بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 30 يناير 2018

مأساة امراه (٣٢) بقلم الشاعره / امال مصطفى الشامى


كانت البطله تكتب كل ليله من ليالى الانتظار وهى تتمنى ان يقرأ حبيبها ولو سطرا واحدا مما تكتبه لكى يشعر بعذابها فى غيابه حتى يعود بل وكانت البطله متاكده تمام التاكيد ان اذا قرأ حبيبها كتاباتها الذى تكتبها بدموعها سيندم على غيابه عنها طوال الاسبوع لذالك قررت البطله ان تفتش مشاعرها له وتظهر ضعفها للمره المليون على امل ان تتحرك مشاعر البطل المتجمده المتحجره او يصحو قلبه القاسى من غفلته ليسمع صوت ندائها ومناجاتها له ..وهنا تدخل البطله قائله: حينما جاءت الجمعه كنت ارتب اشعارى لكى يقرأها حبيبى وحينما جاء موعده كانت الاشعار جاهزه تماما تنتظر لمسات يده ونظرات عينه الذين يذيدين من اشعارى جمالا . حضر شرف وبعد لحظات خرجت انا من حجرتى وسلمت عليه وجلست بجانبه تحدثنا قليلا ثم دخلنا الى البلاكونه وكالعاده بدأ الحديث يدور بيننا عن اخبار الاسبوع وماذا فعل كلا منا فى غياب الاخر . قال هو انه قضى الاسبوع شغل ونوم وحينما جاء دورى ابتسمت وقلت : انا بقى بسهر كل يوم  اكتب اشعار . قالى : اشعار ايه؟ قلتله: اشعار ليك . قالى : طب متفرجينى . قلتله : بجد عايز تشوفهم ؟ قالى اكيد طبعا .. فرحت اوى وجريت الى حجرتى وكانت خطواتى سريعه ووجهى مبتسم .  ولو كانت تعلم البطله ماذا يفعل شرف بعد ان يقرأ اشعارها لما اسرعت تلك الخطوات البريئه . قالت البطله : اخذت اوارقى بين يدى وجريت الى شرف فى لهفه وكانت الصدمه هى انه عندما فتح اوراقى وبدأ يقرأ لاحظت فى عينيه نظرات سخريه . اخذت منه الورق وقلت له : اقرالك انا عشان شكلك مش فاهم خطى . رد قائلا : انا بردو بقول كده ياريت تقرأى انتى .وحينما اخذت منه الورق وبدأت اقرأ كلماتى المؤلمه المحزنه وجدته يضحك وكأننى اقرأ له نكت مما جعلنى اقطع القراءه . حقا لقد صدمت مما رايت ولكننى تماسكت وسالته بتضحك على ايه يا شرف ؟ رد قائلا وهو يشير بصابعه الى كلمه من الكلمات ويقول : بزمتك ده حرف نون . قلت له : انت مالك ومال الخط افهم الكلام وحس معناه وبدأت اكمل قراءه ولكنه كان مستمرا فى تعليقاته السخيفه التى جعلتنى اغلق اوراقى واقول خساره فيك كل اللى انا كتباه . كانت كلمات الاشعار تقول 

شعر (معاك ) 
معاك فوقت من احلامى 
وعشت اجمل واقع 
وكأنى كنت فى ليل 
وانت الفجر اللى طالع
نورت حياتى
معاك شوفت الشمس 
ومعاك لقيت كل شىء ضايع 
معاك عرفت فرحت لقى الاحباب 
 وعرفت يعنى ايه الم الفراق والغياب
معاك عرفت يعنى ايه معنى الحب 
عرفت معنى السعاده لما تدخل جوه القلب
عرفت الخصام والعتاب
عرفت الحيره وسهر الليالى
عرفت التقل واللهفه والعذاب
معاك عرفت يعنى ايه اشتياق
عرفت طعم اللقى بعد الفراق
عرفت يعنى ايه الانتظار قبل الاوان
عرفت يعنى ايه الصبر والهوان 
حسيت بنار المشتاق
معاك اتعلمت ازاى ابقى ديما فكراك
اتعلمت فى لحظة ضعفى اكون محتاجاك
اتعلمت ازاى احبك
اتعلمت ازاى اشتاق لك
واتعلمت ازاى استناك
اتعلمت اسهرلك الليالى 
وافضل افكر فيك 
اتعلمت كل ماجى انام
لازم احلم بيك
اتعلمت مهما كنت بعيد 
افضل شيفاك 
معاك 
*********
ومن تلك الاوراق شعر اخر يقول ( لا تنظر )
لاتنظر الى سنى وتقول صغيره 
ولا تنظر الى عقلى وتقول صغير
بل انظر الى قلبى وحبى الكبير
لا تنظر حولى فسوف تجد اشواك 
ولكن انظر اليا فسوف تجد قلبى لك مشتاق
انظر الى كلماتى وليس للاوراق 
فما بين سطورى الا دمع يسيل 
هذه كانت اجزاء بسيطه من كلماتى التى كتبتها من صميم احساسى ومشاعرى والتى وللأسف لم يشعر بها اطلاقا . حزنت كثيرا على تلك الكلمات التى مرت على سمعه دون ان يفهمها ومرت امام عينه دون ان يشعر بها . اخذت اوراقى فى صدرى وانا ابكى واقول والله خساره فيك . كان يحاول ارضائى بكل السبل ثم مسح دموعى حتى لا يلاحظ احد . وعندما توقفت عن البكاء ظن اننى تراضيت وطلب منى الذهاب وكأننى كالطفله يطبطب عليها لتهدأ .ذهب وهو لم يعلم ان كسر الخاطر اقوى من اى اعتذار . ذهبت معه لتوصيله الى باب الشقه ولكنه عندما وصل الى السلم طلب منى القلم الذى كتبت به الاشعار . تعجبت لهذا الطلب وظنيت انه سيفعل به شيئا يسعدنى لكى يمحى اثر الصدمه التى فعلها .وعندما احضرت له القلم طلب منى ان اعطيه يدى ليكتب شيئا توقعت انه سوف يكتب كلمه بحبك وبالفعل محا الصدمه ولكن بصدمه اخرى وهى اننى عندما نظرت الى يدى وجدته كاتب كلمه مجنونه فعندما رفعت عينى اليه وجدته يضحك ثم نزل وتركنى واقفه وحدى على سلالم البيت ابتلع صدمتى بكل وجع انها الصدمه التى انهت اليوم بدموع جارفه والام قاسيه دخلت الشقه واغلقت الباب خلفه وانا احمل اوراقى فى يدى ثم ضميتها الى صدرى وانا اشعر بالخزلان حتى دخلت حجرتى وقفلت بابى على نفسى  ..وضعت اوراقى امامى على سريرى وعيونى مملوءه بالدموع ثم بدات اقلب فى صفحاتى وانا ابكى بحرقه . ثم امسكت بالقلم ولقيت به بعيدا عنى انه القلم الذى كتبت به اشعارا مزقتنى نتيجه كتاباتها بقدر قوة شعورى بها بل انه نفس القلم الذى كتب به حبيبى رد فعله على يدى بنفس الحبر المغفل الذى كتب كلمات حب صادق بيد حمقاء همست على السطور بكل عفويه  هو نفس الحبر الذى كتب كلمه مجنونه على نفس اليد التى كتبت مسبقا وافشت عن مشاعرها البريئه المحطمه الحبر ذات اللون الاسود الذى تعلم القسوه والجحود من يد جديده امسكت بيه اليوم وكتبت بخط جديد كلمه تساوى رصاصه فى قلب انسان ممزق الروح كنت انظر للقلم وانا لم اصدق. لم اصدق نفسى واتسائل حبى ومشاعرى الوفيه فى هذه الدنيا يروه جنان. هل الحب جنان؟ ومن الذى حكم هذا الحكم ؟ انه حبيبى . كم هذا مؤلم بالنسبه الى قلبى .لقد اخرجت منه حبا صادقا .ويا للحسره تحول الحب الصادق فى هذا الزمن الى جنان . كانت تمر الايام وانا لم اشعر سوى بالحسره والالم وايضا بالحرمان الذى اصبح صديقى فى غياب شرف. ولكن لم افهم ماذا يستفيد شرف من تجريح مشاعرى بتلك الطريقه القاسيه وبرغم اننى اعد الايام بالساعه والدقيقة لكى يمر الاسبوع الطويل وتأتى الجمعه البعيده برغم اننى انتظرها بفارغ صبرى وهوانى لكى اراه امامى ولكنه يأتينى فى كل جمعه بجرح جديد وكأن انتظارى له هو انتظارى لجرحه وليس لرؤياه . كنت اتحمل جرحه فى سبيل رؤيته. كان انتظارى له جنونيا كنت انتظره بادق تفاصيل الانتظار .كنت انظر للساعه واعد الدقائق بتأنى لكى اشعر بلذت انتهاء الدقائق مما يهون عليا صبر الانتظار . وفى يوم الاربعاء الساعه 11مساء كانت البطله تجلس امام الساعه وهى تتأنى فى الساعات وتتخيل  ما يحدث بعد مرور هذه الساعات كانت البطله تقول : كنت انظر للساعه واقول الساعه دلوقتى 11 يعنى ناقص ساعه ويعدى اليوم . و بكره يجى اللى هو الخميس ويبقى خلاص صابح الجمعه وانام واصحى وتطلع عليا شمس اليوم المنتظر(شمس الجمعه) ويبقى ناقص ساعات وشرف يجى وتمر الساعات ويجى معاده و الاقيه بيخبط وبابا يفتحله الباب وانا اكون واقفه ورا باب اوضتى شيفاه وهو بيعدى قدام عنيا ويدخل الصالون ويقعد على الكرسى ده  وانا اطلع اسلم عليه بايدى واقعد على الكرسى اللى جنبه . كنت بصه للكراسى واقول يااااه امتى تيجى اللحظه دى كنت بتخيل نفسى قاعده جنبه .بل ووصل خيال البطله بانها تتوهم بانها تسمع من حبيبها كلمات الحب الذى لم تتذوقه قائله ايوه شايفه نفسى قاعده جنبه بسمع منه كلمه بحبك حسه بلمسته وهو بيمسك ايدى وبيكتب فيها كلمه بحبك وببصله وابتسم واقوله انا كمان بحبك . اخيرا كتب بحبك الكلمه اللى كنت بتمناه يكتبها ..ولكن.. لما تنبهت لقيت الكرسين فاضيين  والساعه امامى ماذالت( 11 ) وماذال يوم الاربعاء مستمرا . وماذال العقرب واقفا 


هناك تعليق واحد: