بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 19 أغسطس 2018

مأساه امراه (٥٥) بقلم الشاعره/امال مصطفى الشامى

الحلقه (٥٥)من قصة مأساة مراه
بقلم الشاعره امال مصطفى الشامى 
************************
ظل شكى تجاه امانى يؤلمنى بقدر حبى لها  وفى ذات يوم ذهبت مع والدتى الى خالتى وهناك التقيت بأمانى وأخواتها كان سلامى لهم طبيعى وعندما جاء دور امانى فى السلام  احتضنا بعضا البعض كالعاده ولكن فى هذه المره شعرت بنار تحرق ضلوعى كنت اغمض عينى وانا فى احضانها حتى امنع دموعي من ان تسيل على كتفيها . جلست وسطهم وكان الجميع يحدثنى عن يوم زفافى وعن التجهيزات والكوافير والفستان وغيرها وفجأه رن تليفون امانى فوجدتها تقوم من جانبى وتدخل الحجره المقابله للكرسى الذى اجلس عليه فكنت اراها امامى من على بعد تتحدث فى الهاتف وتضحك وفجأه وجدت شفتيها تنطق اسم شرف . كانو الجميع يتحدثو معى وانا عينى على امانى لم اسمع احد منهم .فقط اسمع صوت امانى وحدها وكأن كل الاصوات حولى صمتت الا صوتها يرن فى اذنى كصوت صدى الميكروفون . وفجآه وجدتى اترك الجميع واتجه الى حجرة امانى بالخطوات البطيئه .فكان الجميع ينظر اليا فى تعجب اما انا فكنت اقترب من حجرتها بكل خوف فسمعتها تقول :  ماشى يا شرف يلا سلام. وعندما التفتت لتخرج من الحجره وجدتى امامها فقالت : ايه يابنتى مالك .؟ رديت بصوت مختنق وقلت : بتكلمى مين؟ فقالت :ده حبيب قلبى . قلت : مين هو ؟ قالت :محمد خطيبى . قلت لها : انا سمعاكى بتقولى شرف . فقالت : اه ده شرف ابن خالت محمد كان واقف جنبه وكان عايز يسلم عليا . قلت لها : اسمه شرف؟ قالت : اه ياختى على اسم خطيبك شوفتى الحظ .فقلت لها طب هاتى تليفونك عايزه اعمل مكالمه ومش معايا رصيد . فوجدتها تعطيلى موبيلها بكل سهوله  أخذت هاتفها ودخلت الحجره  وعندما دخلت على اخر مكالمه فوجدته رقم خطيبها . وقتها شعرت وكأنى فى دوامه ما الذى يحدث لى وما هذا الشك الذى يمتلكنى والذى يكاد ان يكون حقيقه ملموسه امام عينى ثم يصبح سراب فى لحظات. مرت الايام وفى ذات يوم تفاجئت بشرف يقول : الاسبوع الجاى اجازه لان عمال الشركه هيعتصمو ووعدنى انه هيجيلى كل يوم عشان نستعد لتجهيز اجراءات الفرح . ذهب الشك وتبدلت مشاعرى من خوف الى سعاده حيث كان انتظارى له كل يوم يذداد لهفه . جائنى شرف يوما واحدا من ذلك الاسبوع وباقى الاسبوع اقضيته انتظار بلا لقاء  .فكل يوم البس واستعد للقائه وتمر الساعات ولم يأتى ظليت على هذا لحال سبع ايام كامله ادخل البلاكونه واقف مكانه وافتكر وعوده الزائفه وانا ابكى كنت بشيل الكراسى اللى كنا بنقعد عليها فى البلاكونه والم كبايات العصير اللى كنت مجهزاها وقلبى بيتقطع . كنت المس اكره الباب مطرح ايدو واقول امتى يخبط. وابص على تراب جزمته اللى كان له علامه مميزه على المشايا وبيبقى هاين عليا المو بإيدى واقول يارب صبرنى  . مر الاسبوع وانا اتمنى ان يتصل ويقول انا جايلك .ياااااه على الكلمه دى . اد ايه يتفرحنى وتخلينى طايره من السعاده امتى اسمعها تانى؟ كنت اتمنى ان اسمعها رغم انتهاء الاسبوع الاجازه يعنى بدعى اشوفه وانا عارفه انه صابح شغال ومش جاى . ولكن هنا بدأ الشك يتسلل اليا من جديد حيث بدأ يراودنى سؤال وهو : ايه اللى يثبت ان الاعتصام خلص ؟ مش يمكن الاعتصام لسه مستمر والاجازه لسه مستمريه ويكون شرف بيضحك عليا و بيقول الاجازه  انتهت عشان ميجليش . حيث ملأنى الشك  مما جعلنى ادخل على الإنترنت وابحث عن موقع شركته واخبارها حتى اتأكد من انتهاء الاعتصام. وبالفعل دخلت على موقع الشركه ولكن لا استطيع ان اضع يدى على دليل انتهاء الاعتصام بل كنت ارى بعض المعلومات تزيد الشك . حتى جاء اليوم الذى تلقيت فيه اتصال من شرف يقول فيه : انا مش رايح الشغل النهارده وهعدى عليكى ننزل نتمشى عشان مخنوق . وهنا اثبتلى شرف ان الاعتصام لسه مخلصش وان اجازته مستمريه لان لو فيه شغل الايام دى مستحيل هياخد اجازه وهو لسه طالع من اجازه الاسبوع اللى فات . يعنى كان بيخدعنى وبيقول فيه شغل عشان ميجيش ويروح يتفسح مع صحابه .ولما زهق منهم واحتاج يخرج معايا معرفش يكمل كدبته وقال انه اخد اجازه . بالفعل خرجنا وكنت طوال الطريق انظر اليه واقول : لماذا انا لعبه بين يديك عندما تنتهى منها تتركها وتبتعد وتصنع اعذار كاذبه وحينما تحتاجها تجرى عليا وللاسف كلما تحتاجنى تجدنى فاتحه لك ذراعاى دون لوم ولا عتاب .وفى ذات لحظه استوقفنى شرف وجلسنا على مقعد استراحه فى احدى الشوارع فقلت له بصوت منخفض: انت ليه كدبت عليا وقلتلى انك نزلت شغل برغم انك اجازه .قالى : لا اليومين دول فيه شغل بس انا واخد اجازه النهارده .قلتله وهو معقول يكون الاسبوع اللى فات اجازه وتاخد النهارده كمان اجازه انا بصراحه حسه انك اجازه الاسبوعين ومخبى عليا . قالى الكلام ده غلط. قلتله : لا مش غلط انا دخلت على النت على موقع الشركه ولقيت مكتوب ان الاعتصام مستمر . وهنا تفاجئت بشرف بيطلع من جيبه الموبيل وفتحلى رساله تبع الشركه مكتوب فيها ان الشركه بدأت شغل من بدايه الاسبوع بالتاريخ واليوم .كنت اشعر بخجل شديد وانا اقرأ هذه الرساله فوجدته يقول لى : بقى انتى بتشكى فيا يا امل وبتدخلى تتجسسى عليا من موقع الشركه هيا بقت كده ؟ ماشى والله لوريكى ؟ كنت اشعر وكأنه يريد الانتقام منى بدل ميطمنى ويمحى الشك والخوف من قلبى بل كان يردد طوال الوقت قائلا : اللى يجرب مرات الاب هيعرف قيمى امه . قلتله : يعنى ايه ؟ قالى : يعنى لو اتخطبتى لواحد غيرى هتعرفى قيمتى .نظرت له بخوف وقلت : انت ليه بتقول كده  ؟قالى : عشان بتشكى فيا لو واحد غيرى كان لففك حوالين نفسك بس معلش بكره تعرفى قيمتى . كنت اشعر بأنيب ضمير وانا ارى فى عينيه الظلم وفى نفس الوقت اشعر فى لهجته بتهديدى بالانتقام من ذلك الشك الذى لم يكن بيدى . كانت تمر الايام وانا احاول طرد هذا الشك من قلبى. فى هذه الفتره كنا نسمع عن مظاهرات فى ميدان التحرير وارتفاع عدد الشهداء والمصابين وفى ذات يوم خميس اتصل شرف قائلا: انا رايح بكره ميدان التحرير .قلتله : لا يا شرف بلاش انا خايفه عليك. قالى : خايفه من ايه ؟قلتله : انت مش سامع عن اللى بيحصل فى ميدان التحرير . قالى : متخافش سبيها على الله .قلتله : ونعم بالله بس عشان خاطرى متروحش .قالى : مينفعش يا حبيبى لازم اروح هيا الناس اللى بتموت دى بتموت عشان مين عشانى وعشانك يبقى ازاى مروحش .فى ذلك اليوم كنت اسمع من بابا وماما ان الاسبوع ده هيكون ( مجزره) كنت اتابع اخبار ميدان التحرير عن طريق التليفزيون وكان قلقى على شرف يذداد كلما ارى الضحايا والمصابين والضرب وكان قلبى ينقبض كلما اسمع صوت الرصاص ظليت كل ليله ادعو الله ان يحميه من كل شر وان يجعل يومى قبل يومه وفى ذات ليله بعد انتهائى من الدعوات ارسلت له رساله قلت فيها ( لو كنت نايم ابعتلك روحى تغطيك واشواقى تدفيك وعيونى تحميك وقلبى يطوف حواليك تصبح على خير يا اغلى من روحى ) وفى صباح اليوم التالى صحيت على صوت نشرة الاخبار الذى كان يشغلها ابى بصوت عالى . قمت متلهفه من سريرى الى التليفزيون مباشرا وقفت استمع للاخبار وانا ارتعب خوفا على شرف . فجأه لقيت بابا بيقولى : متخافيش انا لسه مكلمه من شويه .قلتله : هو كويس .قالى : اه متقلقيش .دخلت حجرتى وطلبت رقمه عشان اسمع صوته واطمن عليه بنفسى لكن لقيته مبيردش . كررت الاتصال اكتر من مره وبردو مش بيرد .جريت على بابا وقلتله : شرف مش بيرد على الموبيل.قالى : يا بنتى متخافيش الدنيا هناك دوشه وتلاقيه مش سامع الموبيل انا لسه مكلمه وقالى مافيش شبكه عندهم .كنت استمع لابى ويدى مشغوله فى كتابة رساله وكانت رسالتى تقول ( تمر الساعات وتفوت وقلبى عليك هيموت وبنادى بأعلى صوت ياعمرى وحشتنى موت ارجع بقا خايفه عليك اوى ) وبعد ساعه اتصل شرف واطمئن قلبى . كانت تمر الايام بينما اصبح التحرير اساسى فى كل جمعه فبدأ يقلل من الوقت الذى يقضيه شرف معى وشيئا فشيئا  اصبح التحرير اساسى كل يوم وليس كل جمعه فقط بل انه يأتى من شغله الى التحرير مباشرا دون تعب ودون ارهاق وكان هذا هو الذى يثير تعجبى ويجعلنى اتسائل ازاى مكنش قادر يجيلى فى ايام شغله وقادر يروح التحرير ؟ازاى واحد بيشتغل ويفضل واقف عشر ساعات على رجله حسب قوله من بدايه الساعه خمسه الفجر الى الساعه 6 المغرب وبعدها يطلع على التحرير ويرجع البيت الساعه واحده بليل . سألت فى الحكايه دى شخصين ابذلت مجهود كبير حتى عثرت عليهم الاول عامل من عمال شركة شرف والثانى (استاذ بكر) صاحب منصب كبير فى الشركه وكان وصولى لهم عن طريق  بحثى فى جميع مواقع الشركه حتى وجدت ايملاتهم وسط ايميلات الافات من العمال .فحينما سألت العامل كان رده : مستحيل يكون بيروح التحرير ده اكيد بيخونك . ولكنى لم اكتفى بهذه الاجابه فقد وقع اختيارى الاكبر على استاذ بكر لانه مسؤل فى الشركه وسيظهر لى الحقيقه كامله فحينما قصيت عليه القصه قال لى : مافيش وقت عند أى عامل للذهاب للتحرير . دفعتنى هذه الجمله ان اسال سؤال اخر وهو : فى بنات فى الشركه ؟ وكانت اجابته : ايوه في . وها هى النقطه التى وضعت يدى عليها لاستنتج منها الحقيقه .وكانت الحقيقه التى استنتجتها هى ان شرف مبيروحش التحرير وانه بيخرج من الشغل مع وحده من البنات اللى معاه فى الشركه ودى اللى بيقضى معاها اليوم ويفهمنى انه فى التحرير. ولو قلت لنفسى انى يمكن اكون ظلماه زى كل مره وانه يمكن فعلا بيروح التحرير طب ازاى بيقول انه بيوصل التحرير الساعه 6 واليوم اللى بيجيلى فيه بعد شغله بيجيلى الساعه 8 ويقولى انا لسه جاى من الشغل حالا. معنى كده ان شرف بيجى من شغله بدرى وبيوصل التحرير الساعه 6 انما اليوم اللى بيجيلى فيه الساعه 8 ويفهمنى انه لسه واصل بيكون فى الحقيقه واصل قبلها بساعتين طيب ياترى بيقضى فين الساعتين دول من 6 الى 8 بيروح فين ومع مين .ماذال الشك مستمرا ولا استطيع منعه وهو يتحول الى حقيقه ملموسه ففى ذات يوما طلبت منه المجئ فرد بجملته(مش عارف ايه ظروفى ) ثم طلب منى ان اتركه بضع دقائق ليقرر . اغلقت الخط وكنت انتظر رده والدموع فى عينى والساعه امامى واسال ما عذرك هذه المره وماهى هى الكذبه الجديده ؟ 
شعر .هتيجى ولا لسه
       مش عارف تقرر 
      ياترى هتقولى جاى
 ولا هتقول مش هقدر 
ان كنت مش عايز تيجى
 متجيش وهحاول اصبر 
وان كنت ناوى تيجى 
ارجوك بلاش تتأخر 
هذا هو ما كتبته وانا فى لحظات انتظار الاخيره انتظر رده بل انتظر المفاجئة الجديده 

جميع حقوق النشر محفوظه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق