بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 22 أبريل 2018

مأساة امراه(٤٤)بقلم الشاعره /امال مصطفى الشامى

الحلقه (٤٤)من قصه مأساه امراه
بقلم الشاعره / امال مصطفى الشامى 
************************
وبعد ان صدمت البطله برد فعل البطل وهو ينفر يديها  حين انقذته من الوقوع كانت تمشى بجانبه صامته تماما لا تستطيع ان تبوح بكلمه بل توقفت الكلمات فى حلقها وهى تريد ان تقول له لماذا تعاملنى هكذا ؟ لماذا هذه القسوه ؟ ظلت تتسائل حتى اقتربو من مكان ابو الهول وهنا تقول البطله : بدأنا نرى ابو الهول من قرب  حيث وجدنا مجموعه من الاشخاص يقفون على بعد خطوات منا ينادون قائلون مين عايز بتصور مع ابو الهول؟ .وعند مرورنا من جانبهم اوقفونا ثم قالو لشرف : مش عايز تتصور مع ابو الهول يا استاذ ؟ لقيت شرف بيطلع الموبيل من جيبه وبيقولى : اقفى عشان اصورك جنب ابو الهول .وعند وقوفى تفاجئت بأن احد الاشخاص يأخذ من شرف موبيله ويقول : هات اصورهالك انا صوره جامده . فتفاجئت برد فعل شرف انه وافق فى الحال ولم يمانع وترك هذا الشخص الغريب يعلمنى كيف اقف ليلتقط الصوره كنت اشعر بذهول لصمود شرف لهذا الموقف .وكان سؤالى الذى يدور بداخل نفسى هو :ماذا افعل لو كنت مكانه ؟ كيف اسمح لفتاه اخرى بأن تقوم بتصويره امامى ؟ كيف اتقبل هذا المنظر؟ كيف اوافق بأن اتركها تعمله يقف لتلتقط له الصوره ؟ كنت اتعجب .. بل كنت فى ذهول تام من جفاف المشاعر التى تكاد ان تقتلنى . كنت التقط الصوره وانا عقلى لم يكن فى الصوره نهائيا بل عقلى فى الشخص الذى يرتدى دبلتى ولم يشعر تجاهى بالغيره او الحنكه كارجل حر  يرى حبيبته التى ستصبح يوما ما مسؤله منه تتصور امامه بيد شخص اخر ويرها  ايضا تمسك بيد الصبى كى تركب الحصان وهو واقفا متقبلا على نفسه هذا المشهد الذى كان يحز فى قلبى كثيرا. اين المشاعر؟ اين الغيره ؟ اين الحب ؟ كنت ارددها بصراخات مكتومه لم يسمعها احد سوايا وانا التقط الصوره بيد الشخص الغريب . وبعد التقاط الصوره ذهبنا حيث توجهنا الى طريق ابو الهول من الداخل لكى نراه من قرب اكثر وعند وصولنا كان المنظر خرافى بالنسبه لى لم اراه من قبل كنت ارى ابو الهول كبير الحجم بدرجه ادهشتنى وكانت ملامحه واضحه وجسده ضخم . جلسنا انا وشرف على صخره كبيره توازى الجانب الايمن لابو الهول . كان المنظر جميل جدا ولكن كان هناك منظر اخر يلفت انتباهى وبقوه وهو حبيبان يجلسان على الصخره الاماميه لنا . كنت ارى فيهما قمة الحب والرومانسيه وهو يضع يده على كتفيها وهى واضعه راسها على صدره ويتحدثان فى عشق وهيام مما جعلنى انظر الى شرف فى حزن واقول له فى صمت :نفسى تعمل معايا كده نفسى احس بحبك ليا وفجأه وجدتنى اقول له بصوت مسموع اقلع دبلتى . تفاجىء شرف بهذا الطلب وقال : اشمعنى ؟ قلتله : اقلعها بس وانا كمان هقلع دبلتك وبالفعل قلعت دبلته مما اثار غضبه واشتد عناده وقلع دبلتى من يده .قلتله : دلوقتي انا وانت اصحاب قالى : يعنى ايه مش فاهم .قلتله: يعنى انا دلوقتي مش خطيبتك ولا انت خطيبى انت دلوقتى قاعد مع واحد صاحبك هتفتحلو قلبك وهتتكلم معاه بكل صراحه . قالى : اتفقنا. قلتله : انت ليه خطبت امل ؟ قالى عشان بحبها وعايز اتجوزها . قلتله : عايز تتجوزها اه لكن متاكد انك بتحبها ؟ قالى :اكيد طبعا . قلتله : ايه الدليل على حبك ليها؟ قالى : الدليل انى دخلت بيتها وطلبت من اهلها انى عايز اتجوزها . قلتله : بس الجواز مش دليل على الحب لان فيه حاجه اسمها جواز تقليدى .قالى : طيب ايه الدليل على الحب من وجهت نظرك ؟ قلتله : الدليل على الحب انك تحسسنى بحبك ليا وانك تكون حنين ورومانسى معايا . قالى : وانتى عيزانى اكون رومانسى ازاى. قلتله : بص قدامك وانت تعرف شوف الاتنين اللى قاعدين هناك دول شوف حاطط ايده على كتفها ازاى ورومانسى معاها . قالى : ياستى ده واخد بيشله فى افاه .تفاجئت برده ثم ضحكت وقلتله : على فكره مافيش فايده فيك  قالى بصى يا حبيبتى اللى انتى شيفاهم دول خرفان مش عشاق . نظرت له فى تعجب وقلت:  ايه اللى انت بتقوله ده ؟ قالى دى الحقيقه كل واحد فيهم بيكدب على التانى وبيمثله على بعض الرومانسيه  وبعد الجواز بيلعنو بعض يا حبيبتى متصدقيش اللى انتى شيفاه ده كلام فارغ . تشوهت صورة الحب فى نظرى وقلت : يعنى مافيش حاجه اسمها حب ولا رومانسيه ؟ قالى :  يعنى احط ايدى على كتفك زيهم والناس تقول علينا ايه ؟ الرومانسيه ليها مكانها مينفش احط ايدى على كتفك واحنا فى الهرم وفى عز الشمس لكن ممكن احط ايدى على كتفك واحنا على البحر زى اول يوم فى خطوبه قلتله:لكن مش ده بس اللى انا اقصده انا عيزاك تحبنى زى مانا بحبك  الحب اللى بجد انى اوحشك وانك تبقى عايز تجيلى من غير مطلب انى اشوفك مش افضل اتحايل عليك تيجى .ده انت حتى اول لما ماما قالتلك قلل الخروج اتلككت ومنعت تجيى اصلا وكأنك كنت مستنى الفرصه يبقى فين الحب ؟. لبس كل واحد فينا دبلت التانى وبعد لحظات من الصمت لقيت شرف بيقولى انتى عرفه يا امل مشكلتك ايه . قلتله : ايه ؟ قالى : مشكلتك انك عامله زى العيل الصغير اللى لقى لعبه ومش عايز حد ياخدها منه التفت اليه فى دهشه وقلت : انت شايف ان انا عيله ؟ رد شرف وقال : بصراحه اه يا امل .. كنت اشعر ان جميع الاصوات قد صمتت واصبح صوته وحده يرن ويسرى فى كل مكان فى الهرم وهو يقول : انتى نسيتى يوم الملاهي لما رجعنا بليل قعدتى تعيطى عشان بقولك انى مش هينفع اجيلك لمده اسبوعين فتحتيلى سارينة عياط ومكنتش عارف اسيبك وانزل وبعد ما روحت البيت بساعه لقيتك لسه بتعيطى انا بصراحه قلت البت دى مجنونه ولا ايه .. كنت استمع له ودموعى تختنق فى عيونى وابتلع كلماته بمراره انه يرانى طفله ويرى حبى ودموعى جنان كنت اراه وهو يسخر من مشاعرى ثم اتذكر دموعى فى ذالك اليوم الذى يحكى عنه و اقول بداخلى لماذا لم يفهم معنى هذه الدموع؟ لماذا لم ينتبه ان هذه الدموع تعبيرا عن كلمه هتوحشنى فى الأسبوعين اللى هتبعد عنى فيهم ؟لماذا لم يدرك اوجاعى فى غيابه ؟ لماذا لم يستطيع استيعاب مشاعرى تجاهه ؟ لماذا لم يفهمنى ؟ كنت اشعر اننى بالنسبه له مسأله حسابيه لا يستطيع فهمها وحينما فشل قام بتغير ارقامها .وكانت المسأله الحسابيه هى حبى له الذى لا يستطيع فهمه وحينما فشل فى فهم حبى قام بتحويله الى جنان وكان هذا بالفعل المختصر المفيد لشعور شرف نحوى . ولكن لم يتوقف شرف عند هذا فقط ولم يكف عن وجعى بل كان مستمرا فى تكرار كلمه مجنونه طوال حديثه مما اثار غضبى وجعلنى افقد اعصابى واقول له : لو انت شايف ان حبى ليك جنان يبقى انا مبحبكش ..( مبحبكش ) الكلمه التى هزت صداها صخور الهرم بل وهزت قلبى معها هى الكلمه التى خرجت من وراء قلبى ونطقها لسانى ولاول مره تخرج من بين شفتاى بل اول مره يسمعها شرف بصوتى مما جعله ينظر اليا فى دهشه

الى اللقاء فى الحلقه القادمه
ملحوظه: جميع حقوق النشر محفوظه


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق