بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 27 ديسمبر 2017

مأساة امراه (٢٦)بقلم الشاعره /امال مصطفى الشامى


وبعد ان قرر شرف الابتعاد كى يحافظ على كرامته من اهل البطله  قائلا : هجيلك كل جمعه  . انها الجمله المؤلمه انتى لم تتوقعها البطله وهى تراه مستسلملا لاحكام (خالت البطله واولادها )دون اعتراض منه على تدخلهم فى حياتها بل كان ينفذ مايريدوه من تفرقة كلا منهما من منع الخروجات وقلة زيارات شرف التى اصبحت يوما واحدا فى الاسبوع . وهنا تدخل البطله معبره عن حزنها قائله: كانت تمر الايام فى بطئ مما جعلنى اشعر بشوقى ولوعتى يحترقون بين ضلوعى . وفى كل جمعه يأتى فيها واراه كنت اشعر بقمة السعاده والفرح واظل طوال الوقت ناظره اليه من شدة اشتياقى له . ولكن سرعان ما تمر الساعات ويأتى موعد رحيله . كان يذهب من بين احضانى وكأنه يخطف قلبى معه . وفى كل مره كان يلقى فيها السلام قبل رحيله كنت انظر اليه وانا اتألم و اقول بداخلى لا متمشيش خليك معايا انا محتاجالك .كنت انظر اليه دائما حتى يوصل الى اخر سلمه فى البيت . الى ان تنطفئ انوار حياتى ويعود الحزن يملأ البيت مره اخرى . فى وقت رحيله كنت دائما انظر اليه من الشرفه واجده يخطو خطواته سريعا كنت اراه فى كل مره يبتعد وكان قلبى وراءه يناديه فى كل خطوه ويقول لا تتركنى يا حبيبى عود اليا ولكنه يكون متجها الى طريقه ولم يسمع نداء قلبى . كنت دائما اتمنى ان يسمع نداء قلبى حتى يعود لى مره ثانيه. ولكنه فى كل مره كان يبتعد ويبتعد حتى يختفى من بين الناس وادخل انا من الشرفه الى عذابى وانتظارى من جديد. كانت تمضى الاسابيع وكأنها شهور طويله . وفى ذات ليله جمعه بل بعد اسبوع طويل من الانتظار والاشتياق تفاجئت بأتصال من شرف يقول فيه : اعملى حسابك هعدى عليكى الساعه 8 الصبح هخدك ونخرج مكنتش قدره اوصف فرحتى بالخبر ده زى مايكون ربنا بيعوضنى عن الاسابيع الطويله اللى عشتها فى صبر وانتظار فضلت طول الليل صاحيه اعد الساعات .كنت بتخيل نفسى معاه بتخيل لما يجى والاقيه واقف قدامى .بتخيل لما امد ايدى واسلم عليه .كنت مستنيه النهار يطلع بفارغ الصبر .فضلت اتخيل واتخيل لحد مابقت الساعه 7 صباحا وكانت تقترب من الشروق مر الوقت دون ان اشعر ولكن ناقص ساعه . انها الساعه الاخيره من الانتظار .
شعر ( لف يا عقرب )
لف يا عقرب خلى الساعه تعدى اوام 
خلى حبيبى يجيلى بسرعه فى غمضة عين
ده انا بستنى اشوفه بقالى سبع ايام 
حسه بشوقه فى قلبى كأنه بقاله سنين
الصبر من جوايا نفد ونفسى اشوفه 
نفسى اقرب منه بلهفه وشوق وحنان
نفسى ابص فى عينه وايدى لمسه كفوفه
نفسى اقرب منه واخده بالحضان 
لف يا عقرب خلى نهاره يطل عليا
خلى الشمس تدخل نورها من الشباك 
خلى معاده يقرب منى شويه شويه 
ده انا من لهفة قلبى روحى بتلف وراك 
وانت يا طائر روح لحبيبى اوام صحيه 
رفرف على شباكه واقف سمعه اغانيك
خليه يصحى يجيلى اوام ده انا نفسى اشوفه 
قوله تعالى قوله حبيبك مستنيك
نفسى اسمع خبطته على بابى
نفسى يجينى واشوفه بعنيه
نفسى أرتاح من شوقى وعذابى
بفارغ الصبر انا مستنيه
مد ياعقرب خلى حبيبى يجيلى بسرعه
ده انا لو اطول اخلى معاده يكون دلوقتى 
مد ياعقرب خلى الساعه تجرى شويه 
مد يا عقرب خلى الوقت يفوت ويعدى
مسكه الساعه وقاعده بعد الثانيه بثانيه
ويفرح قلبى كل مالاقى معاده بيقرب 
ايدى على خدى وقاعده صابره ومستنيه 
امتى يجيلى علشان خاطرى لف يا عقرب 
وبعد طول انتظار دقت الساعه الثامنه . انه الموعد المنتظر . انه موعد حبيبى . على قد ماكنت بفرح انه جى . على قد ماكنت بشيل هم لحظة فراقه . لقد حضر حبيبى فى موعده واخذنى الى السعاده التى باتت تنتهى فى نهاية كل جمعه . بدأ هذا اليوم بقبلة اللقاء.. اللقاء الذى طال انتظاره كنا على سلالم البيت التمس بكفيه واردد (وحشتنى ) بل وكنت انظر فيه عينيه التى بتت احلم بهما كل ليله لأبشع عينى منهما وانا ابتسم .  ذهبنا وفى الطريق وجدته يسألنى : تحبى تروحى فين ( الهرم ولا القلعه) ؟ كنت محتاره اختار ايه لانى عمرى ماروحت الهرم ولا القلعه . قالى : مالك ساكته ليه؟ قلتله: مانا معرفش انهى احسن . قالى : خلاص نروح القلعه . وكان اختيار شرف اننا نروح القلعه وهناك التقيت بعالم تانى . كل حاجه حواليا بشوفها لاول مره على الحقيقه . اول مره اشوف تمثال . اول مره اشوف دبابه . اول مره اشوف طياره . اول مره اشوف بندقيه . اول مره اشوف مدفع . كان احساسى بالمكان ده احساس مختلف تماما عن اى مكان اخر . لانى حسيت فى المكان ده انى فعلا مكنتش موجوده فى الحياه . كنت حسه ان شرف بيعرفنى على الحياه زى السائح والمرشد . كان بيعرفنى على التماثيل ( ده محمد على / وده مصطفى كامل / وده سعد زغلول ) وكان بيعرفنى على الطيارات والمراكب الحربيه . كنت مستغربه كل شىء حواليا كأنى فى كوكب تانى . كنت مبسوطه انى بتعرف على الحياه من شرف . من الانسان اللى طلعت للدنيا على ايده .الانسان اللى طلعنى للحياه وعلمنى ازاى اعيش.كان يوم طويل وجميل . شويه نقعد وشويه نتمشىشويه نحكى وشويه نهزر ونضحك وفجأه لقيت شرف بيقولى : تعالى اوريكى مسجد( محمد على ) .دخلت معاه المسجد .اول مره ادخل مسجد فى حياتى كنت مبهوره من منظره وجماله. كنت شيفاه واسع وكبير اوى .والسقف عالى جدا وكله انوار . اول مره اشوف المنظر ده .وفجأه وانا واقفه جنب شرف وبتفرج حواليا على الجمال اللى موجود جوه المسجد اتفاجئت ببنت شابه جايه عليا وهى مبتسمه وطلبت منى اصورها . كنت اول مره اتحط فى الموقف ده فى حياتى . كنت هقولها روحى لحد تانى يصورك لانى مش بعرف اصور واعتذر منها .ولكن لقيت شرف بمنتهى السهوله اخد منها موبيلها وبدأ هو يصورها اتفاجئت وبقيت شيفاه قدامى واقف يصورها وهى بصه للكاميرا وبتضحك .فى اللحظه دى وانا شيفاهم قدامى تخيلت ان دى خطيبة شرف الاولانيه وهو واقف يصورها وقلت لنفسى يعنى شرف كان  اقف بيصور خطيبته كده ؟ مكنتش قدره اتحمل المنظر وكان احساسى عباره عن نار اشتعلت فى قلبى فجأه بدون اراده ومنطفتش غير لما البنت مشيت . بعد مامشيت لقيت شرف بيطلب منى اصوره وقالى : دوسى على الزرار ده بتاع التصوير  وبدأ يعلمنى ازاى اصوره . لكن طبعا كنت لسه تحت تأثير النار . خدت منه الموبيل وايدى بتترعش وكل مااجى اصور تطلع الصوره مهزوزه مكنتش عرفه اتحكم فى اعصابى وطبعا شرف كان فاكر الصور مهزوزه لانى مش عرفه اصور . اخد منى الموبيل وطلعنا بره المسجد وبدأ هو اللى يصورنى . ومع كل صوره بتصورها كنت بتخيل انه صور خطابه اللى قبلى فى نفس المكان . كنت ببتسم للكاميرا وقلبى بيتحرق وبعد ماصورنى فضلنا نتمشى . كنا كل شويه نلاقى اتنين حبيبه بيطلبو مننا نصورهم مع بعض . لكن كنت مستغربه ليه شرف مبيتصورتش معايا زى الناس مابيعملو . والاغرب انى لما طلبت من شرف اننا نتصور مع بعض كان رده هو ( اشمعنى يعنى مانا صورتك وانتى صورتينى مش لازم  مع بعض ) ساعتها فهمت ان شرف مش عايز يتصور معايا عشان لو سيبنا بعض يمسح صورتى لوحدى وتبقى صورو زى ماهيا  . ايوه كنت عرفه كده وكنت بتصور واضحك واهزر عشان اتمتع بكل لحظه معاه . وفجاه لقيت شرف واخدنى مكان جميل جدا . اعلى مكان فى القلعه عباره عن ارض واسعه وحواليها سور. ومن فوق السور بشوف كل حاجه تحت صغيره . العماير والمساجد والدنيا كلها صغيره وكان صوت المساجد من كل اتجاه حوالينا بيأذن صلاة الجمعه . كان اجمل منظر شوفته فى حياتى .فضل شرف يصور بالموبيل منظر العماير من بعيد وبعد ما خلص تصوير خدنى شرف وقعدنا على حجر قصاد السور وفضلنا نتكلم . واحنا بنتكلم لقيت نفسى بطلعلو من شنطتى ورقتين . الورقه الاولى مكتوب بها اغنيه تعبر عن اشتياقى له فى الغياب بعنوان (انا من غيرك بكون) وكانت كلماتها تقول ( انا من غيرك بكون ليل من غير قمر .مركب من غير شراع . نبات محتاج مطر . انا من غيرك بكون خطوه من غير طريق .غنوه من غير كلام .حياه من غير بشر .انا من غيرك بكون قصر كان مليان قلوب سهرانه وفى لحظه اتهجر .قلبى كان ماسه فى ايديك سيبتها صبحت حجر .انا من غيرك بكون شوق من غير لقى . دمعه من غير عيون .غربه من غير سفر . انا من غيرك بكون جراح ملهاش دوا .فى وجودك الامان وفى غيابك الخطر . انا من غيرك بكون ) اما الورقه الثانيه فهى جواب بداخله كلمات اعبر بها عن مشاعرى حينما كنت اتخيله قبل ان اراه بعنوان( انا التى) قلت فيه( انا التى احببت شخصا لم يكن موجود على وجه الارض اسمه ( فتى احلامى) انه الفتى الذى لم يوجد ولم يتواجد فى حياة البشر بل يوجد فى احلامى وفى خيالى فقط . اتعايش معه فى احلامى . اتذوق معه طعم الحب الحقيقى الذى يخرج من انباع القلب ويزلزل الكيان الحب الذى يتغلغل فى روح المحب ويجعله كاطائر اليمام يطير ويفرد جناحيه ويرفرف فى سماء الاحلام . الحب الذى يخرج من القلب للقلب بدون كلام .اين يوجد هذا الحب ؟ واين فتى الاحلام ؟ سألت البطله حبيبها فى الجواب قائله: اين يوجد هذا الحب ؟ انه السؤال الذى كانت تقصد به اين اهتمامك واين حبك احتاجه ولا اراه .ثم اكلمت البطله قراءة جوابها قائله : ان كنت حبيبى حققلى ما اتمناه اسقينى من كأس الغرام اروينى من حبك حتى تعود لى الحياه  .ذوقنى معك طعم العشق والجنون اشبعنى من حنانك خذنى لكون غير الكون .علمنى كيف اشتاق اليك وانت بعيد عن العيون .علمنى كيف افكر فيك وانا فى صمت السكون .علمنى كيف اتنفس بأنفاسك علمنى كيف اعيش بروحك. علمنى كيف احبك . علمنى كيف اكون .وفى نهاية الورقه كانت البطله رسمه لحبيبها قلب  واول حرف من اسم كلا منهما وبجانبها كلمه بحبك ثم كتبت البطله السطر الاخير قائله: اول مره اكتب حرف جنب حرفى .اول مره اكتب كلمة بحبك .اول مره احس الاحساس اللى انا حساه دلوقتى .ثم انهت جوابها بجملة : بحبك ياحبى الاول والاخير . وهنا تدخل البطله لتصف رد فعل شرف قائله: وبعد ان قرأ شرف هاذان الورقتان نظر لى وقال : الاغنيه الاولانيه جميله لكن الجواب ده مش لايق . وهنا كانت صدمتى وانا اراه يصوب كلماته الى قلبى كالسهام القاتله . نعم تفاجئت باستهتاره بتلك المشاعر التى وجهتها من قلبى الى الورقه كى تصل الى قلبه .ولكنه اوقفها عند الورقه ومنعها من الوصول الى قلبه .وكان رد فعلى هو الصمت فكنت لا استطيع سوا ان اصمت وابتلع صدمتى بكل هدوء ثم اتجرع الوجع كالعاده بكل الم ولكنى كنت حريصه على اننى لم اشعره بشىء حتى يكون وقتنا سعيد كما كنت اتخيله طوال الليل






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق