لآخرِ العائدين
----------------------------------
في جرارِ الحزنِ
لم تبقَ دمعةٌ لتعتقَ
قال: خمَّارُ الوجعِ بوجعٍ
في زواريبِ السكونِ الموحشة
ينتعلُ فجرُكَ خوفَهُ
يأتزرُ خلستهُ
ولازالَ يخشى المجيءَ
نحدو قوافلَ الأحبَّةِ
نطوي مسافاتِ المآتمِ
على لهاثِ النهاياتِ
على تعبِ الموتِ نتَّكئ
وأنتَ على ناصيةِ العودةِ
كبريدٍ عسيرِ الوصولِ
كمدمّى يَفرَحُ ملوكُ الطوائفِ
من إرجوانِ دمهِ
وكطورٍ عصيٍّ على الدعاء
لا أحلمُ بكَ...
كلُّ دروسِ الجِدِّ والمحاولةِ
لاتعنيني... أنا الملتفُّ
بشرنقةِ الخنوعِ
أُفخِّخُ الوقتَ بشغبِ القصائدِ
وأجلسُ بعيداً
كصيَّادٍ خدعتهُ شراكهُ وفرائسهُ....
ألوكُ بقيَّةَ الفخرِ
بماضٍ دونهُ مؤرِّخٌ مأجور
ولازلتُ أباهي بكَ
كشامةٍ تزّينُ خدَّ الكبرياءِ
لا أرجو لرمادكَ انبعاثاًً
كي لاتشوى مرَّةً ثم مرة
لا أبحثُ في قاعِ الحضورِ
عنكَ...كي لايغتالُكَ الفقدُ
مرَّةً ثمَّ مرَّة...
في وعاء الحكايا
دروبٌ يتعبُها الزحامِ
في عرباتِ الغدِ
لامقاعدَ شاغرةٌ
أبراجُ الحمامِ تشاكسُ الخراب...
أنثرُ حبَّاتِ قلبي في الدروب
لعلَّ سنونواً أنكرٍ عليكَ الربيعَ
يعود...
يقولُ سنونو آخرٌ:
(معانداً سقوطَهُ في كذبةِ المواسمِ)..
إياكَ ننفضُ الراحاتِ
فلا الزمانُ زماني
ولا القيامةُ قيامتي
وتتسربُ خديعةُ الارتواءِ
في شقوقِ شفتي
ويزيدُني ماؤُكَ عطشاً
أيها العائدُ من بيتِ الرِّيحِ
كنتَ للموتِ طبخةَ الحصى
عد حينَ يسبلُ الألمُ جفنيهِ
لأضعكَ في صندوقٍ
من خشبِ صدري
أواريكَ عن أعينِ الطغاةِ
كنبيٍّ لايعرفُ أهلهُ كراماتهِ
عد إلى حضنِ وطنكِ ياوطني!!!
عجبي كيفَ بقيتَ بلا وطنٍ
كلَّ هذا الوقتِ؟!!!!!.
----
بقلمي:
سليمان أحمد العوجي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق