قال لها.. لك من همس الروح وديعة لليل بي جريح... وبين غموض الغصن من زهره حزين.. وصيحات تتنهد عبق الكلم بأنين.. وهل للغياب حسرة تحييد... تلبي نداء عاشق يجتبي من أشواقه لوعة أنكرت للجوى بلثم عتيد... وغزق الحنين استنبطه جحود جثيم... لنيل كيدكن بئر عصيب..
وإن يآن القلب.. ليأبه البعد ولو كان جميرا لحناياه.. وده رقيب.. يحتسب الصمت.. حدوده سماء تداونت سهاده كبريق فيه أسير... هل أنت والعناد ضريح سوي..
قالت له... ونس حروفك اظمأت الوريد.. احتجالك للحب ليس به مديد... ومن الفناء كنت تحيا كالغريق... لا تفاخر وتغامر بوسط بحاري إنها كالمسك العصيف.. لها طيب ولا تبالي بوجد نقيد.... وهل للعطر عبق لا يعشق إنما هو العمق بلب عفيف..
يغدق أنثى الحور بحبور الغسق المأثور.. يمهلهه الأنحدار إلى قصور المرجان.. ومن يغترف إليه سوى مشارف الأمواج..
اعتنقها أعماق السحر عجائب الهيام.. لا يترددها إنس ولا جان... مكنونة مرصودة بحصونها تختصر النساء... هي قصيدة عند حضورها تهجع الأبصار... فارحل إلى ليل ساد بك كمطر زال... واسقي زهرة ترسم عالمك الرحال.... أجابها.. العصف يعانق دمع الحنين... اتمسكن القلب بشغف وترحلن إلى كوكب ليس منكن إلهام.. ليت الحب إعصار وأهوال ليته كان بركان... حتى يفيض إليكن الأمان والسلام... وهل رأيتن المواكب حين تجرفان... ولم ينعم منكن إنس ولا جان... إني مودع تلك الأوهام... وهل الأحلام يقظة تستوطن الوجدان... إنها ظلمة هلعت عن عالمي بالسلام... أجابته... يا ذا القلب القلي... رحلتك عن زمني.. لا تداوي جراحك الهذيان.. وقد تلاشى عن الزمن بارق الآمال... فما أعز من نقاء وصفاء إمرأة تعرج الجمح الذي استبعد نجواه بالملامة... وأنت غل نفسك وبها تشمل صدق الكلم وحفظ الآجال... ولنا وداع يرمم آهات ليس لها نداء....
بقلم رنا كنفاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق