الحلقه (٥٧) من قصة مأساة امراه
بقلم الشاعره / امال مصطفى الشامى
*************************
عندما لمحت امل دخول ابن خالتها ( طاهر ) و (حماده) جوز بنت خالتها من باب العماره امسكت بشرف وظلت تصرخ قائله : دول جاين عشان يتخانقو مع بابا انا خايفه اوى . رد شرف وقال: متخافيش محدش يقدر يعمل لابوكى حاجه . وهنا تقول البطله : كنت مرتعبه من وصول طاهر وحماده الى شقتنا وحينما رن جرس الباب دخل كلا من حماده وطاهر من باب الشقه وجلسو فى حجرة الصالون وبدأو يتحدثو مع ابى وشيئا فشيئا بدأت تعلو الاصوات مما جعلنى انا وشرف ندخل الى البلاكونه فى الحال وعند خولى رأيت طاهر يمسك بالترابيزة ويحاول ضرب ابى بها ثم جرى حماده الى المطبخ بعنف وتهجم ولم يكتمل المشهد امامى بل وجدتنى ساقطه على الارض وانا اصرخ فى انهيار . لم استطيع التحكم فى نفسى ولم اشعر الا وانا فى احضان ابى وهو يحاول تهدئتى وعندما افقت لم اجد احدا منهم فى البيت (طاهر وحماده ) بل واخذو امى معهم .لم اجد احدا غير ابى وشرف وهو ايضا يحاول تهدئتى كنت اشعر بأطمئنانيه شديده بوجوده بجانبي ولكن فى نفس الوقت لم احب ان يرى شرف ابى فى هذا الموقف . وبعد ذهاب شرف اخذت اتذكر المشهد بالتفصيل ثم قلت لابى هو حماده دخل المطبخ ليه ؟ فتوقف السؤال على لسانى عندما التفتت الى الترابيزة ووجدت سكينه كبيرة الحجم وقتها تنبهت ان حماده دخل المطبخ جاب السكينه وكان عايز يضرب بيها بابا فى نفس اللحظه اللى هجم فيها طاهر على بابا بالترابيزه وكان دليل وجود السكينه على الترابيزه يؤكد نية هذا الشخص الهجمى فى شروعه فى قتل ابى مما جعلنى اصيح فى وجه ابى واقول : الشخص ده ميجيش هنا تانى وانا لو شوفته هوديه فى دهيا . اما بالنسبه لامى فلقد اخذوها الى بيت خالتى حتى يتم من رحيل جدتى فانا كنت اعلم جيدا ان امى لم تكره جدتى ابدا ولكنها تريد فقط ان تتقاسم مع عماتى حمل خدمة جدتى ويأخذوها لفتره حتى يخف الحمل عن امى وليمنحوها فتره راحه من الشقاء والتعب التى كانت تبذله فى خدمتها لجدتى فقررت امى ان لا تعود ان عادت جدتى وهنا كان الصراع فلم يوافق ابى على رحيل جدتى .ولكنى كنت اذهب الى امى لاقنعها بالعوده من اجل ان يستقر هذا البيت ولكنى لا استطيع اقنعها..( كانت البطله تعيش وسط دوامه مشاكل ابوها وامها التى لم تكف منذ طفولتها بل مازالت مستمره حتى ان وصلت امل الى مقتبل الزواج وظلت تسمع اصوات صراخات ابيها وامها دون ان تعرف من المخطئ ومن الصائب من المذنب ومن المحق ؟) وتقول البطله حين كنت اجلس مع امى اشعر ان ابى المخطىء . وحينما استمع لابى اشعر ان امى المخطئه حتى فشلت فى ان احكم بينهما ولا اعرف من الظالم ومن المظلوم فقط كنت اتمنى ان اعيش فى بيت سعيد بلا مشاكل وبلا صراخ .ولكن ظلت امى متمسكه برفضها عودت جدتى وظل ابى متمسكا برجوع جدتى وظل الصراع بينمهما مستمرا . وفى اليوم التالى تفاجئت باتصال من شرف كنت اظنه يتصل ليطمئن عليا بعد الانهيار الذى حدث لى ولكنى تفاجئت به يقول : على فكره انا زعلان منك .قلتله : ليه ؟ قالى : عشان لما جيت اخدك فى حضنى لما كنتى بتصوتى ساعة الخناقه زقتينى.قلتله : انا كنت منهاره ومكنتش حسه بنفسى . قالى : هتستعبطى ده انتى كنتى نوياها من قبلها . قلتله : قصدك ايه ؟يعنى انا كنت بمثل ؟قالى : والله مش عارف يا حبيبتى بس كان اسلوبك مستفز جدا .صدمت ثم قلت له : انا كنت فكراك بتتصل عشان تطمن عليا على العموم شكرا . قالى : طب انا لازم اقفل عشان ورايا شغل . .قلتله :ماشى سلام . ومن يومها بدأ شرف يبتعد دون سبب .لم يأتى ولم يسأل عنى بل تلاشت اتصالاته نهائيا فلم أتلقى منه سوا مكالمه واحده فى اليوم وقصيره جدا بل وبدأت هذه المكالمه تتلاشى ايضا واصبحت مره كل يومين .لا اعرف سبب هذا التغير ولكنى استنتجت ان بعده هذا يُعنى خوفه من عائلتى بل اننى فكرت ايضا انه يريد ان يتراجع عن اختياره لى بسبب عائلتى والمشاكل التى تحدث امامه طوال الوقت . كان هذا هو تفسيرى لبعده وهذا هو احساسى فلقد اكدلى هذا الاحساس صاحب ابى الذى جاء ليحل المشكله فلقد قال لى فى وسط كلامه : (انا مش عارف خطيبك مستحمل ازاى يكمل وسط المشاكل دى انا لو منه اطفش من العيله دى ) اكدت لى هذه الجمله ان شرف عايز يسيبنى بسبب مشاكل بابا وماما . شعر
اوعى تكون يا حبيبى ناوى تكسر قلبى
ليه بتبعد اوعى تكون عايز تسيبنى
اوعى تكون بتفكر تجرح
متخدنيش يا حبيبى بذنب مهواش ذنبى
قبل مل تنوى انك تبعد اوعى تبص فى يوم حواليا
بص لحبك اللى فى قلبى والحنين اللى فى عنيا
لو بصيت حواليا يبقى ليك الحق تسيبنى
بس انا غيرهم علشان خاطرى بص عليا
كنت ارتجف خوفا من ان يأخذنى شرف بذنب من حولى ويتركنى كما قال لى قلبى. ظل شرف على هذا الوضع حتى تقبل ابى رحيل جدتى وعادت امى الى البيت مره اخرى وهو كما هو مبتعدا .وفى يوم تفاجئت باتصال شرف الساعه السابعه صباحا يقول : انا عارف ان انتى بتسهرى قلت اكلمك. كنت سعيده بهذه المكالمه فقلت له: اخيرا جيت على بالك. قالى : انتى ديما على بالى يا حبيبتى .قلتله :اومال ليه مبقتش تتصل بيا ولا تطمن عن اخبارى. قالى : هتصل بيكى ازاى وانتم فى الظروف دى ازاى هقعد اكلمك وامك سايبه البيت هو انا معنديش دم . قلتله : المفروض تبقى واول واحد واقف جنبى فى الظروف دى مش تبعد وكمان ماما اصلا رجعت البيت امبارح .قالى : وابوكى هيرجع جدتك ؟ قلتله : لا . سكت شويه وقالى : على فكره انا عامل لامى اوضه فى شقتنا وبعد ما اخواتى يتجوزو هجيبها تعيش معانا . قلتله : ماشى بس اشمعنى بتقولى كده دلوقتى ليه ؟ قالى : زى ما سمعتى يا حبيبتى ولو مش عجبك هتجوز عليكى وحده واجيبها تخدم امى . قلتله : انت ليه بتقارن نفسك ببابا . فى هذه اللحظات كانو بابا وماما يستمعون الى صوتى حتى ندانى ابى وطلب منى ان يكلم شرف . اخذ ابى الموبيل وقال لشرف: انت ليه بتتكلم فى الحاجات دى دلوقتى يا شرف متقرنوش نفسكم بينا لسه بدرى على المواضيع دى . هدئ شرف ثم اعطانى ابى الموبيل فوجدته يقول لى :لما اجيلك يا امل نتكلم . قلتله : هتيجى امتى .قالى : هجيلك النهارده بليل . مرت الساعات وجاء شرف كان فى بداية اللقاء هادئ يتكلم ويضحك ولكن بعد ان نزل ابى الى القهوه وذهبت امى الى المطبخ . اخذنى شرف الى البلاكونه وبدأ يفتح موضوع والدته للمره الثانيه بل وتغيرت لهجته قائلا الحاجات اللى انا شايفها دى مش هتحصل فى بيتى .قلت له : انت ليه بتقارن بينا وبين بابا وماما .قالى : انا مش بقارن انا بقولك على اللى هيحصل .قلتله : هو ايه اللى هيحصل؟ قالى : اولا كده انتى لازم تروحى عند امى كل يوم .قلتله: وده ليه ؟ رد بغضب وقالى : انا يا حبيبتى هبقى طول النهار فى شغلى ومش هعرف اطمن عليهم غير منك فلازم تروحى كل يوم .قلتله : يعنى اروح كل يوم بالعفيا ؟ قالى: خلاص يا حبيبتى متروحيش وانا هاجى من الشغل عليهم وافضل قاعد معاهم برحتى انشلا اجيلك الساعه 12 بليل . قلتله : انت بتهددنى ؟ قالى : انا مبهددكيش يا حبيبتى انا بقولك اللى هيحصل .قلتله طيب موافقه بس خليها يوم عند ممتك ويوم عند مامتى .قالى : لا يا حبيبتى انتى هتروحى عند امك يوم واحد في الاسبوع. قلتله : يعنى عند ممتك كل يوم وعندى اهلى يوم واحد . قالى : الله ينور عليكى .قلتله : بس انا عمرى ما شوفت وحده تروح لحماتها كل يوم اجبارى .قالى لا فيه مرات اخويا بتروح عند امى كل يوم .قلتله : بس انا مش عايزه ابقى زيها .قالى يعنى ايه؟ قلتله : عايزه اروح برغبتى مش بالاجبار .قالى مرات اخويا بتروح برغبتها ولو مراحتش بتسيب عيالها قلتله : مافيش وحده بتسيب عيالها برغبتها انا كل متصل بوالدتك بلاقى العيال هناك من الساعه 10الصبح لحد الساعه 1 بليل .قالى :مين قالك كده .قلتله : اختك مريم قالتلى انها بتاخد العيال من امهم الساعه 10الصبح ويفضلو هناك لحد ماينامو الساعه 1بليل . رد شرف قائلا : ده الطبيعى ان عيالى يفضلو عن امى اكبر وقت .كنت استمع له وانا اقول فى سرى (يعنى هبقى محرومه من عيالى ) .وفجأه لقيته بيقولى : انا بصراحه عايز اربى ولادى تربية امى . قلت فى سرى ( يعنى مش انا اللى هربيهم كمان ) كنت استمع له وهو يجرحنى بكلماته ويقول : انا مش عايز ابنى يطلع زيك . رديت عليه بحزن وقلت : ليه ؟مستعر منى ؟ قالى : عايزو يطلع فى جمالك لكن مش عايزو يطلع ساذج زيك .كنت مصدومه من كلامه وهو بيوصف طبيتى وحبى وتمسكى بيه سذاجه . بعد كلام شرف حسيت انى هنا فى بيت بابا عايشه فى جنه . وان الجواز حاجه بشعه . بس فى نفس الوقت الجنه دى من غير شرف هتبقى نار . فماذا افعل .. هل اختار جنة ابى التى ستصبح نار بدون شرف ؟ ام اختار الحياه البشعه التى رسمها لى شرف ؟ فقد كنت ارتجف رعبا من طريقة كلامه وصوته العالى الذى يحمل نبره قاسيه. وكأننى ارى امامى نار المستقبل تحرق طريقى ومن خلفى مشاكل اهلى تقطع عنى شعورى بالحياه وتسلب منى انفاسى
جميع حقوق النشر محفوظه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق