بحث إسلامي بعنوان {{ الدعاء }} بقلم / نهلة أحمد
{{ إلهي أنا أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني }}
الدعاء في اللغة :-
---------------------
يُقال دعوتُ الله لهُ وعليهِ والدعوة المرَّة الواحدة , والدعوة واحد الأدعية , وأصلها دعاؤ , ولأنَّه من دعوتُ إلا إنَّ الواو جاءت بعد الألف همزة , وتقول للمرأةِ تَدْعين , وفيه لغة ثانية أنتِ تَدْعُوِين بإشمام العين الضمة , والجماعة أتُتُنَّ تدعون مثل الرجال على السواء .
وقد وردت كلمة دعاء { 7} مرات بهذا اللفظ في القرآن الكريم , قال سبحانه وتعالى في سورت فصلت آية ( 51) {{ وإذا أنعمنا على الإنسان أعرضَ ونأى عن بجانبهِ وإذا مسَّهُ الشر فذو دعاءٍ عريض }},,,وفي سورة غافر آية (50) {{ قالوا أولمْ تَكٌ تأتيكُم رُسُلكم بالبيِّناتِ قالوا بَلى فادعوا وما دعاء ُ الكافرين إلا في ضلال }} وفي سورة الرعد آية (14) {{ لهُ دعوةُ الحقِ والذين يدعونَ من دونِهِ لا يستجيبونَ لهمْ بشيءٍ إلا كباسطِ كفيهِ إلى الماء ليبلُغَ فاهُ وما هوَ ببالغِهِ وما دُعاءُ الكافرين إلا في ضلال ,
وهكذا في بقيةش الآياتِ , كما وردت وبصيغٍ مختلفة ٍ فمرةٍ بصيغة ِ المخاطب ومرة بصيغ الأمر , قال سبحانهُ وتعالى { وقال َ ربكُم أدعوني أستجِب لكُم إنَّ الذينَ يستكبرونَ عن عبادتي سيدخلون َ جهنَّمَ داخرين }}. كذلك جاءت كلمة دعاء في القرآن أما ظاهرة أو ضمنيَّة بلسانِ قوم ,, ففي سورة إبراهيم آية (40) :
{{ ربنا أغفر ْ لي ولوالديَّ وللمؤمنينَ بومَ يقومُ الحساب }} من هذا ومن آياتٍ سنوردها في مقامٍ آخر البحث نرى أنَّ الدعاءَ يمكن أن يُعَرَّفَ :- بأنَّه هو الوسيلة ُ بين العبد وخالقه , وإتصالٍ من عالم ِ الملك ِ بعالمِ الملكوت الذي هو من أهَمِ الأسباب [ الطبيعيَّةِ الاختيارية الواقعيَّةِ لنجحِ المطلوب ونيلِ المقصود , وفي كلِ المجالاتِ , فإنَّهُ كما تترتبُ المسبِباتُ على الأَسبابِ المُقتضية لها فإنَّ قانون السببيَّة الذي جعلهُ اللهُ وسيلة ً لتحقيق المسبَبات الوجدانيَّة دون أن يكون فيض من الأسباب مستقلة من دون الله .
كذلك فإنَّ للإنسانِ شعوراً باطنيَّاً وحِساً وجدانيَّاً في فطرتِهِ أنَّ لاملجأَ يأوي إليهِ في حوائِجِهِ ولا مهربَ من كل ِ ضيقٍ ٍ أو شدَّةٍ تعتصرُهُ إلا الله لأَنَّ الإنسانَ بعقيدتهِ الراسخة في قلبهِ يعرِفُ أنَّ لكلِ سببٍ مسَبِبْ , وإنَّ اللهَ سبحانه وتعالى هو ذلك المسبِب فلذا يلتَجأُ إليهِ في إزالةِ السبب عتهُ , وفي تزاحم المشاكل والأحداثقد ينطفئ نور الحق فيتخيَّل الإنسانُ عكس َ مافُطِرَ عليه يتخبط َ في عالمِ الظُلُماتِ فينسى اللهَ ويقنط , قال سبحانه وتعالى {{ لا يسئم الإنسان من دعاء ِ الخيرِ وإنْ مسَّهُ الشر ُ فيئوسٌ قنوط }} سورة فصلت آية (49).
أمّا في السنة فقد وردت أحاديثَ وروايات كثيرة في فضل الدعاء فعن النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم : -{ الدعاء ُ سلاحُ المؤمن وعمود الدين ونور ُ السموّاتِ والأرض } وعن الصادق عليه السلام قال :- { إنَّ الدعاء يردُ القضاء وقد أُبْرِمَ إبراما فأكثِر ْ من الدعاء فإنَّهُ مفتاح كل رحمة ونجاحُ كل حاجة ولا يُنال ما عندَ الله إلا بالدعاء فإنَّهُ ليسَ من بابٍ يَكثُرُ قَرعُهُ إلا أوشَكَ أنْ يُفتَحَ لصاحبِهِ }.
عن الرضا (ع) :- { عليكم بسلاحِ الأنبيّاء فقِيلَ وما سلاح الأنبيّاء قال (ع) : الدعاء }
قال النبي محمد صلى الله عليه وعلى آلهِ وسلّم : { ألا أدُلُكُم على سلاحٍ ينجيكم من أعدائِكم ويدرُّ أرزاقكم قالوا : بلى , قال : تدعون ربكم بالليل والنهار فإن سلاح المؤمن الدعاء} .
هناك بعض الإيرادات ترد على مسألة الدعاء أهمها :- إنَّ الحوادث معلومة عنده جلَّت عظمته فلا تتَغيَّرُ في العلم إذاً فلا تتغيّر في الحوادث أيضاً . ويُّردُ على ذلك : إنَّ التغيُّرَ الذي يحصل بالمعلوم لا بالعلم فعلم الله ثابت ولكن الحوادث متغيِّرة ويرتبط هذا التغيُّر بمشيئتهِ وبأسبابها , وبالتالي فالدعاء يكون للتوسُّل إلى الله من أجلِ تحقيق الصالح من هذه المتغيِّرات .
-إنَّ الحوادث التي ترد علينا مقدرة ومقضيَّة أزلاً ولا تتغيَّر ولا تغيُّر ولا تبدُّل في القضاء والقدر .
- الرد عليه : إنَّ القضاء َوالقدر من مراتب فعله جلَّ شأنه وليس في مرتبة الذات , وفعله قابل للتغيُر مطلقاً , وقد وردت في الروايات َ: إنَّ الدعاء يرد القضاء ولو أُبرِمَ إبراما , فيُلجأ إليه للتوسُّل لأجل ِ زوال الحادثة أو التغيير من حالٍ إلى حال ٍ أفضل
- الآيات الشريفة الدالة على الحث على العمل ونيل الأجر تنافي سبل الدعاء مثل قوله : { وقل إعملوا فسيرى اللهُ عملَكُم } و قوله :{ إنّض الله لايضيع أجر من أحسن عملا }
- الرد عليه : أنَّهُ لا تنافي بين تلك الآيات , وبين ما أمر الله تعالى بالدعاء مثل قوله تعالى :{ إدعوني أستجب لكم } لأنَّ الدعاء بلا عمل لا أثَرَ له وإنَّهُ فيما لا يُستجاب .
قال أمير المؤمنين علي (ع) : { مَن طلب َ شيئاً نالهُ أو بعضهُ }
إنِّ الدعاء بنفسه عمل ٌ خاص وتوجُّهٌ إليهِ فلا يتنافى بين مايدلُّ على الترغيب بالعمل وبين ما إذا أمر بالدعاء .
قال سبحانه وتعالى : ربنا لا تُزِغْ قلوبنا بعد إذْ هديتنا وهب لنا من لدنكَ رحمةً إنَّكَ أنتِ الوهّاب} سورة آل عمرات آية { 8 }فالدعاء هنا رغبةً في البقاء على الهداية ورغبة في الإتصال الروحي بين العبد وربِه , وطلب الرحمة الإلهيَّة التي يعرف المخلوق بأنَّها عند خالقه ِ لا عندَ أحدٍ سوّاه . كما إن الله َ لا يُبغي قانون العليَّة والأسباب والمسبَبات للأشيّاء , فأبى الله إلا أن تجري الأمورُ إلا بأسبابها ’
* في وصيَّة ٍ لأمير المؤمنين علي لولده الحسين عليهما السلام :- ( ثُمَّ جعلَ في يديكَ مفاتيح خزائنهُ بما أن لك فيه منْ مسألة فمتى شئتَ إستفتحتَ بالدعاء أبواب لفتحه واستمطرت شآبيبَ رحمته فلا يقنطك أبطاء إجابتهِ
==================
وللبحث بقيّة
{{ إلهي أنا أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني }}
الدعاء في اللغة :-
---------------------
يُقال دعوتُ الله لهُ وعليهِ والدعوة المرَّة الواحدة , والدعوة واحد الأدعية , وأصلها دعاؤ , ولأنَّه من دعوتُ إلا إنَّ الواو جاءت بعد الألف همزة , وتقول للمرأةِ تَدْعين , وفيه لغة ثانية أنتِ تَدْعُوِين بإشمام العين الضمة , والجماعة أتُتُنَّ تدعون مثل الرجال على السواء .
وقد وردت كلمة دعاء { 7} مرات بهذا اللفظ في القرآن الكريم , قال سبحانه وتعالى في سورت فصلت آية ( 51) {{ وإذا أنعمنا على الإنسان أعرضَ ونأى عن بجانبهِ وإذا مسَّهُ الشر فذو دعاءٍ عريض }},,,وفي سورة غافر آية (50) {{ قالوا أولمْ تَكٌ تأتيكُم رُسُلكم بالبيِّناتِ قالوا بَلى فادعوا وما دعاء ُ الكافرين إلا في ضلال }} وفي سورة الرعد آية (14) {{ لهُ دعوةُ الحقِ والذين يدعونَ من دونِهِ لا يستجيبونَ لهمْ بشيءٍ إلا كباسطِ كفيهِ إلى الماء ليبلُغَ فاهُ وما هوَ ببالغِهِ وما دُعاءُ الكافرين إلا في ضلال ,
وهكذا في بقيةش الآياتِ , كما وردت وبصيغٍ مختلفة ٍ فمرةٍ بصيغة ِ المخاطب ومرة بصيغ الأمر , قال سبحانهُ وتعالى { وقال َ ربكُم أدعوني أستجِب لكُم إنَّ الذينَ يستكبرونَ عن عبادتي سيدخلون َ جهنَّمَ داخرين }}. كذلك جاءت كلمة دعاء في القرآن أما ظاهرة أو ضمنيَّة بلسانِ قوم ,, ففي سورة إبراهيم آية (40) :
{{ ربنا أغفر ْ لي ولوالديَّ وللمؤمنينَ بومَ يقومُ الحساب }} من هذا ومن آياتٍ سنوردها في مقامٍ آخر البحث نرى أنَّ الدعاءَ يمكن أن يُعَرَّفَ :- بأنَّه هو الوسيلة ُ بين العبد وخالقه , وإتصالٍ من عالم ِ الملك ِ بعالمِ الملكوت الذي هو من أهَمِ الأسباب [ الطبيعيَّةِ الاختيارية الواقعيَّةِ لنجحِ المطلوب ونيلِ المقصود , وفي كلِ المجالاتِ , فإنَّهُ كما تترتبُ المسبِباتُ على الأَسبابِ المُقتضية لها فإنَّ قانون السببيَّة الذي جعلهُ اللهُ وسيلة ً لتحقيق المسبَبات الوجدانيَّة دون أن يكون فيض من الأسباب مستقلة من دون الله .
كذلك فإنَّ للإنسانِ شعوراً باطنيَّاً وحِساً وجدانيَّاً في فطرتِهِ أنَّ لاملجأَ يأوي إليهِ في حوائِجِهِ ولا مهربَ من كل ِ ضيقٍ ٍ أو شدَّةٍ تعتصرُهُ إلا الله لأَنَّ الإنسانَ بعقيدتهِ الراسخة في قلبهِ يعرِفُ أنَّ لكلِ سببٍ مسَبِبْ , وإنَّ اللهَ سبحانه وتعالى هو ذلك المسبِب فلذا يلتَجأُ إليهِ في إزالةِ السبب عتهُ , وفي تزاحم المشاكل والأحداثقد ينطفئ نور الحق فيتخيَّل الإنسانُ عكس َ مافُطِرَ عليه يتخبط َ في عالمِ الظُلُماتِ فينسى اللهَ ويقنط , قال سبحانه وتعالى {{ لا يسئم الإنسان من دعاء ِ الخيرِ وإنْ مسَّهُ الشر ُ فيئوسٌ قنوط }} سورة فصلت آية (49).
أمّا في السنة فقد وردت أحاديثَ وروايات كثيرة في فضل الدعاء فعن النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم : -{ الدعاء ُ سلاحُ المؤمن وعمود الدين ونور ُ السموّاتِ والأرض } وعن الصادق عليه السلام قال :- { إنَّ الدعاء يردُ القضاء وقد أُبْرِمَ إبراما فأكثِر ْ من الدعاء فإنَّهُ مفتاح كل رحمة ونجاحُ كل حاجة ولا يُنال ما عندَ الله إلا بالدعاء فإنَّهُ ليسَ من بابٍ يَكثُرُ قَرعُهُ إلا أوشَكَ أنْ يُفتَحَ لصاحبِهِ }.
عن الرضا (ع) :- { عليكم بسلاحِ الأنبيّاء فقِيلَ وما سلاح الأنبيّاء قال (ع) : الدعاء }
قال النبي محمد صلى الله عليه وعلى آلهِ وسلّم : { ألا أدُلُكُم على سلاحٍ ينجيكم من أعدائِكم ويدرُّ أرزاقكم قالوا : بلى , قال : تدعون ربكم بالليل والنهار فإن سلاح المؤمن الدعاء} .
هناك بعض الإيرادات ترد على مسألة الدعاء أهمها :- إنَّ الحوادث معلومة عنده جلَّت عظمته فلا تتَغيَّرُ في العلم إذاً فلا تتغيّر في الحوادث أيضاً . ويُّردُ على ذلك : إنَّ التغيُّرَ الذي يحصل بالمعلوم لا بالعلم فعلم الله ثابت ولكن الحوادث متغيِّرة ويرتبط هذا التغيُّر بمشيئتهِ وبأسبابها , وبالتالي فالدعاء يكون للتوسُّل إلى الله من أجلِ تحقيق الصالح من هذه المتغيِّرات .
-إنَّ الحوادث التي ترد علينا مقدرة ومقضيَّة أزلاً ولا تتغيَّر ولا تغيُّر ولا تبدُّل في القضاء والقدر .
- الرد عليه : إنَّ القضاء َوالقدر من مراتب فعله جلَّ شأنه وليس في مرتبة الذات , وفعله قابل للتغيُر مطلقاً , وقد وردت في الروايات َ: إنَّ الدعاء يرد القضاء ولو أُبرِمَ إبراما , فيُلجأ إليه للتوسُّل لأجل ِ زوال الحادثة أو التغيير من حالٍ إلى حال ٍ أفضل
- الآيات الشريفة الدالة على الحث على العمل ونيل الأجر تنافي سبل الدعاء مثل قوله : { وقل إعملوا فسيرى اللهُ عملَكُم } و قوله :{ إنّض الله لايضيع أجر من أحسن عملا }
- الرد عليه : أنَّهُ لا تنافي بين تلك الآيات , وبين ما أمر الله تعالى بالدعاء مثل قوله تعالى :{ إدعوني أستجب لكم } لأنَّ الدعاء بلا عمل لا أثَرَ له وإنَّهُ فيما لا يُستجاب .
قال أمير المؤمنين علي (ع) : { مَن طلب َ شيئاً نالهُ أو بعضهُ }
إنِّ الدعاء بنفسه عمل ٌ خاص وتوجُّهٌ إليهِ فلا يتنافى بين مايدلُّ على الترغيب بالعمل وبين ما إذا أمر بالدعاء .
قال سبحانه وتعالى : ربنا لا تُزِغْ قلوبنا بعد إذْ هديتنا وهب لنا من لدنكَ رحمةً إنَّكَ أنتِ الوهّاب} سورة آل عمرات آية { 8 }فالدعاء هنا رغبةً في البقاء على الهداية ورغبة في الإتصال الروحي بين العبد وربِه , وطلب الرحمة الإلهيَّة التي يعرف المخلوق بأنَّها عند خالقه ِ لا عندَ أحدٍ سوّاه . كما إن الله َ لا يُبغي قانون العليَّة والأسباب والمسبَبات للأشيّاء , فأبى الله إلا أن تجري الأمورُ إلا بأسبابها ’
* في وصيَّة ٍ لأمير المؤمنين علي لولده الحسين عليهما السلام :- ( ثُمَّ جعلَ في يديكَ مفاتيح خزائنهُ بما أن لك فيه منْ مسألة فمتى شئتَ إستفتحتَ بالدعاء أبواب لفتحه واستمطرت شآبيبَ رحمته فلا يقنطك أبطاء إجابتهِ
==================
وللبحث بقيّة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق