بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 3 يناير 2018

مأساة امراه (27) بقلم الشاعره / امال مصطفى الشامى

فى ظل جولتنا داخل القلعه لقيت شرف بيقولى :يلا نقوم نمشى .قلتله: نمشى نروح فين ؟ قالى: اى مكان تانى ولا انتى عايزه تروحى البيت؟ .قلتله: لا نروح اى مكان .فى ذالك الوقت كانت الشمس بدأت تغيب ونحن فى طريقنا الى باب الخروج .كنت انظر الى كل الاماكن التى جلسنا فيها وانا اتمنى ان أأخذ من كل مكان زكرى لتلك اللحظات التى اقضيتها معه ولكنى خرجت من القلعه وانا لا املك منها سوى التذاكر التى قررت ان احتفظ بها زكرى من ذالك اليوم الجميل .خرجنا من القلعه وكانت الساعه( الخامسه ) .ذهبنا انا وشرف وكنا نرى القلعه من على مسافه بعيده  بأضوائها الجميله بعد ان عم علينا الغروب . كنت سعيده وكان هو يمزح قائلا: منك لله انتى السبب فى الشحططه اللى انا فيها مما جعلنى اشعر بانه لم يكن سعيدا معى بقدر سعادتى معه . دخلنا انا وشرف مطعم واتغدينا .وبعد خروجنا من المطعم بدأ يظهر عليا التعب والارهاق لانى طبعا مانمتش طول الليل ولكنى قاومت تعبى وطلبت من شرف اننا نروح اول حديقه رحتها معاه بحجة انى عايزه اشوف منظر الحديقه قبل ذهاب الشمس ولكن كان هدفى الحقيقى انى ابقى مع شرف اكبر وقت . واحنا فى الطريق قررنا نمشى بدون مواصلات لحد الحديقه .وفى طريقنا للحديقه لقينا كورنيش وناس بتركب مراكب .لقيت شرف بيقولى :ايه رايك تيجى نركب مركب ؟ نزلت معه المركب وكان اول مره فى حياتى اركب مركب .  وانا معه داخل المركب كنت مبسوطه وبتخيل لو المركب دى مافيهاش حد غيرنا وروحنا بيها ابعد مكان اكيد هبقى مش عايزه ارجع تانى وساعتها مش هبقى عايزه حاجه تانى من الدنيا . وبعد لحظات بدأت المركب تمشى بينا جوه الميه كنت ببصلو وخايفه الوقت يعدى ولكن شرف مكنش شايف الخوف اللى فى عنيه لكن كان شايف التعب والارهاق لقيته بيقولى :انتى عينك حمره كده ليه انتى شكلك تعبانه اوى . قلتله : لا ابدا مش تعبانه خالص بالعكس ده انا فرحانه ان انت معايا ومش عايزه اليوم يخلص . قالى : لو تعبانه نروح البيت ومش ضرورى نروح الحديقه . قلتله : لا مش تعبانه وصممت نروح الحديقه رغم ان الدنيا ليلت والشمس راحت يعنى حجت انى عايزه اشوف الحديقه بالنهار فشلت . ولكنى صممت نروح وفعلا روحنا وقعدنا على نفس المقعد امام البحر اللى قعدنا عليه اول مره . واحنا قاعدين كان التعب اشتد عليا جدا زائد ان الجو بدأيبرد وانا لبسه خفيف لكن طبعا مكنتش محسسه شرف بأى حاجه من ده كله . كنت مأنجچاه وبدعى ربنا ان اليوم مايخلصش . كان الجو عمال بيرد اكتر واكتر لدرجة ان الهوا كان داخل جسمى زى الرصاص لكن شرف كان لابس صوف فمكنش حاسس بالبرد اللى انا حساه . كان كل شويه يسألنى انتى بردانه ؟ اقوله : لا الجو حلو . بعد شويه يقولى : انتى بتترعشى ؟ اقوله : لا انت اللى بتترعش مش انا . كنت بحاول اهزر واتوهه عشان ميسألنيش تانى . لكن فجأه لقيت نفسى غصب عنى بترعش جامد وانا مأنجچاه . لقيته بيقولى : انتى بتترعشى اهو وتقوليلى مش بردانه . حلفتله انى مش بردانه عشان افضل معاه ولكن هو صمم اننا نقوم وفعلا قمنا . واحنا فى الشارع كنت مضايقه اننا مروحين لقيته بيسالنى وبيقولى : نركب ولا نمشى ؟ وكانت اجابتى له هى : نمشى .. وبرغم انى كنت بموت لكن قلتله نمشى عشان افضل معاه اكبر وقت . وانا ماشيه جنبه قلتله: هو احنا رايحين فين دلوقتى .قالى . هنكون رايحين فين مروحين طبعا . بصتله بحزن وقلتله :ليه  هى الساعه كام .قالى : الساعه 8 .قلتله : طيب لسه بدرى اليوم لسه مخلصش . قالى : بلاش افترى احنا فى الشارع من 8 الصبح لحد 8 بليل يعنى 12 ساعه عايزه ايه اكتر من كدا . اللى كان بيجرحنى من شرف انه ديما يعدلى الساعات ويستكتر عليا الوقت اللى بنقضيه سوا مكنتش بحس انه بيتمنى الوقت يطول زى مانا بتمنى طول مانا معاه واللى كان واجعنى اكتر انه بيسمى حبى له (افترى) .لقيته فجأه بيوقف مكروباص اتفاجئت لانى قلتله نمشى مش نركب لكن لقيت نفسى قدام الامر الواقع  .ركبت معاه لكن كنت طول الطريق حزينه اوى . كان نفسى تحصل اى حاجه تعطلنا .نفسى نقف اشاره . نفسى العربيه تعطل . نفسى اى حاجه تحصل ليطول الوقت .لكن للاسف كان الطريق سهل .كان كل ما الطريق يسرع كل ما بحس بقبضه فى قلبى وهو قاعد جنبى باصص للطريق ومش حاسس لقيت نفسى بأنجچ دراعه وبضمه فى حضنى. اول مره احس انى مش عايزه اروح  . كانت دموعى نزله منى طول الطريق اقسم بالله ما كنت عرفه امنعها نزله على خدى بدون اراده لكن شرف مكنش باصصلى ولا كان حاسس بيا نهائى وصلنا نصف الطريق ونزلت انا وشرف من المكروباص لكن اول مانزلت كنت حسه انى تايهه ومش حاسه بنفسى كان شرف ماسك ايدى و بيعدى الشارع . كانت انوار العربيات مزغلله  عينه . كنت سامعه اصوات الكلاكسات وكانها صدى صوت بعيد . لقيت شرف بيدخلنى شوارع شكلها غريب حسيت انى بتوه اكتر . لقيت شرف بيقولى  : اخويا على بينادى علينا . قلتله : فين ؟ قالى : قالى ورا هناك 2 اهو رجعنا تانى لقيت على ومراته وابنه سلمت عليهم لكن لما جيت اشيل ابنه عشان ابوسه حسيت انى مش عرفه اتحكم فى نفسى معرفتش اشيله سبته بحجة انه تقيل عليا لكن فى الحقيقه كنت دايخه جدا ولو كنت شيلت الولد كان ممكن وقع منى . وقفنا معاهم شويه وبعدين سبناهم ومشينا .وانا ماشيه مع شرف مكنتش شايفه قدامى كنت مأنجچاه بايد وايدى التانيه حطاها على وشى . لقيت شرف بيقولى تخيلى  اخويا  بيقولى امل شكلها متغير هو انت مزعلها ولا ايه. و بيقول ان وشك اصفر زى ماتكونى معيطه .كنت بسمعه و شايفه الدنيا قدامى بتغيم وفجأه وقعت على الارض فاقده الوعى . محستش بنفسى الا وانا قاعده على كرسى واصوات كتير حواليا وايد بتشممنى برفان فتحت عينى لقيت ايد شرف بدأت افوق ناس جابتلى مايه وناس جابتلى عصير وبدأ شرف يقومنى وحده وحده لحد ما بدأت امشى . لقيته بيسالنى نركب بقا ؟ قلتله لا انا بقيت كويسه . اكملنا طريقنا الى بيت خالتى عشان ناخد ماما نوصلها فى طريقنا للمنزل . وفعلا وصلنا بيت خالتى ووقفنا تحت العماره وهناك وجدنا الجميع ينظر لنا من البلاكونه وبدأت تنزل البنات عشان يسلمو عليا وهنا بدأ يلاحظو الحاله اللى كنت فيها من دوخان واصفرار وجهى الذى كان يظهر بشكل ملحوظ ولكنى نبهت شرف انه ميقولش لحد على اللى حصلى حتى لا يتهمو شرف بعدم اهتمامه بى . ولما ماما نزلت من بيت خالتى وسالتنى مالك .قلتلها انى عايزه انام . روحنا البيت مع والدتى كنت مبسوطه انه ماسبنيش الا لما طلع وقعد معايا واطمن عليا وفجأه لقيته بيبص للساعه . وها هى قد دقت ساعة الفراق يالها من ساعه مؤلمه . قمت لتوصيله الى باب الشقه وانا اقول بداخلى اننى حاربت من اجل ان يدوم هذا اليوم ولكنى نسيت تلك الساعه الاخيره التى لا مفر منها وهى ساعة الفراق . فكيف اوقف العقارب ؟ كيف اوقف الزمن ؟ كيف اوقف هذه الساعه الملعونه التى كلما دقت كلما انغرزت عقاربها فى صدرى . انه نفس العقرب التى كنت انتظره صباحا ان يلف مسرعا حتى يأتى موعدك والان اتمنى ان يقف ولو للحظات حتى اشبع من رؤياك . ذهب شرف.نعم ذهب بعد ان ترك فى يدى لمسته الاخيره 
شعر ( وعدى اليوم  )
وعدى اليوم وخلصت ساعاته 
وبدأ الليل بسكونه وسكاته
وفى عز السكون قلبى بيناديلك
بيقولك تعالى وسكت اهاته
يا قمر الليل وصله الرساله 
قوله حبيبك عليل ومحتاجلك تعالى 
قوله فراقك بيوجع والنار جوايا قايده 
قوله ان الحياه فى بعدو عنى استحاله 

( وبعد مرور اربع ايام ) 

يا قمر الليل فات اربع ليالى
امتى هشوفه تانى وحشنى حبيبى الغالى 
قاله الوقت واقف والساعه مش عايزه تمشى 
قوله من يوم فراقه النوم ما زرش رمشى 
قوله نفسى اشوفه واشبع عينى منه 
خليه يجى يزورنى انشلا ساعه ويمشى 
خليه يسأل عليا او يبعت السلام 
خليه يبعتلى رساله يقولى اى كلام 
خليه يقولى بحبك او يقولى مشتاقلك
خليه يبعتلى صورته انشلا فى المنام
قوله وحشنى صوته وهو بينادينى 
قوله ان بعدو عنى بيحرقنى ويكوينى 
قوله وحشنى اللقى قوله غيابه تعبنى 
قوله وحشتنى لحظت مبتيجى عنيه فى عينى 
كان حرمانى من شرف يؤلمنى بكل المعانى كان انتظارى ليوم الجمعه انتظار قاتل . كنت انتظره فى شرفتى كل ليله على امل ان يفوت صدفه من تحت البيت. كنت انتظره وانا اعلم انه لم يأتى الا يوم الجمعه 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق