...يا سيدتي..
لا تقفي خلف الشباك
تنتظر مطلع القمر عيناك
هذا ليلك الطويل
لا شمعة تنير ولا قنديل
لا تحلقي بخيالك في الآفاق
فليس تحت قبة سماءي ملاك
لا تنتظري فارسا ينبثق من الصحراء
يبعث النور في ظلمة تلك الأحداق
ويحملك على أجنحة البراق
لتدخلي حرة جنة العشاق
يا سيدتي
لا تعدي سنوات الغياب
فكل حضورك أشبه بالسراب
أنت الغياب إذا حضرت
أنت الشهوة إذا نطقت
أنت الملعونة إذا تمنيت
أنت المعصية إذا قلبك ما عصيت
أنت الجارية إذا عشقت
فكيف أناديك
وراء ألف حجاب
خلف الف باب
كيف أعشقك
وأنا وحيد
والحب عندنا يلزمه شهيد
كيف حرا أعشقك
وعقد العشق يكتبه العبيد
يا سيدتي
قد تجولت خلف تلك الأسوار
تبعت شيطاني لأعرف بعض الأسرار
فوجدت أن أحلام الطفولة
ليس لها في هذه القلاع إعتبار
وإننا كائنات أشرار
وأن العشق إثم وعار
وأن المرأة شيء في الدار
وأن الرجل سيد على الأملاك والأحلام
في الليل والنهار
وأن أرواحنا إذا خفت
أثقلها الشيطان
وأن أجسادنا تنضح سم الثعبان
يا سيدتي
قد صنع الميتون اقفاصنا
وكتبوا في صفاءحهم أنتم أحرار
علمونا أن العبودية قداسة
وأن الحرية نجاسة
علمونا أن الروح للسماء
وأن للأرض الملعونة هذه الأجساد
يا سيدتي
وددت لو عشقتك صبيا في مهدي
ليعلنوا براءتي
لو أعشقك عجوزا اتوكا على عكازي
ليؤمنوا بحكمتي.
بقلمي مصباح عبدالله
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق