بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 27 سبتمبر 2017

بوح العناقيد /بقلم الشاعره/ وليدة محمد عنتابي

~~~ بوح العناقيد ~~~

أنشدته رجع الحنين الصّامت
متردّداً  في عالمٍ متهافت

ونشرت من أشجانه ما شفَّني
وبعثت من أقصى الشّعور بدايتي

فإذا الجداول في دمي أنشودة
وإذا الخمائل في المفاوز ترتمي

وإذا العناقيد التي حملت غدي
خبرٌ على شفتيه بعد تكتُّمِ

لبريق صوته في انتباهي مشاتلٌ
عبقت بأنسام الربيع الأغيدِ

وتعسجدت ْ أزهارها  ونجومها
حفلت بأصناف الرنين الأميد ِ

إن مرَّ طيفه فوق رملي خلته
ذات العماد تظاهرت للأعينِ

وتنبَّعتْ كثبانها خمرأً تسل_
_سل في صحائف أرخبيلٍ مدمن ِ

فتنرجست كسرابها في هاجسي
وتكسَّرتْ كلُّ المرايا بمقلتي

همَّتْ شفاهيَ بالتقاطها قطرةً
فتبلورتْ كالماس تخطف دهشتي

فإذا النجوم على مفارش ظلمتي
والليل ظلٌّ فوق رمل ظهيرتي

وإذا ارتعاش براعمي متضوّع
وإذا السّحاب مقطّرٌ من بهجتي

يا بعضه  والكلُّ بعض صفاتهِ
متجسِّدٌ والكون مجلى ذاته

 وشفيف روحه نافذ في  خلقهِ
متواترٌ في بعثه وحياتهِ

فكأنَّهُ زهرٌ على شجر المنى
لهبٌ يراقص كالنّسيم توجُّدي

فإذا احترقت على مجامر غيبه
سيهبُّ من تحت الرماد تعدّدي

ونعود نخترع الحياة تقاطعاً
وتلاقياً أبداً بنا لا تنتهي

ما نحن والموت الّذي نحيا له
 إلا كإدراك الزمان بسبقهِ

يا ليله والكون بعض نجومه
وضياء بدره من وميض خواطري

رقَّ السكون بمقلتيه فخلته
 كغلالة قد لفّ فيها مشاعري

يافيضه حين انتهى في خاطري
 أشتات برقٍ خُلَّبٍ لم تُمْسَكِ

فتمطَّرتْ رعشاته من نشوةٍ
وشكا البنفسج لوعةً لليلكِ

يا ظلَّه إمَّا تقاطع والمدى
مدٌّ طغى في راحتيه تأبُّدي

لا الجزر يثني الموج عن إقدامه
وليدة عنتابي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق