بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 19 مارس 2019

أعطس ياوطن ( 3) /بقلم الشاعره/ زين الشام

أعطس ياوطن ( 3) زين الشام 
أعطس ياوطن فقد رحمك الله 
ا************************
نسائم رطبة لاحت على وجه شهرزاد ، 
وندى يتدحرج بأوقات الصباح على وريقات شاحبة صفراء ، وطيور تصفق بأجنحتها تحاول الطيران ، دون زقزقة دون تغريد ( بكماء) ....
وشمس ترسل جدائلها الحمراء ، وآثار الحقد قد بان مع وضح النهار ، نظرت شهرزاد بأرجاء غرفة السلطان ، وبمخيلتها الف سؤال وسؤال ، جالت أنحاء المكان بنظرات خائفة ، فيها استغراب ، وإذا شهريار جالس بتلك الزاوية على كرسيه الهزاز ينظر عبر النافذة إلى السماء يغط بتفكير عميق لم ينتبه بأن شهرزاد استيقظت حتى سمعها 
( صباح الخير ) .....
ورد شهريار وصدى صوته الحزين يتردد بالمكان 
كوبين قهوة وعلبة سجائر وعود ثقاب 
تقدمت شهرزاد إليه وأنفاسها تتلاحق وكأنها بسباق .......
ماذا حدث لأرض الياسمين واكتفت بذاك سؤال 
قال : شعب أبي ، ولكن لعب الخبث لعبته برفقة الشيطان .... غرروا بأولاد هذه الأم ، لينهبوا أموالها ويأخذوا الثروات التي جمعتها بعرق الجبين وبكد هؤلاء الشجعان .
أخذوا يكيدون ويكيدون ويبخون السم الزعاف....
قلبوا الدنيا رأسا على عقب .... فلم يعد بعد ذاك العراك سوى نار مخمدة ودخان ، احترق مااحترق 
والضحية هي الأم والأولاد ، ولا زالت تحتضن مابقي لها من أمل ، بدمعة وشهيق آهات 
تكالبوا عليها 
(ذات النجمة الزرقاء .... والورقة الخضراء ) 
بمباركة الأعراب النعجان ، أصحاب النفط.، الأغبياء ، وبين هذا وذاك هبت نيران غدرهم ، وطالت ماكان غاليا على قلوب الأعزاء ، حتى أبناء جلدتنا ساهموا بالقتل ولم يكن للرب عندهم حسبان !!! ، وغصة بصوته ، ودمع يحفر القلب ويحرق الأجفان ، ويعود ليكمل القصة لشهرزاد ، ودموعها تغسل وجهها الفتان ، لتباغته بسؤالها 
أين المروج ؟؟؟
أين الجنائن ؟؟؟
أين الأزهار ؟؟؟.
أين الأطفال وألعابهم ؟؟؟ وصراخ ضحكاتهم 
على أراجيح الأعياد 
رفع رأسه شهريار وقال : منهم من مات ... ومنهم من هجر المكان ، وذهب يبحث عن الأمان ، ولم يبق ياعزيزتي ، غير مبتلي يبكي على الأنقاض
ووو عش هجره طيره ، وفراخه لم تتعلم الطيران
انقلبت الدنيا ، والكل يقول نفسي ... نفسي 
والأم الجريحة تصرخ من الآلام .
وصاح ديك الصباح ولم يعد يستطع متابعة باقي الأحداث
فسكت عن الكلام المباح ... بعدما صاح ديك المساء 
وغدا لنا لقاء ياأصدقاء .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق