اتركوا لي الغسق...!
و يجرفني تيار الهوى إلى عمق الجنون
و لا أنساك ..حتى و إن نسيت من أكون
تعافرني أمواج الصبابة كثيرا
و أرفض بعينيك أن أستنجد أو أستجيرا....
ليس كبرياء مني و إنما
عشقت الجنون حين بات من أجل عينيك
أحببتك حلما مستحيلا..
حتى أتيته إذا غسق الظلام
و كلي استعداد للغرق...و كلي حنين و هيام
و قدمت طيفه المارد كياني و مالي
و ما أخذت من الأماني إلا شيئا قليلا
هي لحظة أطبقت اجفاني
و أطلقت إلى القمر قلبا عليلا
حينها جاءني ظلك
تطببت الروح ...و اعتل الليل
مغلوب حين نلت منه بشيء منك...
بعطرك يجوب طيات فراشي
بصوتك يقرع الطبول
جاء الفرح الذي لا يقبل تأجيلا..
قدمت راحتي و لباس الليل
و آثرت أن انتظر مع ذكراك
و أسهر ...و أقهر ألف نجمة ..
لمعت لولاك
لأعلمها كيف يكون السهر
و كيف للصباح أن يكون جميلا
اذا لم تنسج خيوطه على حدود ابتسامتك
مالي بالصباح البارد الذي يراود المدينة
...في عز الدفء...
خذو النهار بأكمله....بما فيه...
خذو مني وحشة المساء أن استطعتم سبيلا
و اتركوا لي الغسق ...
اتركوا لي أربع لحظات....!!!
كي يلقي علي السلام ....فألقاه حيه
فالأولى لأراه...
و الثانية لأراه ...
و الثالثة لأراه ...
و الرابعة لأراه...
و لا تنازعوني أيضا في لحظة أخيرة بالأسفار..
حين يودعني ...
في موتي دون عينيه ....يتركني
ما غير الحنين في انعاشي
لي مؤنسا ثم دليلا...
هن خمس ....فاتركوها لي..
شوق و حنين و عشق و عتاب
ثم الأخيرة ...فراق و عذاب
حتى يحين موعد جديد ....
و ليل فريد
أحيا فيه دون البشر
ثم أموت في صباحه...
بلا سكين و لا رصاص.....
يكفيني ابتعاد طيفه ....ليغدو الحشا بمجمله قتيلا
اتركوا لي الغسق...!!
ماريا غازي
الجزائر 2018/12/04
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق