بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 30 أغسطس 2016

الدنيا كلها حرف / بقلم الشاعر / إبراهيم فاضل

الدنيا كلها حرف
==============================
ماتتْ أزمنةُ الكلمات
وماتتْ أحلامُ الزيف
أحملُ بين يدي وبين خُطاي بذوراً
والكلماتُ هي الكلمات
لتكن كلماتُ الشاعرِ ضوءًا
لتكن روحاً وجسداً
كي تتفتحَ أو أنْ تكبُرَ مثل الوردة
تمنحُ للعطشانِ الماء
سنكشفُ معدنَ كلِّ الأشرار
فخُطانا فاتحةٌ للنار
سنعيدُ لحنجرةِ الأيامِ الدهشة
والأشياءُ نقيض الاشياء
في برقِ فضاء
امنحني أسماءًا وامح أسماءًا
كي أكتب شعري على العشبِ أو صفحةِ ماء
كلُّ حرفٍ يهاجرُ بين السنابل
يؤرخُ لتواريخنا الأليفة
لتصيرَ القصائدُ بواباتٍ للمدينة
ونخطو على بساطِ ماء
حيثُ لا تنتهي الخطوات الذبيحة
ورقٌ يتقدمُ يرتاحُ في حفرةِ الكتابة
قبل أنْ يصبح الكلامُ صدأً
ويتناثرُ في أرضِ الغرابة
كيف اعاشرُ أوراقاً تُسقى بماءِ الدم
بدءًا من هذي الصحراء المرئية
كي تسعفني ذاكرتي
من أين أجيء ؟
كيف أجدد للكلمات ؟
وللغةِ الأحشاء
وأبوحُ بتباريحي
من بستانِ الجُرحِ أشعلتُ مصابيحي
في كلِّ مدار
جاءَ الناقدُ يسأل: كيف يكونُ الوزن ؟
وكيف يكونُ النثر ؟
ليبيعَ الألقابَ إلى شعراء
والأبواقُ ارتجلتْ لحناً
منْ يسألُ عن هذي الجدران 
المنهارة والأكثر صمتاً ؟
بلغاتٍ أخرى
وأزمنةٍ أخرى
كي تتجدد
أو تتغير
نجهلُ كيف تكونُ اللفظة ؟
أو نصنع تمثالاً للكلمة
يا هذي الأرض
أسافرُ في المجهول
والفجرُ ينام
جسدُ الأرضِ يداعبهُ
ووجهُ الأرضِ يُرافقهُ
ماذا نفعل حتى يأتي فجرٌ آخرُ
يحدثُ أنْ أستسلِم
أو أتعب مثل رماد
بحثاً عن كلماتٍ كالمصباح
للشطآن ، للبحرِ ، لشمسِ الشعرِ
يبقى حُلماً
يصعدُ بين المعنى وحروفِ الظلمة
في الجذرِ الأعمق
لكَ انْ تُبدع
حتى تخرج من أسوارِ الظلماتِ
تولدُ في الكلماتِ جِراح
للاحياءِ وللأموات
================================
بقلمي / #إبراهيم_فاضل
================================

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق