى..
سأغدو إليها كل صباح..سأغدو إليها كل صباح..
(تتقدم باتجاه الجمهور) 
من حقي أن أتعلم...
(يتقدم الأطفال نحوهها )
الجميع: من حقنا أن نعيش بأمان...من حقنا أن نعيش بسلام.
....موسيقا....اطفاء..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق