بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 18 مارس 2018

مأساه امراه (٤١) بقلم الشاعره/امال مصطفى الشامى

الحلقه (٤١) من قصه مأساه امراه 
بقلم الشاعره/ امال مصطفى الشامي
*************************
وبعد ان اصرت البطله على شراء هديه عيد ميلاد حبيبها وضربت بنصائح اهلها عرض الحائط للمره الثانيه . قالت البطله : اصريت وانا لا اعرف رد فعل شرف هذه المره .دخلت محل الملابس الرجالى ومعى والدتى ونداء ووالدتها وعند قسم القمصان وقفت لاختار كنت افكر فى شرف والقمصان امامى . واتساءل ما الذى يليق به ؟ ما الذى يعجبه ؟ وما اللون الذى يحبه ؟ وقتها تذكرت عندما كان يتحدث عن الوان الشقه وكان يقول : اللون البيچ لون انيق وانا بحب اللون ده جدا يا امل . تنبهت وانا مبتسمه واشرت بيدى على قاميص لونه بيچ . وعندما اعطاه لى صاحب المحل كنت سعيده جدا . كنت امسك القاميص بيدى واتخيل وجه شرف على رقبة القاميص بين يداى . كنت اراه جميلا .وبرغم ذلك خائفه ان لا يعجبه . وضعت القاميص فى شنطه وسالت صاحب المحل عن قسم البناطيل فكان فى نيتى ان اشترى له بنطالون ولكنى لم اعرف مقاسه بالتحديد وهذا جعل والدت نداء تقول: ممكن يطلع ضيق كفايا القاميص . ذهبنا ولكنى لم اكتفى  بل كان فى نيتى ان الف القاميص فى ورق هدايا . ولكن كانت الاراء حولى تقول مينفعش القاميص يتلف فى ورق هدايا ولازم بكون فى شنطه عاديه وان ورق الهدايا ده لما تكون الهديه فى كرتونه انما القاميص مينفعش ولكنى اصريت . كان اهتمامى بالهديه ملحوظ فكلما اهتميت  كلما كنت ارى الحزن فى عينيهم يزيد . وبرغم تكاثر الاراء حولى اصريت على ما اريد وظليت ابحث فى كل المكاتب عن ورق هدايا وللاسف لم اجد مما جعلنى اشعر ان هديتى ناقصه . وبعد تعب وارهاق شديد من المشى ذهبنا الى المنزل  كنت حزينه جدا ان هديتى لشرف ناقصه. مش هى دى الحاجه اللى كنت عايزه اجيبهاله   مش هى دى الهديه الغاليا اللى كنت اتمناهاله . حقا لم اكتفى وكانت فكرتى الجنونيه التى افزعتهم هى اننى قررت اشترى تورته وبلالين وشموع بباقى الفلوس اللى معايا واحتفل بعيد ميلاد شرف فى بيتنا لاشاركه عيد ميلاده الاول بوجودى معه وايضا لاطفىء معه الشموع التى سوف اضعها له بعدد سنين عمره واشعلها بيدى وهما ال ٣٢ شمعه بينما تحمل الشمعه الاخيره السنه التى اقضيناها معا ولكن كل هذا لم يحدث . بل كانو اهلى يرفضون هذه الفكره تماما ويبررون رفضهم بأن مينفعش اعمله عيد ميلاد وانا مش مراته. كان هذا يغضبنى كثيرا .ولكنى تقبلت هذا الرفض لسبب واحد. وهو ان موعد زواجنا فى شهر خمسه المقبل فكان تقبلى لرفضهم يوازى ان زواجنا بعد شهرين . وان هذا الاحتفال الذى لا استطيع فعله الان سوف يتعوض قريبا والاجمل انه سوف يكون فى عش الزوجيه السعيد وليس فى سجن اهلى . لكن وبرغم ذلك ماذلت ابحث عن شيئا يكمل هديتى الصغيره .ولكن لم يتبقى على عيد ميلاد شرف سوى يوما واحدا . فلم استطيع ان افعل شيئا فى هذا الوقت القصير سوى ان اكتب له شعرا يعبر عن سعادتى بيوم مولده كان الشعر يقول :
                         كل سنه وانت طيب
                            يانور عينى انا 
                       كل سنه وانت حبيبى 
                        وعقبال مليون سنه 
                       اطفى الشموع يا عمرى
                              واتمنالك انا 
                             تعيش العمر كله 
                            فى سعاده وهنا 
                     كان نفسى اهديلك روحى 
                           هديه منى ليك 
                          واقدم عمرى كله 
                          واحطه بين ايديك
                       وامد ايدى فى ضلوعى 
                    واطلع قلبى يطوف حواليك 
                    ويقولك يجعل عيد ميلادك 
                         عيد ميلاد سعيد عليك 
وبعد انتهاء البطله من كتابة الشعر قالت : بدأت فى تزين الورقه بالقلوب الملونه واشكال الورد الجميله ثم قمت برش كميه بسيطه من ماء الورد على الورقه وقمت بلف الورقه على شكل اسطوانى وربطها بشريطه حمراء اللوان .ووضعتها مع القاميص .وبذلك قد تكون اكتملت هديتى بقدر ما استطيع . ولكنى كنت اتمنى كما قلت فى الشعر .(كان نفسى اهديلك روحى هديه منى ليك واقدم عمرى كله واحطه بين اديك) فعلا ده كان احساسى ساعتها لو كنت اقدر ادى لشرف كل حته فيا هديه له مكنتش اتاخرت لحظه حتى قلبى وروحى مش هيكونو اغلى هديه . مرت الايام وجاء يوم. ٣/٦ وهو اليوم المنتظر (يوم عيد ميلاد شرف) حضر فى هذا اليوم عمى حسين قبل حضور شرف بدقائق ولكن عمى لم يعلم ان النهارده عيد ميلاد شرف فكان مجيئه صدفه . ثم وبعدها بدقائق حضر شرف .ثم وبعدها خرجت انا لاستقبالهم .سلمت على عمى حسين ثم مديت يدى الى شرف وهنا لمحت فى عينيه نظرات الغضب جلست بجانبه ربما اكون انا وحدى التى الاحظ غضبه وهذا لاننى انا وحدى التى اشعر به وقريبه منه بروحى قبل جسدى  بل انا وحدى التى احبه . اقربت منه وهمست قائله : مالك ؟ قالى : مافيش . ظلينا جالسين امام والدى وعمى حسين ولا افهم ما الذى بداخل شرف ؟  وبعد لحظات طلبت من عمى حسين ان يدخل معى حجرتى على انفراد مما اثر تعجب شرف . وعند دخول  عمى الحجره بدأت افتح له شنطه الهديه واقرأ له الشعر مما جعل عمى حسين يبتسم ويقول : ياسيدى على الرومانسيه يا بختك يا شرف . مما ذاد هذا من ثقتى بالهديه فقلت لعمى كان كان نفسى اجيبله حاجه احسن .قالى : انا رأى هديتك شيك وانيقه جدا .اطمن قلبى برأى عمى الذى كنت اثق فى رأيه تمام الثقه .وقبل ان اعطى  هديتى لشرف  قررت ان اعرف اولا ما الذى به وما سبب غضبه . خرجنا انا وعمى من الحجره فوجدت شرف يسالنى : فى حاجه ولا ايه ؟ قلتله : لا ابدا كنت بفرج حاجه لعمى . ثم نظر الى عينيه وقلت : تعالى نقف فى البلاكونه .دخلت معه البلاكونه وسالته قائله : انت متغير ليه النهارده ممكن اعرف مالك ؟ قال لى : مافيش تعبان من الشغل وكان المفروض ابقى نايم دلوقتى. قلتله : بس كان لازم تيجى النهارده . قالى : اشمعنى مانا كنت هجيلك يوم الجمعه . ابتسمت له وقلت : عشان النهارده اهم يوم فى حياتى . فتفاجئت به يقول : الاصول انى اجيلك يوم الجمعه وبس انتى اللى طماعه . فنظرت له بحزن وسكت .فاكمل حديثه قائلا : انتى عيبك انك كل همك انى اجيلك مبتفكريش غير فى نفسك وبس .فرديت عليه وقلت : خلصت كلامك ولا عايز تجرحنى بكلمه تانيه ؟قالى : انتى عمرك ما هتفهمى . قلتله : لا فاهمه كويس اوى وعرفه انك مبتحبنيش . نظر لى شرف بتعجب فاكملت حديثى قائله :مش ده اللى انت عايز تفهمهولى ؟ متتعبش نفسك لانى فهماه وباين من تصروفاتك بس غلطتى انى بظهر ليك حبى وبيظهرلك اشتياقى بدون ارده .قالى : الحب شىء و الاصول شىء . قلتله: انت كنت بتجيلى يوم بعد يوم لكن دلوقتى بتجيلى كل جمعه عشان تسمع كلام اهلى لانك خلاص بقيت فى صفهم ضدى . استمر  الشجار  بينى وبين شرف لنهايه اليوم حيث انهى شرف شجاره معى بكلمة  انتى انانيه . فاجابته بحزن وقلت : انانيه عشان بحبك ؟ بس كنت انانيه النهارده اكتر عشان عايزاك تيجلى لان النهارده عيد ميلادك . مشى شرف وخد معاه الهديه وترك لى جرح جديد فى قلبى و كان الجرح الاكبر هو انه مشى وهو حاطط فى دماغه انى نكدت عليه يوم عيد ميلاده . كنت انظر اليه من الشرفه وهو ذاهب وماسك فى يده هديتى واقول بداخلى لا تسىء الظن فى حبى فانا لم اكن انانيه فكنت امسح دموعى والقى بعينى الى شنطة الهدايا واقول : معزور ماشفش حيرتى وانا بشتريله الهديه وميعرفش انى كنت عايزه اعمله عيد ميلاد . فضلت طول الليل اتآلم  وفى عز المى بعتله رساله قبل الساعه 12 وهى ( كل سنه وانت طيب ) انها نفس الرساله التى ارسلها اليا فى يوم عيد ميلادى ولكن يوميها رديت برساله وقلت ( وانت طيب يا حبيبى )  ولكن رسالتى اليوم لم يرد عليها ولم يقول (وانتى طيبه يا حبيبتى) التى انتظرها طوال الليل ولم ترسل لى . مما ذات هذا من بكائى ووجعى . وبعد مرور ساعات من البكاء المتواصل قد اكون وصلت الى  منتصف الليل وانا ابكى وفى ذات اللحظه كنت على يقين تام ان شرف نائم مما ذاد هذا من تعذيبى وحرقتى . فكيف غفلت عينياه وهو جارحنى  بلا ذنب وكيف يسمى حبى له انانيه .انه ظالمنى ولم يعلم انى احبه . لم يعلم ماذا يعنى حبه فى قلبى . لم يعلم ان حبه هو النبض الذى اعيش به اتعايش منه . لم يعلم .ولم يعلم .ولم يعلم . وبعد ان فشلت فى اقاف الوجع بداخلى ارسلت له رساله تحمل دموع مظلوم يطلب الرحمه من قلب ساء الظن به .قلت فى رسالتى(  اصعب شىء فى الحياه لما تكون بتتعذب وحبيبك نايم ومرتاح وانت سهران وعمال تتالم وتبكى ومحدش حاسس بوجعك ) ارسلت الرساله ثم غفلت عيناى  ودموعى تسيل على وسادتى 

ملحوظه :جميع حقوق النشر محفوظه 
الى اللقاء فى الحلقه القادمه 

     
         

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق