بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 9 فبراير 2018

حقيبةُ أوجاعي ثَقِيْلَة . بقلم الشاعر/ مصطفي الحاج حسين

حقيبةُ أوجاعي ثَقِيْلَة ...

                  شعر: مصطفى الحاج حسين .

أتعثَّرُ بحنيني 

أمشي بأصقاعِ الجنونِ

أحملُ حقيبةَ أوجاعي 

ودفاترَ دموعي 

يسألني ظلِّي عن دربِهِ 

فيدلّني نحيبُ شرودي

على غيماتٍ تلهثُ بالرّعبِ

وعلى بريقٍ يذخرُ بالدّمِ 

وعلى جثثٍ لقصائدَ كانت حبلى بالصّهيلِ

أيا درباً امتدَّ من هديلِ الاحتضارِ

فوقَ رمالِ الكآبةِ والنّزيفِ 

أفتّشُ عن مدينةٍ كانَتْ قد تاهَتْ

في ازدحامِ الحِدادِ المقيتِ 

كم رصاصةٍ ثقبَتْ دهشتَها البيضاء ؟!

كم قنبلةٍ  فجّرَتْ شرايينَ البراعم ؟!

وكم نبيّاً صُلِبَ على بوّاباتِ الضّوءِ ؟!

أحملُ ما تبقّى من رُكامِ روحي 

وغبارِ ضحكاتي المتثاقلةِ 

أتّجهُ إلى حدودِ غُصّتي 

النّابِتَةِ بالزقّومِ 

أوّاهُ يا أبتي حاصرَنا السّرابُ

وجدارُ البنفسجِ أشعلوه بالكُرْهِ

وعلّقوا مشنقةً لعنقِ الصّفاءِ الفتيِّ

تكسَّرَتِ البسمةُ فوقَ رصيفِ السّكوتِ

ويأكلُ الدّمعُ عيونَ الأمّهاتِ 

ينهشُ وحشةَ احتراقِها

لا وقتَ للثكلى لتزفَّ عصفورَها

المسجَّى 

مِنْ نبضِهِ أمسكوا بِهِ

من ارتجافِهِ وبحّةِ أجنحتِهِ

طافوا به على أحراشِ الظّلمةِ

فتهاوى منه نبضُ الأغنياتِ 

أحملُ جثّتي على ظهرِ ظلّي

وأطوفُ على بردِ الغربَةِ 

أعرفُ القَفْرَ حجراً حجرا

والبحرُ يختنقُ بحنجرتي 

دمُ أهلي تشرّبَتْهُ الجهاتُ 

وأخاديدُ الهتافاتِ الهائمةِ

والطّائراتُ صبّتْ عليهم براميلَ السّكونِ

كلُّ هذا الكونِ لمعتوه 

ورثَ عن أبيهِ السّجونْ 

والعالَمُ يلعقُ حذاءَ الخساسةِ 

والنّجاسَةِ 

في فرحٍ ومجون  *

                      مصطفى الحاج حسين .
                              إسطنبول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق