بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 18 مارس 2019

الحلقه الثانيه من قصة مأساه امراه ( جزء 2 ) بقلم الشاعره/امال مصطفى الشامى

الحلقه الثانيه من قصة مأساه امراه ( جزء 2 ) 
بقلم الشاعره/امال مصطفى الشامى
***************************
كانت كلمات امى تتردد فى ذهنى وهى تقول البسى واتمكيچى وارجعى زى الأول وكان هدفى فى ذلك الوقت هو ان اعود الى نفسى قررت ابتلع الصدمه التى دمرتنى وجعلتنى كالورقه التى تحترق حتى اصبحت رماض . قررت ان اردم هذا الرماض وادفنه وافسح بيدى احزانى واشق طريقى بأراده قويه. قررت ان اغمض عينى على دموعى واخطو فى طريقى للمستقبل بكل عزيمتى بينما كانت خطوتى الاولى فوق قلبى . نعم دعست عليه بقدمى حتى لا يحن مره ثانيه . دعست عليه حتى يتوقف عن ذلك الحب الاحمق الذى كاد ان يقضى على حياتى .كنت اظن ان تلك الخطوه سوف تعود لى نفسى وبالفعل كنت اتلقى المكالمات التليفونيه من الأهل والاقارب لتهنئتى بخروجى من تلك الازمه( وعادت امل الى المراه البنت الجميله ذات الشعر الاسود والعيون الكحيله ولكنها عادت وحدها امل بلا  شرف ) وهنا تقول امل : مرت الايام وجاء يوم العيد وكنت استعد كالعاده لوقوفى فى الشرفه باللبس الجديد مثل كل عيد وعند موعد صلاة العيد كنت اتوجه الى الشرفه ولاول مره يرو الجيران ظهورى بعد أسابيع طويله من الغياب . اول مره ارى الشارع . اول مره ارى الشمس . اول مره ادخل تلك الشرفه بعد خروج العصافير منها . اول مره انظر الى العصافير ولم اراها فى مكانها وكأن قلبى يخبط بعرض الحائط ويرد فى صدرى المآ  . كنت اغمض عينى وادير وجهى بعيدا عن ذلك المكان حتى لا  تظهر فى ذهنى تلك الذكريات القاتله كنت انظر الى الشارع والى الناس حتى اهرب من تفكيرى . وعند هروبى بالنظر للناس والشارع توجهت عينى للقهوه المقابله للبيت انها القهوه التى جاء شرف اليها حينما كان يبحث عن بيتى ليخطبنى . انه ذلك المكان الذى وقف فيه لينظر اليا . كنت اراه هناك ..نعم اراه هناك يحمل فى يده سجاده الصلاه وينظر الى شرفتى . وقتها فقط شعرت بدموعى حينما تنبهت الى المكان الذى انظر اليه فوجدته(فاضى تماما )

قصيده (ارجع حبيبى )
*********************
ارجع حبيبى نفسى اشوفك قصادى 

ارجع حبيبى واملا المكان الفاضى 

تشوفك عينيه وتفرح وتشوفنى عينيك وتفرح

انادى عليك باسمك وبأسمى عليا تنادى 

نفسى حبيبى ترجع بقا وتعود 

نفسى حبيبى اشوفك هنا موجود

اقولك بحبك وتقولى بحبك 

ونمسح النهايه ونعيد والماضى 

ارجع حبيبى نفسى اشوفك قصادى 

ارجع حبيبى واملا المكان الفاضى 

 نعم كنت اتمنى ان يعود الماضى وتعود اللحظه التى كنت اراه فيها فى ذلك المكان من سنه . انه نفس المكان ونفس الشارع وكل شىء كما هو من سنه فاتت وكأن المشهد امامى يتقرر ولكن ينقصه وجود شرف على القهوه . ياله من مشهد مؤلم ولكنى لم اتكفى بهذا الوجع بل ظليت ابحث عنه وسط المصلين تخيلا منى انه ذاهب معهم ليصلى فى هذه اللحظه كانت امى تقف بجانبي وترى عينى وهى تبحث يمينا ويسارا وما بامى الا وان تمسك بيدى وتقول : شرف مش هيعدى من الشارع ده . التفتت اليها وقلبى يتمزق ثم رديت بكل عصابيه وقلت :مين قالك انى ببص على شرف ؟ قالت لى : الدموع اللى فى عنيكى هى اللى قالتلى . كنت العن نفسى ..لماذا احن له الان ؟  لماذا تخوننى عزيمتى ؟ اين قوتى واراداتى حينما قررت ان انهى كل الأحزان بداخلى ؟ 

قصيده  ( ايوه نهيت ) 

ايوه نهيت ومن وسط الاحزان عديت 

         غمضت عنيه على دموعى

       ودوست على قلبى وخطيت

              قررت اكمل مشوارى 

                  هعيش حياتى 

          واقتل مشاعرى وافكارى

بس مش معنى انى هكمل واعيش حياتى 

                     ابقى نسيت

              اصلى لما جيت احب 

              بكل مشاعرى حبيت

              اه اتعذبت واه بكيت

            انا منكرش انى اتعلمت 

            خدت الدرس واتربيت

     بس بردة ده ميمنعش لو حنيت

               فيها ايه لما احن ؟

          مهو بردو ساعات الفراق 

           بيخلى الحبيب مشتاق 

         بس مش معنى انى اشتاق 

          يبقى اندم واقول ياريت 

         انا بردو منساش انه انانى 

           وكان بيجرح كل جرح 

            اصعب من الاولانى 

           فمستحيل احبه تانى 

     بس ده مش معناه انى كرهاه

         ايوه بحبه وهفضل احبه 

                  ومش هنساه

   اصل الكره مش من طبع العاشقين 

         ومينفعش يكون فيه كره 

          بين اتنين كانو مخطوبين 

            اتنين لو كانو كملو 

           كان زمانهم متجوزين 

            اصل الكره مستحيل 

        يسكن قلوب المجروحين 

         حتى لو كانت جراحهم

         فى قلبهم زى السكاكين 

     مش من طبع العاشقين يكرهو 

         حتى لو كان الحبيب جارح

        مهو اللى يحب بجد من قلبه 

                   اكيد بيسامح 

          بس مش معنى انى اسامح 

              يبقى انسى انه باعنى 

             ومش معنى انى اسامح

             ان جرحو مش واجعنى 

             ايوه جرحه لسه بيجوع

             من يوم ما ساب البيت

           وعشان كده قررت اسيبه 

         وفوقت من الوهم وصحيت 

     بس مش معنى سيبته ابقى نهيت

كانت هذه هى المشاعر التى تتعارك بداخلى طوال الوقت والصراعات قويه ما بين انى خلاص نسيت وما بين انى مش هقدر انساه ابدا . وفى تانى يوم العيد قررت امى الذهاب لخالتى كما تعودنا فى كل عيد ولكنى هذا اليوم طلبت من امى ان لا اذهب معهم وقلت : بلاش اجى معاكم مش هقدر .قالت امى : ازاى يا امل نروح من غيرك ؟. قلتلها : مش هقدر انزل الشارع ابدا مش هقدر امشى فى الشارع يا ماما  مستحيل . قالتلى : ليه ؟ وجدت الدموع تظهر فى عينى وقلت . هتفكرو . ثم اكملت قائله :كل شارع هيفكرنى بيه كل خطوه وكل طريق هيفكرونى ثم وضعت يدى على فمى وهى ترتعش واخذت ابكى بحرقه .اقتربت منى امى وقالت : حرام عليكى نفسك هتموتى يا امل . وضعت راسى على صدرها وظليت ابكى واقول : مش قدره يا ماما غصب عنى . قالت لى امى :  مش انتى قررتى وقلتى هتبداى من جديد وتنسى اللى فات .قلتلها : مش قدره انسى كل ما قلبى يجمد واقول خلاص نسيت الاقى حاجه بتفكرنى . قالتلى زى ايه  . قلتلها الشارع . قالتلى هنحاول نمشى من شوارع ممشيش معاكى فيها . وبيت خالتك قريب مش بعيد . قلتلها مش هقدر امشى من الشارع العمومى لانه مشى معايا فيه .قالتلى حاضر مش هنمشى منه . قلتلها وكمان بلاش نمشى من شارعنا خلينا نمشى من اى مكان تانى .قالتلى : ازاى مهو ده الشارع الوحيد اللى لازم نمشى فيه . قلتلها ندخل من الشوارع الجانبيه ونمشى من الشارع المقابل لينا . لقيت ماما بصتلى بحزن وابتسمت . كانت بتبتسم لانى بوصفلها الشارع وانا ناسيه ان الشارع اللى بتكلم عنه ده نفس الشارع اللى شوفت فيه شرف لاول مره . ولما تنبهت بصيت لامى وانا ببكى وبقولها اروح فين طيب . ثم اكملت كلماتى المتقطعه من شده البكاء وقلت : ده انا خايفه اطلع السلم لحسن افتكرو وهو بيسلم عليا وماشى . ده انا بدخل البلاكونه بالعفيا . ردت ماما وقالتلى : انتى كده مش هتعرفى تعيشى كل حاجه حواليكى هتفكرك وهتفضلى تهربى من كل حاجه بس ده غلط . انتى عشان تعرفى تكملى حياتك يبقى لازم تواجهى مش تهربى . اقنعتنى امى اننى لابد ان اواجه هذا الواقع كما هو بمرارته وقسوته وان هروبى ليس حلا لهذه الحاله التى أمر بها . فاستعدت قوتى للمره التانيه ووافقت على النزول للشارع  ولكن كان شرطى هو انى اروح لعمى حسين قبل مرواحى لخالتى وكان سبب قرارى لذهابى لعمى هو لاننى اشعر انه الشخص الوحيد الذى يمكنه اعطائى الاراده والقوه وطاقه الصبر التى احتاجها فلذلك قررت ان يكون هو اول شخص اجلس معه بعد تلك الازمه. وقبل خروجى من المنزل دخلت حجرتى لاحضر شيئا قررت أخذه معى جعل امى تندهش عندما رأته وهو انى اخذت معى صور الخطوبه المتقطعه . لا اعرف لماذا ؟ ولكنى تمسكت بهذا القرار وبالفعل اخذت معى الصور ونزلت مع امى . وعند رؤيتى الشارع شعرت بألم يسرى فى احشائى لا استطيع وصفه وكانت انفاسى تختنق بينما كان قلبى ينقبض ما بين الخطوه والاخرى فالشوارع اصبحت كئيبه والطرق اصبحت غريبه ومخيفه فكنت اتفحص الطريق وقلبى بداخلى يحترق

(وكان المشهد كما يظهر فى الفيديو)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق