بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 25 مارس 2019

الحلقه الثالثه من قصه مأساة امراه ( جزء 2) بقلم الشاعره/ امال مصطفى الشامى

الحلقه الثالثه من قصه مأساة امراه ( جزء 2) 
بقلم الشاعره/ امال مصطفى الشامى 
****************************
 كان احساسى بمنظر الشارع صعب وصفه وكانت هذه اول مره اخرج من غير الشبكه . كانت يدى فارغتان ولكنها كانت تحمل السلاح الذى قتلنى به شرف وهو ( صور الخطوبه ) نعم كانت يدى فارغتان ولكنى كنت احمل فى قلبى أوجاع ثقيله. ظليت اتفحص الطرق وقلبى بداخلى يحترق فى صمت حتى وصلنا الى بيت عمى حسين وهناك تركتنى امى وذهبت الى خالتى التى كانت تسكن فى البيت المجاور لعمى مباشرا .طلعت لعمى وفى يدى صور الخطوبه وعند فتحهم الباب لى رأيت الفرحه على وجوههم لحضورى وكأنهم يهنونى بخروجى من ازمتى النفسيه الكل كان يبتسم ويأخذونى بالأحضان وعند ظهور عمى حسين من بينهم ادركت اننى لا استطيع اخفاء دموعى عنه .القيت نفسى فى احضانه وكان يمسح دموعى بيده وهو يسالنى :ايه اللى فى ايدك ده ؟ نظرت اليه فى حزن والدموع غارقه وجهى ووضعت الشنطه فى يده وقلت :دى امل لوحدها . تعجب عمى من هذه الجمله ثم فتح الشنطه واخرج منها صور الخطوبه مما جعل الجميع ينظرو الى بعضهم البعض فى ذهول مما رأوا  بينما تبدلت ابتسامتهم الى نظرات حزن. امسك عمى حسين بصوره منهم وقال : بزمتك مش دى خساره فيه ؟ فى حد يقطع النعمه ده حرام والله انتى بالنسباله نعمه زالت من وشه . اخذت الصوره من عمى وقلت : انا مش زعلانه انه قطعها انا بس كنت عايزه اسالو ازاى جالك قلب تمسك المقص وتقصها ؟ ده حتى الصور الصغيره استخصر يسيبلى صوره اشوفو فيها . ثم مديت يدى داخل الشنطه واخرجت اسطوانات الفرح والدموع تملأ عينى . تفاجئ الجميع من منظر الاسطوانات وهى متكسره . رفعت الاسطوانات بيدى وقربتها من وجهى وقلت :طب ليه يكسرها ؟ كان يبعتهالى سليمه .كنت هتجرح بردو .لكن هو ليه كسرها كده . كنت ارى الدموع فى عيون عمى حسين وهو يقول : انتى لسه مافقتيش يا امل لسه تحت تاثير الصدمه لسه مش فى وعيك .قلتله لا انا حسه لو مكنتش حسه مكنتش هعيط ياريتنى فاقده الوعى فعلا مكنتش احس بالعذاب ده . قالى : انتى ازاى تمشى فى الشارع بالصور دى وامك ازاى سيباكى تمشى بيها كده ؟ لم استطع التوقف عن البكاء فكنت استمع له ودموعى تتساقط حتى ادرك الجميع وقتها اننى لم اخرج من ازمتى كما يظنون . وبعد وقت طويل من البكاء المتواصل طلبت من عمى حسين ان اجلس معه على انفراد وحينما خرجو الجميع من الغرفه وتركونا اقتربت من عمى وقلت  :انا عملت حاجات كتير مش عرفه صح ولا غلط . رد عمى وقال امسحى دموعك الاول واهدى واحكيلى وانا سامعك . رديت فى انهيار وقلت : قبل ما اخو شرف يجى ياخد الحاجه بتاعت شرف انا عورت نفسى وكتبلتو بحبك بدمى وبعتهالو وسط الحاجه . قالى : يا مجنونه حد يعمل كده .قلتله : كنت عايزاه يعرف بحبو اد ايه .رد عمى فى غضب وقال: وشوفى هو بعتلك ايه صورك متقطعه . كنت استمع لعمى وانا اتذكر ذلك اليوم وكأنه كالمشهد التصورى يمر امام عينى بكل تفاصيله . اننى لم انسى هذا اليوم ابدا 
قصيده ( بايدى جرحت نفسى ) 
بايدى جرحت نفسى 
وبدمى كتبت بحبك 
طب لما فتحت الورقه
ياترى حسيتها بقلبك؟ 
ياريتو كان دم قلبى 
عشان يوصفلك حبى 
وبردو مش هيوصفلك 
قالولى الناس بدمك ؟
ده انتى قلبك قوى 
قلتلهم اه بدمى
 عشان بحبه اوى 
سالونى وقالو ليه بدمك 
قلت عشان حبى له يقدر يوصل لقلبه
قالو اشمعنى بدمك مكفايا بالكلام
قلت مافيش حد غيره 
 يوصف فى قلبى حبه 
وبعد انتهاء عمى من لومى وتأنيبى قال : لو شرف بيحبك مش هيسيبك. رديت وقلت : انا بعتله رساله قبل ما يسيبنى وقلتله فيها اوعى تخون الوعد اللى بينا من تليفون ماما وخايفه تكون الرساله دى رخصتنى فى نظرو عشان كده محاولش يرجع . رد عمى وقال : ليه بس عملتى كده؟ قلتله : المفروض يفهم من الرساله انى شرياه .قالى : لا انتى كده فهميته انك بتجرى وراه لو مكنتيش بعتى الرساله كان احتمال رجع لكن انتى رخصتى نفسك يا امل لواحد ميستاهلش 
قصيده /رخصت نفسى  
رخصت نفسى ليك 
عشان تعرف تبيع 
سلمت ليك حياتى
وانا عرفه انى هضيع 
رهنت انك تبيعنى 
وخليتنى لعبتك
وقبلت اكون ضحيه 
وتحت رحمتك 
من كتر حبى فيك 
حبك زلنى 
سلمت قلبى ليك 
واديك ضيعتنى 
كنت عرفه انى مش ليك
وبأوح فى الزمن
وادى اخرت حبى فيك 
بدفع ليك الثمن
كان الثمن دمارى 
وحزنى وحسرتى
وكانت هى دى 
نهايه قصتى 
تنبهت على يد عمى حسين وهو يأخذنى من يدى ويقول كفايا عياط يا امل امك بتتصل قومى معايا عشان اوصلك .قلتله : ماما عند خالتى .قالى : هاجى معاكى ثم اكمل حديثه فى الطريق قائلا : مش عايزك تعيطى قدامهم عايزك بتضحكى وتعرفيهم ان انتى قويه وخرجتى من الازمه وعايزهم يقولو امل رجعت زى الاول. ظليت امسح دموعى واحاول رسم الابتسامه حتى وصلنا الى بيت خالتى . دخل عمى ودخلت انا وراءه وكان الجميع فى انتظارى سلمت عليهم ثم جلست .كنت اضع يدى على مكان الدبله طوال الوقت وانظر لهم فى ارتباك وكأننى فقدت جزء من جسدى. ولكن كان عمى  حسين يخطف الانظار منى ويبعد انتباهم عنى بحديثه معهم فكنت انظر الى اصبعى واتخيل وجود الدبله .واتساءل فى نفسى اين ذهبت دبلتى ؟ومن ستلبسها بعدى ؟ ذهب عمى حسين وترك لى نظراتهم تتأمل عيونى الباكيه وماذلت اضع يدى على مكان الدبله حتى اخفيه عن اعينهم .كنت اشعر امامهم بانكسار بعد ما كنت اتحداهم من أجله كسرنى بيده. كانت تمر الساعات تلو الأخرى واسبوع تلو الآخر وانا لم انسى فكان شكل صور الخطوبه والاسطوانات متعلق فى ذاكرتى فى كل اللحظات . مما جعلنى اتذكر جمله قلتها لشرف فى ذات يوم ونحن نمشى على النيل وهى( يوم موتى ارمى صورتى فى البحر ) فنظر شرف فى تعجب وصمت . فكنت وقتها اقصد من تلك الجمله انى اقولو لما تسيبنى مترجعليش صورتى  ولكنه لم يفهم وقتها بل كان يضحك دون اى يدرك معنى كلماتى ومازال صوت ضحكاته يسرى فى اذنى حتى الآن. ثم وفجاه تبهت الى صوته حين قال بتعملى ايه ؟ ابتسمت وقلت بكتب عنك . قالى نفسى اعرف بتكتبى ايه ؟ قلت : مسيرك هتقرى بس دلوقتى لا لما اموت عشان تفتكرنى بعد موتى .. هذا المشهد كان يدور فى ذاكرتى من حديث قديم بينى وبين شرف ثم تنبهت بمراره الدموع وقلت اكيد قريت دلوقتى اللى انا كتبته عنك فى الورق اللى بعتهولك وسط الحاجه بتاعتك يوم ماسبتنى  (وكان فعلا يوم موتى )
قصيده / يوم موتى 
يوم ماقالو كل شىء قسمه ونصيب 
كان يوم موتى 
يوم ماجيتلى عشان تقرر انك تسيب
كان يوم موتى 
يوم ماكنت عماله اصرخ متسبنيش
ودموعى كاتمين صوتى 
كان يوم موتى 
 يوم ماقلعت دبلتك من اديه
يوم ممشيت ودنيتى فضيت عليا
يوم مكنت بلم حاجتك 
وبقول للساعه اوعى تفوتى
كان يوم موتى 
يوم ما بايدى جرحت نفسى
 عشان اكتب بدمى بحبك
كان دمى دليل موتى 
يوم مابعت صور الخطوبه متقطعه
اتمنيت انك تكون باعت معاهم 
كفن موتى 
كان يوم موتى 
هذا هو الشهر الثانى من الفراق .. الايام بقت شبه بعضها .كل حاجه حواليا كئيبه وممله . مافيش حاجه ليها طعم حتى العيد كبير فات من غير ماحس بفرحته. الدنيا بقت سوده فى عينى اوى. احساس رهيب بالقهر مسيطر على حياتى . كنت حسه انى مش موجوده معاهم فى اى مناسبه سعيده ومش حسه باى حاجه بتحصل حواليا ديما سرحانه وفى عالم تانى.  ساعات ابص لباب الشقه وبيتهيقلى انى هلاقيه داخل عليا . كنت بدعى ربنا انى اتعمى اهون من انى مشوفوش تانى . ومرت الايام قاسيه بكل المعانى لا اعرف كيف اخرج من تلك الدوامه التى تأخذنى الى طريق الضياع والجنون . نعم اكاد ان افقد عقلى بعد ما فقدت قلبى برحيله فات اكتر من شهرين على غياب شرف وماذالت رائحته فى احضانى . ماذالت لمساته فى يدى .ماذالت نيرانه فى قلبى تحترق . وفى ذات يوم تفاجئنا بخالتى تتصل وتعزم امى على فرح قريب جوزها وكانت المفاجئة 

جميع حقوق النشر محفوظة









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق