الحلقه الاخيره من قصة ( مأساة امراه)
بقلم الشاعره /امال مصطفى الشامى
****************************
كانت رؤيتى لصور الخطوبه وهى مقصوصه بيد شرف ابشع صدمه .كنت امسك بالصور واصرخ من صميم قلبى لم تكن هذه اللحظه هينه ابدا فكان يمسك بى ابى ويحاول رفعى من على الارض وهو فى قمة الغضب قائلا : البيه اللى اسمه على لما نزلت له بالحاجه لقيته بيطلب منى قفص العصافير قلتله مجهزهولك فوق قالى والشبكه والدبدوب فين يا عمى قلتله كل حاجه موجوده عندك وراجعها بنفسك. دى ناس بجحه بيطلبو الحاجه بمنتهى البجاحه يغورو بيها .قالت له امى : واحنا اللى قاعدين نشترى فى الجهاز ومنعرفش ان نيتهم كده.رد بابا وقالها :انا وريت لعلى كل الجهاز اللى فى الشقه اللى تحت وقلتله بص الجهاز اد ايه عشان تعرف اننا مكناش مقصرين .وبعد مرور ساعتين من بكاء وصراخ لم يتوقف اتصل ابى بعمى حسين ثم اتصل بعمتى واتصلت امى بخالتى ثم بطاهر ابن خالتى وحضر الجميع ليواسينى كنت كالطفله بينهم الجميع يحاول تعويضى عن ما فقدته واخذو يسألونى بتحبى ايه؟ تتمنى ايه؟ نفسك فى ايه ؟
شعر سألونى
سألونى ايه اكتر حاجه بتحبيها
رديت وقلت اكتر حاجه بحبها سبتها
فى عز ماكانت روحى فيها
اكتر حاجه بحبها بعتها
عشان مكنش من حقى انى اشتريها
سألونى ايه اكتر حاجه بتمناها
رديت وقلت اكتر حاجه بتمناها مش عايزاها
علشان ايدى بعيده عليها
اكتر حاجه بتمناها انا رفضاها
علشان عرفه انى ماليش نصيب فيها
نعم كنت كالطفله بينهم .الجميع يحاول تعويضى عن ما ضاع منى وهم لا يعلمون ان ما ضاع منى لم يتعوض وان ما فقدته لم يوجد له بديل. كان كلآ منهما يواسينى بطريقته اللى يقولى ربنا عايزه كده . واللى يقولى بكره يجيلك اللى احسن منه . واللى يقولى عسى ان تحبو شيئا وهو شرا لكم . ولكن وفجأه وجدتنى اقول لهم انتو السبب . انتو اللى فرقتو بينى وبينه .شرف قالى انكم بتدخلو فى شراء جهازى عشان تنصبو على ماما وبابا وتعملو مصلحه من وراهم .كانو ينظرون الى بعضهم البعض ويقولو :شرف كرهك فى اهلك يا امل شرف عماكى وغيرك ولحس مخك وعملك غسيل مخ .شرف خدك مننا وحولك من امل الصغيره اللى كلنا بنحبها لوحده متكبره خلاكى تتكبرى على اهلك وتكرهيهم كنت استمع لهم ودموعى تغرق وجهى كنت اشعر وكأننى فى دوامه . من الذى اخذنى من الثانى ؟ هما الذين اخذونى منه ؟ ام هو الذى اخذنى منهم ؟ وفجأه وجدت طاهر ابن خالتى يقول : اقولك مفاجئه يا امل تثبتلك ان الواد ده مش كويس . نظرو له الجميع وقالو :ايه هى المفاجئة ؟ رد طاهر : يوم مارحت انا وخطيب بنتى عشان نحجزلها القاعه فى نفس النادى اللى كنتى هتعملى فيه فرحك سألنا عن اسم (شرف عز )بالتاريخ اللى قالك انه حجز فيه ٢١/٩ مقلناش اسمه .قلتله : مستحيل ده قالى انه حجز النادى وكان مستعجل . لقيت طاهر مسك موبيله وقالى انا هتصل بواحد كان معانا واحنا بنسال عن اسم شرف وهسمعك بنفسك ان مكنش فيه حجز بالاسم ده .وفعلا اتصل وسال الشخص وسمعت بنفسى صوت الشخص وهو بيقول : لا ملقناش اسم شرف ويوم ٢١/٩ كان محجوز بأسم ناس تانيه . اصبت بالصدمه وكان الجميع فى حاله من الذهول رد ابى وقال : يعنى كان هينصب على ابوكى وياخد منى نص النادى من غير مايحجز معنى كده انه مكنش ناوى يتجوزك اصلا. كنت امسك برأسى واتذكر شرف حينما كان يقول : ابقى انزلى بقا احجزى الفستان والكوافير عشان نخلص . فضلت اعيط واقولهم :مستحيل ده كان بيتخانق معايا عشان بابا ميأجلش الفرح . كنت حسه بنار فى دماغى والكل عمال يقولى ده بيضحك عليكى يتسلى يومين ده مش بتاع جواز شوفى خطب كام وحده وسابهم ولو نزلتى دلوقتى هتلاقيه واقف فى الشارع بيدور على واحده تانيه يمشى وراها ويخطبها زى ما مشى وراكى لحد البيت وجه خطبك .كنت اتألم بكل معانى الالم التى لم يحتملها انسان . كان الجميع يذهب واحد تلو الاخر وقبل ان يذهب طاهر اخذنى فى حضنه وقال : احمدى ربنا انها عدت على خير كنتى هتخسرى اهلك كلهم عشان واحد غريب لعب بيكى وضحك على عقلك واستغل صغر سنك .انتى دلوقتى رجعتى امل بتاعت زمان حمد الله على السلامه. تركنى طاهر وذهب تركنى تحت تأثير صدمه بشعه .صدمه هزت حياتى بأكملها ودمرت كل ما فيها .لم استطيع ان ابتلع صدمتى انها صدمه قويه جعلتنى ابتعد تماما عن كل شىء . سديت اذنى عن الحياه كنت اشعر اننى لا استطيع ان اتعايش مع هذا الواقع المؤلم الذى كلما حاولت تصديقه كلما اتفتحت لى ابوابا من النار والعذاب . تعايشت معاناتى وحدى داخل حجرتى المغلقه منعت الزيارات ومنعت عن نفسى كل شىء حتى الطعام كنت اصيب بالمرض بأستمرار بلا سبب حتى واننى كنت ارفض العلاج مكنتش قادره اعمل اى حاجه غير انى اعيط والمخده فى حضنى طول النهار والليل بسد بيها الوجع اللى جوايا . ظليت اسابيع طويله فاقده وعى بالحياه الا يوم الجمعه فهو اليوم الوحيد الذى اتنبه فيه لموعد شرف فكلما يأتى ذلك الموعد انصت الى باب الشقه وكأننى انتظر خبطة يديه وكان شعورى تجاه اى شىء اخر مفقود تماما فكنت افقد الرغبه فى كل ما يأتونى به . افقد الرغبه فى كل الاشياء التى كنت احبها. احيانا كنت اشعر اننى افقد نفسى ذاتها .واحيانا لا ابالى ان كنت على قيد الحياه ام اعيش جسد بلا روح (هكذا عاشت البطله فتره من الالم والعذاب النفسى وايضا التعب الجسمانى التى اثرت على صحتها وانعكس على وجهها بشكل ملحوظ للجميع وبمرور الايام بدأت البطله تستعيد نفسها من جديد ولكن كانت كسورها شديده وجروحها عميقه ذات الم قوى لا يهدأ ) وهنا قالت البطله : بدأت اخرج من حجرتى واجلس وسطهم فى صمت ولكنى لم اكن سليمه اطلاقا فكنت نفسيا مدمره تماما فكانت تدفعنى هذه النفس المدمره الى ان اجلس كل يوم امام صور الخطوبه المقصوصه بلا بكاء فقط كنت اتمعن فى طريقه القص ليذكرنى هذا المشهد باغنيتى المفضله التى تعبر عن ما اعيشه من صدمات وهى ( بقى هى الدنيا كده ؟ بقى هما الناس كده ؟ يا خساره فرحتى يا خساره ضحكتى يامين يا خدنى تانى يرجعنى دنيتى ) ومن هنا بدأت ابحث عن طريقى للعوده الى دنيتى . وبالفعل وجدتنى اعود الى عالمى الاخر والى نافذتى الصغيره التى كنت انظر منها طوال حياتى على عالم البشر من بعد . فشرف هو الذى اخذنى من عالمى وادخلنى وسط البشر ثم تركنى وذهب ولكنى اليوم ساعود لعالمى الصغير مره اخرى وساعيش فيه وحدى كما كنت وحدى منذ الطفوله وسأبقى وحدى للابد .وسأعود الى أصدقائى من جديد وهم ( الورقه والقلم) فجلست البطله امام اوراقها وكتبت كلماتها الاخيره قائله : قررت كتابة نهايتى على تلك الصفحه فى نفس اللحظه التى اتمنى فيها ان اعود الى الصفحه الاولى وابدأ قصتى من جديد . ولو خيرونى لاخترت ان اعيد قصتى للمره الثانيه .ولو كان بيدى لمحوت هذه النهايه من صفحاتى ووضعت الاف السطور لتستمر قصة حبى بكلمات تملأ صفحات الكون وتبقى بلا نهايه ولكن القدر قال كلمته وانكتبت النهايه بيد القدر بعد ان حطم حلم عمرى امام عينى وحكم بفراق حبيبى دون وداع وقفل الباب دون رجوع فلقد علمنى شرف ان احبه وانتظره واتلهف لرؤيته ولكنه لم يعلمنى ان انساه . ذهب شرف واخذ معه كل شىء وكل ذكرى تبقت من قصة حبنا .واليوم لم يتبقى من القصه غيرى .انا فقط التى تبقيت .انا الذكرى التى لا استطيع ان أتخلص منها كلما نظرت الى مرأتى .فاليوم لابد ان اكتب النهايه حتى يكف قلمى الحزين عن كتابة معاناتى امسكت بالقلم ووضعته على السطر الاخير لاكتب الكلمه الاخيره ( النهايه) وكانت المفاجئة ان القلم خلص .عجز القلم عن كتابة نهايتى ولاول مره ينسحب قلمى من بين السطور وكأنه رافض ان ينهى حلم عمرى بهذه القسوه وقتها شعرت ان القلم يملك رحمه لا يمتلكها من احبه فبرغم انه جماد ولكنه حزين على تلك النهايه المره الذى حكم بها حبيبى ذو القلب الجاحد . كتبت النهايه بقلم اخر .قلم لا يعرف قصتى .قلم غريب على صفحاتى الحزينه لا يعلم ما بالسطور ولا يفهم معانيها ..ولو كان قلمى الجديد يعلم قصتى من البدايه لعجز عن كتابة النهايه . نعم كتبتها بيدى كما دفنت قلبى بيدى . دفنته داخل نفسى واغلقت عليه احضانى لعله فى يوما يتلائم من جديد . فكنت اسمع دائما ان لكل نهايه درس يتعلم منه المجروح اما انا فلم اتعلم سوى شيئا واحدا وهو ( ان لا انظر حولى وانا ذاهبه فى الشارع حتى لا يمشى ورائى شرف اخر )
النهايه
بقلم الشاعره /امال مصطفى الشامى
****************************
كانت رؤيتى لصور الخطوبه وهى مقصوصه بيد شرف ابشع صدمه .كنت امسك بالصور واصرخ من صميم قلبى لم تكن هذه اللحظه هينه ابدا فكان يمسك بى ابى ويحاول رفعى من على الارض وهو فى قمة الغضب قائلا : البيه اللى اسمه على لما نزلت له بالحاجه لقيته بيطلب منى قفص العصافير قلتله مجهزهولك فوق قالى والشبكه والدبدوب فين يا عمى قلتله كل حاجه موجوده عندك وراجعها بنفسك. دى ناس بجحه بيطلبو الحاجه بمنتهى البجاحه يغورو بيها .قالت له امى : واحنا اللى قاعدين نشترى فى الجهاز ومنعرفش ان نيتهم كده.رد بابا وقالها :انا وريت لعلى كل الجهاز اللى فى الشقه اللى تحت وقلتله بص الجهاز اد ايه عشان تعرف اننا مكناش مقصرين .وبعد مرور ساعتين من بكاء وصراخ لم يتوقف اتصل ابى بعمى حسين ثم اتصل بعمتى واتصلت امى بخالتى ثم بطاهر ابن خالتى وحضر الجميع ليواسينى كنت كالطفله بينهم الجميع يحاول تعويضى عن ما فقدته واخذو يسألونى بتحبى ايه؟ تتمنى ايه؟ نفسك فى ايه ؟
شعر سألونى
سألونى ايه اكتر حاجه بتحبيها
رديت وقلت اكتر حاجه بحبها سبتها
فى عز ماكانت روحى فيها
اكتر حاجه بحبها بعتها
عشان مكنش من حقى انى اشتريها
سألونى ايه اكتر حاجه بتمناها
رديت وقلت اكتر حاجه بتمناها مش عايزاها
علشان ايدى بعيده عليها
اكتر حاجه بتمناها انا رفضاها
علشان عرفه انى ماليش نصيب فيها
نعم كنت كالطفله بينهم .الجميع يحاول تعويضى عن ما ضاع منى وهم لا يعلمون ان ما ضاع منى لم يتعوض وان ما فقدته لم يوجد له بديل. كان كلآ منهما يواسينى بطريقته اللى يقولى ربنا عايزه كده . واللى يقولى بكره يجيلك اللى احسن منه . واللى يقولى عسى ان تحبو شيئا وهو شرا لكم . ولكن وفجأه وجدتنى اقول لهم انتو السبب . انتو اللى فرقتو بينى وبينه .شرف قالى انكم بتدخلو فى شراء جهازى عشان تنصبو على ماما وبابا وتعملو مصلحه من وراهم .كانو ينظرون الى بعضهم البعض ويقولو :شرف كرهك فى اهلك يا امل شرف عماكى وغيرك ولحس مخك وعملك غسيل مخ .شرف خدك مننا وحولك من امل الصغيره اللى كلنا بنحبها لوحده متكبره خلاكى تتكبرى على اهلك وتكرهيهم كنت استمع لهم ودموعى تغرق وجهى كنت اشعر وكأننى فى دوامه . من الذى اخذنى من الثانى ؟ هما الذين اخذونى منه ؟ ام هو الذى اخذنى منهم ؟ وفجأه وجدت طاهر ابن خالتى يقول : اقولك مفاجئه يا امل تثبتلك ان الواد ده مش كويس . نظرو له الجميع وقالو :ايه هى المفاجئة ؟ رد طاهر : يوم مارحت انا وخطيب بنتى عشان نحجزلها القاعه فى نفس النادى اللى كنتى هتعملى فيه فرحك سألنا عن اسم (شرف عز )بالتاريخ اللى قالك انه حجز فيه ٢١/٩ مقلناش اسمه .قلتله : مستحيل ده قالى انه حجز النادى وكان مستعجل . لقيت طاهر مسك موبيله وقالى انا هتصل بواحد كان معانا واحنا بنسال عن اسم شرف وهسمعك بنفسك ان مكنش فيه حجز بالاسم ده .وفعلا اتصل وسال الشخص وسمعت بنفسى صوت الشخص وهو بيقول : لا ملقناش اسم شرف ويوم ٢١/٩ كان محجوز بأسم ناس تانيه . اصبت بالصدمه وكان الجميع فى حاله من الذهول رد ابى وقال : يعنى كان هينصب على ابوكى وياخد منى نص النادى من غير مايحجز معنى كده انه مكنش ناوى يتجوزك اصلا. كنت امسك برأسى واتذكر شرف حينما كان يقول : ابقى انزلى بقا احجزى الفستان والكوافير عشان نخلص . فضلت اعيط واقولهم :مستحيل ده كان بيتخانق معايا عشان بابا ميأجلش الفرح . كنت حسه بنار فى دماغى والكل عمال يقولى ده بيضحك عليكى يتسلى يومين ده مش بتاع جواز شوفى خطب كام وحده وسابهم ولو نزلتى دلوقتى هتلاقيه واقف فى الشارع بيدور على واحده تانيه يمشى وراها ويخطبها زى ما مشى وراكى لحد البيت وجه خطبك .كنت اتألم بكل معانى الالم التى لم يحتملها انسان . كان الجميع يذهب واحد تلو الاخر وقبل ان يذهب طاهر اخذنى فى حضنه وقال : احمدى ربنا انها عدت على خير كنتى هتخسرى اهلك كلهم عشان واحد غريب لعب بيكى وضحك على عقلك واستغل صغر سنك .انتى دلوقتى رجعتى امل بتاعت زمان حمد الله على السلامه. تركنى طاهر وذهب تركنى تحت تأثير صدمه بشعه .صدمه هزت حياتى بأكملها ودمرت كل ما فيها .لم استطيع ان ابتلع صدمتى انها صدمه قويه جعلتنى ابتعد تماما عن كل شىء . سديت اذنى عن الحياه كنت اشعر اننى لا استطيع ان اتعايش مع هذا الواقع المؤلم الذى كلما حاولت تصديقه كلما اتفتحت لى ابوابا من النار والعذاب . تعايشت معاناتى وحدى داخل حجرتى المغلقه منعت الزيارات ومنعت عن نفسى كل شىء حتى الطعام كنت اصيب بالمرض بأستمرار بلا سبب حتى واننى كنت ارفض العلاج مكنتش قادره اعمل اى حاجه غير انى اعيط والمخده فى حضنى طول النهار والليل بسد بيها الوجع اللى جوايا . ظليت اسابيع طويله فاقده وعى بالحياه الا يوم الجمعه فهو اليوم الوحيد الذى اتنبه فيه لموعد شرف فكلما يأتى ذلك الموعد انصت الى باب الشقه وكأننى انتظر خبطة يديه وكان شعورى تجاه اى شىء اخر مفقود تماما فكنت افقد الرغبه فى كل ما يأتونى به . افقد الرغبه فى كل الاشياء التى كنت احبها. احيانا كنت اشعر اننى افقد نفسى ذاتها .واحيانا لا ابالى ان كنت على قيد الحياه ام اعيش جسد بلا روح (هكذا عاشت البطله فتره من الالم والعذاب النفسى وايضا التعب الجسمانى التى اثرت على صحتها وانعكس على وجهها بشكل ملحوظ للجميع وبمرور الايام بدأت البطله تستعيد نفسها من جديد ولكن كانت كسورها شديده وجروحها عميقه ذات الم قوى لا يهدأ ) وهنا قالت البطله : بدأت اخرج من حجرتى واجلس وسطهم فى صمت ولكنى لم اكن سليمه اطلاقا فكنت نفسيا مدمره تماما فكانت تدفعنى هذه النفس المدمره الى ان اجلس كل يوم امام صور الخطوبه المقصوصه بلا بكاء فقط كنت اتمعن فى طريقه القص ليذكرنى هذا المشهد باغنيتى المفضله التى تعبر عن ما اعيشه من صدمات وهى ( بقى هى الدنيا كده ؟ بقى هما الناس كده ؟ يا خساره فرحتى يا خساره ضحكتى يامين يا خدنى تانى يرجعنى دنيتى ) ومن هنا بدأت ابحث عن طريقى للعوده الى دنيتى . وبالفعل وجدتنى اعود الى عالمى الاخر والى نافذتى الصغيره التى كنت انظر منها طوال حياتى على عالم البشر من بعد . فشرف هو الذى اخذنى من عالمى وادخلنى وسط البشر ثم تركنى وذهب ولكنى اليوم ساعود لعالمى الصغير مره اخرى وساعيش فيه وحدى كما كنت وحدى منذ الطفوله وسأبقى وحدى للابد .وسأعود الى أصدقائى من جديد وهم ( الورقه والقلم) فجلست البطله امام اوراقها وكتبت كلماتها الاخيره قائله : قررت كتابة نهايتى على تلك الصفحه فى نفس اللحظه التى اتمنى فيها ان اعود الى الصفحه الاولى وابدأ قصتى من جديد . ولو خيرونى لاخترت ان اعيد قصتى للمره الثانيه .ولو كان بيدى لمحوت هذه النهايه من صفحاتى ووضعت الاف السطور لتستمر قصة حبى بكلمات تملأ صفحات الكون وتبقى بلا نهايه ولكن القدر قال كلمته وانكتبت النهايه بيد القدر بعد ان حطم حلم عمرى امام عينى وحكم بفراق حبيبى دون وداع وقفل الباب دون رجوع فلقد علمنى شرف ان احبه وانتظره واتلهف لرؤيته ولكنه لم يعلمنى ان انساه . ذهب شرف واخذ معه كل شىء وكل ذكرى تبقت من قصة حبنا .واليوم لم يتبقى من القصه غيرى .انا فقط التى تبقيت .انا الذكرى التى لا استطيع ان أتخلص منها كلما نظرت الى مرأتى .فاليوم لابد ان اكتب النهايه حتى يكف قلمى الحزين عن كتابة معاناتى امسكت بالقلم ووضعته على السطر الاخير لاكتب الكلمه الاخيره ( النهايه) وكانت المفاجئة ان القلم خلص .عجز القلم عن كتابة نهايتى ولاول مره ينسحب قلمى من بين السطور وكأنه رافض ان ينهى حلم عمرى بهذه القسوه وقتها شعرت ان القلم يملك رحمه لا يمتلكها من احبه فبرغم انه جماد ولكنه حزين على تلك النهايه المره الذى حكم بها حبيبى ذو القلب الجاحد . كتبت النهايه بقلم اخر .قلم لا يعرف قصتى .قلم غريب على صفحاتى الحزينه لا يعلم ما بالسطور ولا يفهم معانيها ..ولو كان قلمى الجديد يعلم قصتى من البدايه لعجز عن كتابة النهايه . نعم كتبتها بيدى كما دفنت قلبى بيدى . دفنته داخل نفسى واغلقت عليه احضانى لعله فى يوما يتلائم من جديد . فكنت اسمع دائما ان لكل نهايه درس يتعلم منه المجروح اما انا فلم اتعلم سوى شيئا واحدا وهو ( ان لا انظر حولى وانا ذاهبه فى الشارع حتى لا يمشى ورائى شرف اخر )
النهايه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق