بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 13 ديسمبر 2017

مأساة إمرأة(٢٣)/بقلم الشاعره/ أمال مصطفي الشامي

اعترفت لشرف عن تلك الصراعات فى جوابى الحائر الذى يحمل كلمات اوجعنى قلبى عند كتاباتها ولكن كان رده على هذا الجواب كلمه واحده وهى (سيبك منهم) لم يعلم مدا الصراع بداخلى بين ما اسمعه حولى من قولهم انه لا يحبنى وبين حبه الكبير الذى يسكن قلبى بل والصراع الاكبر الذى يؤلمنى هو صراعى ما بين نصائح اهلى بتركه وبين حبى القوى له وبرغم عدم مبالات شرف بكلام اهلى الا ان كلام اهلى مازال يتردد فى اذنى كالشريط السافف .. نعم بنهار كل مفتكر كلامهم عن شرف لكن من الناحيه الاخرى مش هقدر استسلم لكلامهم ولا هقدر اسيب شرف ..شرف عايش جوايا فى روحى .فى قلبى .فى كيانى ..شرف عايش جويا وعمره ما هيخرج منى الا لما اموت .. حب شرف معشش جوه قلبى زى العصفور اللى معشش فوق الشجر كل مادا مبيفرد جنحاته ويكبر يوم بعد يوم . أيوه حبه معشش فى قلبى زى العصفور .. بيكبر لكن عمره ماهيطير ..كنت حسه ان حياتى وقفت عليه لو مكنتش بحبه كنت سيبته فى اقرب وقت وكنت ريحت نفسى من عذاب ماضيه ومن كلام اهلى .على اد ما حب شرف كبير اوى لكن تاعبنى اوى واللى تاعبنى اكتر كلام اهلى عنه ونصائحهم والجمله المعتاده ( ده مبيحبكيش) اما هو فكان رده كالعاده ( سيبك منهم) ولكنه لم يثبتلى عكس ما يقولون.لم يثبتلى حبه وكان فى عدم مبالاه .مرت حياتى هكذا فى تلك الصراعات المميته. كنت أشعر ان شيئا بداخلى ينهار ولكن لم يشعر شرف بما يحدث لى فى هذه الأيام من حيره وتعذيب قاتل بل كان يمارس حياته بشكل طبيعى فى الصباح  يذهب الى عمله وفى الليل مع صحابه او فى ماتش كوره.. كانت عدم مبالاته تزيد من صراعاتى فكانت افعاله وعدم اهتمامه تؤكد انه لم يحبنى كما قالو  الكثير من الناس ( ولكنى احبه ) وبرغم ما انا فيه من مشاحنات وصرعات ولاكننى كنت اشتاق اليه كثيرا .كنت اتمناه ان يأتى فى الاوقات التى اشعر فيها بقمة احتياجى له ولكنه كان يفضل الماتش عنى .وكان يفضل ان يتجول مع اصحابه بدلآ منى .كان يقول لى ابى انا لو مكانه  لا هفكر فى الماتش  ولا هفكر فى اصحابى وكنت افضل خطبيتى عن اى شئ فى الدنيا واروحلها لاكن ده مبيحبكيش . وكان شرف بالفعل فى هذه الايام يقول هبقى اجيلك يوم الجمعه لانى مشغول اليومين دول .كانت تمر الايام والصراعات بداخلى مستمره وفى يوم من الايام نزلنا انا وماما ذهبنا الى خالتى  كان يوم اربعاء فى اليوم ده نسيت اقول لشرف انى نازله ..وبعد ما وصلنا هناك اتفاجئت بشرف بيتصل وبيقولى انا جايلك .كانت مفاجئه وفى نفس الوقت كانت صدمه لان شرف ميعرفش ان انا مش فى البيت . كنت محتاره اقوله ايه . لو قلتله تعالى انا مستنياك وحاولت اروح البيت قبل مايجى هخاف يوصل قبلى . ولو قلتله انا عند خالتى خايفه ميجيش .فضلت ساكته . لقيته  بيقولى مالك ساكته ليه؟ قلتله اصل انا بصراحه مش فى البيت انا عند خالتى بس  هروح البيت دلوقتى وهستناك . لقيته بيقولى :لا خليكى وهبقى اجيلك يوم تانى . قلتله: لا عشان خطرى تعالى وانا والله هروح البيت دلوقتى .قالى : لالا خليها يوم تانى .قلتله : يعنى انا غلطانه انى قلتلك انى عند خالتى ؟ قالى: لا مش غلطانه بس مينفعش اخدك منهم .قفلت معاه ورحت لماما قلتلها :انا عايزه اروح .قالتلى ازاى نروح احنا لسه جايين . قلتلها : خلاص خليكى انتى وانا هتصل ببابا يجى ياخدنى .قالتلى : وانتى عايزه تروحى البيت ليه ؟ قلتلها : عشان شرف جى . اتفاجئت بماما وخالتى بيقولولى : متقوليله انا عند خالتى هو كل يوم يجى . تعجبت من رد فعلهم ولكنى اصريت على ذهابى .وكانت المفاجئه الاكبر اننى عندما اصريت على الذهاب لقيت خالتى قامت تلبس و قالتلى احنا نزلين نجبلك هدوم للجهاز ولازم تكونى معانا عشان تقيسى. ومن هنا بدأت اشعر انهم يسعوا  فى حرمانى منه .نزلت انا وماما وخالتى لكن وانا نزله معاهم كنت حسه انى زى المقبوض عليا. كنت ماشيه معاهم غصب عنى واول ماطلعنا من الشارع  وبدون ان اشعر لقيت نفسى بقولهم انا مروحه . وقفو بصولى وقالولى : هتروحى البيت ازاى ؟ قلتلهم هروح لوحدى .قالولى : طب  احنا نزلين عشان مين ؟ قلتلهم : نبقى ننزل بكره . قالولى احنا مش على مزاجك .قلتلهم :وانا مش هاروح معاكو.. ردت  خالتى قائله : هتيجى معانا غصب عنك مما اثار تعجبى ثم نظرت الى امى فوجدتها تدفعنى بيدها الى الامام وتقول بصوت عالى هتمشى يعنى همشى كانت صدمه بالنسبالى اول مره ماما تعلى صوتها عليا قدام الناس ومكنش هاممهم ان الشارع كلو بيبص علينا .للدرجادى عايزين يمنعونى من شرف كنت اشعر بأهانه كبيره ولكنى اصريت على موقفى فى سبيل انى اشوف شرف .طبعا بكيت من الاهانه اللى شوفتها واتصلت ببابا عشان يجى ياخدنى وحكيت له على اللى حصل وعندما علم ابى بكل ما حدث وجدته يضحك ويقول لى : كل ده عشان شرف ياستى مايجى بكره ولو مجاش بكره يجى بعدو ايه المشكله كبرى دماغك وقضى مشوارك . قفلت مع والدى والحزن يملأ قلبى فلم يشعر ابى بمدى اشتياقى لشرف .فعلا كملت مشوارى ولكننى فى هذا اليوم كنت فى قمة الحزن والاسى ليس بسبب اهانتهم بل بسبب افعالهم الدنيئه ومحاولاتهم لحرمانى منه وابتعادى عنه بالاجبار . مازعلتش على كرامتى اللى ضاعت قدام الناس اد مازعلت على اليوم اللى ضاع هدر من غير ما اشوف حبيبى ذهبنا حتى وصلنا الى معرض ملابس على شارع الهرم . وانا واقفه امام المعرض القيت نظرى على الصف الثانى من الشارع فوجدت نادى الصفا وهو النادى الذى يقوم فيه شرف بلعب الكوره مع اصحابه كنت انظر الى الارض بحزن وهاين عليا الم التراب اللى كان ماشى عليه واخدو فى حضنى. كنت ببص حواليا بحزن وضميرى بيأنبنى انى سبت شرف وجيت المكان ده وهو مش موجود فيه. رغم انه بيجى نفس المكان عشان يلعب كوره ومش بيفتكرنى ولا بيتأنب انه جى لصحابه وسايبنى . وكمان انا جيت هنا من غيره غصب عنى ومجبوره لاكن هو بيجى برضاه وبمزاجه.كان جوايا شعور غريب ومقارنات غريبه بقارنها بينى وبين نفسى طول الوقت .من ناحيه تانيه كان احتياجى لشرف مموتنى وكل مفتكر انى كان زمانى معاه دلوقتى احتياجى له بيزيد . فجأه لقيت نفسى بتصل بشرف وبقوله  وحشتنى . رد عليا بهدوء وقالى انتى اكتر . مكنتش حسه انى وحشاه بجد . مكنش فيه لهفه . قلتله: انت مش زعلان انك مش هتشوفنى النهارده . قالى : زعلان بس اعمل ايه . ولكن لم اشعر بحزنه او زعله على فراقى . اكملت المكالمة قائله : طب انت هتعمل ايه دلوقتي؟ وكان رده هو : هنام هكون هعمل ايه يعنى؟.. ساعتها حسيت بجد ان مش على بالو كل اللى انا حساه واتأكدت من احساسى انه ولا زعلان ولا وحشته زى ماقال . وهنا تأكدت من كلام ابى حين قال (شرف مبيحبكيش)  فعلا  شرف مبيحبنيش ولكن حرمانى منه بهذه الطريقه مؤلم بمعنى الكلمه . وبعد ان اقضينا حاجتنا من المشتروات لقيتهم بيمشونى من طريق مشينا فيه انا وشرف قبل كدا . نعم فى نفس المكان مشينا وعلى تلك الارض خطونا .كنت اشعر ان قلبى يتلهف بحثا عنه رغم اننى على يقين بأننى لم اقابله فى طريقى بل كنت اتخيله وكأننى اراه يمشى بجانبى مثل ما كان يمشى دائما يتكلم و يبتسم وينظر إليا . كنت اشعر به كالطيف يراودنى فى كل الاماكن حولى . كنت اسمعه ينادينى بصوته الدافئ المنخفض .كنت اشعر بلمسات يده. كنت ارى نظرات عينيه الساحره وهو ينظر إليا ويتكلم معى وظليت اتخيل طوال الطريق حتى انتهى اليوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق