بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 8 يوليو 2017

كم أراك /بقلم الشاعر/ كمال مسرت

همسات مراكشية
========= 
قصيدة بقلم
====== 
كمال مسرت
====== 
كم أراكذ في قصائدي جميلا ..
=================

مستعد الآن أن أنساكَ ..
سواء أعشتُ أم متتُ قليلا ..
فلازلتُ أمامي أراكَ ..
و أسوار البعد تنمو في دمي .. 
جبالا ..
كلما حدقت إليكَ ..
لأنساكَ ..
يا وطني  قليلا ..
أيها الساسة المحترمون ..
غصبا عني وعنكَ ..
أصنعوا من صدري المملوء عشقا و عويلا ..

 مُنْخُلا ..
و احجبوا به الشمس عني شرقا و شمالا ..
فأمنيتي أن أموت قبلكَ فيكَ ..
فلا وقت لدي للدموع ..
لا وقت لدي للرجوع ..
أوقدوا من نعوش الجياع ..
الشموع ..
و أرقصْ يا وطن التعساء ..
 دون توقف ..
بين البر و القمر ..
بين الصبر و الضجر ..
 فبداية السماء ..
نهاية عشقي للبحر ..
غني لنا أغنية الرجوع ..
و الجوع ..
و الركوع ..
و التحف العراء لأراكَ ..
جليلا ..
يا من كنت وطني حتى الاستقلال ..
أين تركتُ حياتي فيكَ  ؟..
بالأمس ..
ضاعت مني هويتي فيكَ  ..
كي أنساكَ فيكَ ..
يا ملاذ الغرباء ، منفايَ فيكَ ..
فرقَتْ بينا الكراسي و الوعود ..
في حضرة الحمى القرمزية ..
ذات ليلة ..
و الآن لا حياة لي فيكَ ..
تنكرتَ لي حيات الرمال و ثعالب الريف لأنساكَ ..
كَلاّ ..
لا نسيان اليوم ..
فالوطن بداية الحلم ..
الكذب و السم يخففان عني الألم ..
و كنت فيكَ قتيلا ..
على ضفة بركة الأبدية ..
و من قاتلي سوى عشقكَ  ..
حين تتكسر الأغاني الربيعية ..
على جدار الحقيقة  ليلا ..
و الغروب يطل على البحر من الجهة الأخرى للجبل ..
فمن يشتري عشقي لهذا الوطن ..
قبل الصعود للشتات ..
آه يا وطني ..
على هاوية الغبراء نسوكَ ..
عليلا ..
تحب البكاء أكثر من الخبز الحاف ..
عطر جسدكَ الفني يلقي بظلاله ..
بين ذراعي الشمس و جسور الزوال ..
طويلا ..
سأقرأ بنود الأمل على طيفي ..
قبل اندثاري في هواكَ ..
الحزن يعتصر قلبي و أبتسم ..
للجلادين  ذليلا ..
و من جلادي سواكَ ..
أخفي جرحي القديم  ..
عن كل جديد ..
خلف سحر الدموع ..
فالسياسة تسرق مني الطفولة ..
و صبانا ..
و تهدينا النسيان ..
لأنسى وطني تحت علمي ..
حين ينساني علمي ..
كسر القيود و أرقص حتى الديمقراطية ..
يا نسيم وطني ..
كانت حلمي الوحيد ..
في زمن الأنبياء و الشعراء ..
سأضحي بالنجوم .. لتسطع النجوم ..
ذخيرتي عشقكَ ..
و الغريم قريب ..
أرى فيه أبي و أخي ..
يذكرني بحنان أمي و ابنتي ..
صبيحة كل العيد ..
تحت قبة الأحلام السرابية ..
فلا تتخذه خليلا ..
اسألْ من سبقوني لعشقكَ ..
ثم ماتوا فيكَ ..
من هنا تناديني لأُنسى  فيكَ ..
تخاطبني تلال الزعفران و نتانة الدم  فيكَ ..
يمامات رحيلي تودع أسواق الشرف ..
الرخيص ..
في هذا و ذاك اليم ..
و تبكي حين لا أموتُ ..
كي أموت بلا كرامة فيكَ ..
مات أبي بطلا نبيلا ..
سأدَعُ هذا السكون للفجر يهديكَ ..
حين تتوه مجالس النبلاء فيكَ ..
سأقبع ها هنا أنتظر نسيم البلاء عُتْمولا ..
لأحكي لليالي العجاف قصة ..
الرغيف و البؤساء فيكَ ..
و ما كنتَ يوما بخيلا ..
سأحمل حبي لك جمرة في حقيبتي و أرحل عنكَ فيكَ  ..
قبل يوم الشتات يا وطني ..
فكم أراك في قصائدي جميلا ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق