الحلقه (٤٩) من قصة مأساة امراه
بقلم الشاعره /امال مصطفى الشامى
*************************
لم احتمل نظرات امى فقررت افضفض اليها بعد ان فاق الوجع تحملى . فقلت لها : انتى مش ملاحظه ان شرف مبقاش يجى خالص ولا حتى يوم الجمعه . قالتلى : اه ملاحظه اكيد مشغول فى شغله . قلتلها : لا السبب هو انكم غيرتو الاتفاق وهو كده حس ان ممكن نسيب بعض وهو دلوقتى بيبعد عنى عشان ميتعلقش بيا عشان لو سيبنا بعض ميتعذبش . ردت والدتى قائله : طب بزمتك هو كده يحبك . قلتلها : مهو قالى ان البعد ده فى مصلحتنا احنا الاتنين وفاكر ان كده انا مش هتعلق بيه . قالتلى : مهو ده الفرق بينك وبينه انه مهما بعد عنك مش هتقدرى تنسيه لكن هو قادر وعنده استعداد ينساكى .نظرت اليها فى حزن وقلت : طيب لما هو مش بيحبنى وقادر ينسانى اومال ليه مستعجل يتجوزنى وزعل لما غيرتو الاتفاق . قالتلى : ده مش مستعجل يتجوزك انتى ده مستعجل على الجواز نفسه . فى اللحظه دى افتكرته لما كان بيقولى : يا امل انا حياتى واقفه وفى مليون حاجه عايز اعملها بعد الجواز ومعطلها . ساعتها اتأكدت بجد ان كلام ماما صح وان شرف عايز يتجوزنى عشان الحاجات اللى معطلها . كنت حزينه لانى حسيت انى بالنسبه لشرف مجرد وسيله توصله لهدفه اللى هو الجواز . وانى مش انا الهدف الحقيقى اللى شرف بيحلم بيه. مرت الايام وفى يوم لقيت والدة شرف بتتصل فضلنا نتكلم انا وهى وبعد ما قفلت معاها رحت قلت لماما والدة شرف بتسلم عليكى دى ست طيبه اوى وفضلت احكى عنها وقلت : عرفه يا ماما لما كنا فى الهرم شرف قالى ان ممتو عجبها الشعر اللى كتبتهوله فى عيد ميلاده وقالتله خساره فيك عشان هو ماخدش باله ان الشعر فى الشنطه . ردت والدتى وقالت : كمان ماخدش باله من الشعر .قلتلها : مهو قالى انه لما خد الهديه وروح البيت نام عشان شغله وتانى يوم طلع القميص عشان يقسيو ومخدش باله من الشعر غير قبل الهرم بيوم لقى والدته بتقوله فى ورقه فى الشنطه . ردت والدتى وقالتلى : يعنى الشعر اللى انتى قاعده تكتبيه طول الليل ماخدش باله منه ده الواحد لما بيجيله هديه من حبيبه بيفضل يفلى الشنطه لكن ده ولا فى دماغه . كنت متاكده ان كلام ماما صح بس كنت بدافع عن شرف واقلها يمكن نسى . ردت وقالتلى : طب ينسى الشعر ونقول ممكن لكن لما ينزل من هنا ويروح ينام من غير ميشوف هديتك بزمتك لو هو اللى جايبلك هديه فستان او چيبه هتسبيها فى الشنطه لتانى يوم . بصيت فى الارض وقلتلها عندك حق . قالتلى : ده مبيحبكيش ولا مهتم ولا ملهوف دى حتى ممتو بتقول خساره فيه الشعر عايزه ايه اكتر من كده . قلتلها بس جابلى كتابين شعر .قالتلى : ياريته كلام طالع من قلبه لكن دول بتوع نزار قبانى انما انتى الاشعار اللى بتكتبيهاله طالعه من قلبك ومع ذالك من مهتم انتى ناسيه لما فضل يتريق على خطك .قلتلها : فاكره . قالتلى : يعنى بيستهتر بكل حاجه بتعمليها . كنت بسمعها وانا بتعذب لان للاسف كل كلامها صح . اما بالنسبه لشرف كالعاده مبيجيش عشان ميتعلقش بيا وفى ذات يوم اربعاء لقيت شرف بيتصل وبيقولى : انا واخد بكره اجازه وهجيلك بكره وبعدو ايه رأيك هبقى معاكى الخميس والجمعه . كان المفروض افرح لكن مفرحتش لقيت نفسى ببتسم وبقوله: بلاش لحسن تتعلق بيا . قالى : بتتريقى يعنى مش مبسوطه ؟ قلتله : مش انت اللى قلت مش عايز اتعلق بيكى ؟ قالى : مش ابوكى اللى اجل معاد الفرح .قلتله : سيبك من التاجيل انت عايزنى احس معاك بأمان ازاى وانت محسسنى انك ممكن تسيبنى فى اى لحظه .قالى :بصى مش انتى بتحبينى وعوزانى ؟ قلتله : طبعا. .قالى : خلاص وانا عمرى ماهسيبك مهما حصل بس حاولى تقنعيهم يعملو الفرح فى معاده . ترك لى شرف اللجام ليكون فى يدى وحدى مصير قصتى التى اخشى من نهايتها ثم اكمل حديثه قائلا عايزين نتجوز بقا ونبقى مع بعض فى بيت واحد . ابتسمت وقلتله : ياريت. قالى : على فكره انا اجازه الاسبوع اللى جاى كله وهبقى معاكى كل يوم . مكنتش قدره اوصف كميه السعاده اللى كنت حساها فى اللحظه دى برغم خوفى من الايام .قفلت معاه وفضلت مستنيه بكره اللى هشوفه فيه وفى ظل الساعات الاخيره المتبقيه من اليوم لقيتهم شاريين نوع غريب من الكيك وبيدونى واحده فتحت الكيكه لقيت جواها كرتونه شيك جدا محاوطه الكيكه على شكل درفتين باب .عجبنى شكلها وبدأت افنن فيها جبت قلم جاف ورسمت اكرتين على درفتين الكرتونه وكتبت فى داخلها كلمه( بحبك )ومن الخارج كتبت( افتح باب قلبى) كان شكلها جميل جدا عجبت ماما وبابا لكن فى عز ماكانو بيقولو انها جميله كانو بيحذرونى مدهاش لشرف .كنت مستغربه ليه بيحذرونى ولما سألتهم عن السبب رفضو يجاوبو وقالولى: انتى حره . تجاهلتهم وقررت اقدمها لشرف وفعلا تانى يوم اول ما شرف جه طلعت من الحجره والورقه فى جيبى ومعاها اتنين بمبونى سلمت على شرف وقعدت فجاه لقيت بابا بينادى عليا من الحجره التانيه قمت اشوفه عايزنى ليه لقيته بيقولى : ادتيله الورقه ؟ قلتله : لسه .قالى : يا حبيبتى بلاش مش هيفهم معناها وفى الاخر انتى حره . سيبت بابا وطلعت قعدت جنب شرف وفجاه واحنا بنتكلم طلعتله البمبونى ومعاه الورقه الكرتون . قالى :ايه ده ؟ سكت وابتسمت . بص للورقه وقال : افتح باب قلبى ؟ اول ما فتح الورقه شاف كلمه بحبك .سكت شويه وبدأ يشم فى الورقه تحولت ابتسامتى الى تكشيره وقلتله : انت بتشم ايه ؟ قالى : هى دى ورقه صابون صح .قلتله انت بتهزر ؟ قالى : اومال ورقه ايه طيب ؟ قلتله : انت مالك المهم شوف مكتوب فيها ايه. قالى : مانا شوفت بس عايز اعرف ورقه ايه دى .كنت مستغربه من طريقه تفكيره ازاى بيفكر فى الورقه وسايب معناها ؟ مما اثار غضبى وقلتله : انت فاهم معناها؟ لقيته بيقاطعنى وبيقولى هى الاكره دى دهب ولا خشب ؟ ثم اكمل حديثه المستفز قائلا :بس الباب ده مش عاجبنى عايزين نجيب مقابض جديده ومفصلات . كنت بسمعه ودمى بيتحرق وطبعا بابا جوه سامعه وقاعد بيضحك لانه حذرنى . واحنا بنتكلم لقيت ماما جابت عصير البرتقان وبصتلى بحزن ومشيت . خدنا كبايات العصير ودخلنا البلاكونه كنت ببص على الشارع وانا جوايا ندم فظيع انى اديتله الورقه وفجأه لقيت عمى حسين واقف تحت البيت .شاورله شرف وقاله اهلا يا عم حسين اطلع . وفعلا طلع ودخلنا انا وشرف سلمنا عليه وقعدنا .لقينا عمى بيدى لبابا كتاب عن انواع السمك وبدئو يتكلمو فى الصيد اما انا فكنت سرحانه فى كلام شرف و رد فعله القاسى تجاه مشاعرى مما لفت سرحانى وحزنى انتباه عمى وتفاجئت به يقول : مالك . اتنبهت ثم ابتسمت وقلت : مافيش حاجه . غمز عمى لشرف لقيت شرف بيقولى تعالى نقف فى البلاكونه. دخلنا البلاكونه لقيته بيقولى : مالك يابنتى ليه قالبه وشك عمك لاحظ وغمزلى .قلتله : انت بتستهتر بمشاعرى وتقولى مالك ؟ قالى : بصى يا امل الرومانسيه ليها وقتها وبصراحه الورقه دى مكنش وقتها . قلتله : يعنى ايه؟ قالى : اعتبريها نصيجه منى لما تيجى تهادى حد هاديه بحاجه عليها القيمه مينفعش تهاديه بورقه جيباها من الزباله المفروض انك ترميها .بصتله وانا كاتمه العياط وقلتله : طب مترميها .قالى : انا عارف انك بتعاملى بحسن نيه ويلا بقا عشان عايز امشى وياستى لو كنت زعلتك حقك عليا . كنت حسه انى عايزه اعيط وهو بيقولى النصيحه عايزه اقوله مش ده رد الفعل اللى كنت مستنياه منك. كنت ندمانه وبقول ياريت كانت ايدى انقطعت قبل مديله الورقه اللى اعتبرها ورقه من الزباله .مشى شرف وكانت دى اول مره مبصش عليه من البلاكونه وهو ماشى . كان العذاب اللى جوايا ساعتها اكبر من عذاب فراقه وعشان اتهرب من عيون اللى حواليا عملت نفسى ببص من البلاكونه على شرف ورحت قاعده فى الارض وطلعت كل العياط اللى كنت حبساه وفى عز بكايا مسكت الموبيل وكتبتله ( سهل عليك تجرحنى وتقول حقك عليا سهل عليك تسيبنى ودموعى مليا عنيا انا مش زعلانه انا موجوعه ) بعت الرساله وفجاه لقيت عمو حسين بيندهلى مسحت دموعى بسرعه وقلت :نعم. كان صوتى باين انى معيطه .لقيت ماما بتقولى : فى ايه وبدئو كلهم ينادونى ومصممين انى ادخل من البلاكونه . دخلت .لقيت عمى بيقولى على فكره انا ملاحظ من اول ماجيت ان فى حاجه وشايفك مضايقه عشان كده غمزت لشرف . هو مزعلك ؟ مقدرتش ارد وكنت مستمريه فى العياط . رد بابا وقال : تعالى يا حبيبتى انا قلتلك متديلوش الورقه .رد عمى وقال : ورقه ايه . ردت ماما : دى ورقه صغيره شكلها ظريف شبه درفتين الباب كتبتلو عليها باب قلبى وجواها كلمه بحبك .ابتسم عمى وقال : ياسلام على الرومانسيه .رد بابا وقال : هو ده بيقدر حاجه ده انا سامعه عمال يضحك ويتريق وانا حذرتها بلاش تديهاله .ردت ماما وقالت وانا كمان نبهت عليها امبارح مسمعتش كلامى وهو طول عمره بيستهتر بمشاعرها رد بابا وقال : سيبو امل تحكى وتفضفض .رديت بصوت مخنوق وقلت : بيقولى انتى جيبالى ورقه من الزباله وبينصحنى اهاديه بحاجه عليها القيمه . ردت ماما وقالت : دى بصلة المحب خروف. ثم رد عمى بحرقه وقال: ولما هو شايفها ورقه من الزباله خدها ليه ده انسان مش طبيعى وكل اللى اقدر اقولهولك الواد ده مبيحبكيش وعلى فكره محدش سلطنى ولا امك ولا ابوكى انا اللى شايف بعينى ومن بعد الكلام اللى انتى حكيتيه يبين ان الواد ده مبيحبكيش . كنت بسمع من عمى الكلام وانا منهاره وفجاه سمعت صوت رساله فتحتها وقريتها فى سرى لقيت مكتوب فيها ( لو تعرفى بحبك اد ايه ماكنتيش قلتى كده وعموما بردو بحبك يا قمر دنيتى ) وانا بقرى رسالته ابتسمت وفى عينى الدموع . اخد بابا التليفون وقرأها وقالى : والله كداب يا حبيبتى فنظرت لابى وقلت بس هو رد على رسالتى فقال ابى : انتى بعتيله ايه خد بابا رسالتى وقراها فى سرو لقيت عينه دمعت وقال لعمى : شوف ياعم حسين البت بعتاله رساله تبكى الحجر والله خساره فيه وبعد ان قرأو رسالتى بدأ الجميع يقرأ رسالة شرف وقالو :ده والله كداب ثم رد بابا وقال : ده بعتلك الرساله دى عشان عارف انك هتوريهلنا فبعتها عشان يستعطفك .رد عمى وقال : بالظبط بيحاول يأثر عليكى .مكنتش عرفه اصدق مين ولا مين اصدق كلام شرف اللى فى الرساله ولا اصدق كلام بابا وعمى ؟كنت ببص لبابا الاقيه بيقولى: شوفى عمك بيقولك شرف بيحبكيش رغم ان محدش فينا سلطو هو اللى شاف بعينه. ابص لعمى القيه بيقولى : انا شايف ان فعلا شرف مبيحبكيش وانا مش عايزك تغلطى غلطة جارتنا فضلنا ننصحها زيك وهى مسمعتش الكلام واتجوزت اللى هى بتحبه وفى الاخر طلقها ورماها وهى وبنتها فكرى قبل ما تندمى زيها . كنت بسمع عمى وانا مستمريه فى العياط لانى مش قدره انفذ كلامه لكن كان كلامه بيخوفنى رد بابا وقال : فكرى يا امل عشان يبقى الرفض جاى منك احسن مارفض انا غصب عنك انتى مش عايزه تفوقى وهترمى نفسك فى النار .ردت ماما وقالت : عارفه بقا هتفوقى امتى ؟ لما تلاقى نفسك اتجوزتى ويقعد يمرمط فيكى وساعتها لو حد فينا اتكلم هيقولك مراتى وانا حر فيها وساعتها يا تفضلى عايشه فى العذاب طول عمرك يا تطلقى ويمكن يبقى معاكى عيال ويبقى اسمك مطلقه رد بابا وقال : انما انتى دلوقتى على البر سبيه و هيجيلك سيد سيده . رد عمى : انتى صغيره وعسوله والف واحد يتمناكى ده هو والله ما عارف قيمتك رد بابا : والله انتى ظوفرك برقبة الف واحد زيو .. انهم لا يدركون اننى لا استطيع النظر الى وجهى بل استطيع النظر الى قلبى فقط الذى حينما انظر اليه ارى شيئا واحدا (شرف) تكاثرت كلماتهم مابين النصائح والمواعظ وانا فقط استمع دون تعليق
شعر بيقولولى ابعد
بيقولولى ابعد
بيقولولى هترمى نفسك جوه النار
بيقولولى هندم
بيقولولى افكر قبل ماخد القرار
بيقولولى لازم اسيبك
وانى خساره اكون نصيبك
بيقولى انى لازم ابعد عنك
بيقولولى قربى منك انتحار
ذهب عمى حسين بعد ان ترك لى كلمته الاخيره( فكرى ) كان الليل طويل والاحداث تمر فى خيالى ما بين كلام عمى وكلام ابى وامى وبين الكلام الجارح الذى وجهه لى شرف وسخريته ورساله الحب الذى لا اعرف لها تفسير وفى اليوم التالى كنت انتظر شرف برغم كل ما فعله ولكنى لن انسى وعده حين قال ( انا اجازه الاسبوع كله وهبقى معاكى كل يوم ) ولكن عند اتصالى به تفاجئت به يقول : لا صعب اجى وبعدين مانا كنت معاكى امبارح بلاش طمع . خلف وعده ما بين يوم وليله مما جعلتنى هذه الاحداث ان اشعر بأكتئاب شديد وكان يظهر على عينى علامات البكاء مما جعل امى تقول: تعالى نروح عند خالتك نغير جو .بالفعل نزلنا انا وماما وروحنا لخالتى وهناك قابلت نجلاء بنت خالتى وزوجها حماده وطاهر ابن خالتى وابنته امانى وعند دخولى من الباب وجدت الدهشه على وجوههم وهم ينظرون لى ويقولو : مالك ؟ابتسمت وقلت مافيش حاجه عينى وجعانى شويه.ولكن لم يقتنعو بهذا السبب وظلو يسالو امى : مال امل ؟ ردت امى وقالت:مشاكل مع شرف وبدأت تحكى كل ما حدث . كنت انتظر انتهاء حديث امى حتى اتلقى منهم النصايح ايضا فكنت اعلم رد فعلهم قبل حدوثه وبالفعل بعد انتهاء حديث امى بدأت اتلقى النصايح من شخص تلى الاخر .اللى يقولى ده مبيحبكيش واللى يقولى ميستهلكيش ولو اتجوزتيه هتندمى . تكررت هذه الجمل للمره الثانيه على لسان اشخاص غير عمى حسين مما جعلنى اشعر بضعف كبير لم استطيع مقاومته ولكنهم استغلو ضعفى ودموعى وطلبو منى انزل مع نجلاء وحماده وامانى اشم هواء وعند نزولى امسكت بالموبيل حتى استاذن شرف كما تعودت ولكنهم منعونى وقالو : بعد كل اللى عملو فيكى تستاذنى ؟ هو زمانه دلوقتى فى الشارع برحته لا قالك رايح فين ولا جاى منين نزلت معاهم دون ان اخبره بنزولى وكنت اشعر بتأنيب الضمير كنت اتلفت يمينى ويسارى واقول انا عمرى ما نزلت من غير مقولو .ردت نجلاء : يابنتى هنجيب حاجه من المحل ده ونطلع على طول . بالفعل دخلنا محل بوتيك وبدأت كل واحده فيهم تختار الحاجه اللى هى عيزاها ماعدا انا كنت واقفه على جنب ساكته مما لفت انتباه صاحب المحل اليا وقالى : وانتى مش بتختارى ليه ؟ رديت بصوت مخنوق وابتسامه مصطنعه وقلت: مش عايزه حاجه .قالى: ده انا عندى مكياچات حلوه لجهاز العروسه . اول ما سمعت كلمه جهاز العروسه اغمضت عينى بكل وجع .فاكمل حديثه قائلا: ليه مش هتشترى هو مش انتى مخطوبه ؟ قلت : ايوه .قالى : وهتتجوزى امتى ؟ اصابتنى نوبه من الصمت والتوهان ثم ردت نجلاء وقالت : لسه محددوش . اما انا فسؤال الرجل نزل عليا كالصاعقه وهو هتتجوزى امتى ؟ ففى اثناء الصمت والتوهان تذكرت ابى حين قال ( هتفوقى لما تلاقى نفسك اتجوزتى ويقعد يمرمط فيكى وساعتها هيقول مراتى وانا حر فيها وياتفضلى عايشه فى عذاب طول عمرك او تطلقى ) وجدت نفسى ابكى بكاء شديد ادى الى انقطاع الحديث بين نجلاء وبين صاحب المحل ارتبك الجميع وبدأو فى تهدئتى اللى يجيب كرسى واللى يجيب عصير ولكنى تركت كل هذا وفضلت الخروج من المكان . خرجت من المحل ووقفت وحدى فى الخارج اتلقى نظرات الفضول فى عين كل من يمر امامى.فى هذه اللحظات كان يخرج صوت اغانى حزينه من محل الموبيلات المقابل لى مما ذاد هذا المشهد الحزين من نظرات الناس اليا وانا عينى تملأها الدموع وبعد لحظات خروجو نجلاء وامانى من البوتيك قالولى :صاحب المحل مضايق عشانك فاقطعت نجلاء الحديث قائله : تعالى نشوف حماده جوزى فى موبيل فى المحل ده . دخل الجميع وعند دخولى لمحت شاب يجلس فى الداخل على مكتب عرفت انه صاحب المحل. دخلنا وعند جلوسى تفاجئت بنجلاء تقول لصاحب المحل :ايه رأيك يا سامح فى العروسه دى ؟ بصيت لنجلاء بكل عصابيه وقلت : انتى ناسيه انى مخطوبه . مردتش عليا واكملت حديثها لصاحب المحل وقالت : هى اه مخطوبه لكن هتفركش قريب وضحكت. رد حماده وقال : بس يا نجلاء. مسكت شنطتى بعصابيه وقلت : انا عايزه اروح . خرجت من المحل وهما ورايا كنت حسه انى عايزه ارمى نفسى تحت اى عربيه من شدة الخنقه . لقيت امانى بتقولى : على فكره لازم تشكرى ابو شرف .قلتلها مين ابو شرف ؟ قالتلى : صاحب محل البوتيك. قلتلها : هو اسمه ابو شرف.ضحكت وقالتلى : شرف وراكى وراكى . دخلت البويتك لقيت زباين اول ماشافنى ساب الزباين وجالى . فقلت له : انا جيت اشكرك على العصير .فقال لى: انا اللى اسف لو كان سؤالى فكرك بحاجه قلتله : ولا يهمك .قالى بس نصيحه منى لو شايفه انك مش مرتاحه مع الشخص ده متكمليش وربنا هيرزقك باحسن منه . خرجت من المحل ونحن فى طريقنا الى منزل خالتى كان يدور فى ذهنى كلام نجلاء لصاحب محل الموبيلات وهى تقول : ايه رأيك فى العروسه دى هى اه مخطوبه بس هتفركش قريب كنت حسه انهم بيحاولو يشيلو شرف من جوه قلبى بحد غيره يملا مكانه .كانو فكرين ان هى دى الطريقه اللى هتخلى شرف يخرج منى لكن ميعرفوش انهم حتى لو شالو حب شرف من جوه قلبى هيفضل مكانه فاضى ( لو شالو حبك من جوه قلبى وحطه مكانه الف حب هرمى قلبى واتبرى منه واعيش طول عمرى من غير قلب ) وصلنا بيت خالتى وعند دخولى سآلتنى امى انتى معطيه تانى ؟ ردت امانى وفضلت تحكى لماما الحوار اللى حصل فى البوتيك فى اللحظه دى لقيت نجلاء وزوجها حماده داخلين يضحكو وقعدو جنب بعض وبدأت نجلاء تضع يدها على كتف حماده وتحسس على شعره ويضحكو كنت بسمع امانى وعينى عليهم وكأنهم متفقين يمثلو الرومانسيه قدامى عشان يعرفونى ان شرف مش رومانسى ولكنى كنت اشعر بأشمأذاذيه من افعالهم الدنيئة المصطنعه فكنت انظر لهم نظرات استحقار من هذه الافعال الغريبه وهم لم ينتبهو بل كانو مستمرين فى تمثيلهم المزيف لدور العشاق . ظلت امانى تحكى ما حدث فى الشارع وتدريجيا بدأو يفتحو موضوع شرف فوجدت نجلاء وحماده يدخلو فى الحوار فقالت نجلاء : دى كانت عايزه تتصل بيه وهى نازله تستاذنه ردت خالتى : لا مش من حقه يا امل . رد حماده زوج نجلاء وقال : انا عارف ان كلامنا بيزعلك وانك مش بتقبلى كلمه على شرف .قلت له : مهو اكيد امانى بردو مش بتقبل كلمه على خاطيبها .قالت امانى : لو خطيبى زى شرف انا مش هكمل معاه وهكرهه .ردت نجلاء وقالت :انا جوزى الاولانى كرهته وطلبت الطلاق برغم ان بينا قصه حب . كنت بسمعهم وبقول لنفسى ازاى نجلاء كانت بتحب جوزها الاولانى وبتقول عنه كده وازاى امانى ممكن تسيب خاطبها بالسهوله دى لو كان زى شرف ساعتها افتكرت لما كنت بسألها بتتعذبى فى غياب خطيبك قالتلى : عادى . فى نفس اللحظه افتكرت بنت عمى حسين اللى كانت بتحب جوزها ومجرد ما جرحها طلبت الطلاق لكن انا برغم جرح شرف ليا مبعرفش اكرهه كنت اسرح اقول (الكثير احبو من قبل لكن حبى يتختلف عنهم جميعا حبى لم يكن حبا طبيبعا بل جنونيا اشعر بفخامته فى عيون كل من يتكلم معى عن شرف وكأنهم يريدو ان يقولو ان الحب ده كتير عليه) قطعت نجلاء سرحانى وقالت : عايزاكى على انفراد روحت معاها وانا واثقه انها هتقنعنى اسيب شرف . اول مامدخلت الحجره قالت نجلاء : شرف كان خاطب قبلك كام .قلتلها اربعه. قالت : اكيد كان بيجرح مشاعرهم زيك عشان كده سابوه. قلتلها : بس انا غيرهم لو هما سابوه انا مش هسيبه .قالتلى يا عبيطه سيبيه قبل ما هو يسيبك ابعدى عنه واجرحيه قبل مايبعد عنك ويجرحك زى ما عمل مع اللى قبلك .قلتلها : مقدرش لو جرحته هبقى بجرح نفسى .قالتلى : انا مش عرفه بتحبيه على ايه ده شكله وحش وكبير .انقطع سمعى عن نجلاء ووجدت نفسى ارى شرف امامى وقلت :شرف عامل زى السكينه مغروز فى قلبى وواجعنى بس مش قدره اشيله لانه مصدر انفاسى انتى مش عرفه شرف بالنسبالى ايه قالت مش عايزه اعرف وعند خروجى من الحجرة وجدت نجلاء تقول لزوجها :مافيش فايده.علمت وقتها ان هذا الدرس الذى اخذته من نجلاء هو بالاتفاق مع حماده مما جعلنى اردد له تلك الجمله.فقال لى : لازم تشيليه من قلبك كلنا خايفين عليكى اعتبيرها نصيحه من اخ ده مينفعكيش والله هتندمى.خرجت الى السلم وانا تائهه.كلهم بينصحونى ابعد عنه كلهم كلامهم واحد (هتندمى سبيه قبل ما يسيبك زى اللى قبلك)
الى اللقاء فى الحلقه القادمه
ملحوظه جميع حقوق النشر محفوظه
بقلم الشاعره /امال مصطفى الشامى
*************************
لم احتمل نظرات امى فقررت افضفض اليها بعد ان فاق الوجع تحملى . فقلت لها : انتى مش ملاحظه ان شرف مبقاش يجى خالص ولا حتى يوم الجمعه . قالتلى : اه ملاحظه اكيد مشغول فى شغله . قلتلها : لا السبب هو انكم غيرتو الاتفاق وهو كده حس ان ممكن نسيب بعض وهو دلوقتى بيبعد عنى عشان ميتعلقش بيا عشان لو سيبنا بعض ميتعذبش . ردت والدتى قائله : طب بزمتك هو كده يحبك . قلتلها : مهو قالى ان البعد ده فى مصلحتنا احنا الاتنين وفاكر ان كده انا مش هتعلق بيه . قالتلى : مهو ده الفرق بينك وبينه انه مهما بعد عنك مش هتقدرى تنسيه لكن هو قادر وعنده استعداد ينساكى .نظرت اليها فى حزن وقلت : طيب لما هو مش بيحبنى وقادر ينسانى اومال ليه مستعجل يتجوزنى وزعل لما غيرتو الاتفاق . قالتلى : ده مش مستعجل يتجوزك انتى ده مستعجل على الجواز نفسه . فى اللحظه دى افتكرته لما كان بيقولى : يا امل انا حياتى واقفه وفى مليون حاجه عايز اعملها بعد الجواز ومعطلها . ساعتها اتأكدت بجد ان كلام ماما صح وان شرف عايز يتجوزنى عشان الحاجات اللى معطلها . كنت حزينه لانى حسيت انى بالنسبه لشرف مجرد وسيله توصله لهدفه اللى هو الجواز . وانى مش انا الهدف الحقيقى اللى شرف بيحلم بيه. مرت الايام وفى يوم لقيت والدة شرف بتتصل فضلنا نتكلم انا وهى وبعد ما قفلت معاها رحت قلت لماما والدة شرف بتسلم عليكى دى ست طيبه اوى وفضلت احكى عنها وقلت : عرفه يا ماما لما كنا فى الهرم شرف قالى ان ممتو عجبها الشعر اللى كتبتهوله فى عيد ميلاده وقالتله خساره فيك عشان هو ماخدش باله ان الشعر فى الشنطه . ردت والدتى وقالت : كمان ماخدش باله من الشعر .قلتلها : مهو قالى انه لما خد الهديه وروح البيت نام عشان شغله وتانى يوم طلع القميص عشان يقسيو ومخدش باله من الشعر غير قبل الهرم بيوم لقى والدته بتقوله فى ورقه فى الشنطه . ردت والدتى وقالتلى : يعنى الشعر اللى انتى قاعده تكتبيه طول الليل ماخدش باله منه ده الواحد لما بيجيله هديه من حبيبه بيفضل يفلى الشنطه لكن ده ولا فى دماغه . كنت متاكده ان كلام ماما صح بس كنت بدافع عن شرف واقلها يمكن نسى . ردت وقالتلى : طب ينسى الشعر ونقول ممكن لكن لما ينزل من هنا ويروح ينام من غير ميشوف هديتك بزمتك لو هو اللى جايبلك هديه فستان او چيبه هتسبيها فى الشنطه لتانى يوم . بصيت فى الارض وقلتلها عندك حق . قالتلى : ده مبيحبكيش ولا مهتم ولا ملهوف دى حتى ممتو بتقول خساره فيه الشعر عايزه ايه اكتر من كده . قلتلها بس جابلى كتابين شعر .قالتلى : ياريته كلام طالع من قلبه لكن دول بتوع نزار قبانى انما انتى الاشعار اللى بتكتبيهاله طالعه من قلبك ومع ذالك من مهتم انتى ناسيه لما فضل يتريق على خطك .قلتلها : فاكره . قالتلى : يعنى بيستهتر بكل حاجه بتعمليها . كنت بسمعها وانا بتعذب لان للاسف كل كلامها صح . اما بالنسبه لشرف كالعاده مبيجيش عشان ميتعلقش بيا وفى ذات يوم اربعاء لقيت شرف بيتصل وبيقولى : انا واخد بكره اجازه وهجيلك بكره وبعدو ايه رأيك هبقى معاكى الخميس والجمعه . كان المفروض افرح لكن مفرحتش لقيت نفسى ببتسم وبقوله: بلاش لحسن تتعلق بيا . قالى : بتتريقى يعنى مش مبسوطه ؟ قلتله : مش انت اللى قلت مش عايز اتعلق بيكى ؟ قالى : مش ابوكى اللى اجل معاد الفرح .قلتله : سيبك من التاجيل انت عايزنى احس معاك بأمان ازاى وانت محسسنى انك ممكن تسيبنى فى اى لحظه .قالى :بصى مش انتى بتحبينى وعوزانى ؟ قلتله : طبعا. .قالى : خلاص وانا عمرى ماهسيبك مهما حصل بس حاولى تقنعيهم يعملو الفرح فى معاده . ترك لى شرف اللجام ليكون فى يدى وحدى مصير قصتى التى اخشى من نهايتها ثم اكمل حديثه قائلا عايزين نتجوز بقا ونبقى مع بعض فى بيت واحد . ابتسمت وقلتله : ياريت. قالى : على فكره انا اجازه الاسبوع اللى جاى كله وهبقى معاكى كل يوم . مكنتش قدره اوصف كميه السعاده اللى كنت حساها فى اللحظه دى برغم خوفى من الايام .قفلت معاه وفضلت مستنيه بكره اللى هشوفه فيه وفى ظل الساعات الاخيره المتبقيه من اليوم لقيتهم شاريين نوع غريب من الكيك وبيدونى واحده فتحت الكيكه لقيت جواها كرتونه شيك جدا محاوطه الكيكه على شكل درفتين باب .عجبنى شكلها وبدأت افنن فيها جبت قلم جاف ورسمت اكرتين على درفتين الكرتونه وكتبت فى داخلها كلمه( بحبك )ومن الخارج كتبت( افتح باب قلبى) كان شكلها جميل جدا عجبت ماما وبابا لكن فى عز ماكانو بيقولو انها جميله كانو بيحذرونى مدهاش لشرف .كنت مستغربه ليه بيحذرونى ولما سألتهم عن السبب رفضو يجاوبو وقالولى: انتى حره . تجاهلتهم وقررت اقدمها لشرف وفعلا تانى يوم اول ما شرف جه طلعت من الحجره والورقه فى جيبى ومعاها اتنين بمبونى سلمت على شرف وقعدت فجاه لقيت بابا بينادى عليا من الحجره التانيه قمت اشوفه عايزنى ليه لقيته بيقولى : ادتيله الورقه ؟ قلتله : لسه .قالى : يا حبيبتى بلاش مش هيفهم معناها وفى الاخر انتى حره . سيبت بابا وطلعت قعدت جنب شرف وفجاه واحنا بنتكلم طلعتله البمبونى ومعاه الورقه الكرتون . قالى :ايه ده ؟ سكت وابتسمت . بص للورقه وقال : افتح باب قلبى ؟ اول ما فتح الورقه شاف كلمه بحبك .سكت شويه وبدأ يشم فى الورقه تحولت ابتسامتى الى تكشيره وقلتله : انت بتشم ايه ؟ قالى : هى دى ورقه صابون صح .قلتله انت بتهزر ؟ قالى : اومال ورقه ايه طيب ؟ قلتله : انت مالك المهم شوف مكتوب فيها ايه. قالى : مانا شوفت بس عايز اعرف ورقه ايه دى .كنت مستغربه من طريقه تفكيره ازاى بيفكر فى الورقه وسايب معناها ؟ مما اثار غضبى وقلتله : انت فاهم معناها؟ لقيته بيقاطعنى وبيقولى هى الاكره دى دهب ولا خشب ؟ ثم اكمل حديثه المستفز قائلا :بس الباب ده مش عاجبنى عايزين نجيب مقابض جديده ومفصلات . كنت بسمعه ودمى بيتحرق وطبعا بابا جوه سامعه وقاعد بيضحك لانه حذرنى . واحنا بنتكلم لقيت ماما جابت عصير البرتقان وبصتلى بحزن ومشيت . خدنا كبايات العصير ودخلنا البلاكونه كنت ببص على الشارع وانا جوايا ندم فظيع انى اديتله الورقه وفجأه لقيت عمى حسين واقف تحت البيت .شاورله شرف وقاله اهلا يا عم حسين اطلع . وفعلا طلع ودخلنا انا وشرف سلمنا عليه وقعدنا .لقينا عمى بيدى لبابا كتاب عن انواع السمك وبدئو يتكلمو فى الصيد اما انا فكنت سرحانه فى كلام شرف و رد فعله القاسى تجاه مشاعرى مما لفت سرحانى وحزنى انتباه عمى وتفاجئت به يقول : مالك . اتنبهت ثم ابتسمت وقلت : مافيش حاجه . غمز عمى لشرف لقيت شرف بيقولى تعالى نقف فى البلاكونه. دخلنا البلاكونه لقيته بيقولى : مالك يابنتى ليه قالبه وشك عمك لاحظ وغمزلى .قلتله : انت بتستهتر بمشاعرى وتقولى مالك ؟ قالى : بصى يا امل الرومانسيه ليها وقتها وبصراحه الورقه دى مكنش وقتها . قلتله : يعنى ايه؟ قالى : اعتبريها نصيجه منى لما تيجى تهادى حد هاديه بحاجه عليها القيمه مينفعش تهاديه بورقه جيباها من الزباله المفروض انك ترميها .بصتله وانا كاتمه العياط وقلتله : طب مترميها .قالى : انا عارف انك بتعاملى بحسن نيه ويلا بقا عشان عايز امشى وياستى لو كنت زعلتك حقك عليا . كنت حسه انى عايزه اعيط وهو بيقولى النصيحه عايزه اقوله مش ده رد الفعل اللى كنت مستنياه منك. كنت ندمانه وبقول ياريت كانت ايدى انقطعت قبل مديله الورقه اللى اعتبرها ورقه من الزباله .مشى شرف وكانت دى اول مره مبصش عليه من البلاكونه وهو ماشى . كان العذاب اللى جوايا ساعتها اكبر من عذاب فراقه وعشان اتهرب من عيون اللى حواليا عملت نفسى ببص من البلاكونه على شرف ورحت قاعده فى الارض وطلعت كل العياط اللى كنت حبساه وفى عز بكايا مسكت الموبيل وكتبتله ( سهل عليك تجرحنى وتقول حقك عليا سهل عليك تسيبنى ودموعى مليا عنيا انا مش زعلانه انا موجوعه ) بعت الرساله وفجاه لقيت عمو حسين بيندهلى مسحت دموعى بسرعه وقلت :نعم. كان صوتى باين انى معيطه .لقيت ماما بتقولى : فى ايه وبدئو كلهم ينادونى ومصممين انى ادخل من البلاكونه . دخلت .لقيت عمى بيقولى على فكره انا ملاحظ من اول ماجيت ان فى حاجه وشايفك مضايقه عشان كده غمزت لشرف . هو مزعلك ؟ مقدرتش ارد وكنت مستمريه فى العياط . رد بابا وقال : تعالى يا حبيبتى انا قلتلك متديلوش الورقه .رد عمى وقال : ورقه ايه . ردت ماما : دى ورقه صغيره شكلها ظريف شبه درفتين الباب كتبتلو عليها باب قلبى وجواها كلمه بحبك .ابتسم عمى وقال : ياسلام على الرومانسيه .رد بابا وقال : هو ده بيقدر حاجه ده انا سامعه عمال يضحك ويتريق وانا حذرتها بلاش تديهاله .ردت ماما وقالت وانا كمان نبهت عليها امبارح مسمعتش كلامى وهو طول عمره بيستهتر بمشاعرها رد بابا وقال : سيبو امل تحكى وتفضفض .رديت بصوت مخنوق وقلت : بيقولى انتى جيبالى ورقه من الزباله وبينصحنى اهاديه بحاجه عليها القيمه . ردت ماما وقالت : دى بصلة المحب خروف. ثم رد عمى بحرقه وقال: ولما هو شايفها ورقه من الزباله خدها ليه ده انسان مش طبيعى وكل اللى اقدر اقولهولك الواد ده مبيحبكيش وعلى فكره محدش سلطنى ولا امك ولا ابوكى انا اللى شايف بعينى ومن بعد الكلام اللى انتى حكيتيه يبين ان الواد ده مبيحبكيش . كنت بسمع من عمى الكلام وانا منهاره وفجاه سمعت صوت رساله فتحتها وقريتها فى سرى لقيت مكتوب فيها ( لو تعرفى بحبك اد ايه ماكنتيش قلتى كده وعموما بردو بحبك يا قمر دنيتى ) وانا بقرى رسالته ابتسمت وفى عينى الدموع . اخد بابا التليفون وقرأها وقالى : والله كداب يا حبيبتى فنظرت لابى وقلت بس هو رد على رسالتى فقال ابى : انتى بعتيله ايه خد بابا رسالتى وقراها فى سرو لقيت عينه دمعت وقال لعمى : شوف ياعم حسين البت بعتاله رساله تبكى الحجر والله خساره فيه وبعد ان قرأو رسالتى بدأ الجميع يقرأ رسالة شرف وقالو :ده والله كداب ثم رد بابا وقال : ده بعتلك الرساله دى عشان عارف انك هتوريهلنا فبعتها عشان يستعطفك .رد عمى وقال : بالظبط بيحاول يأثر عليكى .مكنتش عرفه اصدق مين ولا مين اصدق كلام شرف اللى فى الرساله ولا اصدق كلام بابا وعمى ؟كنت ببص لبابا الاقيه بيقولى: شوفى عمك بيقولك شرف بيحبكيش رغم ان محدش فينا سلطو هو اللى شاف بعينه. ابص لعمى القيه بيقولى : انا شايف ان فعلا شرف مبيحبكيش وانا مش عايزك تغلطى غلطة جارتنا فضلنا ننصحها زيك وهى مسمعتش الكلام واتجوزت اللى هى بتحبه وفى الاخر طلقها ورماها وهى وبنتها فكرى قبل ما تندمى زيها . كنت بسمع عمى وانا مستمريه فى العياط لانى مش قدره انفذ كلامه لكن كان كلامه بيخوفنى رد بابا وقال : فكرى يا امل عشان يبقى الرفض جاى منك احسن مارفض انا غصب عنك انتى مش عايزه تفوقى وهترمى نفسك فى النار .ردت ماما وقالت : عارفه بقا هتفوقى امتى ؟ لما تلاقى نفسك اتجوزتى ويقعد يمرمط فيكى وساعتها لو حد فينا اتكلم هيقولك مراتى وانا حر فيها وساعتها يا تفضلى عايشه فى العذاب طول عمرك يا تطلقى ويمكن يبقى معاكى عيال ويبقى اسمك مطلقه رد بابا وقال : انما انتى دلوقتى على البر سبيه و هيجيلك سيد سيده . رد عمى : انتى صغيره وعسوله والف واحد يتمناكى ده هو والله ما عارف قيمتك رد بابا : والله انتى ظوفرك برقبة الف واحد زيو .. انهم لا يدركون اننى لا استطيع النظر الى وجهى بل استطيع النظر الى قلبى فقط الذى حينما انظر اليه ارى شيئا واحدا (شرف) تكاثرت كلماتهم مابين النصائح والمواعظ وانا فقط استمع دون تعليق
شعر بيقولولى ابعد
بيقولولى ابعد
بيقولولى هترمى نفسك جوه النار
بيقولولى هندم
بيقولولى افكر قبل ماخد القرار
بيقولولى لازم اسيبك
وانى خساره اكون نصيبك
بيقولى انى لازم ابعد عنك
بيقولولى قربى منك انتحار
ذهب عمى حسين بعد ان ترك لى كلمته الاخيره( فكرى ) كان الليل طويل والاحداث تمر فى خيالى ما بين كلام عمى وكلام ابى وامى وبين الكلام الجارح الذى وجهه لى شرف وسخريته ورساله الحب الذى لا اعرف لها تفسير وفى اليوم التالى كنت انتظر شرف برغم كل ما فعله ولكنى لن انسى وعده حين قال ( انا اجازه الاسبوع كله وهبقى معاكى كل يوم ) ولكن عند اتصالى به تفاجئت به يقول : لا صعب اجى وبعدين مانا كنت معاكى امبارح بلاش طمع . خلف وعده ما بين يوم وليله مما جعلتنى هذه الاحداث ان اشعر بأكتئاب شديد وكان يظهر على عينى علامات البكاء مما جعل امى تقول: تعالى نروح عند خالتك نغير جو .بالفعل نزلنا انا وماما وروحنا لخالتى وهناك قابلت نجلاء بنت خالتى وزوجها حماده وطاهر ابن خالتى وابنته امانى وعند دخولى من الباب وجدت الدهشه على وجوههم وهم ينظرون لى ويقولو : مالك ؟ابتسمت وقلت مافيش حاجه عينى وجعانى شويه.ولكن لم يقتنعو بهذا السبب وظلو يسالو امى : مال امل ؟ ردت امى وقالت:مشاكل مع شرف وبدأت تحكى كل ما حدث . كنت انتظر انتهاء حديث امى حتى اتلقى منهم النصايح ايضا فكنت اعلم رد فعلهم قبل حدوثه وبالفعل بعد انتهاء حديث امى بدأت اتلقى النصايح من شخص تلى الاخر .اللى يقولى ده مبيحبكيش واللى يقولى ميستهلكيش ولو اتجوزتيه هتندمى . تكررت هذه الجمل للمره الثانيه على لسان اشخاص غير عمى حسين مما جعلنى اشعر بضعف كبير لم استطيع مقاومته ولكنهم استغلو ضعفى ودموعى وطلبو منى انزل مع نجلاء وحماده وامانى اشم هواء وعند نزولى امسكت بالموبيل حتى استاذن شرف كما تعودت ولكنهم منعونى وقالو : بعد كل اللى عملو فيكى تستاذنى ؟ هو زمانه دلوقتى فى الشارع برحته لا قالك رايح فين ولا جاى منين نزلت معاهم دون ان اخبره بنزولى وكنت اشعر بتأنيب الضمير كنت اتلفت يمينى ويسارى واقول انا عمرى ما نزلت من غير مقولو .ردت نجلاء : يابنتى هنجيب حاجه من المحل ده ونطلع على طول . بالفعل دخلنا محل بوتيك وبدأت كل واحده فيهم تختار الحاجه اللى هى عيزاها ماعدا انا كنت واقفه على جنب ساكته مما لفت انتباه صاحب المحل اليا وقالى : وانتى مش بتختارى ليه ؟ رديت بصوت مخنوق وابتسامه مصطنعه وقلت: مش عايزه حاجه .قالى: ده انا عندى مكياچات حلوه لجهاز العروسه . اول ما سمعت كلمه جهاز العروسه اغمضت عينى بكل وجع .فاكمل حديثه قائلا: ليه مش هتشترى هو مش انتى مخطوبه ؟ قلت : ايوه .قالى : وهتتجوزى امتى ؟ اصابتنى نوبه من الصمت والتوهان ثم ردت نجلاء وقالت : لسه محددوش . اما انا فسؤال الرجل نزل عليا كالصاعقه وهو هتتجوزى امتى ؟ ففى اثناء الصمت والتوهان تذكرت ابى حين قال ( هتفوقى لما تلاقى نفسك اتجوزتى ويقعد يمرمط فيكى وساعتها هيقول مراتى وانا حر فيها وياتفضلى عايشه فى عذاب طول عمرك او تطلقى ) وجدت نفسى ابكى بكاء شديد ادى الى انقطاع الحديث بين نجلاء وبين صاحب المحل ارتبك الجميع وبدأو فى تهدئتى اللى يجيب كرسى واللى يجيب عصير ولكنى تركت كل هذا وفضلت الخروج من المكان . خرجت من المحل ووقفت وحدى فى الخارج اتلقى نظرات الفضول فى عين كل من يمر امامى.فى هذه اللحظات كان يخرج صوت اغانى حزينه من محل الموبيلات المقابل لى مما ذاد هذا المشهد الحزين من نظرات الناس اليا وانا عينى تملأها الدموع وبعد لحظات خروجو نجلاء وامانى من البوتيك قالولى :صاحب المحل مضايق عشانك فاقطعت نجلاء الحديث قائله : تعالى نشوف حماده جوزى فى موبيل فى المحل ده . دخل الجميع وعند دخولى لمحت شاب يجلس فى الداخل على مكتب عرفت انه صاحب المحل. دخلنا وعند جلوسى تفاجئت بنجلاء تقول لصاحب المحل :ايه رأيك يا سامح فى العروسه دى ؟ بصيت لنجلاء بكل عصابيه وقلت : انتى ناسيه انى مخطوبه . مردتش عليا واكملت حديثها لصاحب المحل وقالت : هى اه مخطوبه لكن هتفركش قريب وضحكت. رد حماده وقال : بس يا نجلاء. مسكت شنطتى بعصابيه وقلت : انا عايزه اروح . خرجت من المحل وهما ورايا كنت حسه انى عايزه ارمى نفسى تحت اى عربيه من شدة الخنقه . لقيت امانى بتقولى : على فكره لازم تشكرى ابو شرف .قلتلها مين ابو شرف ؟ قالتلى : صاحب محل البوتيك. قلتلها : هو اسمه ابو شرف.ضحكت وقالتلى : شرف وراكى وراكى . دخلت البويتك لقيت زباين اول ماشافنى ساب الزباين وجالى . فقلت له : انا جيت اشكرك على العصير .فقال لى: انا اللى اسف لو كان سؤالى فكرك بحاجه قلتله : ولا يهمك .قالى بس نصيحه منى لو شايفه انك مش مرتاحه مع الشخص ده متكمليش وربنا هيرزقك باحسن منه . خرجت من المحل ونحن فى طريقنا الى منزل خالتى كان يدور فى ذهنى كلام نجلاء لصاحب محل الموبيلات وهى تقول : ايه رأيك فى العروسه دى هى اه مخطوبه بس هتفركش قريب كنت حسه انهم بيحاولو يشيلو شرف من جوه قلبى بحد غيره يملا مكانه .كانو فكرين ان هى دى الطريقه اللى هتخلى شرف يخرج منى لكن ميعرفوش انهم حتى لو شالو حب شرف من جوه قلبى هيفضل مكانه فاضى ( لو شالو حبك من جوه قلبى وحطه مكانه الف حب هرمى قلبى واتبرى منه واعيش طول عمرى من غير قلب ) وصلنا بيت خالتى وعند دخولى سآلتنى امى انتى معطيه تانى ؟ ردت امانى وفضلت تحكى لماما الحوار اللى حصل فى البوتيك فى اللحظه دى لقيت نجلاء وزوجها حماده داخلين يضحكو وقعدو جنب بعض وبدأت نجلاء تضع يدها على كتف حماده وتحسس على شعره ويضحكو كنت بسمع امانى وعينى عليهم وكأنهم متفقين يمثلو الرومانسيه قدامى عشان يعرفونى ان شرف مش رومانسى ولكنى كنت اشعر بأشمأذاذيه من افعالهم الدنيئة المصطنعه فكنت انظر لهم نظرات استحقار من هذه الافعال الغريبه وهم لم ينتبهو بل كانو مستمرين فى تمثيلهم المزيف لدور العشاق . ظلت امانى تحكى ما حدث فى الشارع وتدريجيا بدأو يفتحو موضوع شرف فوجدت نجلاء وحماده يدخلو فى الحوار فقالت نجلاء : دى كانت عايزه تتصل بيه وهى نازله تستاذنه ردت خالتى : لا مش من حقه يا امل . رد حماده زوج نجلاء وقال : انا عارف ان كلامنا بيزعلك وانك مش بتقبلى كلمه على شرف .قلت له : مهو اكيد امانى بردو مش بتقبل كلمه على خاطيبها .قالت امانى : لو خطيبى زى شرف انا مش هكمل معاه وهكرهه .ردت نجلاء وقالت :انا جوزى الاولانى كرهته وطلبت الطلاق برغم ان بينا قصه حب . كنت بسمعهم وبقول لنفسى ازاى نجلاء كانت بتحب جوزها الاولانى وبتقول عنه كده وازاى امانى ممكن تسيب خاطبها بالسهوله دى لو كان زى شرف ساعتها افتكرت لما كنت بسألها بتتعذبى فى غياب خطيبك قالتلى : عادى . فى نفس اللحظه افتكرت بنت عمى حسين اللى كانت بتحب جوزها ومجرد ما جرحها طلبت الطلاق لكن انا برغم جرح شرف ليا مبعرفش اكرهه كنت اسرح اقول (الكثير احبو من قبل لكن حبى يتختلف عنهم جميعا حبى لم يكن حبا طبيبعا بل جنونيا اشعر بفخامته فى عيون كل من يتكلم معى عن شرف وكأنهم يريدو ان يقولو ان الحب ده كتير عليه) قطعت نجلاء سرحانى وقالت : عايزاكى على انفراد روحت معاها وانا واثقه انها هتقنعنى اسيب شرف . اول مامدخلت الحجره قالت نجلاء : شرف كان خاطب قبلك كام .قلتلها اربعه. قالت : اكيد كان بيجرح مشاعرهم زيك عشان كده سابوه. قلتلها : بس انا غيرهم لو هما سابوه انا مش هسيبه .قالتلى يا عبيطه سيبيه قبل ما هو يسيبك ابعدى عنه واجرحيه قبل مايبعد عنك ويجرحك زى ما عمل مع اللى قبلك .قلتلها : مقدرش لو جرحته هبقى بجرح نفسى .قالتلى : انا مش عرفه بتحبيه على ايه ده شكله وحش وكبير .انقطع سمعى عن نجلاء ووجدت نفسى ارى شرف امامى وقلت :شرف عامل زى السكينه مغروز فى قلبى وواجعنى بس مش قدره اشيله لانه مصدر انفاسى انتى مش عرفه شرف بالنسبالى ايه قالت مش عايزه اعرف وعند خروجى من الحجرة وجدت نجلاء تقول لزوجها :مافيش فايده.علمت وقتها ان هذا الدرس الذى اخذته من نجلاء هو بالاتفاق مع حماده مما جعلنى اردد له تلك الجمله.فقال لى : لازم تشيليه من قلبك كلنا خايفين عليكى اعتبيرها نصيحه من اخ ده مينفعكيش والله هتندمى.خرجت الى السلم وانا تائهه.كلهم بينصحونى ابعد عنه كلهم كلامهم واحد (هتندمى سبيه قبل ما يسيبك زى اللى قبلك)
الى اللقاء فى الحلقه القادمه
ملحوظه جميع حقوق النشر محفوظه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق