بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 7 يناير 2018

مأساة امراه (28)بقلم الشاعره /امال مصطفى الشامى


 كانت البطله تنتظر حبيبها كل جمعه كالوره التى تحتاج الماء ولم تجده فكانت روحها تتعلق بقطرات الندى التى تنسم عليها كل جمعه فى موعد مجيئه وفى ظل تعذيبها واشتياقها القاتل الا انها  لم تنسى ابدا ان خالتها واولادها هم السبب فى هذا الحرمان فهم اصحاب الفضل الاول فى غيابه عنها طوال الاسبوع كما يفعلو مع امانى وخاطيبها وهنا تدخل البطله لتصف شعورها قائله:كنت بتألم وكانهم بيشدونى بعيد عنه وبيحاولو يغمو عنيه عشان مشفوش وكان كرهى لاهلى يزداد كلما زاد اشياقى لشرف . كنت ديما بقول لنفسى لما اتجوز واخلف وبنتى تيجى تقولى انا بحب هتفكر نفسى لما كنت بحب شرف وساعتها مش هقدر احرمها من حبيبها زى ما بيحرمونى من حبيبى . عمرى ما ححطم قلبها زى ما بيحطمو قلبى هخليه يجيلها كل يوم مش هخليها تتعذب بانتظارها له زى مانا بتعذب بانتظارى لشرف كل يوم . نعم كنت اتالم وانا اسهر كل ليله انتظر الغد بهوان وصبر ممزوج بطعم المرار .كنت انتظره كل يوم  وكان انتظارى ترافقه الدموع 
شعر ( كل يوم حبيبى )
كل يوم حبيبى بستناك تجينى 
قلبى عليك بينده والدموع فى عينى
نفسى اشوفك مره واحده ولو ثوانى
نفسى اشوفك مره ومش هطلبها تانى
نفسى اخدك فى حضنى واحس انك معايا
اضمك جوه قلبى واكتب النهاية
مرت الايام وفى ذات يوم وجدت شوقى المحترق بين ضلوعى يدفعنى ان ارسل له رساله. كتبت فيها ( يا دنيا حنى لحالى غايب عن عينى الغالى ياريتنى بس فى باله زى ما هو فى بالى ) ارسلتها وانا احسدها لانها ذاهبه الى حبيبى . سوف يراها بعينه ويقراءها بشفتيه . تمنيت وقتها ان اكون ولو حرف فيها حتى اتواجد بين يديه مثل باقى الحروف . وبعد لحظات جائنى رد الرساله من حبيبى يقول فى رسالته ( والله ما نسيتك ثانيه ديما وخدانى من الدنيا فاكرك وبفكر فيكى ومشتاقلك يا اغلى من نور عنيه ) كنت اعلم انه يشتاق إليا ولكنى كنت اعلم ايضا ان شوقى له اقوى بكثير والدليل على هذا هو الحزن الذى كان يملأ عيونى طوال فترة الانتظار بملاحظة الجميع . اما هو فى كل مكالمه كان يضحك ويمزح فكان الفرق واضحا. ظل الحزن ساكنا فى عيونى حتى جاء يوم الجمعه حيث جاء حبيبى الذى كنت انتظره على احر من الجمر. يا ايها الحزن ارحل لقد جاء حبيبى حاملا على زراعيه الحب والسعاده. جاء بقطرات المطر لتلك الورده الحزينه التى كادت ان تزبل من شدة اشتياقها وحرمانها القاسى  .ارحل ايها الحزن .ارحل ولم تعد . فتحت الباب بلهفه فوجدته امامى دخل شرف ودخلت معه السعاده وملئت البيت بأكمله حيث ارتوت الورده المشتاقه مع اول لمسه ليد البطل عند السلام . وهنا تحكى البطله قائله: دخل شرف وجلس على الكرسى المجاور للشرفه وبدأ يسالنى : ازيك ؟ عامله ايه؟ قضيتى الاسبوع ازاى؟ كنت اجاوبه فى حزن واقول :كان اسبوع طويل ولكننى عندما بادلته نفس الاسئله كانت إجابته: كان اسبوع عادى يعنى شغل ونوم . كنت اشعر بالفرق فى الشعور لن يشتاق لى بنفس مقدار شوقى له . وكان هذا الشىء يؤلمنى كثيرا . وقفنا فى الشرفه واخذنا نتكلم ونحكى ومرت الساعات مسرعه . كنت التمس بيده فى اللحظات الاخيره من الوقت وكأننى اودعه فى صمت ولكن هو لم يشعر ابدا بلمساتى الحزينه بل كان ينظر الى الساعه وكأنه ينتظر موعد رحيله .وبالفعل أتى الموعد مسرعا كالعاده وفى لحظه وجدتى اغلق الباب خلفه ..يا ايها الحزن عود . لقد رحل حبيبى واخذ معه الحب والسعاده عود الى مكانك الذى هو قلبى عود ولن ترحل ابدا لقد انتهت سعادتى مع رحيل الحبيب والان لم يوجد سواك لتملؤ وحدتى دموع واهات . وكنت فى انتظار الجمعه المقبله . وهكذا كل جمعه يكون الوقت قصيرا جدا وسرعان ما يأتى موعد رحيله .ويرحل. كنت انتظره ايام .ويرحل فى لحظات . كنت اراه كالطيف يأتى ثم يرحل دون ان اشبع من وجوده . مرت حياتى هكذا ما بين اللقاء والوداع . ما بين العوده والرحيل . كنت دايما بعد مبيمشى ادخل حجرتى وابص لنفسى فى المرايا واقول : الايد دى كانت لمساه . العين دى كانت شيفاه . القلب ده كان حضنه . كل حاجه فيا كانت بتفكرنى بيه حتى صوتى وهو بينادى عليه حتى اسمى وهو بينادينى بيه . كنت ببص لنفسى واقول امتى هلمسه تانى امتى هشوفه تانى . كنت بمشى من قدام المرايا والدموع فى عنيه واقول لنفسى كفايه بقا مسيره يرجع  تانى . مسير الايام تعدى والجمعه تيجى تانى . وافضل اصبر نفسى لحد مايجى الجمعه اللى بعدها وترد فيا الروح من اول وجديد كان انتظارى لايام الجمع بين تلك الاسابيع الطويله تعذيب بمعنى الكلمه بينما كانت هذه الفتره من اصعب فترات الانتظار التى مريت بها فى حياتى . اول مره اعرف يعنى ايه اسبوع . اول مره اعرف يعنى انتظار . عرفت مع شرف معنى الانتظار ومعنى الصبر على الايام . مع شرف فرحت من قلبى وحزنت من قلبى . عرفت يعنى ايه حزن فى غيابه وعرفت يعنى ايه فرح فى وجوده جنبى . اما هو كلما اخبره عن حزنى ووجعى كان يقول 
لى بسخريه: ماذا تفعلى لو كنتى مكانى. انها جملته المعتاده التى كنت اجيب عليها دئما واقول (ياليتنى كنت مكانك. يا ليتنى ) فعلا لو مكانه كنت عملت حاجات كتير . كنت دوست على كرامتى فى سبيل انى متحرمش من حبيبى . كنت روحت لحبيبى كل يوم ومكنتش استسلمت لكلام اهله . كنت هبقى حزينه ولكنى ارى ضحكاته واستهاناته وانا اردد بداخلى اااه لو كنت مكانك . ساعات كتير كنت بقول لنفسى يمكن شرف بيتصرف طبيعى يمكن كل الناس بتتصرف زى شرف . يمكن انا اللى حبى مش طبيعى . يمكن مشاعرى تجاه شرف عكس مشاعر البشر .. البشر بيعرفو يتحكمو فى قلبهم ويتغلبو على مشاعرهم لكن انا قلبى هو اللى بيتحكم فيا ومشاعرى هى اللى بتتغلب عليا.يمكن اكون انا اللى ضعيفه انا اللى مبقدرش استحمل بعده عنى . لكن انا متاكده ان ضعفى هو سبب حبى القوى . اعترفت البطله بضعفها قائله : انا بعترف انى ضعيفه بعاد شرف عنى حسسنى بضعفى اوى . حسسنى اد ايه انا عاجزه عن قربى منه. عاجزه عن الصبر . عاجزه عن مقاومة دموعى 
شعر ( بحبه اوى يارب) 
بحبه اوى يارب 
ولو فراقه حاجه سهله
 بالنسبالى صعب 
بعده عنى حرب
وفى قربه منى بحس قلبى
اسعد قلب 
بحبه وانت العالم 
انت الشاهد وانت الحاكم 
انت اللى شايف وانت اللى عارف
من كتر حبى له مش قدره اقاوم
انت يارب حاسس 
ومش محتاج كلام
وعارف اد ايه 
فى بعده بحس بالام
شايف لحظه لقانا
شايف لحظه ودعنا
شايف دموع عنيه
وانا بقوله سلام
كنت بتمنى ان كل يوم يبقى جمعه وان كل ساعه تبقى معاده ولكنى اكتشفت انى بتمنى المستحيل وجدت نفسى لا املك الا ان اراسله بكلماتى المحزنه التى لم يشعر بها سوى قلبى المعذب المضمر وكانت رسائلى له كالاتى ( مش قدره اتحمل قرافك بيوجعنى بجد محتجالك اوى) ..( مليت يا ليل الدموع انتظر وقت الرجوع .وحشتنى ) ..( سألت اعظم طبيب عن عينى ما بها ؟ قال اسف فرقة الاحباب ما اقدر اداويها ) ..( من غيابك مهموم ومن صوتك محروم ياترى ده حكم القدر ولا القدر مظلوم) .. (كلمة بحبك متساويش وحبى ليك مبينتهيش امانه عليك لتقول لقلبك مينسانيش) ..( احس ان العذاب كبير ولكن حبى لك اكبر وحزنى فى غيابك كثير لكن لهفتى لرؤياك اكتر) .كنت ببعتله كل يوم رساله وانا فى انتظار الرد ولو بكلمة (انتى كمان وحشتينى ) ولكن لم يجيئنى رد . مكنش بيرد على رسايلى اطلاقا وكانه يتمزج باشتياقى وتعذيبى . لقيت نفسى انا بس اللى بشتاق . انا بس اللى ببعت رسايل . اتمنع الرد وبدأ التغير . كنت حسه انه نسينى وان كتر البعاد قسى قلبه . ايوه حسه انه اتعود على غيابى كنت حسه ان شغله واصحابه قدرو يعوضوه عنى . توقفت رسائلى وانتقلت بكلماتى الى صفحاتى الفارغه وبدأت فى كتابة رساله منفرده بعيدا عنه وكانت هذه المره الى نفسى .كنت اكتب وانا اشعر بالحزن والاسى . لماذا ؟ لماذا لم يشتاق اليا وانا الذى اشتاق له وحدى ؟ لماذا اريد رؤيته واتمنى ان اراه دائما وهو لم ينتبه لرؤيتى حتى وانا معه لم يرانى ؟ لماذا اشعر بغيابه قبل وجوده وهو لم يشعر بوجودى ولا غيابى ؟ لماذا ينسانى وانا لم انساه ؟ وتحت ضوء القمر كتبت 
شعر ( امانه عليك يا قمر )
امانه عليك يا قمر                     تفكره بينا 
ابعت رسالتى يا قمر.              واكتبله اسامينا
هتلاقى قى السطر الاول       مكتوب حبيبى وحشتنا
والسطر التانى والتالت          بيحكو قصة حبنا
باقى السطور يا قمر                  تايهه فيها الكلام
اخر الرساله يا قمر                   ابعت فيها السلام
ارسم قلوبنا على الشجر            طالع منها السهام
                                امانه عليك يا قمر 
كنت اشعر اننى اتلاشى من حياته تدريجيا بل اننى لم اعد فى ذاكرته . لم اعد فى حسبانه. توجهت بنارى وحرقتى الى اهلى وبدأت الحرب بينى وبينهم نعم اعلنت الحرب عليهم جميعا بما فيهم والدتى لاننى كنت اشعر انها السبب الاول فى فراقنا باستمعها بنصائح خالتى واولادها بعدم مجيئه التى تنغز فى قلبى كل يوم وكل ليله بلا توقف . 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق