بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 6 مايو 2018

مأساة امراه (٤٨) بقلم الشاعره / امال مصطفى الشامى

الحلقه (٤٨) من قصة مأساة امراه
بقلم الشاعره / امال مصطفى الشامى 
*********************
وحينما صاح الاب فى وجه ابنته البطله قائلا : قومى ادخلى جوه ملأ الرعب قلبها وكانت تبادل البطل بنظرات الخوف لعله يهدأ من غضبه الذى كاد ان يقلب حبها الى مأساه  وتنتهى قصه حبهما فى لحظات فكانت البطله ترتجف رعبا من نتيجه جلسة شرف مع والدها التى اجلبت العصابيه من كلاهما فخرجت البطله من الصالون وهى تنظر الى شرف وتضع يدها على قلبها من شدة الرعب .. وهنا تقول البطله : تفهم شرف نظراتى له ثم ابتلع غضبه وقال لابى : يا عمى ده كان اتفاق رجاله وانت بترجع فيه بس على العموم يا عمى انا موافق بالتاجيل عشان انا شارى امل . رد بابا وقال : يعنى ايه برجع فى كلامى هو انا عيل ؟ رد شرف مهو ده اللى حصل يا عمى .. ولاول مره اسمع شرف يحدث ابى بهذا الاسلوب ويوجه لابى تلك الاهانه ومن هنا حدث شجار بين ابى وشرف فى هذا الوقت كنت اجلس فى الحجره الاخرى مع والدتى استمع للشجار وابكى خوفا وفى ظل هذا الوقت تفاجئت بالتليفون الارضى يرن .ردت امى : ايوه يا نجلاء لسه بيتكلمو اهو وبنحاول نأجل الفرح .. عرفت انها نجلاء بنت خالتى اللى طبعا عندها خبر بموضوع التأجيل .اكمل امى مكالمتها قائله : ايوه لازم نأجل الفرح بس امل مش موافقه وقاعده جنبى تعيط . مما جعلتنى هذه الجمله ان انظر لامى فى غضب واقول ايوه مش هوافق بالتأجيل والفرح  هيتم فى معاده . فوجدت امى تقول : خدى ياامل كلمى نجلاء عيزاكى . اخدت التليفون من امى وقلبى يحترق غضبا انهم السبب فى اقناع والدتى بالتأجيل واعلم ايضا انها تريد ان تحاول اقناعى . رديت قائله : نعم . فردت نجلاء قائله : ازيك يا امل انتى لازم تحاولى تأجلى الفرح يا حبيبتى ومتسمعيش كلام شرف ده مستعجل عشان يلحق سنه وانتى لسه صغيره لسه بدرى على الجواز . كنت استمع لها  واحاول ابتلاع غضبى المملؤ بالمراره واسال نفسى لماذا هذه المحولات الدنيئه فى ابعاد شرف عنى . اعطيت الهاتف لامى بلا وعى وجلست انتظر نهايه المشاجره بين شرف وابى . فانتهت المشاجره  بتغير الاتفاق  وتأجيل معاد الفرح الى شهر تسعه بدلا من خمسه . ذهبت الى الورقه التى كنت اعد فيها الايام وزاودت عليها اربع شهور اخرى مما جعلنى اشعر بمراره الايام الطويله وانتظارها الحار المحرق .. كنت انتظر وانا لا اعرف ما هذه المسافات التى تفرقنا ؟ ومن الذى يأخذ شرف بيعدا عنى ؟ كنت ابحث وسط ابى وامى عن اجابات لتساؤلاتى الحائره ولكنى كنت ارى ان هناك ارتباك بين العائله  لا أستطيع تفسيره  مما جعلنى هذا ان اتوقف عن التساؤلات والتزم الصمت لحين ظهور نوايهم الغامضه . اما بالنسبه لشرف فكان يقول لى دائما ان هذه الفتره تحتاج فقط التحمل هذا الشىء لا املكه ابدا كنت اخفى حزانى فى صمت وكان جميعهم يفهمون ذلك .. وفى يوم تفاجئت بشرف يقول : انا لازم ابطل اجيلك خالص ولا حتى يوم الجمعه . قلتله:  ليه ؟ قالى: عشان نحسسهم بالذنب . قلتله : مهو لو انت بعدت انا اللى هتعب مش هما . قالى : مهو لما يشوفوكى بتتعذبى يحسو بالذنب ويندمو انهم اجلو الفرح  . سمعت كلام شرف وكنت بستحمل غيابه بطلوع الروح لكن للاسف مكنش حد من اللى حواليا حاسس بيا ولا حاسين بالذنب زى شرف ماقالى. فى الوقت ده كنت انا وشرف بنكلم بعض كل يوم . كنت بحس بصوته حزين وفى يوم سالته : مالك؟ قالى : مانتى عرفه يا امل انا حياتى واقفه وفى مليون حاجه عايزه اعملها بعد الجواز ومعطلها .. كنت بسمع شرف وبتعذب عشانه بقيت انا اللى بحس بالذنب مش هما . بحس بالذنب لانهم اهلى والتأجيل جاى من نحيتى بسببهم ومش فارق معاهم ان شرف منع زياراته منعا باتا وانا اللى بموت لوحدى 
شعر ( على عينى ) 
على عينى فراقك يا حبيبى يا اغلى الناس 
ده بعادك عنى يا نور عينى اصعب احساس 
صدقنى الحكم ده ما بأيدى وماليش فيه ذنب
صدقنى فراقك على عينى وبعدك على الراس
ان كنت فى مره بتشتاقلى انا بشتاقلك مليون مره
وان كنت بتبكى عليا بحزن انا ببكى عليك بدموع مره
لو كانت النار اللى فى قلبك قادر تبرد صهدها 
انا نارى عماله بتحرق فى قلبى من جوه وبره
ان كان نفسك تسمع صوتى انا نفسى اشوفك بعنيه
ده الحب اللى قلبى عشانك اضعاف اضعاف حبك ليا
بفتكرك واسرح فى ملامحك وبيك البال ديما مشغول 
بشتاق لعنيك وبفكر فيك اكتر ما بتفكر فيا 
ظليت على هذا الحل فتره طويله حتى ميلت من غياب شرف عنى وقلت له ان غيابه لم يؤثر على ابى وامى اطلاقا  بل يؤثر عليا انا وحدى وكانت المفاجئه الكبرى هى انه رد وقال : مانا لازم اعمل كده يا امل عشان لو سيبنا بعض مبقاش اتعلقت بيكى . دبت الجمله فى صدرى وقلت له فى ذهول : لو سيبنا بعض ؟ ملحوظه : لم اتعجب من كلمه مبقاش اتعلقت بيكى التى تستحق الذهول ايضا والتى تدل على انه لم يتعلق بيا حتى الان وكان كل اهتمامى بكلمه لو سيبنا بعض التى نغزت فى قلبى كالسكين .فرد شرف وقال : ايوه لو سيبنا بعض مهو يا امل من الواضح ان ابوكى وامك مش عايزين الموضوع يتم وعمالين يأجلو من اربع شهور لست شهور لسنه وبعد ما تخلص السنه هيأجلو تانى وانا متاكد .قلتله : لا طبعا يا شرف مش هيأجلو تانى .قالى : بصراحه انا مضمنهمش قلتله : يعنى انت بتبعد عنى مش عشان يحسو بالذنب زى ماقلتلى ده انت بتبعد عشان لو سيبنا بعض متتعلقش بيا .قالى : عشان الاتنين مع بعض  عشان يحسو بالذنب وفى نفس الوقت لوسيبنا بعض مبقاش اتعلقت بيكى .فتوجهت الى عنينه و قلت : يعنى انت كل ده مكنتش اتعلقت بيا  ؟ قالى : اكيد اتعلقت بس ببعد عشان متعلقش بيكى اكتر . قلتله : يعنى انت خايف على نفسك لحسن تتعلق بيا وتتجرح وانا عادى مش مهم ؟ قالى : مهو البعد ده فى مصلحتنا احنا الاتنين عشان انتى كمان متتعلقيش بيا . رديت عليه بصوت حزين وقلت : من امتى بعدك عنى بيخلينى متعلقش بيك .. كنت اشعر من كلام شرف بالانانيه فهو قادر يتحكم فى شعوره نحيتى وقادر يبعد وخايف على نفسه لحسن يتعلق بيا وناسى انه مهما بعد عنى عمرى محبى له هيقل . كنت ندمانه انى صدقت كلام شرف لما قالى ابطل اجيلك عشان نحسسهم بالذنب . ندمانه انى صدقت كدبته وكنت بستحمل غيابه بطلوع الروح واتخانق مع اهلى عشان يحسو بالذنب ويطلع فى الاخر هدفه من الغياب انه ميتعلقش بيا . فتوجهت الى ورقة يومياتى وكتبت صدمت كثيرا بهذه الطعنه التى وضعها شرف فى صدرى وكنت حزينه على حسن نيتى معه وسزاجتى ايضا وانا امشى وراءه هو وفقط كا الكفيفه  واغمض عينى واسد اذنى عن كلام كل من حولى 
شعر( غمضت عينى ) 
غمضت عنى عن حقيقتك 
عشان ماشفش عيوبك ايه
وفى عز مانت كنت بتجرح 
 مكنتش شايفه بتعمل ايه
فتحت عينى لقيتك ايديك 
عماله تجرح جوه قلبى 
نزلت دموعى من عنيه 
ومبقتش عرفه اقولك ايه
فعلا مبقتش عرفه اقوله ايه بعد ما اكتشفت ان غيابى هيخليه ميتعلقش بيا . استسلمت لهذه الرغبه القاسيه فى سبيل ان شرف ميتعلقش بيا وميتعذبش لو سيبنا بعض .اما بالنسبه لى فكنت اسايس اوجاعى فى صمت حتى تحول الصمت تدريجيا الى بكاء لا ارادى مما لفت هذا انتباه كل من حولى وكنت ارى فى عينيهم الاسئله التى اهرب من اجابتها وكأنهم يسألوننى لماذا غاب شرف عنك ؟ ولماذا ابكاكى ؟  

الى اللقاء فى الحلقه القادمه
ملحوظه : جميع حقوق النشر محفوظه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق