أمّ موسىٰ
———-
لأمِّ موسىٰ فؤادٌ فارغٌ أمسىٰ
هلْ يدركُ البحرُ أنَّ الامَّ لا تنسىٰ
أيعرفُ الموجُ ماذا الآنَ في فمهِ
يابحرُ هذا نبيٌّ فاصنعِ المَرْسىٰ
ألقتْ إليهِ جموعَ الحبِّ وابتسَمَتْ
لمْ يوقظْ الصمتَ الّا دمعةٌ خَرْسا
كانتْ تراقبٌ موجَ البحرِ يحملهُ
نحوَ البعيدِ -- أيا أمّآهُ ما أقسىٰ
بعينِها الكونُ يذوي حتى آخرِهِ
وقلبُها في كفوفِ الحزنِ قد بُسَّا
تذكّرتْ وجهَهُ الدريَّ فانتفضتْ
منها الجراحُ كطفلٍ جسمُهُ مُسّا
كادتْ لتصرخَ في الآتينَ مدّوا يداً
هذا صغيري بقلبِ الماءِ مُنْدَسَّا
لكنَّما اللهُ في الغادينَ طمأنها
يا أمُّ هذا رسولٌ فابدئي العُرْسا
سيمنح الماءُ من كفّيهِ متَّكئاً
ويُنبتُ الخوفُ في أحلامهِ الأُنْسَا
ستزهرُ الثورةُ الكبرىٰ على يدهِ
ويشرقُ الطفلُ في أوطانِنا شَمْسا
#علي_النهام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق