نداء
كتبت في شهر أب عام 1984
بقلم زوجي وليد الأصفر
................................................
وحاولت أنسى
فكان هروبا إلى المستحيل
هربت ولم تهرب الذكريات
ولم يهجع الشوق والأغنيات
ولم تغرب الشمس بعد الأصيل
...............................
وحاولت أنسى
وخلت سلوتك عند المساء
وخلت دفنت الأنين
وأطلقت للنفس رحب الفضاء
فألفيت أنك لا تلبثين تجوبين قلبي ولا ترحلين
تطلين فوق مياه الجداول عبر الضفاف
وتجتاح عيناك وجه المرايا
وصوتك يبعث دفء الحكايا
وبين الفؤاد وبين الشغاف
تظلين طوقا من الياسمين
..............................
وحاولت أنسى
وأكذب لو قلت أني استطعت
وأني ببعدك يوما قنعت
وأكذب لو قلت نام الحنين
وأن غيابك لم يعن شيئا
وغير رموشك أدمنت فيئا
على مر هذا الزمان الحزين
وأكذب أكذب إن لم أقلها
أحن إليك ويهفو إلى كل ما فيك قلبي
أحن إلى ذلك الكبرياء
إلى وجهك الحلو يملأ وجه السماء
ويلغي جميع النساء
.............................
أحن لتلك الربوع التي جمعتنا
وسرب حمام يروح ويغدو هناك
وقلبي بقربك عصفورة لم تنلها الشباك
أحن إليك فعودي ..
لماذا ذهبت بعيدا بعيدا
وخليت قلبي شريدا جريح النداء
أحن إليك وكلي انتظار
يكاد يغطي جبيني الغبار
وأمسي وأصبح فوق شفا الإنهيار
..............................
أحبك لا تتركيني وحيدا
أصارع ليل الدمار
وردي إلي أغاني النهار
وعودي فقد بح صوتي النداء
وفي التيه وجهي انطفاء
وعمري غثاء
فعودي إلي فأنت لوجهي الملاذ
ووحدك وحدك أنت اليقين
وعودي كما كنت يوما فيحلو بقلبي الشقاء
..........................................................
وليد الأصفر
أب 1984
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق