بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 8 أغسطس 2018

مأساة امراه (٥٣)بقلم الشاعره /امال مصطفى الشامى

الحلقه (53 )من قصة مأساة امراه
بقلم الشاعره/ امال مصطفى الشامى
***************************
وبعد ان طلب منى شرف انى ادلدل السبت رافضا الطلوع .أمسكت بحبل السبت وقلبى يرتجف وفى يدى الأخرى امسك بالموبيل واساله : فى ايه يا شرف وايه الحاجه المهمه اللى عايز تحطها فى السبت ؟ رد شرف : انا جاى اديكى كتاب .قلتله: كتاب ايه ؟قالى :اسمه سيدات بيت النبوه هحطهولك فى السبت اقريه هيعجبك . قلتله : طيب ليه تحطو فى السبت متطلع اديهولى واقعد شويه .قالى : خلاص مش جاى .قلتله : هو انت بتذلنى ؟ قالى : مانا مش عشان جايبلك الكتاب  تقوليلى اطلع . قلتله : هو انت اجازه النهارده ؟ سكت شويه وقالى ايوه اجازه. قلتله : طيب مش عايز تيجى ليه طلاما اجازه .قالى: تعبان يا امل وعايز انام انا واخد اجازه عشان ارتاح ويلا دلدلى السبت انا قربت من البيت . وفجأه ظهر شرف امامى من بعيد كنت بدلدل السبت وببصلو وقلبى مليان باللهفه . كنت ببصلو وعايزه اقولو انت جايب القسوه دى كلها منين . لقيتو حط الكتاب فى السبت ومشى .مهنش عليه حتى يشاورلى او يقولى سلام . كنت ببص عليه وهو ماشى من ضهره حتى ملتفتش واره . كان بيمد زى مايكون مستعجل انه يختفى من قدام عنيه كنت بقول بينى وبين نفسى للدرجادى.. للدرجادى مستخصر فيا حتى اشوفك من ضهرك . صبر مرير ابتلعه بكل هوان وانا اتذكر بدايه الخطوبه عندما كان هائما  متلهفا وبمرور الوقت طغى الاهمال بل طغت القسوه والجحود وغابت مشاعره بل ومات قلبه ايضا . كان حبيبى ذات القلب المتحجر يأتينى وكنت اتغاضى عن قسوته فكنت اعامله بكل دلع وهيام  بل وكنت ايضا احاول ان ارتدى امامه ملابس صيفيه بدل الشتويه حتى لا أظهر امامه بشكل ثمين بسبب كثرة الملابس فى الشتاء فكان ارتدائى للملابس الصيفيه فى حضوره يجعلنى ارتعش طوال الوقت من شعورى بالبرد مما جعلنى امرض كثيرا فى فصل الشتاء ولكنه لا يبالى ولا يلاحظ هذا اطلاقا فكانو اهلى هم الذين يلاحظو ويتعجبو من شدة اهتمامى الذى اصبح ينعكس على صحتى . مما جعلهم يقولو لى اتقلى على شرف لانك بتتعبى نفسك وصحتك على حد مش حاسس بيكى لازم تتقلى ..شعر . قالولى الناس اتقل 
قالولى الناس اتقل 
وادرى عنك حبى 
 قلتلهم بحبه ومش بايدى اخبى
قالولى انك من كتر حبى 
ممكن تسيبنى زى اللى قبلى 
قلتلهم وثقه انه حاببنى 
وان حبى ساكن قلبه 
زى ماحبه ساكن فى قلبى 
ضحكو الناس وقالولى انى متهيقلى
قالولى حبك ليا كدب 
وانك عايزنى لصغر سنى 
قالولى عشقك كله وهم 
قلتلهم بحبه غصب عنى 
قالولى انتى بالنسباله طفله
 قلتلهم الحب اللى قلبى عشانه
 اكبر منه واكبر منى 
وعند حضور شرف فى يوم الجمعه تفاجئت به يقول هاتى الكتاب اللى انا ادتهولك . استغربت من طلبه ودخلت جبتله الكتاب من حجرتى . اخد منى الكتاب وقالى :الكتاب ده فيه حاجات مفيده انا عايزك تقرأيه كويس وتحفظيه والمره الجايه هسمعلك . بصتله وضحكت .قالى : انا بتكلم بجد وفتح الكتاب وبدأ يقرأ كنت مستغربه منه جدا .ايه اللى هو بيعمله ده؟مما لفت انتباه والدى ووالدتى وبدأو يتهامسون من هذا المنظر الذى يشبه منظر المدرس والتلميذه .وبعد انتهاء الدرس لقيته بيقولى انا عايز انام عشان شغلى الصبح . تركته يذهب ولكنى قبل ذهابه وضعت فى يده ورقه وقلت له اقراها لما تروح البيت ومشى شرف . مكتوب فى الورقه (لم احبك .ولكنى تعلقت بك .ربما لم احبك لكنى تعودت عليك.ربما لم احبك لكن عيناى تشتاق لرؤياك.ربما لم احبك لكن شفتاى بحاجه الى لفظ اسمك .ربما لم احبك ولكن عقلى يرفض إلا ان يتذكرك.ربما لم احبك .ولكنى عشقتك ) وبعد حوالى نصف ساعه اتصلت به لاسأله عن هذه الورقه .فوجته يقول: تعرفى انى كان ممكن اسيبك بسبب الورقه دى . تحولت ملامحى الى ذهول وقلتله : نعم ؟ قالى : وحده كتبالى : لم احبك لكنى تعودت عليك يبقى اكيد فيه حاجه غلط   لكن لما كملتها للاخر ولقيت كلمه لكن عشقتك فهمت انك متقصديش . كنت بسمعو وبقول فى سرى ( والله مانت فاهم حاجه) كنت مستنيه منه كلمه وانا كمان بعشقك وكان ده سبب اتصالى لكن للاسف مافيش فايده . فى نهايه المكالمه لقيته بيقولى :يلا تصبحى على خير عشان هنام . كان ديما النوم بيخدو منى ولم اجد بديل غير انى اقوله :وانت من اهل الخير . ويمر الاسبوع وتأتى الجمعه القادمه . حضر شرف ثم دخل معى البلاكونه وبعد دقائق حضرت خالتى ومعها امانى بنت عمو طاهر سلمو عليا انا و شرف ثم دخلو مع امى الى الحجرة وفضلت انا مع شرف وفجأه لقيته بيقولى : حفظتى اللى قلتلك عليه ؟بصلته فى تعجب وقلت : حفظت ايه ؟ قالى : الكتاب .قلتله :ياشرف فى حد يقول لخطيبته كده ؟ قالى : ردى عليا حفظتى اللى قلتلك عليه ولا لا ؟قلتله :لا .فنظر لى فى غضب وقالى : مفتحتيش الكتاب خالص ؟ قلتله : قريت شويه يعنى يا شرف . قالى : طب روحى هاتى الكتاب .قلتله : اجيبه ازاى وهما قاعدين جوه كده هيتريقو عليا . قالى : بقولك روحى هاتيه .دخلت وانا فى قمة احراجى وجبت الكتاب من الحجره اللى هما قاعدين فيها مما لفت انتباه امانى وخالتى وهم ينظرون للكتاب ويقولون هو هيذاكرلك ولا ايه ؟ ردت ماما وقالت  :لا ده هيسمعلها اللى خدتو الحصه اللى فاتت . فضلو يضحكو سبتهم وخدت الكتاب وطلعت لشرف قلتله : عجبك كده ضحكتهم عليا.  بزمتك فيه حد بيعمل اللى انت بتعمله ده ؟ فيه حد يقعد مع خطيبته يذاكرلها فى كتاب ويسمعلها بدل متقولى كلمه حلوه .قالى : الكتاب ده مفيد جدا انتى قريتى لحد فين .وكان مصمم انى اخد الدرس بالاجبار .كنت بضحك بينى وبين نفسى وفى نفس الوقت حزينه على المشاعر البارده اللى مش عايزه تتحرك .ومرت الساعات وكالعاده لقيته بيتتاوب وبيقولى : انا عايز انام عشان الشغل .مشى شرف وبعد دقائق من نزوله ارسلت له رساله قلت فيها ( بحسد النوم وبلومه لوم عشان بياخدك منى اخر كل يوم ) كانت ضحكات اهلى على معاملة شرف معى تدفعنى ان اظل اراساله حتى اثبتلهم انه سيستجيب اليا ذات يوما وبالفعل كنت مستمريه فى ارسال رسايل الحب له على امل ان اجد منه مقابل ولو واحد فى المليون حتى لا يخذلنى امامهم ومن ضمن رسائلى قلت ( اذا احبك مليون فانا منهم واذا احبك واحد فهو انا واذا لم يحبك احد فأعلم انى مت ) وفجأه وجدته يتصل كانت سعادتى تملأ وجهى متلهفه لسماع رد فعله على رسالتى .وعند ردى على الاتصال تفاجئت بتعليقه على الرساله قائلا : يعنى ايه اذا لم يحبك احد فأعلم انى مت ؟هو يعنى محدش بيحبنى غيرك ؟ تمالكت اعصابى وقلت : اكيد مش انا لوحدى اللى بحبك بس محدش بيحبك قدى  .كنت حزينه على رد الفعل الذى يشبه الرصاصه المصوبه تجاه حضنى المفتوح له بكل سعاده متلهفه لرده الغير متوقع فأخذت الصدمه التى جعلتنى اغلق حضنى بكل وجع . كنت ارى نفسى فتاه رومانسيه تقع فى حب رجل عملى فكيف تتلاشى هذه الفتاه احتياجها لحبه ؟وكيف تضحى بأحتياجها حتى تحافظ على حبها من اجل هذا الرجل ؟ وكان السؤال الاهم هو ليه بيعمل معايا كده ؟ اتضحك عليا من اهلى بسبب افعاله الغريبه ..فى عيد الحب خذلنى قدام اهلى   وخلانى اسمع منهم كلمات بتموتى كل مافتكرها ( ده معبركيش  بأى حاجه فى عيد الحب ) (ادى اللى انتى محيره نفسك عشانه مفتكركيش بورده )(ده بخيل )(ده مش بيحبك ) (ده الهديه الوحيده اللى جبهالك جايبها لشقته مش ليكى ) وكان تفكيرى فى تلك الجمل يجعلنى امسك برأسى وانهار على وسادتى مما دفعنى انهيارى ان امسك بهاتفى لاراساله قائله ( مخطئ من يظن ان الفقر هو فقر الجيوب وانما الفقر هو فقر القلوب ) كنت على يقين انه لم يفهم معناها بل ظلت دموعى تسالنى لماذا دخلتى هذا العالم المعدوم من المشاعر وكنت اتذكر نفسى وانا صغيره حينما كنت فى عالمى الصغير .كنت احلم ان اعيش قصة حب رومانسيه قويه اشعر فيها بحب الطرف الاخر وحتوائه لكنى فجاه وجدت نفسى فى عالم مختلف عن عالمى تماما .وهذا هو معنى الجحيم .كنت انظر الى المرايا واتذكر كلماته القاتله حرف بحرف وسرعان ما اجد دموعى تغرق وجهى من كثره احتياجى لحبه من ذا القلب المتحجر . مكنتش قدره استوعب قسوته ازاى ربنا خلق القسوه دى كلها فى قلبه وخلق الحب ده كله فى قلبى. وكأن قسوته بنفس كميه حبى.كنت ببص لنفسى فى المرايا واقول ليه حبيته كده ؟ده انا لو بصيت لايدى افتكر سلامه.لو بصيت فى الساعه افتكر معاده. لو بصيت فى صورته ابقى هموت واشوفه قدامى.ولو جه ببقى بتمنى يجى معاد موتى قبل معاد فراقه.واول مابيمشى بفضل ماسكه كل حاجه كان ماسكها وكل حاجه لمسها.لمسة ايدو على ريموت التليفزيون .على كباية العصير . على إزازة المايه . إلازازه اللى اول مابيشرب منها باخدها اعلم عليها وافضل اشرب منها طول الاسبوع .لمسة ايده على اكرة باب الشقه وهو بيفتحه ونازل.حتى خطواته من باب الشقه للبلاكونه بفضل احسس عليها بإيدى على الارض . عشقت كل تفاصيلو من اصغر حاجه لاكبر حاجه . من اهيف حاجه لاهم حاجه كانت دموعى بتنزل وانا بفتكر وبقول لنفسى هو اكيد مبيعملش كده  .لما كنت عنده فى عيد الام اكيد معملش كده بعد ممشيت . اكيد ممسكش كبايتى .اكيد مقعدش مكانى على الكرسى واكيد محسش بأى لمسه من لمساتى جوه بيته.مرت الايام وكان حزنى بيذيد فى كل زياره .وفى يوم جمعه لاحظت ان شرف معلق فى مادلية المفاتيح قلب مقسوم نصين شوفته ماسك النصين وبيلعب بيهم يفكهم ويركبهم لاحظت الموقف ده كزه مره .وفى يوم اتكرر الموقف ده تانى واحنا قاعدين مع بعض لقيت نفسى بساله وبقوله :هو مين جابلك القلب ده ؟رد وقالى :ده انا خدتو من واحد صاحبى . ولكنى لم اقتنع بأجابته بل كانت مشاعرى توحى لى بأن هذه المادليا كانت هديه من شرف لوحده من اللى قبلى وفى كل مره بشوف فيها القلب المقسوم بحس ان شرف كان مديها نص القلب وواخد النص التانى ولما سابو بعض خد هو المادليا كلها . كان كل مايمسك النصين بحس انه بيفتكرها كنت بتأكد من احساسى فى كل مره بشوفه فيها ماسك المادليا وهو سرحان كان قلبى بيوجعنى عدد كل دقه طعنه بخنجر حاد وانا ماسكه ايدو وبقول فى سرى ياريت كان قلبى مقسوم زى المادليا وتفضل ماسكه بين ايديك زى مانت ماسك المادليا طول الوقت . كنت ببص لعنيه وقول جوايا ارجوك متسرحش فى صاحبة المادليا بص لعنيا ودموعها هتعرف انى حبيتك اكتر منها .لو هى اديتك نص قلب فانا مديالك قلبى كله ملك اديك .لو هى مديالك قلب لعبه فانا مديالك قلبى الحقيقى .. وفى عز هذا الوجع طلبت منه يهديلى اغنيه بصوته وكانت هذه اول اغنيه يهديها لى شرف بل الاغنيه التى يقصد بها حبيبته وليس انا فكان يغنى وهو سارحنا وانا اعلم جيدا انه يفكر فيها . وكانت كلمات الاغنيه  تقول ( وبتسال يا حبيبى بحبك اد ايه .ده حبك يا حبيبى بالعالم واللى فيه. بالشمس والقمر بالنجمه والسهر بالبحر والشجر ده حلم انا عايشه بيه ) كنت استمع الى كلمات الاغنيه وانا اشعر وكأنها اهداء منى له وليس منه لى .فكلمات الاغنيه تنطبق على حبى له تماما بل حبى القوى الذى يشبه حبه لحبيبته   

جميع حقوق النشر محفوظه 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق