بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 10 أكتوبر 2018

مأساه امراه (٦٥)بقلم الشاعره/امال مصطفى الشامى

الحلقه (٦٥)  من قصة مأساه امراه 
بقلم الشاعره / امال مصطفى الشامى 
*******************************
انتهى يومى بأمل ان بكره احلى واجمل وكنت فى انتظار حضور شرف فى الغد . وفى اليوم التالى كنت انتظره بل كنت استعجله من شدة اشتياقى ولكن عند اتصالى تفاجئت به يقول : مين قالك انى جاى النهارده .قلتله : بابا قالى كده . رد شرف : انا قلت لابوكى احتمال لو خدت اجازه ممكن اجى لكن انا دلوقتى فى الشغل .قلتله : طيب هتيجى امتى ؟ قالى : اكيد مش دلوقتى ده فى أكتوبر يابنتى يعنى بينك وبينك سكة سفر  .استمر  شعورى بالاشتياق لرؤيته طوال اليوم كنت لا املك الا ان اكتب له جوابات الحب التى تعبر عن اشتياقى له فى هذه الساعات المتأخرة من الليل .اخذت اتخليته يجلس فى ركن حولى وعلى ضوء القمر امسكت بالقلم وبدأ القى كلماتى على الورقه
  شعر (بكتب جواب لحبيبى ) 
بكتب جواب لحبيبى على ضى القمر 
بوصف فيه اشواقى وحنينى فى عز السهر 
وانا بكتب حسيت بطيفه بيعدى ويرمى والسلام
وانا بكتب سمعت صوته بيردد ورايا الكلام
كنت حسه انه معايا رغم ان بينى وبينه سكة سفر  
وانا بكتب حسيت بأيده بتمسك معايا القلم
حسيت بصوته وتنهيده نطقت بأسمه سمعت صوت بيقول نعم 
وقع القلم من ايديا والورق كله اتنطر 
وانا بكتب لقيت خياله بيعدى من ورا الباب 
وانا بكتب لمحت صورته ظهرتلى وسط الجواب
يمكن تكون تهيؤات بشوف حاجات مالهاش اثر 
كنت اصل الى درجه الحب التى تشعرنى بالخطر على عقلى وانا اتخيله حولى فى غيابه بل واسمعه ايضا .وفى الجمعه القادمه حضر شرف واخذنى الى احدى الشوارع التى يوجد بها جهاز العرائس فكنت ارى الاشياء التى سوف تصبح فى عش زواجنا عن قريب وفى ظل سيرنا فى الطريق كنت اشعر بخوفه عليا من العربيات كان طول الطريق محوط ذراعه على كتفى وبيبعدنى عن الناس لاول مره احس بغيرته بجد كان اسعد يوم فى حياتى واحنا ماشين نضحك سوا وماسكين ايد بعض وفى وسط الكلام لقيته بيقولى اضحكى وعيشى الحياه وعايز اقولك نصيحه افتكريها دايما .قلتله :ايه هى؟ قالى ( اعملى اى حاجه انتى عايزاها ونفسك فيها طلاما مش غلط ولا عيب) جمله عمرى مهنساها .اعطتنى هذه الجمله دفعه بأن افعل اى شىء اريده .ولكنى كنت انظر فى عينيه وهو يتكلم واقول فى نفسى سأفعل ما اريد فكل ما اريد هو انت . فى اليوم التالى تفاجئت باتصال من شرف يقول انه قام بحجز قاعة النادى فى اليوم الموافق ٢١/٩ مما جعلنى هذا الخبر مثل الطائر المرفرف اجرى الى ابى فى فرحه واقول : يعنى الفرح هيتم فى معاده بجد . ضحك ابى وقال : ايوه شرف خلاص حجز . كان فاضل ايام معدوده وهو الشهر القادم بعد رمضان مباشرا . فى هذه الايام كنت قريبه من عائله شرف تماما حيث اصبحت والدته فى مكانة والدتى واصبحو اخواته مريم وهناء مثل اخواتى واكثر بل وكل شىء اصبح جميل .فى ظل هذه الايام كانت المكالمات التليفونيه بينى وبين شرف تتعدى الساعتين بل وكان معظم الوقت حب وغرام مما لفت انتباه من حولى وجعل ابى وامى يشتكيان من طول الوقت الذى نتحدث فيه يوميا ويعطلنى عن مساعده امى فى شغل البيت .وفى ذات مره وانا بكلم شرف تفاجئت بابى اخذ منى الموبيل وقال لشرف : ياعم سيبلنا البت عشان تشيل معانا الصينى والجهاز بتاعها ننزله فى الشقه اللى تحت عشان يبقى سهل علينا واحنا بننقل العفش . رد شرف وقال لبابا : ياعم هسيبهالكم هاتها بس اقولها حاجه . اخذت من ابى التليفون لقيت شرف بيقولى : طنشى متشليش معاهم عشان متتعبيش كنت مبسوطه بخوفه عليا خصوصا انى كل ماجى اقفل عشان اشيل معاهم الاقيه بيتصل تانى عشان يعطلنى ومشلش معاهم . وعند قفلى السكه للمره التالته لقيته بيتصل و بيقولى وحشتينى ومش عايز اقفل ضحكت وقلتله: مهو لازم اشيل معاهم عشان الحاجه لازم تنزل اليومين دول لان الفرح قرب اوى . وعند قفلى السكه للمره الاخيره لقيته بيتصل وبيقولى : شوفى هتحجزى عند انهى كوافير عشان نعمل حسابنا والمفروض تنزلى اليومين دول تحجزى الفستان . كنت طايره من السعاده وانا شايفه حلم حياتى بينى وبينه خطوه ويتحقق . كنت بشيل جهازى وبنزلو الشقه اللى تحت وانا بتخيل يوم نزول العفش . كانت الايام بتجرى والورقه اللى فيها الايام اللى فاضله بتقل . وفى ذات ليله اتصل شرف وقال : اعملى حسابك الفستان ميكونش عريان .قلتله : ليه ده يوم فى العمر .قالى : انا مش عايز حد يشوفك غيرى ده انا بعد الجواز هكفنك . كنا نتشاجر هذه الايام على الفستان وعلى اسم الطفل اللى شرف كان مصمم يسميه عزمى على اسم والده ولكن برغم هذه الخلافات ولكنى كنت سعيده جدا بل واننى رغم غضبى من تحكمه فى شكل فستان الفرح الا اننى لم تتوقف راسائلى عن الاشياق اليه وحتى فى رمضان فقبل صلاة المغرب بدقائق ارسلت له وقلت ( بينى وبينك موعد برمضان عارف امتى ؟ عند كل اذان ادعى لك حين اغمض عينى واراك امامى ثم اقول الله لا يحرمنى منك ) ثم تفاجئت به يتصل بعدها قائلا : رنيلى و اسمعى الكلتون حاطه عشانك وعلى فكره انا كنت هجيلك النهارده العصر عشان اخد الشينيور عشان اركب مواسير الستاير .كان فاضل على الفرح حوالى عشرين يوم كانت بتمر الايام ببطئ وكان انتظاري ليوم ٢١/٩ يحمل لهفه وفرحه لا يساويها كنوز الدنيا . الشىء الوحيد الذى كان يعطينى صبر على انتظار الفرح هو زياره شرف لنا كل يومين  ليرسم لى الديكورات الذى يفعلها فى الشقه فاتفقت معه على لون الصاله هو اللون الموف حسب لون السجاد وبالفعل عمل اللون الموف ولكن بعد يومين جاء شرف قائلا : اللون البيچ اللى كان معمول فى الاول اجمل مما جعلنى اعيد نظر فى رأى ووافقت انه يغير اللون الى ( بيچ ) ولكن وبعدها عاد قائلا : انا بصراحه مكسل اغيره هخليه موف فوافقته ايضا ولكنى تعجبت من تغير قرارته فى الالوان بهذه السرعه . وفى يوم وهو يحدثنى فى التليفون من داخل الشقه فسمعت صوت جرس الباب يرن فتح شرف فسالته مين ؟قالى : دى والدتى واخواتى اقفلى انتى دلوقتى . وقبل ما اقفل سمعته بيقول لوالدته : اه موف امل هى اللى عايزه كده ثم اغلق الخط .فهمت من الجمله دى ان اهله هما اللى معترضين على اللون الموف اللى انا مختاراه.وفى اليوم التالى اتصل شرف وقالى : ايه رايك نغير اللون الموف ونخليها بيچ ضحكت وقلتله :مانا وافقت وانت اللى قلتلى انك مكسل تغيره . قالى : اصل الموف مش عاجبنى فقلت له : هو حد عندك معترض على اللون ؟  قالى: لا محدش انا اللى عايز اغير اللون  . قلتله : اشمعنى رجعت فى كلامك لما الجماعه راحو الشقه امبارح . قالى : قصدك ايه ؟ قلتله : اكيد حد فيهم هو اللى قالك تغير اللون بعد ما اتفقنا . قالى : انا مسمحلكيش تتعدى حدودك دول اهلى .ساعتها افتكرت البنت اللى قبلى لما قالت لشرف (انا حسه ان دى شقه والدتك )وعشان كده هما اللى بيختارو الوان الشقه وسالت نفسى :طب ليه كنت انا عايزاه يختار معايا السجاجيد ومكنتش عايزه حد من اهلى يتدخل فى اختياراتى وهو موافق ان اهله يتدخلو فى اختيار الالوان؟ وفى اليوم التالى اتصل شرف عشان يصالحنى ويقنعنى ان محدش قاله يغير اللون  وان القرار ده نابع من جواه . حاولت اصدقه برغم ما سمعته بصوتهم حينما اعترضو فى المكالمه السابقه  .اكملنا حديثنا عن باقى الوان الشقه ثم تحولت المكالمه لضحك وهزار وفجأة قال شرف : بقولك ايه ريحى نفسك وسبيبى الوان الشقه عليا انا هفاجئك .ضحكت وقلتله : ليه يا اخويا هو انا مش من حقى اختار ؟ قالى : لا مش من حقك .قلتله : ده انا العروسه ياحبيبى ومن حقى اغير الشقه كلها بقا . وفجأه لقيته بيقولى : يبقى خليكى عند امك . توقفت الابتسامه على شفتاى وقلت فى نفسى يمكن بيهزر . فأكملت قائله :كده يا شرف طب انا مش هدخل الشقه بقا إلا لما تكون الوانها عجبانى انا بقا العروسه ولو مش عجبانى مش هدخلها . لقيته بيقولى : وانا مضربتكيش على ايدك لو الشقه مش عجباكى خليكى عند امك يا حبيبتى .اتصدمت وحسيت وقتها انه بيتكلم بجد .قلتله : ايه يا شرف الكلام ده ؟قالى : ايوه يا حبيبتى انتى ليكى حدود هو انتى يعنى اتفاجئتى بالشقه انا مش هغير الشقه عشانك ولو فيه حاجه المفروض انها تتغير يبقى شوفى مين اسهل اغيره انتى ولا الشقه . كنت مصدومه من رده وقلت: انت تقصد ايه يعنى انا ارخص من الشقه ؟ قالى : افهمى اللى تفهميه . كان كلامه بيوجع جدا مقدرتش ارد ..كل اللى عملته انى سكت ولما حسيت ان اهانته ليا فاقت تحملى طلبت منه يقفل وقلتله : سلام دلوقتى . اى وحده مكانى كان ممكن تقفل فى وشه ولكن قلبى مطاوعنيش .قفلت وفضلت اعيط كنت بعيط بحرقه لانى متوقعتش رد فعله برغم انه عارف انى بهزر . فى اللحظه دى ماما شافتنى بعيط وسالتنى مالك . مردتش اقولها وسبتها ودخلت حجرتى قالتلى: انا هتصل بشرف افهم منه  قلتلها لا وبدأت احكى لها بعض الجمل التى جرحنى شرف بها ولكن بكائى كان يسبق كلماتى فتركتنى امى واتصلت بشرف وكانت المكالمه كالاتى : قالت ماما : ازيك يا شرف ايه يابنى اللى حصل بينك وبين امل . رد شرف : مافيش حاجه يا ماما .ردت ماما: ازاى دى امل قاعده منهاره .رد شرف : ده سوء تفاهم وهيتحل . ردت ماما : طب متفهمنى يابنى يمكن لو هى غلطانه افهمها . رد شرف : لو سمحتى يا ماما متدخليش انتى ومالكيش دعوه سبينا نحل مشاكلنا مع بعض . وكانت هذه الجمله هى لمسة الاشتعال التى وضعها شرف لتسرى فى قلب امى كالنيران والتى اعتبرتها امى هانه كبيره لها مما جعلها تنهار فى شرف وتفقد اعصابها .اخذت منها التليفون وفضلت اقولها كفايا . رد شرف وقال : ايه رايك فى اللى حصل ده ؟ كنت عماله اعيط وبس ومش عرفه ارد بدأ شرف يعاتبنى وانا اعاتبه . فى اللحظه دى كانت ماما اتصلت لبابا واشتكتلو من شرف وطبعا كان رد فعل بابا لما عرف ان شرف قالها متدخليش ومالكيش دعوه انه غضب جدا واتصل ب (على ) اخو شرف فورا واشتكاله من شرف وحكاله كل شىء . فى الوقت ده كنت انا وشرف اتصالحنا قفلت مع شرف وخرجت من الحجرة لقيت بابا جه وقاعد يتكلم مع ماما . واول ما شافنى قالى : تعالى اقعدى هنا واحكيلى اللى حصل . قلتله : مافيش حاجه انا وشرف خلاص اتصالحنا . لقيته اتعصب وقالى : بقولك اقعدى هنا واحكيلى . قعدت وقلتله : بقولك الموضوع انتهى يا بابا و اتصالحنا . لقيت بابا وقف وبصلى بغضب وقالى : بقولك احكى اللى حصل بدل ما امد ايدى عليكى . اضطريت احكى لكن طبعا كنت بحاول احذف الكلام اللى وجعنى من شرف عشان الموضوع ميكبرش ولكن كل ما احذف حاجه الاقى ماما بتكملها . وبعد ما حكيت قلتلهم : انا مسمحاه هو مش قصدو. رد بابا : مسمحاه بعد ما قال لامك متدخليش ازاى يقولها كده ؟قلتله : هو كان قصدو اننا نحل مشاكلنا مع بعض . قالى : وهو انتى ممكن تقولى لامه متدخليش ؟ ..سكت..قالى : متردى . واحنا بنتكلم لقيت (على)  بيتصل وبيقول لبابا ازاى مراتك يا عمى تزعق لاخويا .رد بابا وقال : عيب لما تقولى مراتك اتكلم باسلوب كويس وبيعدين ازاى اخوك بيقولها مالكيش دعوه ومتدخليش  . رد على وقال : الكلام ده مينفعش ياعمى احنا كده عايزين قاعدة رجاله . لقيت بابا اتنرفز وقاله : لا يا حبيبى اعتبر الموضوع انتهى .رنت هذه الجمله  فى جدران البيت . ربما ردت فى صدرى كالسهام القاتله لم اتسطيع النطق ولكن كنت انظر الى وجه ابى نظرات القتيل الى القاتل وهو يقول اقلعى الشبكه كان صوته مرعبا وملامحه قاسيه ومخيفه ولكنى لم اجيبه . وفجأه لقيت بابا قايم وبيقلعنى الدبله بالعفيا .كنت بصرخ وحسه كأنه بيدبحنى كنت ببص لبابا وسامعه صوت شرف فى ودنى لما كان بيقول:  طول ما دبلتى فى ايدك هتفضل غاليا لكن يوم ما هتقلعيها هيبقى تمنها رخيص .كنت مستمريه فى الصراخ وبابا بيقلعنى الدبله .فى هذه اللحظه تفاجئنا بشرف يتصل

جميع حقوق النشر محفوظه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق