بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 5 سبتمبر 2018

مأساة امراه (٥٨) بقلم الشاعره/امال مصطفى الشامى

الحلقه (٥٨) من قصة مأساة امراه 
بقلم الشاعره /امال مصطفى الشامى 
*****************************
كانت تمر الايام ولم تفارق خيالى تلك الصوره البشعه التى رسماها لى شرف عن مستقبلى المجهول معه مما دفعنى خوفى ان اذهب الى امى فى ذات ليله واطلب منها ان تسمعنى حتى ارتاح من تلك الدوامه التى اعيش فيها . وبالفعل حكيت لامى كل شيء وافشيت لها عن كل مخاوفى (انى هروح لحماتى كل يوم بالجبار وانى هاجى عند اهلى يوم واحد فى الاسبوع وان ابنى هيتربى عن ام شرف واتحرم منه )وكان رد فعل امى هو الصمت ثم نظرت لى وقالت : انا خايفه عليكى من الناس دول يا امل . كانت تمر الايام فى خوف ويقترب يوم زفافى الذى لا اعرف كيف استقبله بسعاده ام بحزن ؟فكلما يقترب يوم زفافى كلما ارى الحزن فى عين امى التى كانت تعلم كل شىء عن نوايا شرف واحكامه التى سيفرضها عليا فى بيت الزوجيه  وفى ذات ليله وجدت امى تصحينى من نومى وهى تبكى وتقول : انا حاسه انى برميكى  فى النار بأيديه مما جعلنى احضنها وابكى انا ايضا .بل وكان حزنها وصمتها طوال الوقت يظهر لابى مما جعله يسالها ما بها ومع مرور الوقت علم كل شىء وكان رد فعله الغير متوقع هو انه طلب منى اقلع الشبكه ثم قال فى غضب :الولد ده مينفعكيش صدقينى الناس دى هتمرمتك .كنت انظر لابى واقول لا مش هقلع الشبكه فقال ابى : هيوديكى لامه غصب عنك كل يوم ولو رفضتى هيضربك بالجزمه ولو حد فينا راح اتكلم معاه هيقول مراتى وانا حر فيها ومش بعيد يطردنا انا وامك بره بيته .كنت اسمعه وانا ابكى واقول : مستحيل شرف يعمل كده مستحيل يمد ايدو عليا ومستحيل يطردكم . كنت ببكى لانى جوايا خوف من كلام بابا ليطلع صح واندم بعد كده . وفى نفس الوقت رافضه اقلع الشبكه واللى كان معذبنى اكتر انى رافضه اقلع شبكته فى الوقت اللى هو بيبعد عنى فيه وكأنى بقاوم من ناحيه وهو بيهدنى من ناحيه . كنت انظر للشبكه واقول فى نفسى : كيف اصبحت انا جزء من هذه القصه ؟ كيف اواجع هذا الواقع القاتل ؟ اريد ان انهى قصتى ولكن هذا ايضا لا استطيع فعله . كنت حسه انى عامله زى الباب اللى الكل عمال يرزع فيه .شرف من ناحيه وبابا وماما من ناحيه ورغم كل ده ماليش ذنب فى حاجه . موضوع جدتى والخلافات اللى حصل هى السبب . هى اللى خلت شرف يحط والدته فى مقارنه ويهددنى اما انا فكنت كالمجنى عليه الذى يتحاكم بدون ذنب . فقط كنت ادفع ثمن اخطاء من حولى ( ابى وامى ) . وفى ذات ليله تفاجئت باتصال من شرف يقول : ازيك يا حبيبتى . كنت اتعجب من هذه اللهجه التى كدت ان انساها وسط قسوته الجباره . فرديت قائله : سبحان الله .قالى : مالك مستغربه ليه ؟ قلتله : ده انت لسه من يومين بتزعقلى وعمال تهددنى .قالى : معلش بكره افهمك انا ليه عملت كده . قلتله : ليه ؟ قالى : هقولك بعدين لما نتقابل مش هينفع اقولك فى التليفون المهم مش عايزك تفكرى فى اى حاجه من اللى حصلت خالص امسحيه تعرفى تمسحيه . كنت مبسوطه ومستغربه . ايه غيره كده ؟ هل ندم ؟ يعنى كل التهديدات اللى قالها مش من قلبه ؟ بعد ما قفلت مع شرف لقيت ماما بتقولى انا خايفه عليكى غصب عنى وبدأت تبكى بأنهيار . قلتلها :  يا ماما احنا خلاص اتصالحنا وهو كان بيقول الكلام اللى قاله ده فى لحظه غضب .رد بابا وقال : عرف يضحك عليكى ؟ الكلام ده مطلعش منه فى لحظه غضب يا امل الكلام ده هيحصل حقيقى ولما لقى ان النرفزه بتاعته خلته يقع بلسانه ويقولك على الحياه اللى كان هيفاجئك بيها انك هتروحى لامه كل يوم غصب عنك وانه هيحرمك من اهلك ومش هتيجى غير يوم فى الاسبوع وانهم هياخدو منك ابنك ويحرموكى من تربيته كل ده وقع بيه بلسانه ولما لقى نفسه اتفضح فحب يصلح غلطته وقالك ان ده كان كلام فى لحظه غضب وانتى صدقتى لانك بتحبيه . نسيتى التهديدات لما قالك هتجوز عليكى وحده تخدم امى طب والله مهو متجوزك حتى لو كان اخر واحد فى الدنيا . كنت عرفه ان بابا له حق بس كنت بكدب عقلى وبقول قلبى هو الصح .وكان واضح على بابا وماما ان هما الاتنين رافضين شرف تماما خصوصا ماما وهى طول الوقت بتقول انا مش هرميكى فى النار بأيديا .كنت بلعن نفسى انى حكيتلهم كنت خايفه يحرمونى منه ويفرقو بينى وبينه بعد ما اتصالحنا . مما جعلنى ساهره طول الليل الوم نفسى انى انا اللى كشفت لاهلى الصوره البشعه اللى رسمهالى شرف وخليتهم يكرهوه فدفعنى خوفى على شرف ان اراسله برساله قلت فيها ( اول ما تصحى كلمنى ضرورى ) ولم اكتفى بل قمت بارساله الرساله الاخرى قائله( انا عملت حاجه غلط كلمنى بكره ضرورى ) وفى صباح اليوم التالى صحيت على اتصال من شرف كنسلت وبعتله رساله(مش هعرف اكلمك دلوقتى لان ماما معايا فى الاوضه ) مما تسببت هذه الرساله فى قلق شرف فارسلنى قائلا (هو فى ايه) و بعد خروج ماما من الحجره اتصلت بشرف فرد قائلا : فى ايه ؟ وايه ماما جنبى ومش جنبى دى؟ هو من امتى بتكلمينى فى السر ؟ قلتله : مش عرفه اتكلم قدامها .قالى : ايه اللى حصل وايه الرساله اللى بعتهالى بليل دى ( انا عملت حاجه غلط كلمنى ضرورى ) قلقتينى .قلتله : بصراحه قبل مانتصالح انا قلت لماما كل اللى انت قلتهولى فى البلاكونه ولم يكتمل حديثى الا ان فجاه لقيت الخط قطع .ساعتها توقعت انه قفل فى شى عشان زعل لانى حكيت لماما فبعتله رساله وقلت( متشكره على قفلك فى وشى وكتر الف خيرك ) وبعد ربع ساعه بعتلى رساله مكتوب فيها ( على فكره انا لسه شاحن وشكرا ) اتصلت بيه وقلتله : انا بحسبك قفلت لما عرفت انى قلت لماما . قالى : مش هتبطلى الشك ده .قلتله : مانت لما تعرف انى قلت لماما اكيد هتقفل فى وشى وتزعل .قالى : لا يا حبيبتى مقدرش اقفل فى وشك وبعدين انتى قلتى لماما ايه ؟ قلتله : كل حاجه مخوافنى منك تهديداتك ليا واحكامك اللى ناوى تنفزها بعد الجواز لقيت نفسى بقول لماما عشان كنت خايفه منك ومش عارفه اقول لمين . قالى وامك قالتلك ايه ؟ قلتله : عماله تعيط وتقولى مش هسيبك ترمى نفسك فى النار وبابا عمال يقولى والله ماهجوزهولك حتى لو اخر واحد فى الدنيا .قالى : هسالك سؤال . قلتله : اسال .قالى : انتى عيزانى ولا لا ؟ ابتسمت وقلتله لسه بتسال  طبعا عيزاك . قالى : وانا اوعدك انى عمرى ماهسيبك متقلقش .قلتله :بجد يا شرف .قالى :طلاما انتى عيزانى يبقى عمرى مهتخلى عنك مهما حصل متقلقيش يا امل . مر الاسبوع وفى يوم الخميس اتصل بى شرف قائلا: جهزى نفسك عشان هنخرج بكره .ثم اكمل حديثه قائلا : بقولك ايه ابقى البسى بكره الطقم البنى اللى جيتى بيه عندنا فى عيد الام . كنت سعيده بالطلب ده جدا خصوصا ان الطقم اللى شرف عايزنى البسو ده هو نفس الطقم اللى لبسته فى اول زياره لشرف لما جه يتقدملى وهو نفس الطقم اللى كنت بشتريه يوم مشوفنا بعض اول مره انا وشرف فى الشارع . عشان كده  كنت طايره من السعاده لما قالى البسيه متوقعتش انه نفس الطقم اللى يعجب بيه دونن عن لبسى كله. وكان الطقم ده بالنسبالى بيحمل اجمل زكريات حياتى .  وفى الصباح اتصل شرف قائلا : البسى انا هجيلك بعد نص ساعه . وجاء شرف اخدنى ونزلنا لقيته بيقولى : هركبك مكروباص عشان تتعودى تعيشى معايا على الحلوه والمره . ابتسمت واول ما ركبنا المكروباص وبدأنا نمشى لقيت نفسى بسال شرف وبقوله : انت ليه عملت معايا كل المشاكل دى وليه كنت بتزعقلى وتهددنى وتقارن والدتك بجدتى  .قالى :هقولك بعدين .قلتله: احنا اهو اتقابلنا زى مانت قلت وانا عايزه اعرف دلوقتى  ليه عملت كده يا شرف . قالى : كان لازم اعمل كده عشان ابوكى وامك يفوقو . كان ينفع يعنى حماده وطاهر يجو يعملو اللى عملوه ده قدامى ؟ ينفع امك تجيبهم وانا عندكم ؟ قلتله : لا .. قالى : يبقى كان لازم اعمل معاكى كده عشان احسسهم بالذنب . قلتله : وانا ذنبى ايه ؟ انا عملت ايه عشان تعذبنى كده ؟ قالى : معلش يا حبيبتى كان لازم يشوفوكى بتتعذبى عشان يفوقو من اللى بيعملوه . قلتله : طب كنت قولى ان كل الزعيق والتهديدات دى مش بجد وكنت همثل معاك اننا متخانقين وبردو كانو هيحسو بالذنب . قالى : لا مش هتعرفى تمثلى كان لازم تتعذبى بجد . كنت انظر له فى تعجب فوجدته يكمل حديثه قائلا : مش انتى اليومين دول كنتى بتعيطى قدامهم .قلتله : اه عيطت كتير .قالى : طيب لو كنتى بتمثلى كنتى هتعرفى تعيطى ؟قلتله لا .قالى :شوفتى بقا انا بخطط لكل حاجه صح ..بقدر سعادتى ان كل هذا تمثيل ولكن فى ذات الوقت كنت اتعجب من هذه القسوه الجباره التى تجعله قادرا على ان يبكينى بل واعيش اسبوعا كاملا فى عذاب متواصل دون ذنب لمجرد فقط ان هدفه انه يفيق ابى وامى من مشاكلهم .الفتت الى شباك السياره وانا فى قمة الدهشه من ما سمعت فكيف اكون ضحية هذه التمثليه التى صنعها شرف وما هذه القدره الجباره فى تمثيله لتجريحى وتخويفى؟ فهل يستطيع القاتل تمثيل الجريمه بهذا الاتقان ؟ ولكن برغم هذا الالم اغمضت عينى وانا وجهى متجها لشباك السياره وقلت فى نفسى تمثيله لجرحى اهون من ان يكون تهديده حقيقى بل واهون من ان تتحقق ذالك الصوره البشعه التى رسمها لى بل واهون من فراقه الذى كادت تدفعنى قسوته اليه وعندما تنبهت لنفسى التفت الى شرف ثم ابتسمت ووضعت يدى على فمه وقلت لا اريد ان اسمع هذا الموضوع كنت فقط  اريد ان استمتع بكل لحظه بجانبه ولا اريد ان اضيع سعادتى بوجوده معى الان بل اننى كنت كلما اسمعه يتكلم عن هذا الموضوع اكتم فمه بيدى .كنت اريد ان انطلق معه فى هذا اليوم دون تفكير فيما حدث.حتى وقفت السياره امام حديقة الازهر .وهنا شعرت وكأننى فى عالم اخر وكانت هذه المره الاولى التى ادخل فيها من بوابة حديقة الازهر .وبالداخل رأيت اجمل مناظر الزهور والنخيل والاشجار ظلينا نلتقط الصور لبعضنا البعض التى كنت اتمنى ان نجتمع فيها سويا ولكن كانت مثل صور القلعه والهرم لم تجمعنا صوره واحده كالعاده ولكنى اكتفيت بأن التقط صورته بيدى وان يلتقط صورتى بيده بل اكتفيت بتلك الابتسامه التى اراها على وجه شرف فى كل صوره وهو ينظر الى كاميرة هاتفى ويقول : ياريت الصوره متطلعش مهزوزه زى كل مره . انها كلماته التى لم انساها ابدا بل  اننى ابتسم الان وانا اكتب هذا الموقف الذى يحدث دائما كلما التقط له صوره  . مر الوقت فى التصوير والضحكات التى كانت تخرج من قلبى وانا معه حيث جلسنا على مقعد امام نفوره كبيرة الحجم وكان هذا اجمل منظر رأيته فى حياتى بل اجمل شعور وشرف بجانبى ونحن ننظر سويا الى النفوره وانا واضعه يدى فى زراعه وابتسم .فكنت انظر اليه واقول : مش عايز تقولى حاجه ؟ 

جميع حقوق النشر محفوظه 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق