بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 1 أبريل 2018

مأساة امراه(٤٣) بقلم الشاعره / امال مصطفى الشامي

الحلقه (٤٣) من قصة مأساه امراه
بقلم الشاعره / امال مصطفى الشامى 
*****************************
فى صباح اليوم التالى كنت فى حجرتى البس واستعد لموعد الخروج وفى موعده بالدقيقة وجدته يتصل قائلا : انا مش هطلع انا مستنيكى تحت البيت . ارتديت حذائى وحقيبتى مسرعه ونزلت اليه فى لهفه .وعند خروجى من باب العماره رائيته واقفاً كالطفل البريئ ينظر يمينه ويساره وعند اقترابى منه وجدته مرتدياً قميص هدية عيد ميلاده الذى اشتريته له.كانت اجمل مفاجئه .سلمت عليه وانا مبتسمه ثم اخذنا نتمشى الى الشارع العمومى . كنت اشعر بسعاده غريبه طوال الطريق .اول مره اشوف شرف لابس حاجه من ذوقى كنت اراه وكأنه طفلى يرتدى ملابس من اختيار امه  كنت سعيده بذالك الشعور وظلت يدى فى زراعه لحين وصولنا الى منتصف الشارع فقلت له : انت فطرت. ؟ قالى لا . قلتله طيب ليه مطلعتش فطرت معايا لو كنت قلتلى كنت عملتلك فطار  بايدى . قالى : لا مش ضرورى انا ممكن اشترى اى حاجه اكلها واحنا ماشيين وخلاص . ظلت يدى فى زراعه حتى وصولنا الى الشارع العمومى  وفجاه دخل شرف محل بقاله وسألنى : عايزه ايه من هنا ؟ رديت وقلت : شكرا مش عايزه حاجه .قالى : عايزه الكيكه دى ؟ قلتله: لا شكرا ربنا يخليك . قالى : طب تاخدى كانز. ؟ قلتله : لالا مش عايزه.تفاجئت به  يقول : وفرتى هشترى لنفسى . صدمت بهذا الرد .وبعد انتهاء شرف  من مشترياته التفتت خلفى لنذهب فوجدت رجل يبعد عنا بعددت خطوات  ينظر اليا فى حزن وكأنى صعبانه عليه من هذا الموقف المحرج ساعتها عرفت انه سمع رد شرف ليا . بصيت فى الارض ومشيت وبرغم بساطت هذا الموقف إلا انه وجعنى كثيرا . عدينا الشارع العمومي ووقفنا عشان نركب . واحنا مستنين التاكسى لقيت شرف بيقولى : ايه رايك نروح الهرم  ابتسمت وقلتله : ماشى . جه التاكسى وركبنا ومع اول لفه من عجلات العربيه نسيت كل اللى حصل عند البقال وتحول احساسى الى سعاده . كنت سعيده بمعنى الكلمه كان الطريق جميل وشرف جانبى ونسمات الهواء تدخل علينا من شباك العربيه .كنت مبتسمه طوال الطريق بدون سبب مما جعل سائق التاكسى ينظر اليا فى مراية العرابيه وكأنه يقول عليا مجنونه . فلم يعلم احد ما سبب الابتسامه التى كانت تظهر على وجهى طوال الطريق بدون سبب سوايا.. فكان سبب الابتسامه هو ان شرف يلمس يدى دون قصد وهو سارحا من شباك السياره فكان يضع يده على شنطة المشتروات التى كنت امسك بها  فكان كلاً منا يلمس يد الاخر دون قصد  وكان هذا هو سر ابتسامتى التى لم تفارق وجهى طوال الطريق . وصلنا وعند دخولنا من البوابه اخذت من شرف التذكرة لاحتفظ بها كما تعودت ان احتفظ بجميع تذاكر خروجتنا . عدينا من البوابه وبالداخل ومثل كل خروجه بدأت ارى اشياء لم اراها من قبل . فكل خروجه مع شرف كنت ارى فيها الاشياء لاول مره مثل القلعه كنت ارى التماثيل لاول مره  كما ارى الطيارات والدبابات لاول مره فكانت خروجه الهرم تحمل هى الاخرى اشياء اراها لاول مره مثل ( الهرم خوفو ) الذى ادهشنى منظره بل اصابتنى قشعره فى جسدى من كبر حجمه وهذا كان اول ما رأيته عند دخولى . وبعد عدت خطوات وجدنا رجل كبير السن يحمل فى يده خرز ازرق اللون واعطى كلاً منا خرزه وقال لنا وهو يبتسم : الخرزه دى هتجيبلكم الحظ السعيد . كنت اشعر بغرابه فى هذا الرجل المبتسم وكأنه جاء لنا بالاخص ليأتى لنا بالحظ السعيد  . وضع شرف الخرزه فى جيبه ووضعت انا خرزتى فى حقيبتى ومشينا  ثم وفجاه اوقفنا رجلاً  اخر وقال لشرف : يا بيه مش عايز تركب حصان وافق شرف على الفور بعد ان علم ان سيستمر ركوبنا لمده ساعه فقط. ركب شرف حصانه وجاء دورى فى الركوب .كان اول مره اركب حصان فى حياتى. اول ماركبته  تخيلت انى راكبه الحصان الابيض وفتى احلامى راكب على الحصان اللى جنبى امد له يدى وانا ابتسم ويمسك هو بيدى ويبتسم والحصانين ماشيين جنب بعض . ولكن للاسف كانت الحقيقه تختلف عن هذه الصوره تماما بل كانت كالاتى : كانو الحصانين ماشين جنب بعض فعلا وكنت امد يدى فعلا  ولكن اللى كان ماسك ايدى هو الصبى اللى شغال مع صاحب  الحصان  كنت امسك فيه بخوف وكان الصبى ايضا  خايف عليا لحسن اقع من على الحصان اللى بركبه للمره الاولى  وكان فتى احلامى ماشى قدامى يتمخطر ولا سائل فيا . تحولت الصوره الخياليا الرومانسيه الى صوره واقعيه بشعه. بل كانت الصوره الحقيقه الجميله الوحيده هى الصوره التى التقطها لنا صاحب الحصان عند بداية الركوب فقط والتى اخذت من الوقت لحظات معدوده وللاسف كانت الصوره البشعه تحمل الوقت الاطول  وهى ساعه كامله لم اشعر  بمتعه فى لحظه واحده منها . بل كانت كل لحظاتى خوف من ان اقع  وعند كل لحظه خوف كنت امسك بيد الصبى وانادى لشرف وهو لم يسمعنى . كنت اناديه وانا اتمنى ان تكون يده مكان يد الصبى و امسك بها  كى تعود لى متعتى وسعادتى بتلك اللحظات التى لم تتكرر. انتهت الساعه وبدأ كلا ًمنا ينزل من على حصانه .كنت ارسم السعاده على وجهى لكى اشعره بأنه اسعدنى ولكن فى الحقيقه كانت سعادتى ناقصه كثيرا .ربما بدأت تكتمل هذه السعاده حينما بدأنا نختلو ببعضنا البعض ونحن ذاهبين الى متحف مركب خوفو الذى احتفظت بتذاكره  ايضا وكنت ارى فيه اشياء لم اراها من قبل قمنا بتصوير بعضنا البعض دون ان تجمعنا صوره واحده مثل يوم القلعه ايضا لم تجمعنا صوره واحده ولا اعلم ما السر فى هذا فكانت الصوره الوحيده التى جمعتنا هى واحنا راكبين الحصان والتى كان السبب فى التقاطها هو صاحب الحصان الذى طلب من شرف ان يلتقطها لنا ولولا هذا الطلب ماكانت جمعتنا صوره .وبعد ان شاهدنا متحف مركب خوفو ومابداخله ذهبنا حيث توجهنا  الى ابو الهول ونحن فى طريقنا اليه كنا نتحدث ونضحك حيث بدأت الارض نتحدر تحت قدمينا  وانا واضعه يدى فى زراعه ومستمرين فى الحديث وفجأه تزحلقت قدم شرف مع انحدار الارض ولحسن حظه اننى فى هذه اللحظه كنت اتمشى فوق الرصيف فكنت اعلى منه وكانت يدى فى زراعه فساعدنى هذا بأننى فى حين وقوعه رفعت نفسى وانا امسك بزراعه مما جعله يستعيد توازنه ويستطيع الوقوف وبعد وقوفه كانت المفاجئه الاكبر وهى انه نفر يدى بغباوه وقال : انتى السبب كنتى هتوقعينى . كنت اعلم انه فعل ذلك لكى يدارى كسفته امام الناس ولكنه لم يدرى ماذا فعلت هذه الحركه فى قلبى وهو ينفر يدى التى انقذته من الوقوع .. كانت صدمه جعلتنى انظر اليه فى ذهول وابتعد فى دهشه بعد ان ترك يدى تماما . لم الفظ له بحرف .فقط كنت انظر الى الارض وانا مصدومه واخطو خطواتى ببطئ حتى وصلنا الى مكان ابو الهول 

الى اللقاء فى الحلقه القادمه
ملحوظه / جميع حقوق النشر محفوظه

هناك تعليق واحد: