بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 27 يناير 2018

الرحـــــــــيل المـــــــــــوت الحـــــــــي /بقلم الشاعر/ د.المفرجي الحسيني

الرحـــــــــيل المـــــــــــوت الحـــــــــي
-------------------------------------
لم تعد قادرة حتى على البكاء
 سكت لسانها ضاقت انفاسها
 انطفأ النور في عينيها 
تحدق في حيرة 
تمسك بصعوبة بيدي 
 عينيها تملؤها الدموع 
 ترفع رأسها عن الوسادة
 تضعها على ساقي 
عليها ان تلبي نداء الموت
 بقلب ملأته الحسرة 
لا احد يبكيها
 ليست لها جنازة 
لم يحضر لدفنها احد
 سواي وحفار القبور 
..
ركض
 شمال القرية وجد النهر قد جف 
 جنوبا نخل جذوع خاوية 
غربا  سقف بيته قد انهار 
 شرقا احجم 
يقينا سيجد جثته 
مات من الظمأ 
بقي ظله حيا 
..
 ليل بطيء الحركة
 المدينة مقبرة كبيرة 
هرب موتاها في غفلة منه  
الارصفة خالية وصدى 
المجموع ماتت 
 رحلت مع قوافل هاربة 
  يذكر  اختار البقاء  ذات يوم 
  جميعا سيرحلون 
 سيموت لا يدري بموته احد 
مرّ كلب اسود دون ان ينبح 
عجب لوجوده في المدينة  
 يمد يده باتجاهه : سيرحل هو الاخر 
 توقف الكلب على صوت النداء
  فوجئ بوجود رجل في المدينة 
 اقترب منه
 استدار بسرعة 
فر هاربا لم يلتفت ورائه
 توقف على مفترق الطرق
 جلس ينتظر
 بنفسه امل 
  عيناه لا تكفان عن استطلاع الافق
  الكلب يركض رأسه الى الارض
 مغادرا المدينة 
*****
د.المفرجي الحسيني
الرحيل الموت الحي
العراق/بغداد
27/1/2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق