بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 3 يونيو 2016

عيون الأسى / بقلم المؤلف / يوسف الفضاضي

عيون الأسى(قصة قصيرة)

ضاع كل شيء في رمشة عين..ووجدت نفسها تتردد على المساجد . تطلب الإحسان والعون، وبجوارها أولادها وقد اهتمت بنظافتهم وهندامهم؛ بنت وولدان كأنهم طيور الجنة، رياحين ثلاث؛تنبع من أعينهم البراءة رقراقة لتلامس أوتار الفطرة  فتنساب من القلب الرحمة دافقة والحنان هادرا.. وابتسامتهم الوادعة الجميلة تبعث في الروح السعادة الأبدية..إنهم براعم غضة لا يعرفون لم هم هنا، لقد تركوا والدهم و دارهم ومدينتهم هناك و جاؤوا مع والدتهم..أو ربما يعرفون كل شيء ويتألمون في صمت ..كانت أمهم امرأة نضرة في الأربعين ،تلبس عباءة سوداء وتضع على رأسها غطاء أبيض،ذات جاذبية مميزة، على وجهها البض الصبوح تتكسر أمواج من الأسى الدفين، وفي صوتها الصافي الخفيض نبرة حزن عميق، و من عينيها انفجر هم  غزير راح يتدفق على وجهها الذي صار وكأنه أطلال تحكي حكايات الزمن الجميل وترثيه في حسرة بالغة:
《هنا مات التاريخ وانتحبت الجغرافيا،هنا ضاع العز والمجد والسلام،هنا إغتيل الحب ووئدت الأحلام...》
سلم الإمام، فانطلق صوتها الصافي الخفيض الحزين :عائلة سورية مهجرة يا إخوان معي ثلاث أطفال يتامى أبوهن أستشهد بالحرب ..عائلة سورية مهجرة من حمص يا إخوان..طالبين مساعدتكم ..عاونونا يا إخوان؛ الله يجعل بلادكم آمن يا إخوان.. المسلم أخو المسلم...والله لا يضيع أجر المحسنين"

#يوسف_الفضاضي

هناك تعليقان (2):