الحلقه (٦٤) من قصة مأساه امراه
بقلم الشاعره/امال مصطفى الشامى
****************************
كنت اتلهف حضور شرف الى محل السجاجيد كى يقذنى من هؤلاء الذين يحاولون الاستيلاء على حقى فى اختيار جهازى ويتجمعون حول السجاد بشكل ملفت مما جعل صاحب المحل ينظر لى وانا اطلب من شرف المجئ وكأنه يريد ان يقول (هو ده اللى فعلا هينقذك منهم ) ولكن للاسف كان رد شرف هو : طلاما السجاجيد حلوه سبيهم يشتروها ومتعمليش مشاكل والمره الجايه هنكون مع بعض واحنا بنشترى باقى الحاجات يلا يا حبيبتى ولما تروحى كلمينى . قفلت مع شرف وقررت ان اتحمل ان اذهب معهم حتى وصلت البيت .تركت امى معهم وطلعت وحدى وعند وصولى الى الشقه تحولت من انسانه هادئه الى شخصيه متوحشه حيث اننى اخرجت ما بداخلى من سب ولعن وكان ابى يحاول تهدئتى ولكنه لم يستطيع بل وانه لم يفهم شىء مما حدث حتى طلعت والدتى وبدأت هى الاخرى تعلو صوتها وكان ابى بيننا لم يفهم شىء بل وبدأ يتعصب هو الاخر . ولكننى لم اهدأ الا بعد ان ذهبت الى البلاكونه واتصلت بشرف .رد وقال: ايه يا بنتى روحتى ؟ قلتله : ايوه لسه واصله . قالى : فيه ايه تانى مالك ؟ قلتله : ماما عماله تزعقلى عشان مضايقه عشانهم بدل ما تضايق عشانى . قالى : والدتك مش مضايقه عشانهم هى مضايقه عشان حاطه فى دماغها ان انتى قليتى فرحتها بالحاجه اللى هى جيبهالك . قلتله : انا متعصبه بسببهم هما مش بسببها هى .قالى : انتى دلوقتى ادخلى بوسيها وقوللها انا قصدكيش انتى انا اقصدهم هما . قلتله : مهى عارفه انى مقصدهاش .قالى : ياستى اعملى الى بقولك عليه وحاولى تراضيها . قلتله : هما دلوقتى بيكلموها على التليفون ولو انا دخلت اصالحها هخاف تكسفنى . قالى: خلاص استنى لما اجيلك بكره وانا هتصرف واشوف السجاجيد واشوف كل حاجه وانتى متفكريش فى حاجه واهدى لحد مجيلك بكره . قفلت معاه وانا مرتاحه اوى ومطمنه .وفى اليوم التالى حضر شرف .كنت انا فى حجرتى كالعاده استعد للقائه . وعند خروجى من باب الحجره وجدته يدخل من باب الشقه حاملا فى يده شنطة هدايا كبيره . توجهت اليه وانا مبتسمه وقلتله : ايه ده ؟ لقيته بيرميلى الشنطه على الترابيزة المجاوره لباب الشقه وبيقولى : امسكى دبدوب اهو . كنت مستغربه من الهديه لانها ملهاش مناسبه وفى نفس الوقت مستغربه من طريقه تقديمه الهديه .دخل شرف وجلس فى الصالون مع ابى اخذت انا الدبدوب وجلست بجانب شرف . نظر لى شرف وقالى : ايه رايك فى الدبدوب انا لقيته شبهك فجبتهولك . ضحكت وقلتله : بزمتك ده شبهى ؟ قالى : ايوه شبهك اسالى ابوكى . ضحك بابا وقال : ربنا يسعدكم ياشرف . فضلنا نضحك ونهزر وبعد ربع ساعه اخذنى شرف ودخل البلاكونه فقال ابى : انا جبتلكم كراسى صغيره مخصوص عشان تقعدو عليهم وانتم فى البلاكونه ضحك شرف وقال : ربنا يخليك يا عمى . وضعنا الكراسى سويا ثم جلس شرف بجانبى على الكرسى وفجأة لقيته بيطلع من جيبه خط تليفون وقالى : ده انا جايبهولك عشان نتكلم مجانى براحتنا الايام الجايه . ابتسمت وقلتله : ليه تعبت نفسك .فضل يركب الخط وبعد شويه لقيته بيطلع من جيبه كارت شحن قلتله: هتعمل ايه ؟ قالى : هشحنلك الخط .قلتله : بس كده كتير اوى مينفعش كده . قالى : مش كتير عليكى يا حبيبتى وبعدين انتى خاطيبتى وكلها يومين هتبقى مراتى كنت ببصله وهو بيشحن الكارت وانا مبتسمه من كلمة هتبقى مراتى .فجأه التفت وقال هاتى بقا كبايه مايه وخدى معاكى الكارت عشان ترميه . فأخذت من يده الكارت ولكن كالعاده قررت احتفظ بيه مطرح ماخربشه بأيدو .اخدت الكارت وشيلته مع علبه الخط فى دولابى وجبت كبايه المايه وجيت قعدت جانبه على الكرسى . لقيته بيقولى : ايه بقى ياستى اللى مضايقك ؟كنت شايفه فى عنيه نظرات الطيبه والحنيه وهو بيسالنى . فوقتها قررت افتح له صفحات قلبى كما تعودت والقى بحملى بين يديه ولكن هذه المره كان الحمل ثقيل .قلتله : اللى مضايقنى حاجات كتير .قالى :قولى كل اللى مضايقك وانا سامعك . قلتله : اول حاجه عشان مخترتش السجاجيد . قالى : هشوفها ولو وحشه هرجعها .ايه مضايقك تانى . قلتله : تانى حاجه مضيقانى انك عايز تتجوز عشان تستقر مش عشان بتحبنى وعمال تهددنى ان لو الاتفاق متنفذش هتسيبنى . ابتسم وقالى : اولا انا لو عايز اتجوز عشان استقر كنت اتجوزت اى وحده من اللى فاتو وخلاص . اما بالنسبه للاتفاق ابوكى إللى بيغير اتفاقه اكتر من مره واظن لو انا مش متمسك بيكى كنت من اول مره اتغير فيها الاتفاق سبتك زى اللى قبلك لكن مسالتيش نفسك انا ليه مستحمل ده كله . ابتسمت وقلتله : يعنى بتحبنى .قالى : اومال هتجوزك ازاى يا مجنونه . ابتسمت وقلتله : اومال ليه لما قلتلك قولى بحبك لقيتك بتقولى سيبى كلمه بحبك تيجى قى وقتها عشان تطلع صدق .يعنى انت لو قلتها دلوقتى هتكون كدب؟ قالى : بصى يا امل الكلام الحلو مبيطلبش ولو انا قلتلك بحبك بعد ما تطلبيها مش هيكون ليها احساس وساعات بكون هقولك بحبك والاقيكى استعجلتى وطلبتيها فبضطر اسكت مهو لو صبر القاتل على المقتول كان مات لوحده .ضحكت وقلتله طب انا مستنيه .ابتسم وقالى : كلها يومين ونكون سوا فى بيتنا ونحب براحتنا ثم التفت شرف الى قفص العصافير وقال : هنبقى زى العصفورين دول هما لسه مخلفوش ؟ ضحكت وقلتله : لسه. وفجأه لقيت نفسى بقوم وبجبله الورقه اللى بعد فيها الايام اللى فاضله على الفرح . ضحك وقالى : حاطه دايره على كل يوم جمعه ليه؟ قلتله عشان ده اليوم الوحيد اللى محسوب من عمرى عشان ده اليوم اللى بشوفك فيه . نظر لى شرف وقال : احكيلى عن طفولتك يا امل عايز اعرف حياتك كانت عامله ازاى وانتى صغيره . رديت بصوت مجروح وقلت : كنت طفله وحيده مكنش ليا اصحاب العب معاهم. طول عمرى بخاف من الناس .عمرى ماحسيت بالامان حتى وسط اقرب الناس ليا (بابا وماما )متشتته بينهم ديما فى مشاكل زى مانت شايف ولما كنت صغيره كان بابا بيسيب البيت بالشهور وافضل متعلقه بين بابا وماما عمرى ما حسيت باستقرار ولا بأمان ديما خايفه لحد مانت جيت اديتنى الامان اللى كنت محرومه منه . فجأه انتبهت لقيت شرف بيبوس إيديا وبيقولى : ربنا يخليكى ليا .كانت دموعى نزله من غير ماحس . مسح شرف دموعى وقالى : انا عمرى ما جبت هديه لحد والدبدوب ده هو اول هديه اجيبها .مسكت ايدو وهى بتسمح دموعى وابتسمت .وفجأه سمعت صوت بابا بينادى على شرف فقال لى شرف : قومى نشوف ابوكى شكله هيورينى السجاجيد . دخلت انا وشرف لقينا بابا وماما فارشين السجاجيد على الارض وبيقولو لشرف : ايه رايك ؟ فرد شرف وقال : دى تحفه . ردت امى وقالت : الست هانم مش عاجبها .تفاجأت بشرف يقول : سيبك منها يا ماما دى دمغها مطرقعه . كنت اتعجب كيف يستهزق الان وقبل دقائق كان يمسح دموعي ؟ كيف كان يستمع لى وانا اشكى منهم والان يقف ضدى معهم ؟ فكنت اضحك على هذا الموقف وبرغم تعجبى من تناقده ولكن كنت مرتاحه ان السجاجيد عجبت شرف وده اللى كنت عيزاه .وفجاه لقيت بابا بيقول لشرف عايزين نروح نقيس السجاجيد فى الشقه .رد شرف : لو عايزين دلوقتي مافيش مشكله . لقيت بابا بيقولنا انا وماما ادخلو البسو . وفعلا لبسنا وروحنا الشقه وعند دخولى من الباب كنت انظر لكل ركن داخل الشقه واتخيل نفسى بملابس البيت وانا بنضفله شقته وانا بجهز له الغدا وانا بكويله هدومه .وفجاه سمعت شرف بيقولى : بصى يا امل انا عاملك هنا فى المدخل اضواء رومانسيه زى مانتى عايزه . ابتسمت وقلتله جميله جدا . قيسنا السجاجيد وانا فى قمة السعاده كنت برسم فى كل مكان فى الشقه احلامى اللى هتتحقق فى خلال ايام . بعد ما خلصنا رجعلنا البيت ومر اليوم . وفى المساء قبل نومى بلحظات كنت امسك بالدبدوب وانا مبتسمه وانظر اليه فى تأمل ثم تركته لاذهب الى نومى ولكن وعند ذهابى لمحت قطع فى رأس الدبدوب مما جعلنى امسك بالدبدوب مره اخرى لاتاكد من القطع فوجدت قطع اخر فى مكان اخر ثم بقطع اخر فى مكان اخر .ساعتها حسيت ان الدبدوب ده بتاع حد من اللى قبلى وكان مركون عند شرف لحد متقطع وجابهولى من غير مياخد باله انه مقطوع . كنت متاكده انه جايب الدبدوب لوحده فيهم ولما سابو بعض اخد الدبدوب تانى وجابهولى وفى الحاله دى الدبدوب ده مش بتاعى .لكن فى نفس الوقت افتكرته لما قالى انا عمرى ما جبت هديه لحد ومن هنا بدأ صراع التفكير .مما لفت انتباه ابى فسالنى مالك ؟ فعندما اخبرته بالامر كان رده : يابنتى بطلى الشك اللى فيكى ده . مرت ساعات الليل الطويل وانا ساهره افكر ياترى الدبدوب ده بات فى حضن مين قبلى ؟ وفى الصباح قررت الاتصال بوالدة شرف لافضفض معها وكان سؤالى الاول لها هو :شرف بيحبنى ؟ قالتلى طبعا بيحبك لو مكنش بيحبك كان سابك زى اللى قبلك . قلتلها : ممكن يكون مش عايز يسيبنى عشان ميخصرش شبكته مثلا . قالتلى : شرف مبيفرقش معاه كان بيسيب خطابه اول مايحس ان فى مشاكل مبيفرقش معاه حاجه وانا كنت بقوله يابنى حرام عليك الهدايا . كنت بسمعها وانا بفتكره لما قالى عمرى ماجبت هديه لحد .عرفت ان شكى طلع فى محله واتاكدت ان شرف كدب عليا وان الدبدوب فعلا مش بتاعى . بس طبعا مش هقدر اواجهه عشان مجرحوش .اما بالنسبه بابا حبيت اعرفه ان شكى فى محله عشان ميقولش عليا شكاكه تانى وكان رد فعل بابا لما عرف قالى :طنشى وكتر خيره انه جابلك الدبدوب حتى لو كان بتاع اللى قبلك . قلتله : بس انا حسه انه مش بتاعى . قالى : طلاما اداهولك يبقى بتاعك انتى . كنت بحاول انفذ كلام بابا واقنع نفسى ان الدبدوب بتاعى رغم انى كل ممسكو كنت بشم فيه ريحة وحده غيرى . مرت الايام وفى ذات يوم تفاجأت بخبر وفاه جدتى وكان هذا اليوم هو اليوم الاول من شهر رمضان انتشر الخبر بين العائله وذهب الجميع الى الدفن وكان شرف معهم وحينما عادو قال لنا ابى ان شرف كان يحمل معهم جثمان جدتى وكان هذا الموقف بالنسبه لابى موقف رجوله وجدعنه من شرف. اما انا فكنت استمع لابى والدموع تملأ عينى فقد كنت اتخيل نفسى مكان جدتى حين اكبر واموت وشرف يحمل جثمانى كيف اشعر وانا على زراعيه ؟ كيف لى ان اتحمل هذه اللحظه وهو يتركنى وحدى فى قبرى ويذهب ؟ ساكون وقتها زوجته وسأنتظره فى قبرى حتى يأتيني كما تعودت ان انتظره دائما .فى اليوم التالى الموافق الجمعه نصب عمى الصوان تحت بيته مباشرا واستضاف السيدات فى شقته بالدور الاول وبالطبع حضر الجميع ليعزى وعند حضورى وجدت شرف يجلس فى الصوان . كنت امر من امامه وانا ناظره فى عينيه ولا استطيع ان اسلم عليه وسط هؤلاء الرجال ولكنى كنت مشتاقه اليه كثيرا وعند طلوعى الشقه لم احتمل وجودى بدونه حيث اننى تركتهم ودخلت البلاكونه لاراه فرايته يجلس جانب ابى ويتكلم دون ان يشعر بوجودى. كنت اشعر بمتعه رهيبه وانا انظر اليه من اعلى دون ان يرانى وفجاه وجدته يمسك بالمادليا نصف القلب وينظر اليها كنت مبتسمه وسعيده بانه شعر بوجودى رغم انه لا يرانى وفجاه لقيت بابا شافنى وغمز لشرف فرفع شرف رأسه وعندما رأنى ابتسم ابتسمتلو ودخلت وانا مكسوفه كان نفسى انزل اترمى فى حضنه لكن من كسوفى دخلت الحمام بصيت فى المرايا لقيت وشى احمر وعينى مبتسمه . طلعت من الحمام ورجعت البلاكونه وكان المفاجئة لما جيت ابص ملقتش شرف . جريت على موبيلى واتصلت وسالته روحت فين ؟ لقيته بيقولى : انا مشيت قلتله : ليه بسرعه كده ؟ قالى : المفروض استنى معاكم لحد ما اوصلكم بس معلش اضطريت امشى عشان شغلى الصبح. قفلت معاه وانا ندمانه على اللحظه اللى دخلت فيها الحمام وسبته .وبعد دقايق بعتله رساله وقلت فيها ( اول جمعه تمر عليا من غير ما نكون مع بعض كان نفسى اسلم عليك لكن ماليش نصيب)وبعد ثوانى جالى الرد بيقول فى رسالته ( انتى فروله على الاخر بكره احلى من النهارده والجايات اكتر من الريحات )كنت مبسوطه من الرساله لانى اول مره احس بأمل ان اللى جاى احسن من اللى راح . وبعد خمس دقائق تفاجئت بالرساله التانيه كاتبلى فيها ( لا اجد من الكلمات والحروف ما استطيع ان اصفه بمشاعرى فانتى ارقى من الكلمات واجمل من حروف الحب ) كانت تظهر السعاده على وجهى دون ان اشعر ولكن من حولى يشعرون جيدا ويتعجبون من هذه السعاده التى تظهر على ملامحى فى هذه الظروف . وبعد انتهاء العزاء قلت لابى هو انت قلت ايه لشرف لما بص لفوق .قالى : بقوله المزه بتاعتك بتبص عليك .ضحكت وقلتله :وشرف قالك ايه؟ .قالى : بيقولى اه شايفها . قلتله : يعنى هو كان شايفنى من بدرى ؟ قالى : اه ياختى كان شايفك من بدرى ومالك مبسوطه كده ليه ؟ قلتله :اصله بعتلى رسايل جميله اوى . رد بابا وقالى ده وهو ماشى قلتله مش ناوى تجيلنا قال بكره يمكن اخد اجازه واجيلكم .عشان نشوف موضوع حجز النادى.. تضاعفت السعاده وكان انتظارى للغد يحمل الفرحه الاكبر ساعتها حسيت ان فعلا الجايات اكتر من الريحات زى ماقال شرف وان اللى جاى احلى واجمل من اللى راح
جميع حقوق النشر محفوظه
بقلم الشاعره/امال مصطفى الشامى
****************************
كنت اتلهف حضور شرف الى محل السجاجيد كى يقذنى من هؤلاء الذين يحاولون الاستيلاء على حقى فى اختيار جهازى ويتجمعون حول السجاد بشكل ملفت مما جعل صاحب المحل ينظر لى وانا اطلب من شرف المجئ وكأنه يريد ان يقول (هو ده اللى فعلا هينقذك منهم ) ولكن للاسف كان رد شرف هو : طلاما السجاجيد حلوه سبيهم يشتروها ومتعمليش مشاكل والمره الجايه هنكون مع بعض واحنا بنشترى باقى الحاجات يلا يا حبيبتى ولما تروحى كلمينى . قفلت مع شرف وقررت ان اتحمل ان اذهب معهم حتى وصلت البيت .تركت امى معهم وطلعت وحدى وعند وصولى الى الشقه تحولت من انسانه هادئه الى شخصيه متوحشه حيث اننى اخرجت ما بداخلى من سب ولعن وكان ابى يحاول تهدئتى ولكنه لم يستطيع بل وانه لم يفهم شىء مما حدث حتى طلعت والدتى وبدأت هى الاخرى تعلو صوتها وكان ابى بيننا لم يفهم شىء بل وبدأ يتعصب هو الاخر . ولكننى لم اهدأ الا بعد ان ذهبت الى البلاكونه واتصلت بشرف .رد وقال: ايه يا بنتى روحتى ؟ قلتله : ايوه لسه واصله . قالى : فيه ايه تانى مالك ؟ قلتله : ماما عماله تزعقلى عشان مضايقه عشانهم بدل ما تضايق عشانى . قالى : والدتك مش مضايقه عشانهم هى مضايقه عشان حاطه فى دماغها ان انتى قليتى فرحتها بالحاجه اللى هى جيبهالك . قلتله : انا متعصبه بسببهم هما مش بسببها هى .قالى : انتى دلوقتى ادخلى بوسيها وقوللها انا قصدكيش انتى انا اقصدهم هما . قلتله : مهى عارفه انى مقصدهاش .قالى : ياستى اعملى الى بقولك عليه وحاولى تراضيها . قلتله : هما دلوقتى بيكلموها على التليفون ولو انا دخلت اصالحها هخاف تكسفنى . قالى: خلاص استنى لما اجيلك بكره وانا هتصرف واشوف السجاجيد واشوف كل حاجه وانتى متفكريش فى حاجه واهدى لحد مجيلك بكره . قفلت معاه وانا مرتاحه اوى ومطمنه .وفى اليوم التالى حضر شرف .كنت انا فى حجرتى كالعاده استعد للقائه . وعند خروجى من باب الحجره وجدته يدخل من باب الشقه حاملا فى يده شنطة هدايا كبيره . توجهت اليه وانا مبتسمه وقلتله : ايه ده ؟ لقيته بيرميلى الشنطه على الترابيزة المجاوره لباب الشقه وبيقولى : امسكى دبدوب اهو . كنت مستغربه من الهديه لانها ملهاش مناسبه وفى نفس الوقت مستغربه من طريقه تقديمه الهديه .دخل شرف وجلس فى الصالون مع ابى اخذت انا الدبدوب وجلست بجانب شرف . نظر لى شرف وقالى : ايه رايك فى الدبدوب انا لقيته شبهك فجبتهولك . ضحكت وقلتله : بزمتك ده شبهى ؟ قالى : ايوه شبهك اسالى ابوكى . ضحك بابا وقال : ربنا يسعدكم ياشرف . فضلنا نضحك ونهزر وبعد ربع ساعه اخذنى شرف ودخل البلاكونه فقال ابى : انا جبتلكم كراسى صغيره مخصوص عشان تقعدو عليهم وانتم فى البلاكونه ضحك شرف وقال : ربنا يخليك يا عمى . وضعنا الكراسى سويا ثم جلس شرف بجانبى على الكرسى وفجأة لقيته بيطلع من جيبه خط تليفون وقالى : ده انا جايبهولك عشان نتكلم مجانى براحتنا الايام الجايه . ابتسمت وقلتله : ليه تعبت نفسك .فضل يركب الخط وبعد شويه لقيته بيطلع من جيبه كارت شحن قلتله: هتعمل ايه ؟ قالى : هشحنلك الخط .قلتله : بس كده كتير اوى مينفعش كده . قالى : مش كتير عليكى يا حبيبتى وبعدين انتى خاطيبتى وكلها يومين هتبقى مراتى كنت ببصله وهو بيشحن الكارت وانا مبتسمه من كلمة هتبقى مراتى .فجأه التفت وقال هاتى بقا كبايه مايه وخدى معاكى الكارت عشان ترميه . فأخذت من يده الكارت ولكن كالعاده قررت احتفظ بيه مطرح ماخربشه بأيدو .اخدت الكارت وشيلته مع علبه الخط فى دولابى وجبت كبايه المايه وجيت قعدت جانبه على الكرسى . لقيته بيقولى : ايه بقى ياستى اللى مضايقك ؟كنت شايفه فى عنيه نظرات الطيبه والحنيه وهو بيسالنى . فوقتها قررت افتح له صفحات قلبى كما تعودت والقى بحملى بين يديه ولكن هذه المره كان الحمل ثقيل .قلتله : اللى مضايقنى حاجات كتير .قالى :قولى كل اللى مضايقك وانا سامعك . قلتله : اول حاجه عشان مخترتش السجاجيد . قالى : هشوفها ولو وحشه هرجعها .ايه مضايقك تانى . قلتله : تانى حاجه مضيقانى انك عايز تتجوز عشان تستقر مش عشان بتحبنى وعمال تهددنى ان لو الاتفاق متنفذش هتسيبنى . ابتسم وقالى : اولا انا لو عايز اتجوز عشان استقر كنت اتجوزت اى وحده من اللى فاتو وخلاص . اما بالنسبه للاتفاق ابوكى إللى بيغير اتفاقه اكتر من مره واظن لو انا مش متمسك بيكى كنت من اول مره اتغير فيها الاتفاق سبتك زى اللى قبلك لكن مسالتيش نفسك انا ليه مستحمل ده كله . ابتسمت وقلتله : يعنى بتحبنى .قالى : اومال هتجوزك ازاى يا مجنونه . ابتسمت وقلتله : اومال ليه لما قلتلك قولى بحبك لقيتك بتقولى سيبى كلمه بحبك تيجى قى وقتها عشان تطلع صدق .يعنى انت لو قلتها دلوقتى هتكون كدب؟ قالى : بصى يا امل الكلام الحلو مبيطلبش ولو انا قلتلك بحبك بعد ما تطلبيها مش هيكون ليها احساس وساعات بكون هقولك بحبك والاقيكى استعجلتى وطلبتيها فبضطر اسكت مهو لو صبر القاتل على المقتول كان مات لوحده .ضحكت وقلتله طب انا مستنيه .ابتسم وقالى : كلها يومين ونكون سوا فى بيتنا ونحب براحتنا ثم التفت شرف الى قفص العصافير وقال : هنبقى زى العصفورين دول هما لسه مخلفوش ؟ ضحكت وقلتله : لسه. وفجأه لقيت نفسى بقوم وبجبله الورقه اللى بعد فيها الايام اللى فاضله على الفرح . ضحك وقالى : حاطه دايره على كل يوم جمعه ليه؟ قلتله عشان ده اليوم الوحيد اللى محسوب من عمرى عشان ده اليوم اللى بشوفك فيه . نظر لى شرف وقال : احكيلى عن طفولتك يا امل عايز اعرف حياتك كانت عامله ازاى وانتى صغيره . رديت بصوت مجروح وقلت : كنت طفله وحيده مكنش ليا اصحاب العب معاهم. طول عمرى بخاف من الناس .عمرى ماحسيت بالامان حتى وسط اقرب الناس ليا (بابا وماما )متشتته بينهم ديما فى مشاكل زى مانت شايف ولما كنت صغيره كان بابا بيسيب البيت بالشهور وافضل متعلقه بين بابا وماما عمرى ما حسيت باستقرار ولا بأمان ديما خايفه لحد مانت جيت اديتنى الامان اللى كنت محرومه منه . فجأه انتبهت لقيت شرف بيبوس إيديا وبيقولى : ربنا يخليكى ليا .كانت دموعى نزله من غير ماحس . مسح شرف دموعى وقالى : انا عمرى ما جبت هديه لحد والدبدوب ده هو اول هديه اجيبها .مسكت ايدو وهى بتسمح دموعى وابتسمت .وفجأه سمعت صوت بابا بينادى على شرف فقال لى شرف : قومى نشوف ابوكى شكله هيورينى السجاجيد . دخلت انا وشرف لقينا بابا وماما فارشين السجاجيد على الارض وبيقولو لشرف : ايه رايك ؟ فرد شرف وقال : دى تحفه . ردت امى وقالت : الست هانم مش عاجبها .تفاجأت بشرف يقول : سيبك منها يا ماما دى دمغها مطرقعه . كنت اتعجب كيف يستهزق الان وقبل دقائق كان يمسح دموعي ؟ كيف كان يستمع لى وانا اشكى منهم والان يقف ضدى معهم ؟ فكنت اضحك على هذا الموقف وبرغم تعجبى من تناقده ولكن كنت مرتاحه ان السجاجيد عجبت شرف وده اللى كنت عيزاه .وفجاه لقيت بابا بيقول لشرف عايزين نروح نقيس السجاجيد فى الشقه .رد شرف : لو عايزين دلوقتي مافيش مشكله . لقيت بابا بيقولنا انا وماما ادخلو البسو . وفعلا لبسنا وروحنا الشقه وعند دخولى من الباب كنت انظر لكل ركن داخل الشقه واتخيل نفسى بملابس البيت وانا بنضفله شقته وانا بجهز له الغدا وانا بكويله هدومه .وفجاه سمعت شرف بيقولى : بصى يا امل انا عاملك هنا فى المدخل اضواء رومانسيه زى مانتى عايزه . ابتسمت وقلتله جميله جدا . قيسنا السجاجيد وانا فى قمة السعاده كنت برسم فى كل مكان فى الشقه احلامى اللى هتتحقق فى خلال ايام . بعد ما خلصنا رجعلنا البيت ومر اليوم . وفى المساء قبل نومى بلحظات كنت امسك بالدبدوب وانا مبتسمه وانظر اليه فى تأمل ثم تركته لاذهب الى نومى ولكن وعند ذهابى لمحت قطع فى رأس الدبدوب مما جعلنى امسك بالدبدوب مره اخرى لاتاكد من القطع فوجدت قطع اخر فى مكان اخر ثم بقطع اخر فى مكان اخر .ساعتها حسيت ان الدبدوب ده بتاع حد من اللى قبلى وكان مركون عند شرف لحد متقطع وجابهولى من غير مياخد باله انه مقطوع . كنت متاكده انه جايب الدبدوب لوحده فيهم ولما سابو بعض اخد الدبدوب تانى وجابهولى وفى الحاله دى الدبدوب ده مش بتاعى .لكن فى نفس الوقت افتكرته لما قالى انا عمرى ما جبت هديه لحد ومن هنا بدأ صراع التفكير .مما لفت انتباه ابى فسالنى مالك ؟ فعندما اخبرته بالامر كان رده : يابنتى بطلى الشك اللى فيكى ده . مرت ساعات الليل الطويل وانا ساهره افكر ياترى الدبدوب ده بات فى حضن مين قبلى ؟ وفى الصباح قررت الاتصال بوالدة شرف لافضفض معها وكان سؤالى الاول لها هو :شرف بيحبنى ؟ قالتلى طبعا بيحبك لو مكنش بيحبك كان سابك زى اللى قبلك . قلتلها : ممكن يكون مش عايز يسيبنى عشان ميخصرش شبكته مثلا . قالتلى : شرف مبيفرقش معاه كان بيسيب خطابه اول مايحس ان فى مشاكل مبيفرقش معاه حاجه وانا كنت بقوله يابنى حرام عليك الهدايا . كنت بسمعها وانا بفتكره لما قالى عمرى ماجبت هديه لحد .عرفت ان شكى طلع فى محله واتاكدت ان شرف كدب عليا وان الدبدوب فعلا مش بتاعى . بس طبعا مش هقدر اواجهه عشان مجرحوش .اما بالنسبه بابا حبيت اعرفه ان شكى فى محله عشان ميقولش عليا شكاكه تانى وكان رد فعل بابا لما عرف قالى :طنشى وكتر خيره انه جابلك الدبدوب حتى لو كان بتاع اللى قبلك . قلتله : بس انا حسه انه مش بتاعى . قالى : طلاما اداهولك يبقى بتاعك انتى . كنت بحاول انفذ كلام بابا واقنع نفسى ان الدبدوب بتاعى رغم انى كل ممسكو كنت بشم فيه ريحة وحده غيرى . مرت الايام وفى ذات يوم تفاجأت بخبر وفاه جدتى وكان هذا اليوم هو اليوم الاول من شهر رمضان انتشر الخبر بين العائله وذهب الجميع الى الدفن وكان شرف معهم وحينما عادو قال لنا ابى ان شرف كان يحمل معهم جثمان جدتى وكان هذا الموقف بالنسبه لابى موقف رجوله وجدعنه من شرف. اما انا فكنت استمع لابى والدموع تملأ عينى فقد كنت اتخيل نفسى مكان جدتى حين اكبر واموت وشرف يحمل جثمانى كيف اشعر وانا على زراعيه ؟ كيف لى ان اتحمل هذه اللحظه وهو يتركنى وحدى فى قبرى ويذهب ؟ ساكون وقتها زوجته وسأنتظره فى قبرى حتى يأتيني كما تعودت ان انتظره دائما .فى اليوم التالى الموافق الجمعه نصب عمى الصوان تحت بيته مباشرا واستضاف السيدات فى شقته بالدور الاول وبالطبع حضر الجميع ليعزى وعند حضورى وجدت شرف يجلس فى الصوان . كنت امر من امامه وانا ناظره فى عينيه ولا استطيع ان اسلم عليه وسط هؤلاء الرجال ولكنى كنت مشتاقه اليه كثيرا وعند طلوعى الشقه لم احتمل وجودى بدونه حيث اننى تركتهم ودخلت البلاكونه لاراه فرايته يجلس جانب ابى ويتكلم دون ان يشعر بوجودى. كنت اشعر بمتعه رهيبه وانا انظر اليه من اعلى دون ان يرانى وفجاه وجدته يمسك بالمادليا نصف القلب وينظر اليها كنت مبتسمه وسعيده بانه شعر بوجودى رغم انه لا يرانى وفجاه لقيت بابا شافنى وغمز لشرف فرفع شرف رأسه وعندما رأنى ابتسم ابتسمتلو ودخلت وانا مكسوفه كان نفسى انزل اترمى فى حضنه لكن من كسوفى دخلت الحمام بصيت فى المرايا لقيت وشى احمر وعينى مبتسمه . طلعت من الحمام ورجعت البلاكونه وكان المفاجئة لما جيت ابص ملقتش شرف . جريت على موبيلى واتصلت وسالته روحت فين ؟ لقيته بيقولى : انا مشيت قلتله : ليه بسرعه كده ؟ قالى : المفروض استنى معاكم لحد ما اوصلكم بس معلش اضطريت امشى عشان شغلى الصبح. قفلت معاه وانا ندمانه على اللحظه اللى دخلت فيها الحمام وسبته .وبعد دقايق بعتله رساله وقلت فيها ( اول جمعه تمر عليا من غير ما نكون مع بعض كان نفسى اسلم عليك لكن ماليش نصيب)وبعد ثوانى جالى الرد بيقول فى رسالته ( انتى فروله على الاخر بكره احلى من النهارده والجايات اكتر من الريحات )كنت مبسوطه من الرساله لانى اول مره احس بأمل ان اللى جاى احسن من اللى راح . وبعد خمس دقائق تفاجئت بالرساله التانيه كاتبلى فيها ( لا اجد من الكلمات والحروف ما استطيع ان اصفه بمشاعرى فانتى ارقى من الكلمات واجمل من حروف الحب ) كانت تظهر السعاده على وجهى دون ان اشعر ولكن من حولى يشعرون جيدا ويتعجبون من هذه السعاده التى تظهر على ملامحى فى هذه الظروف . وبعد انتهاء العزاء قلت لابى هو انت قلت ايه لشرف لما بص لفوق .قالى : بقوله المزه بتاعتك بتبص عليك .ضحكت وقلتله :وشرف قالك ايه؟ .قالى : بيقولى اه شايفها . قلتله : يعنى هو كان شايفنى من بدرى ؟ قالى : اه ياختى كان شايفك من بدرى ومالك مبسوطه كده ليه ؟ قلتله :اصله بعتلى رسايل جميله اوى . رد بابا وقالى ده وهو ماشى قلتله مش ناوى تجيلنا قال بكره يمكن اخد اجازه واجيلكم .عشان نشوف موضوع حجز النادى.. تضاعفت السعاده وكان انتظارى للغد يحمل الفرحه الاكبر ساعتها حسيت ان فعلا الجايات اكتر من الريحات زى ماقال شرف وان اللى جاى احلى واجمل من اللى راح
جميع حقوق النشر محفوظه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق