بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 6 ديسمبر 2018

تلقي محاجر الدمع نارا /بقلم الشاعره/ ماريا غازي

تلقي محاجر الدمع نارا ....

يراودني جرح السنين
بوده لو يغتالني في كل حين
لكني امشي على الصواب
رغم الآه المائل في قلبي الحزين
ما كنت على قيد الفرح  يوما ..ما زغرد إلا على موته هذا الوتين
و ظل شغف الانتظار يقف بوله عند الباب
حتى مرت ريحك الباردة 
حاملة لي سحابات الأشواق و الحنين
ماطرة على كياني زارعة بكلي حبك ....
حتى قبل آلاف السنين
ظننت أن سنابل صباي حبلى بعد فراق و غياب
غن طربا بحريته ..حلم الليل السجين
و رحت على وهم الرضا لعينيك أطفو دون نجدة أو أنين
كتمت بردك حتى ماتت بردا كل أسباب العتاب
و غدوت و الدمع يصهر جليدي ...
و يحرق القلب الشجين
أداوي الجرح و أواسيه و أضمه
و ينهار معي هذا المسكين...
لو يستطيع الورد أن يسرق القلوب
ما تستطيع الشمس أن تسرق الباردة من ظلالي
اذا طليت على وجه القمر ...تنهد بلوعة و أنين
و ألقي مغشيا عليه.. في أحضان الزمن
يلقي بجمار خذلانه ....فتكبر حسرة البنات و يشيخ البنين
و إذا طلع الصباح استسمح... عذرا من حالي
فأبعدت شراهة دموعي عن أكمامه
و علقتها بأجفاني ....و الرمش درع متين
تراني الناس بعيون زجاجية ملبدة بنفس الكحل
و ما علموا شيئا ...عن البرد الدفين
تطلق العصافير أجنحتها...و يتفتح كم برعم صغير
و تدور الأرض على وجع لعين...
و الناس حولي ...متفرقة و ملتمة
أترك الكون بأكمله....فلست مهتمة
و انطوي إلى زاوية الذكرى ...أرقب خلاصي فيها
كما العليل بعلته أو الرهين....
صبية  عاشقة ....عن هوى غيرك..مالها قرار
بجوانح فيها العاجز و الكفيف
فالنبض ...و وتينه
و السمع و رنينه
و حتى الحس و أنينه...
فألقوا على العميان قمصان اللقاء
 و افتحوا لقلبي الباب
لا أنا أبصر بغير هواكم و لا أعيش ...
فاتخذو لي من عينيكم للحياة أسباب 
جبت الصحاري بقلب عطش ما أغراني السراب
و لحظة لمحت الهوى متمثلا بكم ..أدركت اني هالكة
 و أن عطش الشوق غلاب
مالي على الصبابة مقيدة ...
فكوا وثاقي تلقي محاجر الدمع 
نارا تحرقني قبل الباقين

-----------------------

تلقي محاجر الدمع نارا...
ماريا غازي
الجزائر 2018/12/06

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق