الذِّئبُ الجَائِعُ
والثَّعْلَبُ الْمَكَّار .
رامَ ذِئْبٌ جَائِعً...
خُمٌَ دَجَاجِ ، لِيَسْرقَهْ .
فَجَاءَهُ ثَعْلبً مَكَّارٌ..
يَحْدُو حَدْوَهُ ، لِيَنْصَحَهْ .
قالَ تَعالَ ارْقُبْ مَعي ..
هُناكَ ثُقْبً فِي السِّياجِ ..
مَا أوْسَعَهْ !
فَانْسَلًْ الشَّقِيانِ ..
وَمَضَى كُلٌّ فِي الْحَديقَةِ ،
يُشْبِعُ جَوْعَتَهْ .
فَهَمَّ الذِّئْبُ يَنهَشُ اللَّحمَ ،
وَاسْتَلذَّ اْلغَبيُْ بالدَّجاجِ مَطْعَمهْ .
والثَّعْلبّ المَكّارُ .. بِقُرْبهِ
يَقيسُ ثُقْبَ الْسِّيَّاجِ..
وَلاَ يُكْثِرُ مَأكلَهْ .
حَتَّى إِذَا لاَحَ فِي الأُفْقِ شُعاعٌ ،
وَجاءَ الفَجْرُ الَوَليدُ..
يُفْشِي مَطْلَعَهْ ،
تَسَلَّل الثَّعْلبُ المَاكِرُ ،
يَعْدُو، بَعِيدًا ..
مِنْ ثُقْبِ سِيَّاجِ المَزْرَعَهْ .
وَجاءَ الْفلاَّحُ صُبْحًا ،
يَرْمِي الْخُطَى ،سَريعًا،
يَرومُ الْخُمَّ ،
وَيَحْمِلُ مِعْوَلَهْ .
فَرأى الذِّئبَ الْمَنْفوخَ ..
وَظَنَّ الْجِيفَةَ ، أَلْقاهَا غَريبٌ..
مِنْ خَلْفِ سِيَّاجِ الْمَزْرَعهْ .
فَهَمَّ بِرَمْيِها ، وَصَاحَ الذِّئْبُ...
يَعْوِي ...وَيَعْوِي
فَقَضَّ لِلْفلاَّحِ مَضْجَعهْ .
فَأَلْقَى بِهِ عَلَى الثَّرَى ...
أَوْسَعَهُ ضَرْبًا ،
وَلَقْاهُ دَرْسًا فِي الْخِيانَةِ ...
مَا أَوَجَعَهْ !
للشاعر المغربي
رسام الشرود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق