بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 21 يناير 2018

مأساة امراه (31)بقلم الشاعره/امال مصطفى الشامى


وبعد ان قررت البطله ان تغير قلبها كما طلب منها البطل ذات القلب الجاحد فقررت ان تتعلم منه الجمود والجحود وتشبع قلبها من ماء قسوته . كانت تمر الايام ويأتى الليل ويليه النهار ثم الليل حتى انتهى الاسبوع دون ان تراسله البطله برسائلها التى كانت دائما تحمل كلمة وحشتنى امتنعت البطله عن كتابة تلك الكلمه ولكن يرددها قلبها فى صمت . امتنعت عن نطقها وترددها روحها فى الكتمان . وهنا تدخل البطله قائله: كانت اتصالاته هى فقط المستمره الى نهاية الاسبوع وحينما جاء يوم الجمعه .ظهرت له متماسكه هادئه على وجهى ابتسامه كنت اخفى ورائها دموع الاشتياق . مديت يدى وسلمت عليه ونار الشوق فى قلبى تحترق.جلست بجانبه ونظرت الى التليفزويون وكأننى لم اهتم به اطلاقا مما جعل تجاهلى له يلفت انتباهه فقال :انتى مالك مركزه مع التليفزيون كده ليه؟ .قلتله: عادى ..قالى : طب انتى فهمتى ايه من اللى انتى بتتفرجى عليه ده ؟ سكت .لانى فى الحقيقه انتباهى معه وليس مع التليفزيون. ظهرت الخدعه التى قمت بتمثيلها مما جعله يبتسم ويقول : قومى نقف فى البلاكونه واطفى التيلفزيون ده. دخلنا البلاكونه وبدأ يحكى كلا منا اخباره للاخر طوال الاسبوع .ولكننى عندما جاء دورى فى الحكى اخبرته ان الاسبوع كان سهلا وسريعا. أخبرته وانا انظر الى اسفل حتى لا تظهر اشواقى فى عيونى . كنت متماسكه واتظاهر بالشجاعه وفى قلبى تختبىء الاوجاع. نعم كنت اكتم اوجاعى بين ضلوعى ولم يظهر سوى ابتسامتى التى مليت منها وفجاه وجدتنى انظر له واقول : ابقى اسمع اغنيه مش همنعك . نظر لى فى تعجب وقال:ايه مش همنعك دى؟ قلتله : يعنى مش همنعك عايز تبعد بالاسبوع او بالأسبوعين عادى مش همنعك .. ضحك وقالى : انتى عبيطه هو انا ببعد بمزاجى ؟ انا لو عليا كنت اجيلك كل يوم لكن والله الشغل .ملحوظه :  ابتعد شرف عن تحيزه لاهلى وبدأ يتحجج بالشغل  بعد ما كان بيقول اهلك ليهم حق وانتى مالكيش عندى غير يوم الجمعه . كنت ارى المكر فى عينيه ولم افهم لماذا يتلاعب بمشاعرى. كان يردد الكلام المعسول الذى لم اعد اصدقه.. لا بل وللاسف اصدقه. نعم اصدقه رغما عنى . كما احبه رغما عنى . واحن له رغما عنى .وفجاه نظر شرف فى الساعه وطلب منى الذهاب .ولكنه عندما وصل الى السلم لا اعرف كيف وجدت نفسى بين احضانه كنت ابكى على رحيله وبدون ان اشعر وجدتنى ابوح بكلمات قد كتمتها فى قلبى ولكنها خرجت الان فى احضانه وهى ( وحشتنى اوى وهتوحشنى اكتر ) بل واكملت البطله الضعيفه ذات القلب الصغير حديثها للبطل قائله فى توسل ورجاء : حاول تيجى بكره مش هقدر استنى الاسبوع الجاى .وداعها البطل وهو يقول : مش هينفع اجى بكره خالص رايح بكره مشوار مهم . وهنا تقول البطله : دخلت من باب الشقه وانا حزينه واقول لنفسى لماذا حنيت ؟ لماذا اعترف له باشتياقى ؟ لقد شبع من مشاعرى ولهفتى وارتوى من احضانى فلماذا يأتى غدا ؟.ندمت كثيرا على ضعفى امامه . كنت متماسكه فى البدايه ولكن فى نهاية لقائنا ظهر ضعفى واحتياجى له ربما ظهرت معهم اشواقى اليه .. قد اخفيت دموعى والامى ولكنى لا استطيع ان اخفى حبى ولا استطيع ان اغير قلبى . انه قلبى الذى يعشقه كيف لى ان اغيره وهو ينبض بأسمه . لقد فشلت فى تغير قلبى وفشلت ايضا فى اقتراب شرف منى . كان يبتعد ويكثر من الحجج . اما انا فكنت طوال الوقت اسمع اغنيه مش همنعك الذى طلبت منه ان يسمعها وهى تقول ( مش همنعك امشى الطريق اللى انت شايفه هيبقى صح . اهم حاجه متنسنيش وتسيبلى جرح . وابقى افتكرنى وخلى فيه مواعيد .انشلا اشوفك من بعيد لبعيد .لو قلت هنساك هخدعك .ازاى عايزنى اوعدك لكن كمان مش همنعك ) كنت اسمع الاغنيه ودموعى تنهال من عينى . كنت اسمعها وانا اعلم انه لم يسمعها كما طلبت منه . ولكننى كنت اتمنى فقط ان يشعر بمدى احتياجى له . كنت اسهر كل ليله على كتابة الاشعار الحزينه التى كانت كل كلمه فيها تخرج من اعماقى فكنت اكتب بعد ان يمر يوم الجمعه ويبدأ انتظارى القاتل 
شعر( مرت الساعات)
مرت الساعات يا حبيبى 
ونفس الحنين موجود
وادينى بستناك يا حبيبى 
تجينى وتوفى الوعود
بستناك ياحبيبى تشتاقلى وتكلمنى
بستناك رغم ان غيابك عنى المنى
بستناك والصبر فى قلبى اكيد له حدود
  *********                   
ومرت الساعات يا حبيبى
ونفس العذاب والاه
فى بعدك مش قدره اوصفلك 
الالم اللى انا حساه
بحس بنار ما بعدها نار
بحس بطعم كله مرار 
بحس ان البعاد عنك
بيكسر قلبى من جواه
********            
ومرت الساعات يا حبيبى 
ونفس العيون سهرانه
نفس الاهات بتنازع
ونفس الدموع حيرانه
نفس الليل بنجومه وقمره
نفس الويل بهوانه وصبره
ونفس المناديل ياحبيبى 
بالدموع غرقانه
********          
ومرت الساعات يا حبيبى 
وفى نفس المعاد بفتكرك
وفى نفس الزمان يا حبيبى 
وفى نفس المكان بنتظرك
واوهم عيونى انك هتيجى واشوفك
واوهم ايديه انها هتلمس كفوفك 
وافوق من وهمى الاقيك مش معايا
ولسه بعد الساعات واحسبلك 
ومرت الساعات يا حبيبى 
كانت هى تلك الساعات التى اشعر فيها بأحتياجى له. كنت اكتب كلماتى من صميم مشاعرى واحساسى كنت اخرج فيها ما اكتمه من الام واوجاع واشتياق قاسى موميت . كنت اكتب كل ليله من ليالى الانتظار وانا اتمنى ان يقرأ ولو سطرا واحدا مما اكتبه لكى يشعر بالامى واوجاعى فى غيابه حتى يعود . ولكنه لم يعود ولم يقرأ فكانت سطورى المكتوبه بدموعى ماهى الا كلمات تختبئ داخل صفحات مغلقه لا يدرى بها احد ولا يشعر بها انسان سوايا .  انا فقط التى اتالم وحدى بلا رفيق يلتمس اوجاعى بيد من رحمه ولا حبيب يرحم تعذيبى الذى يكاد ان يمزق صفحاتى التى اشكو عليها بقلمى ذات الحبر الاسود واصف حرقتى فى غيابه بدموع من لهيب . فكانت البطله تستمع الى اغنية (مش همنعك) التى كانت تصف موافقتها على الغياب وراضاها بالابعتاد وخضوعها للرحيل ولكن هذا عكس ما يختبىء داخل اوراقها اليائسه 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق